سرقة الإمام البخاري
قال علي الميلاني صفحة (37,38,39) في ذكر موقف الإمام البخاري مع شيخه علي بن المديني ورماهُ بالكذب والله المستعان , فهل هذه القصة صحيحة على الإمام البخاري رحمه الله تعالى وأنهُ كذب وسرق والعياذُ بالله كما قال الرافضي الميلاني.
قلتُ: والقصة أخرجها الحافظ إبن حجر في لسان الميزان في ترجمة مسلمة بن قاسم وقد ضعف أهل الحديث مسلمة ووثقه آخرون ومثل هذه القصة لا تقبل من مسلمة وأنها في الطعن في أمير المؤمنين في الحديث لا يمكن قبولها والقصة.
قال مسلمة بن قاسم في (تاريخه): وسبب تاليف البخاري الكتاب الصحيح ان علي بن المديني الّف كتاب العلل وكان ضنينا (أي حريصا) به لايخرجه الى احد ولايحدّث به لشرفه وعظم خطره وكثرة فائدته فغا ب علي بن المديني في بعض حوائجه فاتي البخاري الى بعض بنيه فبذل له مائة دينار على ان يخرج له كتاب العلل ليراه ويكون عند ه ثلاثة ايام ففتنه المال واخذ منه مائة دينار ثم تلطّف مع امه فاخرجت الكتاب فدفعه اليه واخذ عليه العهود والمواثيق ان لايحبسه عنه اكثر من الامد الذي ذكر فاخذ البخاري الكتاب وكان مائة جزء فدفعه الى مائة من الوراقين واعطى كل رجل منهم دينارا على نسخه ومقابلته في يوم وليلة فكتبوا له الديوان في يوم وليلة وقوبل ثم صرفه الى ولد علي بن المديني وقال انما نظرت الى شيئ فيه وانصرف علي بن المديني فلم يعلم بالخبر ثم ذهب البخاري فعكف على الكتاب شهورا واستحفظه وكان كثير الملازمة لابن المديني وكان ابن المديني يعقد يوما لاصحاب الحديث يتكلم في علله وطرقه فلمّا اتاه البخاري بعد مدّ ة قال له: ماحبسك عنا؟ قال شغل عرض لي، ثم جعل علي يلقي الاحاديث ويسالهم عن عللها فيبادر البخاري بالجواب بنصّ كلام علي في كتابه! فعجب لذلك ثم قال له: من اين علمت هذا؟ هذا قول منصوص، والله ما اعلم احدا في زماني يعلم هذا العلم غيري!!! فرجع الى منزله كئيبا حزينا وعلم ان البخاري خدع اهله بالمال حتى اباحوا له الكتاب، ولم يزل مغموما بذلك ولم يلبث الا يسيرا حتى مات واستغنى البخاري عن مجالسة علي والتفقه عنده بذلك الكتاب وخرج الى خراسان وتفقه بالكتاب ووضع الكتاب الصحيح والتواريخ فعظم شانه وعلا ذكره، وهواول من وضع في الاسلام كتاب الصحيح؟!! فصار الناس اليه تبعا وبكتابه يقتدي العلماء في تاليف الصحيح.
وهذه ترجمته من السير 16/ 11:
مسلمة بن القاسم ابن إبراهيم المحدث الرحال أبوالقاسم الاندلسي القرطبي سمع محمد بن عمر بن لبابه واحمد بن خالد الجياب وبالقيروان من احمد بن موسى التمار وعبد الله بن محمد بن فطيس وباطرابلس من صالح ابن الحافظ احمد بن عبد الله العجلي وبمصر من محمد بن ابان وابي جعفر الطحاوي وبمكة من محمد بن إبراهيم الديبلي وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشر وببغداد من ابي بكر زياد وبالبصرة واليمن والشام ورجع إلى بلده بعلم كثير ولم يكن بثقه قال ابن الفرضي سمعت من ينسبة إلى الكذب وقال لي محمد بن احمد بن يحيى بن مفرج لم يكن كذابابل كان ضعيف العقل قال وحفظ عليه كلام سوء في التشبيه وقال ابن الفرضي توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة قلت اراه كان من ابناء الستين اهـ
قلت: ففيها قول الذهبي: لم يكن بثقة.
وقول ابن الفرضي: سمعت من ينسبه إلى الكذب.
وتعقيب ابن مفرج على هذا: لم يكن كذابابل كان ضعيف العقل.
وقال المالقي في تاريخه: فيه نظر.
ولم يحفظ فيه توثيق لإمام معتبر بقوله.