بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه أجمعين .
تناقلت منتديات الرافضة شبهة " باهتة " وهي القول بأن أبو حاتم الرازي الإمام العدل الثقة , أولُ من صنف في علم الحديث يقولُ في الحسين بن علي " ليسَ لهُ صحبهَ " قلنا وهذا من الجهل عند الرافضة أن فهمت النص بأن الحسين عند أبو حاتم الرازي ليس لهُ صحبة , ثم رموا إمام أهل السنة " بالنصبِ " وهذا باطل وإفتراء ولا يعتبُ المرء على ضعف فهم القومِ بل هم أشدُ ضعفاً من ذلك بكثير , وما أعظمها من نصوص إذ كانت ثقيلة على عقول أهل البدعِ فما وعوها وما فهموها فالحمدُ لله تعالى .
فقال إبن أبي حاتم في المراسيل (1/27) : " سمعت أبي يقول حسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما ليست له صحبة " وقد أعل الرافضة هذا اللفظ بأن أبو حاتم الرازي طعن في الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ ورحم أبو حاتم إمامٌ عادل محبٌ لأهل البيت كما هو حالُ أهل السنة , فقد قالوا أن أبو حاتم الرازي طعن في الحسين بن علي بن أبي طالب وهذا القولُ شذوذ وفهمٌ خاطئ لنص عند أبي حاتم , فكان من باب الاولى التفريق بين صحبة " الجهاد " وصحبة " الرؤية " .
قال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (3/55) : " 249 - الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله عليه السلام له صحبة روى عنه ابنه علي بن الحسين وابنته فاطمة بنت الحسين سمعت أبي يقول ذلك " فهنا كما نرى أن أبو حاتم الرازي يقولُ فيهِ " لهُ صحبة " وهذا ينافي فهم الرافضة لنصوص والمراد من كلام إبن أبي حاتم في المراسيل هو أنهُ " صحبة القتال " لا صحبة الرؤية " كما أعلم فالصحيحُ من ذلك صحبة رؤية .
ولنوضح أكثر في مقدمة إبن الصلاح (175) : " وروينا عن شعبة عن موسى السبلاني واثني عليه خيرا قال أتيت أنس بن مالك فقلت هل بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد غيرك قال بقي ناس من الاعراب قد رواه فاما من صحبه فلا إسناده جيد حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة " ثم قال : " ثم إن كون الواحد منهم صحابيا تارة يعرف بالتواتر وتارة بالاستفاضة القاصرة عن التواتر وتارة بان يروي عن آحاد الصحابة انه صحابي وتارة بقوله واخباره عن نفسه بعد ثبوت عدالته بأنه صحابي والله أعلم " , ويقعُ الكلام في التفريق بين الصحابي برؤيتهِ للنبي صلى الله عليه وسلم دونَ قتال , وبين من قاتل وغزى ورأى النبي صلى الله عليه وسلم , فلم يعلم للحسين بن علي رضي الله عنهُ صحبة في قتال مع النبي صلى الله عليه وسلم خلاف باقي أصحابهِ رضي الله عنهم , بل كان لهُ شرفُ رؤيتهِ كيف لا وهو إبنُ بنتهِ صلى الله عليه وسلم , والراجحُ من كلامهِ أبي حاتم أنهُ صحبةُ قتال وغزو , وأما الصحبة كما في المقدمة فقد ثبت لهُ كما قال إبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل وينتفي بذلك قولهم في حق أبو حاتم .
وفي الباعث الحثيث (1/24) : " وهذا إنما نفي فيه الصحبة الخاصة، ولا ينفي ما اصطلح عليه الجمهور من أن مجرد الرؤية كاف في إطلاق الصحبة، لشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلالة قدره وقدر من رآه من المسلمين. ولهذا جاء في بعض ألفاظ الحديث: تغزون فيقال: هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: " نعم، فيفتح لكم " حتى ذكر " من رأى من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث بتمامه " . وها هو أنس يثبت الصحبة للأعراب وأما الصحبة الخاصة بما يراه هو فلا , ولم يقف الأمرُ على الحسين بن علي فذلك واقعُ لبعضٍ من الصحابة , والتفريقُ بين الصحبة الخاصة , والصحبة فلا يعرفُ المرء متى يتعلم الرافضة من جهالتهم .
في الإصابة في تمييز الصحابة (6/117) : " وكذا رواه أحمد ومع ذلك قال ليست لمسلمة صحبة فلعله أراد الصحبة الخاصة وأخرجه بن الربيع الجيزي من وجهين أحدهما قال فيه مثل هذا والآخر قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن أربع سنين ومات وأنا بن أربع عشرة سنة وزاد ولأهل مصر عنه حديثان أحدهما أغروا النساء يلزمن الحجال ولم يصرح فيه بالسماع والثاني أنه ولد سنة الهجرة " ولهذا قال الإمام أبو حاتم الرازي ليس " للحسين بن علي " صحبة وهذا الراجح وهي الصحبة الخاصة لا الصحبة وهي رؤيتهُ للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت رؤية مسلمة صحيحة وهي تشريف الصحبة بالرؤية ولهُ رواية إلا أنهُ لم يصحبهُ في الغزاوي والمعارك وهو الراجح من القول وفي جامع التحصيل " مسلمة بن مخلد الأنصاري ذكر أبو طالب أحمد بن حميد عن أحمد بن حنبل أنه ليست له صحبة والجمهور أثبتوا ذلك له وروى أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم أخرجه أبو داود وقيل كان سنه أربع عشرة سنة " وقال أبو حاتم ليست لهُ صحبة في الجرح والتعديل ولعل الراجح الصحبة الخاصة لأن مسلمة بن مخلد كان صغيراً كما ثبت أعلان . والله أعلم
كتبهُ /
أهلُ الحديث