الصلاة البتراء
حديث (لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء) غير موجود في كتب السنة على الإطلاق , وهو موجود بكل تأكيد في عقول الكذابين الذين يتخذون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناً يتعبدون الله به!!
"قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد"دليل على لزوم الصلاة على الآل
نقول لقد وردت أحاديث أخرى تبين أن الصلاة على الآل ليس واجبة , منها قوله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أوليكثر ورواه ابن ماجة من حديث شعبة به. مسند أحمد ((15126)) وكذلك قوله أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة. سنن الترمذي ((446)) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه.
مسند أحمد ((1574)) وكل هذه الأحاديث وغيرها لم يُذكر فيها الصلاة على الآل.
نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة البتراء والكلام في مشروعية الصلاة على الصحابة رضي الله عنهم
نقول أن حديث ( لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء ) غير موجود في كتب السنة على الإطلاق , وهو موجود بكل تأكيد في عقول الكذابين الذين يتخذون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناً يتعبدون الله به!!
قوله " قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد " دليل على لزوم الصلاة على الآل .
نقول لقد وردت أحاديث أخرى تبين أن الصلاة على الآل ليس واجبة , منها قوله صلى الله عليه وسلم يقول ( من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر ورواه ابن ماجة من حديث شعبة به ) . مسند أحمد (( 15126 )) وكذلك قوله ( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ) . سنن الترمذي (( 446 )) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه ) . مسند أحمد (( 1574 )) وكل هذه الأحاديث وغيرها لم يُذكر فيها الصلاة على الآل .
قوله أنه لا دليل على جواز الصلاة على الصحابة .
نقول اختلف أهل السنة في حكم الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم فقال بالمنع مالك والشافعي والمجد ابن تيمية، وحجتهم في ذلك أن ابن عباس قال (( لا تصلح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار )) وقال بالجواز أحمد بن حنبل واختاره أكثر أصحابه كالقاضي وابن عقيل والشيخ عبد القادر واحتجوا بما روى عن على أنه قال لعمر: صلى الله عليك .. راجع مجموع الفتاوى جـ22 ص (472 ـ 474). واتفقوا على جواز جعل غير الأنبياء تبعاً لهم في الصلاة فيقال (( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه، للأحاديث الصحيحة في ذلك، وقد أمرنا به في التشهد، ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة أيضاً )) الأذكار للإمام النووي ص (177) وانظر مسائل من فقه الكتاب والسنة لعمر الأشقر ص (62 ـ 63).
ولا تصلوا عليّ الصلاة البتراء
يكثر الرافضة من ذكر هذا الحديث والاحتجاج به ولا وجود له في الكتب الصحيحة المعتمدة عندنا. وقد ذكره ابن حجر الهيتمي بصيغة التمريض فقال (ويرُوى) (الصواعق المحرقة2/ 43.).
ولكن المفاجاة أنني عدت إلى أمهات مصادر كتب الشيعة وأطلت التنقيب عنها بالسند فوجدت أنهم يحكونها حكاية من دون سند.
أليس من أعجب العجيب أن تمثل هذه الرواية رأسمال مذهبهم وينتقدون السنة من خلالها دائما ويلزمونهم بها بينما لا يوجد لها إسناد في كتب القوم؟
والرافضة هم الذين يجعلون صلاتهم بتراء حين يخرجون أزواج النبي من (أهل البيت) مع أن القرآن خاطب أزواج الأنبياء ووصفهن بأهل البيت.
الأولى: (قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) قالوها لامرأة إبراهيم.
الثانية: (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم) وعنى بذلك أم موسى.
الثانية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وسياق الخطاب في أبناء النبي. وحين يخرجون زينب ورقية وأم كلثوم من النسب النبوي ويزعمون أنهن كن ربائب له من زوج آخر لخديجة.
إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
فقد أجمع المفسرون سنة وشيعة على أن الصحابة الذين نزلت فيهم هذه الآية جاءوا إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله عرفنا كيف نسلم عليك ولم نعرف كيف نصلي عليك. فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كمل صليت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ولا تصلوا علي الصلاة البتراء قالوا: وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟ قال: أن تقولوا اللهم صل على محمد وتصمتوا وإن الله كامل ولا يقبل إلا الكامل).
قلت: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري [52].
الله أكبر كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا أأجمع المفسرون السنة على هذا الحديث المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والغريب أن التيجاني في
الحاشية عزا إلى تفسير ابن الأثير! وما سمعنا عنه ولم يذكر أهل اعلم الذين ترجموا لابن الأثير كتابا له في التفسير فليت شعري! ما أجرأ التيجاني على الكذب وقد رجعت
إلى كتب التفسير فلم أجد أحدا ذكر هذا الحديث بهذه الصيغة التي ذكرها التيجاني والحديث الصحيح يبدأ من قول الصحابة: عرفنا كيف نسلم عليك وينتهي عند قوله: إنك
حميد مجيد.
أما الصلاة البتراء فهي من كذبات التيجاني ولم يذكرها أحد من المفسرين الذين رجعت إلى كتبهم وهم الطبري وابن العربي والقرطبي والنسفي والشوكاني وابن الجوزي وابن تيمية [53] وابن عطية والنسائي والسيوطي.
فكيف أجاز التيجاني لنفسه أن يقول: أجمع المفسرون سنة وشيعة؟!
قال السخاوي: ويروى عنه صلى الله عليه وسلم مما لم أقف على إسناده: لا تصلوا علي الصلاة البتراء. قالوا: وما البتراء؟ قال: تقولون اللهم صل على محمد وتسكتون بل قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. أخرجه أبوسعد في شرف المصطفى [54].
فهذا كما يقول السخاوي ثم يجرؤ هذا الأفّاك ويقول أجمع المفسرون فهل من كذب أشد من هذا؟! فإن قال قائل: هذا كلام منعم وليس كلام التيجاني. قلت: التيجاني أقرّه على كذبه بل ونقله في كتابه مستشهدا به.
[52] فتح الباري-كتاب الأنبياء باب بينما امرأة ترضع ابنها رقم 3483.
[53] له كتاب دقائق التفسير.
[54] القول البديع للسخاوي ص46. وهذا الكتاب لم أعرفه وسألت عنه بعض أهل العلم فلم
يعرفوه فلعله مخطوط ومؤلفه غير معروف.
الصلاة البتراء
يقول الحافظ شمس الدّين السّخاوي في كتابه الجليل (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشّفيع) تحقيق/ بشر محمد عيون . ص70 ما نصه:
(( وُروَى عنه صلى الله عليه وسلَّم مما لَمْ أقفْ على إسناده: "لا تُصلُّوا عليَّ الصلاة البتراء" ، قالوا وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟ ، قال: "تقولوا اللهم صلِّ على محمد ، وتمسكون. بل قولوا: اللهمّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد" أخرجه أبو سعيد في شرف المصطفى )).
لم يقف الحافظ السّخاوي على اسناده ، بل ولن تقف له على إسناد في كتب أهل السنّة والجماعة ، فليس له أصل البتَّة ..
نعم أخرج الحافظ أبو القاسم حمزة السّهمي المتوفى سنة427هـ في تاريخه (تاريخ جرجان) ص148 في ترجمة "الحسن بن الحسين الجرجاني" ترجمة رقم 263 قال:
حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم العلوي بواسط حدثنا الحسن بن الحسين الجرجاني الشاعر حدثني أحمد بن الحسين حدثني الفضل بن شاذان النيسابوري ..باسناد له! رفعه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه قال: (( إنَّ الله فرض على العالم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرننا به ، فمن صلّى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولَمْ يُصلِّ علينا لقي الله تعالى وقد بتر الصلاة عليه وترك أوامره )).
وهذا باطل أيضاً لا يصح ..
وفي الأحاديث الصّحاح في الصّلاة على الآل ما يُغني عن هذه الموضوعات ..
وبالله التّوفيق
بل حتى هذا الخبر في كتب الرافضة لا يصح ، ومع ذلك يحتجُّون به !!
فقد رأيتُ أحد الإخوة في بعض المنتديات ذكر كلاماً جميلاً يُستأنسُ به ويُحتج به على الروافض ، فيقول:
* أخرج الكليني الرافضي في كتابه (الكافي) -وهو أصح كتاب عندهم بعد كتاب الله- ج 2 ص 495:
(( 21 - عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن القداح عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمع أبي رجلا متعلقا بالبيت وهو يقول : اللهم صل على محمد ، فقال له أبي : يا عبد الله لا تبترها لا تظلمنا حقنا قل : اللهم صل على محمد وأهل بيته )).
وهذه ترجمة الرّاوي سهل بن زياد في كتب رجالهم ؛ ففي (رجال النجاشي) ص 185:
(( سهل بن زياد أبو سعيد الادمي الرازي كان ضعيفا في الحديث ، غير معتمد فيه . وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم إلى الري وكان يسكنها .... )) .
وفي (رجال ابن داود) ص 249:
(( سهل بن زياد الادمي أبو سعيد الرازي ... ضعيف فاسد الرواية وكان أحمد بن محمد بن عيسى أخرجه من قم ونهى الناس عن السماع عنه .. كان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم إلى الري )).
وفي (نقد الرجال) ج 2 ص 383:
(( سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي ، كان ضعيفا في الحديث غير معتمد فيه ...)).
* وأخرج الحُر العاملي الرافضي في كتابه (وسائل الشيعة) ج7 ص203:
(( "9116" 6 - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قال : صلى الله على محمد وآله ، قال الله جل جلاله : صلى الله عليك ، فليكثر من ذلك ، ومن قال : صلى الله على محمد ولم يصل على آله لم يجد ريح الجنة ، وريحها يوجد من مسير خمسمائة عام )).
أقوال علماءهم في الجرح والتّعديل في الحسين بن أحمد بن إدريس ، وأحمد بن محمد بن خالد..
يقول المفيد في (معجم رجال الحديث) للجوهري ص 162:
(( الحسين بن أحمد بن إدريس القمي : الأشعري ، يكنى أبا عبد الله ، روى عنه التلعكبري . رجال الشيخ: مجهول ))
وفي (رجال ابن داود الحلي) ص43:
(( أحمد بن محمد بن خالد ... كان ثقة في نفسه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ، صنف كثيرا . أقول وذكرته في الضعفاء لطعن ( غض ) فيه ، ويقوي ( عندي ) ثقته مشي أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا تنصلا مما قذفه به )) .
وقال ابن الغضائري في (رجاله) عندما ذكره ص93:
(( 132/ 17 - محمد بن خالد ، ... حديثه يعرف وينكر . يروي عن الضعفاء كثيرا ، ويعتمد المراسيل )).
رجال ابن داود ص 171
(( 9 - محمد بن خالد البرقي أبو عبد الله مولى أبى موسى الأشعري م ، ضا (جخ ، ست) ثقة (غض): حديثه يعرف وينكر يروي عن الضعفاء كثيرا )).
* وأخرج الحر العاملي الرافضي أيضاً في كتابه ((وسائل الشيعة)) ج7 ص203: (( "9117" 7 - وعن علي بن الحسين المؤدب ، عن محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن آبائه قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من صلى علي ولم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسير خمسمائة عام )).
يقول علي الشاهروردي في كتابه (مستدركات علم رجال الحديث) ج 5 ص354:
((علي بن الحسين المؤدب : لم يذكروه )).
ويقول شيخهم المفيد في (معجم رجال الحديث) لمحمد الجواهري ص391:
(( علي بن الحسن المؤدب: مجهول )).
فأنّى لمثل هذه الرّواياتْ أن تقوم لها قائمة وقد أسقطها شيوخ عقيدتهم ، فضلاً عن أنْ تُكون لهم بها حجّة على القادة أهل السنّة والجماعة الفضلاء..
وبالله التّوفيق والسّداد
حـديـث (الصلاة البتـراء) لا أصـل لــه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد...
نرى الشيعة كثيراً ما يحتجّون علينا بأحأديث يظنونها ثابتة صحيحة عندنا، وما ذلك إلا لمزجاة بضاعتهم وقلّة علمهم وانخداعهم بما يُملى على عقولهم بواسطة مشايخهم المفترين من أكاذيب وخرافات يظنونها من المتواترة المسلّمات.
وبالإضافة إلى الضحالة العلمية لدى الشيعة فهم يشكون من الفَلَس البائن في إقامة الحجة والبرهان، فالحمد لله على الذي هدانا ووفقنا ونسأله الثبات والسداد.
أولاً: نص الحديث :
(لا تصلوا عليَّ الصلاة البتيرا ، قالوا: وما الصلاة البتيرا يا رسول الله ؟ قال : تقولوا : اللهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) .
ثانياً : كلام الحافظ السخاوي عليه:
قال الحافظ شمس الدين السخاوي-رحمه الله تعالى- في "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع"( صـ 121 ) ما نصّه:
"ويُروى عنه صلى الله عليه وسلم مما لم أقف على إسناده : لا تصلوا عليَّ الصلاة البتيرا ، قالوا وما الصلاة البتيرا يا رسول الله ؟ قال : تقولوا : اللهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى ".
ثالثا: وقفات مع كلام الحافظ :
ولنا مع كلام الحافظ السخاوي بعض الوقفات نجملها كالتالي:
الوقفة الأولى: هذا الكلام صادر من الحافظ السخاوي، وهو خرّيج حافظ الدنيا ابن حجرالعسقلاني وتلميذه البارّ ووارث علمه،حتى شهد له شيخه العسقلاني بأنه أمثل جماعته وأذن له، وكفى بها من شهادة.
الوقفة الثانية: صدّر الحافظ السخاوي كلامه عن الحديث بصيغة"يُروى"وهي من صيغ التضعيف أو التمريض عند أهل الحديث.
الوقفة الثالثة: قال الحافظ السخاوي هذا الكلام" مما لم أقف على إسناده" وهو مَن هو في سعة الإطلاع وغزارة العلم في معرفة الحديث النبوي .
الوقفة الرابعة: لا يُستبعد أن يكون أصل هذا الكلام لحافظ الدنيا ابن حجر العسقلاني فهو قد أكثر النقل من كتاب"شرف المصطفى" لأبي سعد في كتابه"الإصابة"، ثم أقرّ تلميذه السخاوي ذلك الكلام، ومن تتبع كتاب المقاصد الحسنة وغيره للسخاوي عرف أنه كثير النقل عن شيخه العسقلاني في الحكم على الأحاديث.
الوقفة الخامسة: هذا الكلام مُشعر بنكارة الحديث وغرابته عند أهله، فلم يُخرّج في الصحيحين ولم يُروى عند أحد من أصحاب السنن المشهورة ولا المسانيد المعروفة.
الوقفة السادسة: نحن أمة الإسناد ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، فلا يحتجّ أحدٌ علينا بحديث لا سنام له ولا خطام.
بمجموع هذه الوقفات يتبيّن لنا أن هذا الحديث لا أصل له عند أهل السنة والجماعة، فلا محل لمحتجّ ، ولا دعوى لمتقوّل علينا.
فائدة:
قال الإمام الحافظ النووي-رحمه الله تعالى-في كتابه "الأذكار" صـ 209-210 ما نصّه:
"أجمعوا على الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك أجمع من يُعتد به على جوازها واستحبابها على سائر الأنبياء والملائكة استقلالاً، وأما غير الأنبياء فالجمهور على أنه لا يُصلى عليهم ابتداء، فلا يُقال: أبو بكر صلى الله عليه وسلم، واختُلف في هذا المنع، فقال بعض أصحابنا : هو حرام، وقال أكثرهم: مكروه كراهة تنزيه، وذهب كثير منهم إلى أنه خلاف الأولى وليس مكروهاً، والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهة تنزيه لأنه شعار أهل البدع، وقد نُهينا عن شعارهم. والمكروه هو ما ورد فيه نهي مقصود، قال أصحابنا: والمعتمد في ذلك أن الصلاة صارت مخصوصة في لسان السلف بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، كما أن قولنا : عز وجلّ، مخصوص بالله سبحاه وتعالى، غكما لا يُقال: محمد عزّ وجلّ وإن كان عزيزاً جليلاً لا يُقال : أبو بكر أو علي صلى الله عليه وسلم، وإن كان معناه صحيحاً.
واتفقوا على جواز جعل غير الأنبياء تبعاً لهم في الصلاة، فيُقال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه ، للأحاديث الصحيحة في ذلك، وقد أُمرنا به في التشهد، ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة أيضاً.
وأما السلام فقال الشيخ أبو محمد الجويني من أصحابنا: هو في معنى الصلاة فلا يُستعمل في الغائب، فلا يفرد به غير الأنبياء، فلا يُقال : علي عليه السلام، وسواء في هذا الأحياء والأموات، وأما الحاضر فيُخاطب به فيقال: سلام عليك، أو : سلام عليكم، أو السلام عليك، أو : عليكم، وهذا مجمع عليه ..".
وقال العلامة الحافظ ابن القيم الجوزية-رحمه الله تعالى في كتابه "جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام" 1/464 ما نصّه:
"فـآل النبي يصلي عليهم بغير خلاف بين الأمة، واختلف موجبو الصلاة على النبي في وجوبها على آله على قولين مشهورين لهم، وهي طريقتان للشافعية.
إحداهما أن الصلاة واجبة على النبي وفي وجوبها على الآل قولان للشافعي هذه طريقة امام الحرمين والغزالي .
والطريقة الثانية أن في وجوبها على الال وجهين وهي الطريقة المشهورة عندهم والذي صححوه إنها غير واجبة عليهم.
واختلف أصحاب احمد في وجوب الصلاة على آله وفي ذلك وجهان لهم وحيث اوجبوها فلو ابدل لفظ الال بالاهل فقال اللهم صل على محمد وعلى أهل محمد ففي الاجراء وجهان.
وحكى بعض أصحاب الشافعي الإجماع على أن الصلاة على الال مستحبة لا واجبة ولا يثبت في ذلك إجماع".
هذا والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مع خالص تحياتي
أخوكم في الله/حب السلف
لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء حديث باطل
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يلومنا البعض من الناس حينما نستذكر اسم رسول الله بالصلاة فنضيف معه الصلاة على الصحابة
وكأننا بهذا القول نرتكب جرماً لا مغفرة منه
ولو جئنا إلى إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وهو الفاصل بين كل خلاف لرأينا أن أصل ما نُصلي به على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودٌ في آية .
وقبل ذلك نستعرض أصل الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم من كلام الله تعالى , وفي ذلك ورد قوله تعالى بالأمر بالصلاة على حبيبه محمد إذا يقول: (( إن ّ الله وملائكته يُصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً ))
وبذلك نكون قد اتفقنا على صحة أصل الصلاة والتي تجمعنا على نبينا الكريم .
أما أصل الصلاة على آل بيت النبوة رضي الله عنهم فهو كما ورد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , عن أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلِ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"
وهذا لا خلاف عليه بين أحدٍ من الناس في الجمع بين الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار رضي الله عنهم
ونأتي الآن لمحور الخلاف , وهو الجمع بين رسول الله وبين آل بيته وبين صحبه
فكما قلنا هناك من يعترض على هذا الجمع بناءً على أنه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلٌ في ذلك
ولو تأمل هؤلاء المعترضون كتاب الله تعالى لوجدوا الدليل فيه , حينما قال الله تعالى (( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ))[التوبة:103]
ومعنى الصلاة هنا كما قال الإمام ابن باز رحمه الله : المقصود الدعاء، أن يدعو لهم، خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ (103) سورة التوبة، يعني يأخذ الصدقات منهم ويدعو لهم بالتوفيق والرحمة والخلف الجزيل، هذا معنى صلّ عليهم، يعني يدعو لهم بالبركة، بارك الله لكم، أثابكم الله، تقبل الله منكم، زادكم الله من فضله وما أشباه ذلك..
وحينما يأتي ويحاججك المعترضون في الإضافة لصحب رسول الله يأتي بدليلٍ واهي وهو :
(لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صلّ على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد)
وهذا الحديث مع الأسف مشهور بين المعترضين وبين حتى عوام أهل السنة
وذلك بسبب الجهل بالحديث النبوي فدخلت إليه احاديث لا اصل لها ولا صحة
وهذا نموذج من الأحاديث المكذوبة الواهية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( وقد ذكره (( ابن حجر الهيتمي )) في كتابه الذي رد به على الرافضة والذي سماه :
الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة
في ( 2 / 430 ) ط الرسالة ، تحقيق كامل الخراط و عبدالرحمن التركي
قال : ويروى : (( لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء))
فقالوا: وما الصلاة البتراء ؟
قال: (( تقولون اللهم صلّ على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد )) ...
وتقديمة الخبر بصيغة (( يروى )) يدل على الضعف .
وذكره الحافظ السخاوي في " القول البديع " ( ص 121 ) تحقيق محمد عوامة ، فقال : إنه لم يقف على إسناده ، ثم ذكر أنه أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى .
ولم يعلق عليه المحقق بشئ .
قال الشقيري في السنن والمبتدعات : (حديث : لا تصلوا على الصلاة البتراء ، قالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد ، وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) قال في الحرز المنيع : أخرجه ابن سعد وهو مما لم أقف على إسناده ، فلا أصل له وقد ذكره الشيخ السبكي في ديوان خطبه فليعلم .
والشيخ السبكي المذكور هو : محمود خطاب السبكي .
والحرز المنيع هو اختصار للقول البديع ، وهو منسوب للإمام السيوطي .
قال حمزة السهمي في تاريخ جرجان : حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم العلوي بواسط حدثنا الحسن بن الحسين الجرجاني الشاعر حدثني أحمد بن الحسين حدثني الفضل بن شاذان النيسابوري بإسناد له رفعه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال : " إن الله فرض على العالم الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و قرننا به ، فمن صلى على رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و لم يصل علينا لقي الله - تعالى - و قد بتر الصلاة عليه و ترك أمره " . اهـ
و هذا موقوف كما ترى و هو خبر باطل كتبناه للفرجة و الله الموفق
ويقول الشيخ عثمان الخميس حفظه الله – في رده على التيجاني زعمه أن هذا الحديث مجمع عليه - : " ما أجرأ التيجاني على الكذب ! وقد رجعت إلى كتب التفسير ، فلم أجد أحدا ذكر هذا الحديث ، أما الصلاة البتراء فهي من كذبات التيجاني ، ولم يذكرها أحد من المفسرين الذين رجعت إلى كتبهم ، وهم الطبري ، وابن العربي ، والقرطبي ، والنسفي ، والشوكاني ، وابن الجوزي ، وابن تيمية ، وابن عطية ، والنسائي ، والسيوطي " انتهى من "كشف الجاني في الرد على التيجاني" (ص/59-60) طبعة دار الأمل – القاهرة .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
" ما هي الصلاة البتراء التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب بقوله : " لا أذكر في هذا حديثا صحيحا ، بارك الله فيكم "
و ذكر الشيخ عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية وفقه الله في كتابه (أحاديث يحتج بها الشيعة) وقال :
"يكثر الرافضة من ذكر هذا الحديث والاحتجاج به ولا وجود له في الكتب الصحيحة المعتمدة عندنا. وقد ذكره ابن حجر الهيتمي بصيغة التمريض فقال (ويرُوى) (الصواعق المحرقة2/430).
ولكن المفاجاة أنني عدت إلى أمهات مصادر كتب الشيعة وأطلت التنقيب عنها بالسند فوجدت أنهم يحكونها حكاية من دون سند.
أليس من أعجب العجب أن تمثل هذه الرواية رأسمال مذهبهم وينتقدون السنة من خلالها دائما ويلمزونهم بها بينما لا يوجد لها إسناد في كتب القوم؟
والرافضة هم الذين يجعلون صلاتهم بتراء حين يخرجون أزواج النبي من (أهل البيت) مع أن القرآن خاطب أزواج الأنبياء ووصفهن بأهل البيت.
الأولى : (قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) قالوها لامرأة إبراهيم.
الثانية: (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم) وعنى بذلك أم موسى.
الثانية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وسياق الخطاب في أبناء النبي. وحين يخرجون زينب ورقية وأم كلثوم من النسب النبوي ويزعمون أنهن كن ربائب له من زوج آخر لخديجة". ))
وبهذا نكون قد حاولنا البيان بأنّ الجمع بين الصلاة على رسول الله وآله وصحبه أمرٌ مفروغٌ منه لأصحاب العقول السليمة من الحقد والبغض لخير أمةٍ أُخرجت للناس وبمن وصفهم الله بالإيمان وزكّاهم بذلك
ثك بينا فرية الحديث المكذوب والذي يُتداول بين العامة من أهل السنة والخاصة من الشيعة عن الصلاة البتراء وبأنه حديث ٌ لا صحة لا ولا وجود في كتب أهل السنة المعتمدة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم