نظرة عابرة لحديث سيد في الدنيا سيد في الآخرة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد / فقد سبق وأن حققنا حديث سيد في الدنيا سيد في الآخرة إلا أن هذا لم يعجب كثير من القوم ومع كون هذا الحديث من الأخبار الضعيفة التي لا يمكنُ أصلاً أن يطال النظر فيها إلا أن الرافضة أبت إلا أن تعيد الكرة من الجهل حول الحديث وبدأت المسرحية المعتادة منهم في دراسة الحديث والبحث في صحتهِ فأقول لمن أراد أن يصحح الحديث , علياً ليس سيد الكون والكائنات كما توهمت بل هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر خيرٌ منهُ , وهذا عندنا نحن أهل الحديث لا يمكنُ أن يرتقي لدرجة الإحتجاج وبالجملة فالخبر " ضعيف جداً " .
البداية والنهاية لابن كثير (ج7 / ص355) : وقال غير واحد عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر: ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن عبيد الله عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى علي فقال: «أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني وحبيبك حبيب الله، ومن أبغضك فقد أبغضني وبغيضك بغيض الله، وويل لمن أبغضك من بعدي» . قلتُ : وهذا علتهُ عبد الرزاق الصنعاني فإن الصنعاني حدث بالحديث من حفظهِ , وكان قد إختلط وأهل العلم على التوقف في حديث عبد الرزاق الصنعاني إن حدث بحديث خارج كتبه رحمه الله تعالى فلا يصلحُ هذا .
* صحح الحاكم وهو " متساهل " .
* كلام الحافظ الذهبي " يعلل الحديث " فلا نعرف لما نقلهُ وهو عليه لا لهُ : " موضوع مع ثقة إسناده، لأنه أدخل على معمر، وإلا فلأي شيء كتمه عبد الرزاق، وحدث به سرا لأبي الأزهر؟ وما جسر أن يرويه كل وقت مع كون إسناده كالشمس، ثم إنه يقول لابن الأزهر: ما حدثت به غيرك " فهذا الحديث ضعيف , وإن فعل عبد الرزاق الصنعاني دليل على أن الحديث منكر , وإلا فما السبب الذي دفع الصنعاني أن يحدث به في السر .. ؟
وجهُ النكارة في أن الحديث فيه غلوٌ صريح فقولهُ " سيد في الدنيا وسيد في الآخرة " فهذا اللفظ عند أهل الحديث منكرٌ لأن علياً وإن كان من الصحابة فليس سيداً على كل الناس وعلى الصحابة رضي الله عنهم , والكلام حول متن الحديث يطول ولكن نقول .
فهذا وإن كان ظاهر الحديث الصحة , فإنهُ من المناكير على الصنعاني .
وقد أصل الإمام الألباني رحمه الله تعالى الكلام حول الرواية متناً وسنداً .
* من المضحكات التي إعتدنا عليه " قولهم بتواتر الحديث " فهل سنرى علماً يوماً يحاورنا فيه هؤلاء القوم , متى أصبح هذا الحديث من المتواترات فالله تعالى المستعان فهل لمن أراد أن يقول بأن هذا الحديث من المتواترات أن يثبت لنا من كم طريق روي هذا الحديث ومن الصحابة الذين حدثوا بالخبر ليكون هذا الخبر من المتواترات عند الرافضة .. !!
شرح مشكل الآثار للطحاوي (ج1 / ص141) : 149 - وما قد حدثنا محمد بن علي بن داود، حدثنا مثنى بن معاذ بن معاذ، حدثنا ليث بن داود البغدادي، قال مبارك بن فضالة: حدثنا عن الحسن، قال عمران بن حصين خرجت يوما فإذا أنا برسول الله، عليه السلام فقال لي: " يا عمران إن فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها " قال: قلت: فداك أبي وأمي وأي شرف أشرف من هذا قال: " انطلق " فانطلق رسول الله عليه السلام وانطلقت معه حتى أتى الباب فقال: " السلام عليكم أدخل؟ " فقالت: وعليكم ادخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا ومن معي؟ " قالت: والذي بعثك بالحق ما علي إلا هذه العباءة قال: ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ملاءة خلقة فرمى بها إليها فقال لها: " شديها على رأسك " ففعلت , ثم قالت: ادخل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت معه فقعد عند رأسها وقعدت قريبا منه فقال: " أي بنية كيف تجدينك " قالت: والله يا رسول الله إني لوجعة وإنه ليزيدني وجعا إلى وجعي أنه ليس عندي ما آكل، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكت فاطمة عليها السلام وبكيت معهما فقال لها: " أي بنية تصبري مرتين أو ثلاثا " ثم قال لها: " أي بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين " قالت: يا ليتها ماتت وأين مريم بنت عمران فقال لها: " أي بنية تلك سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك والذي بعثني بالحق لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة لا يبغضه إلا منافق " قلتُ : ليث بن داود البغدادي " لم أعرفهُ " بل لم أظفر لهُ بترجمة واضحة في كتب الرجال , فالحديث ضعيف لجهالة ليث بن داود البغدادي .
حلية الأولياء لأبو نعيم (ج2 / ص42) : حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا علي بن هاشم، عن كثير النواء، عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي» قلت: بلى قال: فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم واستأذن فقال: أدخل أنا ومن معي؟ قالت: نعم، ومن معك يا أبتاه فوالله ما علي إلا عباءة فقال لها: «اصنعي بها كذا واصنعي بها كذا» فعلمها كيف تستتر، فقالت: والله ما على رأسي من خمار قال: فأخذ خلق ملاءة كانت عليه فقال: «اختمري بها» ثم أذنت لهما فدخلا فقال: «كيف تجدينك يا بنية؟» قالت: إني لوجعة وإنه ليزيدني في أنه ما لي طعام آكله قال: «يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين» قالت: تقول يا أبت فأين مريم ابنة عمران؟ قال: «تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك أما والله زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة» كذا رواه علي بن هاشم مرسلا، ورواه ناصح أبو عبد الله، عن سماك، عن جابر بن سمرة متصلا . قلتُ : وهذه الرواية ضعيفة كثير النواء " ضعيف " .
الشريعة للآجُري (ج5 / ص2130) : 1616 - وحدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد أيضا قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن عمرو بن خالد بن عمر السلفي ويعرف خالد: بأبي الأخيل الحمصي قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا سفيان الثوري , عن الأعمش , عن إبراهيم , عن علقمة , عن عبد الله قال: أصاب فاطمة رضي الله عنها صبيحة العرس رعدة , فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «زوجتك سيدا في الدنيا , وإنه في الآخرة لمن الصالحين , يا فاطمة؛ لما أردت أن أملك لعلي أمر الله تعالى شجر الجنان , فحملت الحلل والحلي , وأمرها فنثرته على الملائكة , فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ صاحبه وأحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة» قالت أم سلمة: فلقد كانت فاطمة رضي الله عنها تفتخر على النساء؛ لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام " قلتُ : وهذه ضعيفة بغض النظر عن العلل التي فيها ولكن لنأخذ نظرة حول رواية الأعمش عن إبراهيم عن علقمة فإن الأعمش ليس بالقوي في روايته عن إبراهيم , بل إن أحمد بن حنبل قدم منصور في روايته عن إبراهيم , والأعمش ثقة إلا أنه مدلس وقد عنعن الحديث , وسأل عن حديث الأعمش عن إبراهيم فإن أهل العلم على تقديم حديث منصور على الأعمش في إبراهيم لأن منصور أوثقُ في روايتهِ عنهُ وبالتالي لماذا لم يروي منصور هذه الرواية عن إبراهيم وتفرد بروايتها الأعمش رحمه الله تعالى.
تاريخ دمشق لابن عساكر (ج42 / ص133) : أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي أنا محمد بن أحمد بن علان أنا محمد بن جعفر بن محمد أنا محمد بن القاسم المحاربي نا عباد بن يعقوب أنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي سعيد قال لما نكح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا فاطمة أصابها حصر شديد قال فقال لها (صلى الله عليه وسلم) والله لقد أنكحتكيه سيدا في الدنيا وإنه في الاخرة من الصالحين . قلتُ : فيه عباد بن يعقوب الروجاني " رافضي " وفيه محمد بن القاسم المحاربي قال ابن حماد الحافظ : توفي في صفر سنة ست وعشرين وثلاث مائة قال : ما رُئِيَ له أصل قط , وحضرت مجلسه , وكان ابن سعيد يقرأ عليه "كتاب النهي" , عن حسين بن نصر بن مزاحم , قال : وكان يؤمن بالرجعة , فالحديث لا يستقيم .
أنساب الأشراف للبلاذري (ج2 / ص119) : 75- حدثنا عبد الله بن صالح، عن شريك، عن أبي إسحاق: عن حبشي بن جنادة قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة أرعدت [فقال: اسكتي فقد زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين] . قلتُ : وهذا فيه شريك النخعي " سيء الحفظ " أبي إسحاق السبيعي " ثقة مدلس وقد عنعن " فالحديث ضعيف جداً .
ورواه ابن عساكر بسند غيره (ج42 / ص143) : ونا أبو عبد الله نا أبو محمد المدني نا محمد بن عبد الله الخضرمي سعيد بن عمرو الأشعثي نا علي ين هاشم عن كثير النواء عن سيعد بن جبير عن عمران بن حصين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي قلت بلى قال فاطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم فستأذن فقال أدخل أنا ومن معي قالت نعم ومن معك يا أبتها فوالله ما علي إلا عباءة فقال لها اصنعي بها هكذا واصنعي بها هكذا فعلمها كيف تستر فقالت والله ما على رأسي خمار قال فأخذ خلق ملاءة كانت عليه قال اختمري بها ثم أذنت لهما فدخلا فقال كيف تجدينك يا بنية قالت إني لوجعة وإنه ليزيدني أني ما لي طعام اكله قال أما ترضين يا بنية أنك سيدة نساء العالمين قال تقول يا أبة فأين مرين بنت عمران قال تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والاخرة. قلتُ وهذا الحديث ضعيف فيه كثير النواء وهو " ضعيف " .
وسند آخر في الشريعة للآجري (ج5 / ص2125) : 1614 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا محمد بن رزق الله الكلوذاني قال حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا هارون بن المغيرة قال: حدثني عمرو بن أبي قيس , عن شعيب بن خالد البجلي , عن حنظلة بن سبرة بن المسيب بن نجبة , عن أبيه , عن جده , عن عبد الله بن عباس قال ............ فقال لها: «ما ألوتك ونفسي لقد زوجتك خير أهلي , وأيم الله , لقد زوجتك سيدا في الدنيا , وإنه في الآخرة من الصالحين» . قلتُ : وفيه محمد بن حميد الرازي ضعفهُ اهلُ بلدهِ وقال الرازيان " يضع الحديث " . فيكون الحديث منكراً بضعف الطرق التي نقلتها عنهُ .
كتبه /
أهل الحديث