جرح إبن معين للإمام الشافعي رحمه الله تعالى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد / بعد أن غاب طفلُ اللامرادي لفترةٍ من الزمن بحيث لم نعد نرى تراهات الرافضي في المنتديات والمزابل الرافضية عاد بموضوع لو قرأهُ طفلٌ من أطفال أهل السنة والجماعة لضحك على مقدار العلم الضئيل الذي يحملهُ هذا المخذول عليه من الله تعالى ما يستحق , والحاصل أنهُ نقل من سؤالات إبن الجنيد للإمام يحيى بن معين موقف يحيى بن معين من الإمام الشافعي حيث فضل أبي حنيفة النعمان على الإمام الشافعي وهذا نصُ الكلام .
قال الحافظ ابن الجنيد في سؤالاته ص-81- طبعة الفاروق - القاهرة : ( قلت ليحيى بن معين: ترى أن ينظر الرجل في شيء من الرأي؟ فقال: أي رأي؟ قلت: رأي الشافعي، وأبي حنيفة؟ فقال: ما أرى لمسلم أن ينظر في رأي الشافعي، ينظر في رأي أبي حنيفة أحب إلي من أن ينظر في رأي الشافعي ) . لكن دعني أخبرك بأمر إن جهلك بات عالةً على أهل الحديث , فلماذا تكتب مواضيع أكبر من طاقتك العلمية فالله المستعان , وإن من الأمور المعروفة أن يحيى بن معين كان من الأحناف وكان يميل إلي أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى وكان إبن معين ممن وثقهُ , عندما جرحه أهل الحديث فهذا غيرُ مقبول البتة .
ألا وإن أحمد بن حنبل تعجب من قول إبن معين في حق الإمام الشافعي رحمه الله تعالى , وقد قيل أن إبن معين تراجع عن قوله هذا في الشافعي رحمه الله تعالى , وإن كان لم يتراجع فهذا ما يمسيه أهل الحديث بجرح الأقران وذلك لا يستقيم قبولهُ , ثم إبن بن معين قد وثق الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وأثنى عليه بالخير .
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الماليني ، أبنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ سمعت يحيى بن زكريا ، به حيوة ، سمعت هاشم بن مرثد الطبراني سمعت يحيى بن معين ، يقول : « الشافعي صدوق لا بأس به » وكذلك رواه جماعة غير هاشم بن مرثد , ويروى في حق الإمام الشافعي بشهادة بن معين .
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أبنا أبو بكر بن أبي جعفر بن أبي خالد ثنا أبو جعفر الأصبهاني ثنا أحمد بن روح أبنا الزعفراني قال : سألت يحيى بن معين عن الشافعي ، قال : لو كان الكذب مطلقا له ، لمنعته مروءته عن أن يكذب .
قال الحافظ إبن عبد البر رحمه الله في جامع بيان الفضل وعلمهِ : " وقد صح عن ابن معين من طرق انه كان يتكلم في الشافعي على ما قدمت لك حتى نهاه احمد بن حنبل ... فمن أراد أن يقبل قول العلماء الثقات الأئمة الأثبات بعضهم في بعض فليقبل قول من ذكرنا قوله من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بعضهم في بعض ، فإن فعل ذلك ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا ، وكذلك إن قبل في سعيد بن المسيب قول عكرمة ،وفي الشعبي وأهل الحجاز وأهل مكة وأهل الكوفة وأهل الشام على الجملة وفي مالك والشافعي وسائر من ذكرناه في هذا الباب ما ذكرنا عن بعضهم في بعض فإن لم يفعل ولن يفعل إن هداه الله وألهمه رشده فليقف عند ما شرطنا في أن لا يقبل فيمن صحت عدالته وعلمت بالعلم عنايته ، وسلم من الكبائر ولزم المروءة والتصاون وكان خيره غالبا وشره أقل عمله فهذا لا يقبل فيه قول قائل لا برهان له به ، وهذا هو الحق الذي لا يصح غيره إن شاء الله " أهـ فيكن هذا الكلام في حق الشافعي لأن الإمام ابن معين كان ينسب في ذلك الوقت إلي مذهب الأحناف في الفقه , وقد وثق الشافعي وأبي حنيفة إلا أنهُ في حديثه هذا يقدمُ أبي حنيفة ولا يحملُ على الطعن لقرائن التوثيق .
وقال الذهبي في " المغني ": قال ابن الشرقي: كان ابن معين وأبو عبيد سيئا الرأي فيه (2 / الترجمة 5271).وقال في السير: ونال منه بعض الناس غضا، فما زاده ذلك إلا رفعة وجلالة، ولاح للمصنفين أن كلام أقرانه فيه بهوى، وقل من برز في الامامة ورد على من خالفة الا وعودي.نعوذ بالله من الهوى.(10 / 9).
وقال ابن حجر في " التهذيب ": قال أبو زرعة الرازي: ما عند الشافعي حديث غلط.
وقال الزعفراني عن يحيى بن معين: لو كان الكذب له مطلقا لكانت مروءته تمنعه أن يكذب.
وقال علي ابن المديني لابنه: لا تدع للشافعي حرفا إلا كتبه فإن فيه معرفة.
وقال أبو حاتم: فقيه البدن صدوق.
وقال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت أعقل ولا أفقه من الشافعي وأنا أدعو الله له أخصه به وحده في كل صلاة.
وقال النسائي: كان الشافعي عندنا أحد العلماء ثقة مأمونا.
وقال محمد بن وضاح: سألت يحيى بن معين عن الشافعي ؟ فقال: ثقة . قلتُ : وليس ذلك لأبن معين رحمه الله تعالى فقد برأ الله تعالى إبن معين من الهوى والأهواء , والله تعالى المستعان فلا يعرفُ متى يتأدب الرافضة مع الجبال .
وفي الأنوار الكاشفة (1/296) : " هذه من فلتات القلمن وقد برأ الله ابن معين من اتباع الهوى والعصبية، وإنما كان يأخذ بقول أبي حنيفة فيما لم يتضح له الدليل بخلافه، وعدخ ميله إلى الشافعي كان لسبب آخر، وثم علل تقدح في صحة هذه الكلمة (( ليس بثقة )) عنه، وقد أوضحت ذلك في (( التنكيل )) " أهـ قول الإمام العلامة ذهبي العصر الحافظ المعلمي رحمه الله تعالى , وبهذا يتضحُ أن قول إبن معين في الشافعي لا يمكنُ أن يحمل محمل طعنٍ وهوى وقد برأ الله إبن معين من هذا كما قال المعلمي .
فسلامُ الله على روحهم الطيبة ورحمهم أجمعين .
كتبه /
أهل الحديث