عاصم بن علي بن عاصم "شيخ الإمام البخاري" نظرة خفيفة في تضعيفه ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد / فإن أهل السنة إختصوا بها لحفاظهم عليها وعملهم بها فكان أهل الحديث هم حملةُ هذه الامانة بحقها , فوضعت الضوابط لعلم الحديث وأصلت وأستغربُ من المتكلمين بما لا يعرفون , ومما رأيتُ أن أحدهم تكلم بشيخ الإمام البخاري عاصم بن أبي عاصم فما الحجة , ومن ضعفهُ والله الموفق , وهل هو ضعيف عند أهل الحديث , سنرى ذلك إن شاء الله تعالى في تحقيق حال هذا الإمام الثقة .
* لماذا إعتمدت الإباضية على طعن الرافضة بأهل الحديث .
* أيحسبُ في كلامهم فهمٌ لنصوص علم الحديث فالله المستعان .
قال الحافظ الذهبي عنهُ في سير أعلام النبلاء : " وقد جرحه يحيى بن معين ، والصواب أنه صدوق كما قال أبو حاتم , وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال : صحيح الحديث ، قليل الغلط , قلت : ذكر ابن عدي لعاصم بن علي ثلاثة أحاديث ، تفرد بها عن شعبة . ثم قال ابن عدي : لا أعلم له شيئا منكرا سواها ، ولم أر بحديثه بأسا " أقول فقد تفرد يحيى بن معين بالطعن في عاصم بن علي بن عاصم , وهذا من قبيل طعن الأقران لا تضعيفٌ يعتدُ به عند أهل الحديث ولذلك فإن النظر إلي روايتهِ بشكلٍ دقيق يعرف الباحثُ بعلم الحديث أن روايتهُ صحيحة الإسناد , ولهُ من حديثهِ عن شعبة ما توبعِ عليه , وهذه الثلاثة لا تجعل الإمام متروك الحديث فالخطأ واردٌ على الثقة ولكن يكونُ نسبياً .
قال إبن حجر في المقدمة : " عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي قال أحمد ما كان أصح حديثه عن شعبة والمسعودي وقال أيضا ما أقل خطأه وقال المرزوي قلت لأحمد ان يحيى ابن معين يقول كل عاصم في الدنيا ضعيف قال ما أعلم في عاصم بن علي إلا خيرا كان حديثه صحيحا وضعفه ابن معين والنسائي وأورد له ابن عدي أحاديث قليلة عن شعبة فقال لا أعلم شيئا منكرا إلا هذه الأحاديث ولم أر بحديثه بأسا وقال العجلي شهدت مجلس عاصم بن علي فحزر من شهده فكانوا مائة ألف وستين ألفا وكان ثقة ووثقه ابن سعد ( قلت ) روى عنه البخاري قليلا عن عاصم بن محمد بن زيد وروى في كتاب الحدود عن رجل عنه عن ابن أبي ذئب حديثا واحدا وروى له الترمذي وابن ماجة " قلتُ : ولا يشكُ في كون الرجل من الثقات عند أهل الحديث , ثم أشكل المشكل كيف لأبن حجر أن يوهي قول يحيى بن معين , فهل كان ذلك في إبن معين نفسه أم أنهُ في قول إبن معين , فإن الرجل من الثقات عند أهل الحديث كما يظهر أمامك .
* فهل للمشكل أن يخبرنا هل كان عاصم من أقرانِ يحيى بن معين .. ؟
* لماذا تفرد يحيى بن معين بتكذيب عاصم بن علي أيها المشكل .. ؟
إستغربتُ أن المشكل أراد أن يرد كلام إبن حجر العسقلاني حول قول إبن معين بترجمة إبن عدي , وهل حكمُ الرجال يقفُ عند واحدٍ أيها المشكلُ على أهل الحديث هذا الأمرُ لن يكون في محلهِ بل هو من أباطيل القائلين بوهن رجال صحيح البخاري فالله المستعان , لأن الرواة في صحيح البخاري موثقون , بل كما سنرى الآن أن الرجل ثقة لا إشكال في وثاقتهِ , وأن كلام إبن معين تفرد به رحمه الله تعاىل , وحملهُ البعض على طعن الأقران.
1) إبن معين رضي الله عنهُ فيه تشدد في الرجال والرواة .
توضيح الأفكار - (ج 1 / ص 348) : " ولا يغرنك قول المحدثين فلان كذاب فقد يطلقون ذلك على من يكذب مخطئا لا متعمدا لأن الحقيقة اللغوية لمسمي الكذب تقتضي أنه كذاب إذ الكذب لغة الأخبار بخلاف الواقع ولا يشترط فيه العمدية نعم العمدية شرط في الإثم على أنه لا يخفى أن الأصل في إطلاق المحدثين للكذب فيمن يصفونه به هو الكذب حقيقة الصادر عن عمد يعرف ذلك من تصرفاتهم وإذا كان هو الأصل فلا بد من قرينة على أنهم أرادوا به الوهم كما أفاده قوله " ثم ولا بد من الإشارة إلي أمرٍ مهم جداً وهو أنَّه ليس عاصمًا فقط الذي كذَّبه الإمام ابن معين - رحمه الله - ؛ بل إنَّه كذَّب بعض الرجال ، ونجد - مثلًا - الإمام أحمد يُوثِّقهم ، وأبو حاتم ، وغيرهما .
مثل : يحيى بن عبْدُويه ؛ ذكره الإمام الذهبي - رحمه الله - في " السير " (10/425) ، وقال : " أثنى عليه أحمدُ بنُ حنبل ، وأمر ولدَه عبد الله بالسماع منه , وأما يحيى بنُ معين ؛ فرماه بالكذِب " . اهـ . هذا ما تذكَّرتُه ، لأنِّي للتَوِّ كنتُ أقرأ هذه الترجمة !! فإن تفرد الإمام إبن معين بتضعيف عاصم , وفهناك قاعدة عند أهل الحديث تعني بان من كان إسمهُ عاصم في حفظهِ شيء , وهذا الكلام من هذا القبيل , والرجل ثقة كما سنبين إن شاءا لله أكثر ونسهبُ في حاله , فلا مجال لتضعيف الرجل بأي شكلِ كان .
الآن القاعدة التي تكلمتُ عنها , وهو كلام ابن معين في عاصم من باب أن كل من يحمل إسم عاصم عند علماء الحديث متكلمٌ فيه , فقد قال إبن سعد في الطبقات الكبرى : " كان يروي عن شعبة وسليمان بن المغيرة وليث بن سعد والمسعودي وغيرهم وكان ثقة وليس بالمعروف بالحديث ويكثر الخطأ فيما حدث به وتوفي بواسط يوم الاثنين للنصف من رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق وصلى عليه المطلب بن فهم بن أبي القاسم الخراساني وكان على واسط يومئذ " قلتُ : وهذا لا يصح رضي الله عنك فقد تقرر أن عاصم بن علي بن عاصم قليل الخطأ ولم يكن بالمكثر كما تقدم .
قد أثبت الإمام البخاري سماعهُ من شعبة .
معرفة الثقات للعجلي : " عاصم بن علي بن عاصم الواسطي شهدت مجلس عاصم فحزروا من شهده ذلك اليوم ستين ومائة ألف وكان رجلا مسودا وكان ثقة في الحديث " قال البخاري عن هارون بن حميد مات سنة إحدى وعشرين ومائتين قال أبو حاتم هو صدوق قال بن الجنيد قال لي يحيى بن معين يوما ابتدأ ولم أسأله عنه عاصم ليس بشئ يعني عاصم بن علي قال أبو عبد الله غمزه بن معين ورضيه أحمد ذكر أبو أحمد قال قيل لابن معين أصبحت سيد الناس كلهم قال اسكت ويلك لسيد الناس كلهم عاصم بن علي بن عاصم في مجلسه ثلاثون ألف رجل . فرحم الله هذا الرجل كان من الثقات في الحديث .
قال الحافظ في الكاشف : "عاصم بن علي بن عاصم الواسطي عن ابن أبي ذئب وعكرمة بن عمار وعنه البخاري . والدارمي وعمر بن حفص السدوسي ثقة مكثر لكن ضعفه ابن معين وأورد له ابن عدي أحاديث منكرة مات 221 . خ ت ق" ثم أصل رحمه الله تعالى في تذكرة الحفاظ في ترجمة هذا الراوي , ويستخلص بأنهُ ثقة .
قال رحمه الله في التذكرة : " قال أحمد بن حنبل : هو صحيح الحديث قليل الغلط وقال أبو حاتم : صدوق . وقال أبو الحسين بن المنادي : كان مجلسه يحزر بأكثر من مائة الف انسان وكان يستملي عليه هارون مكحلة . قال عمر بن حفص السدوسي : وجه المعتصم من يحرز مجلس شيخنا عاصم في رحبة النخل وكان يجلس على سطح وينتشر الخلق حتى سمعته يوما يقول : حدثنا الليث بن سعد وهم يستعيدونه فأعاده أربع عشرة مرة والناس لا يسمعون وكان هارون يركب نخلة معوجة يستملي عليها فحزر المجلس بعشرين ومائة الف .
وعن أحمد بن عيسى قال اتيت في منامي فقيل لي عليك بمجلس عاصم فإنه غيظ لأهل الكفر وكان عاصم ممن ذب عن السنة في محنة القرآن . تفرد عن شعبة بثلاثة أحاديث تستنكر ذكرها ابن عدي ثم قال : ولم أر بحديثه بأسا . قلت : مات عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين يقع عواليه في الغيلانيات . وفي امالي الجوهري أنبأنا ابن قدامة انا ابن طبرزذ انا [ ابن ( 1 ) ] عبد الباقي نا أبو محمد الجوهري انا الحسن بن محمد الوضاح السمسار نا محمد بن يحيى المروزي نا عاصم بن علي نا المسعودي عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : من سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادي بهن فإنهن من سنن الهدى - وذكر الحديث " فالحمد لله رب العالمين , فإنهُ ثقة عند أهل الحديث وإن تفرد إبن معين في الكلام عليه , فإنهُ متفقُ على تخريج حديثه والخطأ نسبي عند أهل الحديث فتأمل .
والله أعلى وأعلم .
كتبه /
أهل الحديث