سخافةُ المفتري الطاعن في الإمام الزهري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين .
أرسل لي احد الأخوة رابطاً لأحد جهلة الرافضة يتكلم في الإمام الزهري رحمه الله تعالى , وخلاصة ما كتب هذا الرافضي أو نقلاً حاملاً للأسفار أن الإمام الزهري ناصبي وما حجتهِ سنرى ذلك بحول الله تبارك وتعالى نقداً لنصب الإمام الزهري أو دعواهم أن الإمام الزهري رحمه الله تعالى ناصبي فلله العجب لم تسلم الجبال من طعن ديدان الأرض.
قال أن أهل السنة قبلوا مرسلات الإمام الزهري , قلتُ وهل هناك أجود من مرسلات الإمام الزهري وكان من طبقة كبار التابعين رحمه الله تعالى فمرسلاتُ هؤلاء الثقات المخضرمين مقبولة لأن إحتمال لقياهم قوية فمرسل الإمام الزهري صحيح , وروايتهُ رواية رضا فاطمة رضي الله عنها عن أبي بكر قوية وصحيحة لا يمكن الطعن فيها .
ثم قال وتحفظ الذهبي على جرحهِ لأنهُ يعلم انهُ كان يحاول إرضاء بني أمية , وهذا الكلام لا يقولهُ إلا جاهل عاطفي لا يملك العلم في الحوار ولا أن يجابهَ بهِ طلبة العلم فالإمام الحافظ الذهبي بل كل أهل الجرح والتعديل كانت مخافة الله أمام أعينهم , وإن كان ظهر على الإمام الزهري ما يجرحهُ لكان جرحهُ اهل الحديث .
إن بدر من الإمام الحافظ الثقة الزهري ما يجرحهُ لجرحه أهل الحديث .
روى إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، قال : ما رؤي أحد جمع بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جمع ابن شهاب الليث ، عن يحيى بن سعيد ، قال : ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب .
عبد الرزاق : حدثنا معمر ، عن رجل : قال عمر بن عبد العزيز : عليكم بابن شهاب هذا فإنكم لا تلقون أحدا أعلم بالسنة الماضية منه . سعيد بن بشير ، عن قتادة ، ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب ، وآخر ، كأنه عنى نفسه . سعيد بن عبد العزيز : سمعت مكحولا ، يقول : ما بقي أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب . وترجمتهُ للحافظ الذهبي كاملة في سير أعلام النبلاء فأين أهل العقل .. !
ثم تطرق لقول أبي عبد الله الحاكم ولم أستحسن ذكر أسماء المدلسين وقد رددناهُ كاملاً في هذا المنتدى المبارك , وقولهُ إن تطرقنا لهذا فهذا لا يضعُ أهل الحديث والصحابة والتابعين في ميزان الجرح , كذلك ليعلم الجهلة أن الصحابة مقطوعٌ بعدالتهم والتابعين من رأى الصحابة وهم طبقة الأخيار مقطوعُ بتوثيقهم وهم مخضرمين .
ثم تطرق الرافضي للزعم بنصب الإمام الزهري ومما أوردهُ .
قال ابن أبي الحديد: «وكان الزهري من المنحرفين عنه عليه السلام. وروى جرير بن عبدالحميد، عن محمّد بن شيبة، قال: شهدتُ مسجد المدينة، فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليّاً عليه السلام فنالا منه. فبلغ ذلك عليَّ بن الحسين عليه السلام، فجاء حتى وقف عليهما فقال: أمّا أنت يا عروة، فإنّ أبي حاكم أباك إلى اللّه فحكم لأبي على أبيك. وأمّا أنت يا زهري، فلو كنت بمكّة لأريتك كير أبيك».
وقال: «وروى عاصم بن أبي عامر البجلي، عن يحيى بن عروة، قال: كان أبي إذا ذكر عليّاً نال منه»شرح نهج البلاغة 4 / 102.
قلتُ : وإبن أبي الحديد ممن لا يعتدُ بهم في شيء , وهو معتزلي وكان موالياً لأهل البيت شيعياً غالياً فهو مجروح في عدالتهِ و إسلامهِ فضلاً عن توثيقهِ وروايتهِ .
وقال ابن عبدالبرّ: «وذكر معمر في جامعه عن الزهري قال: ما علمنا أحداً أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبدالرزّاق: وما أعلم أحداً ذكره غير الزهري» الاستيعاب ترجمة زيد بن حارثة 2 / 117. ثم علق بكلام لا أرى لهُ فائدة ولكن لنعلق على ما قال .
قلتُ : قولهُ أول من أسلم أبي بكر وهذا الصحيح الثابت , ولم ينكر الزهري رحمه الله تعالى هذا لأن الأخبار التي جاءت في أن علياً هو أول من أسلم ضعيفة وقد ضعفها الإمام الحافظ إبن كثير في البداية والنهاية , فقولهُ اول من أسلم أبي بكر ليس إنكاراً لفضيلة لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ , أما روايتهُ عن عمرو بن سعد وكان ثقة في الحديث لا يعني أنهُ يعادي أهل البيت ولله العجب ما هذا الجهل , قول إبن معين أين قالهُ فعمرو بن سعد ثقة في الحديث ومسألة قتل الحسين فيها نظر وقوله ان الرجل كان من أعوان بني أمية هذا جهل فاضح وضعف علمي سقيم لا حاجة للخوض فيه .
قال الرافضي : [ لكنّ الرجل كان من أعوان بني أُميّة وعمّالهم ومشيّدي سلطانهم، حتى جاء في ترجمته من «رجال المشكاة» للمحدّث الشيخ عبدالحقّ الدهلوي، ما نصّه: «إنّه قد ابتلي بصحبة الأُمراء بقلّة الديانة، وكان أقرانه من العلماء والزهّاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه، وكان يقول: أنا شريك في خيرهم دون شرّهم! فيقولون: ألا ترى ما هم فيه وتسكت؟!» ] . قلتُ وقوله الدهلوي هذا ليس عليهِ بينة فإن الدهلوي وقوله هذا لا تقوم بهِ قائمة , فإن الإمام الزهري كان من العباد الزهاد .
قال ابن خلّكان: «ولم يزل الزهري مع عبدالملك، ثم مع هشام بن عبدالملك، وكان يزيد بن عبدالملك قد استقضاه» وفيات الأعيان ـ ترجمة الزهري 4 / 178. أين الإشكال فيك كونهِ مع عبد الملك ألا يجب ان تكون بطانة السلطان من العلماء ... !!!
وذكر الذهبي وصفه بـ«شرطيّ لبني اُميّة» تارةً واخرى بـ«صاحب شرط بني اُميّة»
سير أعلام النبلاء 7 / 226 وميزان الاعتدال 1 / 625.
قلتُ : قال الحافظ الذهبي " وهذه هفوة كانت من الاثنين في حال الشبيبة، ثم إن هشيما كان يحفظ من تلك الصحيفة أربعة أحاديث، فكان يرويها " .
ومسألة أصح الأسانيد وهذا ليس طعناً في الإمام الزهري , وإن قولهُ جانب السلطان فلا يعني أن الإمام الزهري من أئمة السلاطين وهذا فهم شاذ والله تعالى المستعان فكان من باب الأولى على ضعاف العقول أن تعرف أين أورد النص في مصطلح الحديث وفي أجود الأسانيد وأجودها هي رواية الزهري عن بعض أهل البيت فهل يتأملون .
كتبه / أهل الحديث