إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
هذا هو نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحقيقي، وليس الذي يفتريه الرافضة فهم معروفين بالكذب والحقد على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.
أولاً: اسمه ونسبه:
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أبو حفص(1).
ثانياً: اسم أمه ونسبها:
هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وقيل: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، فعلى هذا تكون أخت أبي جهل، وعلى الأول تكون ابنة عمه. قال أبو عمر: "ومن قال ذلك - يعني بنت هشام - فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك، إنما هي ابنة عمهما؛ لأن هاشماً وهشاماً ابني المغيرة أخوان. فهاشم والد حنتمة وهشام والد الحارث وأبي جهل، وكان يقال لهاشم جد عمر (ذو الرمحين)".
وقال ابن منده: "أم عمر أخت أبي جهل"، قال أبو نعيم: "هي بنت هشام أخت أبي جهل، وأبو جهل خاله". ورواه عن ابن إسحاق.
وقال الزبير: "حنتمة بنت هاشم هي ابنة عم أبي جهل كما قال أبو عمر، وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا(2).
أما أم حنتمة: فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص، وقد كان لهاشم بن المغيرة ولد فلم يعقبوا(3).
ثالثاً: اسم الخطاب ونسبه:
هو الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أمه حية بنت جابر بن أبي حبيب الفهمية. وولد نفيل بن عبد العزى: الخطاب بن نفيل, وعبد نهم(4) لا بقية له قتل في الفجار.
وأمهما: حية بنت جابر بن أبي حبيب, بن فهم وأخوهما لأمهما: زيد بن عمر بن نفيل(5).
قلت: هذا هو نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح، وليس الذي يرويه الرافضة في كتبهم؛ لأن الرافضة معروفين بالكذب والزندقة، وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أما الأحاديث التي رواها المجلسي في بحار الأنوار في الجزء [(31) صفحه (203)] باب نسب عمر وولادته ووفاته، وبعض نوادر أحواله، وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه رقم (26):
الحديث الأول الذي رواه قال:
1- تفسير القمي: قال علي بن إبراهيم: ثم حرم الله عز وجل نكاح الزواني فقال: ﴿الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النور:3]، وهو رد على من يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات بذلك في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن.
ونزلت هذه الآية في نساء مكة كن مستعلنات بالزنا: سارة وحنتمة(6) والرباب كن يغنين بهجاء رسول الله فحرم الله نكاحهن، وجرت بعدهن في النساء من أمثالهن(7).
أقول عندما رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه (تفسير القمي) وجدت هذا السند هكذا (وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع)(Cool، ثم ذكر نفس الحديث السابق، وانظر ماذا قال علماء الرافضة عن أبي الجارود:
أ- قال الكشي في رجاله: حكي أن أبا الجارود سمي سرحوب ونسبت إليه السرحوبية من الزيدية، وسماه بذلك أبو جعفر ع، وذكر أن سرحوباً اسم شيطان أعمى يسكن البحر، وكان أبو الجارود مكفوفاً أعمى القلب(9).
وذكر بعض الأحاديث التي تدل على أن أبي الجارود فاسق أعمى البصر والقلب.
ب- وقال العلامة الحلي: زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمة بعدها ألف وراء مهملة وقاف وقيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف الكوفي الأعمى التابعي زيدي المذهب واليه تنسب الجارودية من الزيدية كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، روى عن الصادق عليه السلام وتغير لما خرج زيد (رض) وروى عن زيد، وقال ابن الغضائري: حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيدية، وأصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه، ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الأرجني، وقال الكشي: زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى السرحوب بالسين المهملة المضمومة والراء والحاء المهملة والباء المنقطع تحتها نقطة واحدة بعد الواو مذموم ولا سبة في ذمه، ويسمى سرحوباً باسم شيطان أعمى يسكن البحر(10).
قلت: فيتبين لكل قارئ منصف أن هذا الحديث ضعيف لا يحتج به؛ لأن الإمام المعصوم عند الرافضة وهو أبي جعفر قد طعن في راوي الحديث وهو أبو الجارود السرحوب.
2- الحديث الثاني وقال المجلسي:
وقال العلامة نور الله ضريحه في كتاب كشف الحق وصاحب كتاب إلزام النواصب: روى الكلبي وهو من رجال أهل السنة(11) في كتاب المثالب قال: كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم، ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب. وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرح بعد القدح في صحة النقل: إن أنكحة الجاهلية على ما ذكره أرباب التواريخ على أربعة اوجه: منها: أن يقع جماعة على امرأة، ثم إن ولد منها ولد يحكم فيه القائف أو تصدق المرأة، وربما كانت هذه من أنكحة الجاهلية.
وأورد عليه شارح الشرح: بأنه لو صح ما تحقق زنا في الجاهلية. لما عد مثل ذلك في المثالب، وكان كل من وقع على امرأة كان ذلك نكاحاً منه عليها، ولم يسمع من أحد أن من أنكحة الجاهلية كون امرأة واحدة في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعه من الناس(12).
قلت: أما كلام الفضل بن روزبهان الشهرستاني, فهو صحيح ولكن ليس موضوعنا أنكحة الجاهلية بل نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
والرواية التي أوردها صاحب كتاب كشف الحق الذي لا يعرف الحق مردودة عليه؛ لأنه كذب، وقال: إن الكلبي من رجال أهل السنة، وهذا كذب كما سوف نبين فيما بعد(13).
ثم عاد المجلسي للكذب من جديد ويحاول أن يوهم القراء بكذبه وقال:
ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب: ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. قال: وقالت: طائفة في أم عمر: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، ومن قال ذلك فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيرة، وليس كذلك وإنما هي بنت عمه لان هشام بن المغيرة والحارث بن هشام بن المغيرة إخوان لهاشم والد حنتمة أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل(14).
قلت: هذا كذب لأن المجلسي ذكر أن ابن عبد البر ذكر في الاستيعاب قال: "ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ابن نفيل... إلخ". هذا الكذب يتضح لكل قارئ عندما يرجع إلى كتاب الاستيعاب، وقال الآتي: عمر بن الخطاب بن نفيل... إلخ. ثم ذكر نفس الكلام السابق. وهو حاول أن يبين أن اسم أم الخطاب مثل اسم أم عمر وهذا كذب لأن المجلسي أسقط اسم عمر من ترجمة ابن عبد البر في الاستيعاب(15).
أما الذي أورده المجلسي عن محمد بن شهراشوب وقال:
وحكى بعض أصحابنا عن محمد بن شهراشوب وغيره: إن صهاك كانت أمة حبشية لعبد المطلب، وكانت ترعى له الإبل، فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب.
ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنة، فلفتها في خرقة من صوف ورمتها خوفاً من مولاها في الطريق. فرآها هاشم بن المغيرة مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمة، فلما بلغت رأها الخطاب يوماً فرغب فيها وخطبها من هاشم فأنكحها إياه، فجاءت بعمر بن الخطاب فكان أباً وجداً وخالاً لعمر، وكانت حنتمة أماً وأختاً وعمة له فتدبر(16).
أقول: إن محمد بن شهراشوب من علماء الرافضة، ولم يحدد المجلسي من أين نقل عن ابن شهراشوب هذا الكلام، ولا نعلم هل هذا الخبر من كذب المجلسي أو من الأخبار الضعيفة كالعادة؟!
وقال صاحب كتاب الكنى والألقاب عباس القمي:
ابن شهراشوب: رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهراشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار... الخ(17).
3- الحديث الثالث:
قال: وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن الزيات عن الصادق ع أنه قال: كانت صهاك جارية لعبد المطلب، وكانت ذات عجز، وكانت ترعى الإبل، وكانت حبشية، وكانت تميل إلى النكاح، فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها في مرعى الإبل فوقع عليها فحملت منه بالخطاب، فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمة، فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين أشحام مكة فوجدها هشام بن المغيرة بن الوليد فحملها إلى منزله ورباها وسماها بالحنتمة، وكانت شيمة العرب أنه من ربى يتيماً يتخذه ولداً، فلما بلغت حنتمة نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام فتزوجها فأولد منها عمر، فكان الخطاب أباه وجده وخاله، وكانت حنتمة أمه وأخته وعمته, وينسب إلى الصادق (ع) في هذا المعنى:
من جده خاله ووالده وأمه أخته وعمته أجدر أن يبغض الولي وأن ينكر يوم الغدير بيعته(18).
قلت: وهذا الحديث ضعيف لا يحتج به؛ لأن فيه علتين:
الأولى: إن أبا حنتمة ليس هشام ولكنه هاشم.
الثانية: ورجعت إلى المصدر الذي أشار إليه المجلسي الكذاب (عقد الدرر) ووجدت أن المجلسي حرف يحيى بن محبوب ووضع الحسن بن محبوب بدلاً عنه لأن الحسن بن محبوب ثقة وأما يحيى بن محبوب فهو مجهول.
أما ما ذكره المجلسي عن ابن أبي الحديد فقال: قال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام: "لم يسهم فيه عاهر ولا ضرب فيه فاجر"، في الكلام رمز إلى جماعة من أصحابه في أنسابهم طعن، وكما يقال: إن آل سعد بن أبي وقاص ليسوا من زهره بن كلاب وأنهم من بني عذرة من قحطان، وكما يقال: إن آل الزبير بن العوام من أرض مصر من القبط, وليسوا من بني أسد بن عبد العزى(19).
ثم قال: قال شيخنا أبو عثمان في كتاب مفاخرات قريش: بلغ عمر بن الخطاب أن أناساً من رواة الأشعار وحملة الآثار يغصبون الناس ويثلبونهم في أسلافهم، فقام على المنبر فقال: إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول فلو قلت: لا يخرج القوم من هذه الأبواب إلا من لا وصمة فيه لم يخرج منكم أحد. فقال رجل من قريش نكره أن نذكره فقال: إذا كنت أنا وأنت يا أمير المؤمنين نخرج. فقال: كذبت بل كان يقال لك يا قين بن قين اقعد.
قلت: الرجل الذي قام هو المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان عمر يبغض أباه خالداً، ولأن المهاجر كان علوي الرأي جداً، وكان أخوه عبد الرحمن مع معاوية، وكان المهاجر مع علي يوم الجمل، وفقئت ذلك اليوم عينه، لكن الكلام الذي بلغ عمر بلغه من المهاجر. وكان الوليد بن المغيرة مع جلالته في قريش وكونه ريحانة قريش، ويسمى العدل، ويسمى الوحيد حداداً يصنع الدروع بيده ذكر ذلك فيه ابن قتيبة في كتاب المعارف.
وروى أبو الحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء، وقال إنه
روي عنه جعفر بن محمد عليه السلام في المدينة فقال: لا تلمه يا ابن أخي إنه أشفق أن يحدج بقصة نفيل بن عبد العزى وصهاك أمة الزبير بن عبد المطلب ثم قال: رحم الله عمر فإنه لم يعدو السنة، وتلا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾ [النور:19](20).
بيان: قال الجوهري: حدجه بذنب غيره رماه به. انظر كيف بين عليه السلام رداءة نسب عمر وسبب مبالغته في النهي عن التعرض للأنساب ثم مدحه تقية(21).
وأقول: إن ابن أبي الحديد هذا معتزلي شيعي وقال عنه القمي: عز الدين عبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني الفاضل الأديب المؤرخ الحكيم الشاعر شارح نهج البلاغة، وصاحب القصائد السبع المشهورة، كان مذهبه الاعتزال، كما شهد لنفسه في إحدى قصائده في مدح أمير المؤمنين (ع) بقوله:
ورأيت دين الاعتزال وإنني *** أهوى لأجلك كل من يتشيع
وذكره الألوسي في مختصر التحفه الاثنى عشريه فقال: الفرق الرابعة الشيعة الغلاة: هم عبارة عن القائلين بألوهية الأمير علي كرم الله وجهه, ونحوه من الهذيان. قال الجد روح الله روحه: وعندي أن ابن أبي الحديد في بعض عباراته وكان يتلون تلون الحرباء وكان من هذه الفرقة, وكم له في قصائده السبع الشهيرة من هذيان, كقوله يمدح الأمير:
ألا إنما الإسلام لولا حسامه *** كعفطة عنز أو قلامة ظافر(22)
وقوله:
يجل عن الأعراض والأين والمتى *** ويكبر عن تشبيهه بالعناصر(23)
وقال أيضاً:
تلقيت أخلاق الربوبية التي *** عذرت بها من شك أنك مربوب(24)
ومنه سوق الطوفي الرافضي قوله في أبي بكر وعلي رضوان الله وسلامه عليهما:
كم بين من شك في خلافته *** وبين من قيل إنه الله(25).
قلت: فلا حجة في كلام ابن أبي الحديد لأنه من غلاة الشيعة الذين يؤلهون علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
4- الحديث الرابع قال المجلسي:
وما أومأ إليه من قصة أمة الزبير, هو ما رواه الكليني طيب الله تربته في روضة الكافي عن الحسين عن احمد بن هلال عن زرعة عن سماعه قال: تعرض رجل من ولد عمر بن الخطاب بجارية رجل عقيلي فقالت له: إن هذا لعمري قد آذاني, فقال لها: عديه وأدخليه الدهليز, فأدخلته, فشد عليه فقتله وألقاه فالطريق.
فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون, وقالوا: ما لصاحبنا كفؤ، ولن نقتل به إلا جعفر بن محمد, وما قتل صاحبنا غيره, وكان أبو عبد الله (ع) قد مضى نحو قباء, فلقيته وقد اجتمع القوم عليه, فقال: دعهم, قال: فلما جاءوا وراءه وثبوا عليه, وقالوا: ما قتل صاحبنا أحد غيرك, وما نقتل به أحد غيرك! فقال: لتكلمني منكم جماعة, فاعتزل قوم منهم, فأخذ بأيديهم فأدخلهم المسجد, فخرجوا وهم يقولون شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد, معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا, ولا يأمر به, فانصرفوا.
قال: فمضيت معه فقلت: جعلت فداك ما كان اقرب رضاهم من سخطهم؟! قال: نعم دعوتهم فقلت: امسكوا وإلا أخرجت الصحيفة! فقلت: ما هذه الصحيفة جعلني الله فداك؟ فقال: أم الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب, فسطر بها نفيل فأحبها, فطلب الزبير فخرج هارباً إلى الطائف. فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف, فقالوا له: يا أبا عبد الله ما تعمل هاهنا؟ قال: جاريتي سطر بها نفيل, فهربت منه إلى الشام.
وخرج الزبير في تجارة له إلى الشام فدخل على ملك الدومة فقال له: يا أبا عبد الله لي إليك حاجه, قال: وما حاجتك أيها الملك؟ فقال: رجل من أهلك قد أخذت ولده, فاحب أن ترده عليه, قال: ليظهر لي حتى أعرفه, فلما أن كان من الغد دخل على الملك فلما رآه الملك ضحك, فقال: ما يضحكك أيها الملك: ما أظن هذا الرجل ولدته عربية, لما رآك قد دخلت لم يملك استه إن جعل يضرط! فقال: الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك. فلما قدم الزبير تحمل عليه ببطون قريش كلها أن يدفع إليه ابنه, فأبى ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال: ما بيني وبينه عمل, أما علمتم ما فعل في ابني فلان ولكن امضوا أنتم إليه. فقصدوه وكلموه, فقال لهم الزبير: إن الشيطان له دولة وان ابن هذا ابن الشيطان, وليس آمن أن يترأس علينا, ولكن أدخلوه من باب المسجد على أن أحمي له حديد وأخط في وجهه خطوطاً, وكتب عليه وعلى ابنه ألا يتصدر في مجلس, ولا تأمر على أولادنا ولا يضرب معنا بسهم.
قال: ففعلوا وخط وجهه بالحديد, وكتب عليه الكتاب, فذلك الكتاب عندنا, فقلت لهم: إذا أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم, فأمسكوا.
وتوفي مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخلف وارثاً، وخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام.
وكان هاشم بن عبد الملك قد حج في تلك السنة فجلس لهم, فقال: داود بن علي: الولاء لنا. وقال أبو عبد الله: بل الولاء لي, فقال داود بن علي: إن أباك قاتل معاوية, فقال: والله لأطوقنك غداً أطواق الحمام. فقال له داود بن علي: كلامك هذا أهون علي من بعرة وادي الأزرق. فقال: أما إنه واد ليس لك ولا لأبيك فيه حق, قال فقال هشام: إذا كان غداً جلست لكم. فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد الله ومعه كتاب في كرباسة وجلس لهم هشام. فوضع أبو عبد الله الكتاب بين يديه، فلما قرأه قال: ادعوا لي الجندل الخزاعي وعكاشة الضميري وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية فرمى الكتاب إليهما فقال: تعرفون هذه الخطوط؟ قالا: نعم خط العاص بن أمية، وقال هشام: يا أبا عبد الله أرى خطوط أجدادي عندكم؟ فقال: نعم قال: قضيت. بالولاء لك. قال: فخرج وهو يقول:
إن عادت العقرب عدنا لها *** وكانت النعل لها حاضرة
قال قلت: ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال: فإن نثيلة كانت أمة لأم الزبير ولأبي طالب وعبد الله فأخذها عبد المطلب فأولدها فلان فقال له الزبير: هذه الجارية ورثناها من أمنا وابنك هذا عبد لنا فتحمل عليه ببطون قريش.
قال فقال: أجبتك على خله على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ولا يضرب معنا بسهم فكتب عليه كتابا واشهد عليه فهو هذا الكتاب(25).
قلت: هذا الحديث ضعيف فيه أحمد بن هلال الكرخي العبرتائي وذكره:
1- ابن داود في رجاله فقال:
أحمد بن هلال بن جعفر. العبرتائي بالعين المهملة المفتوحة والباء المفردة المفتوحة والراء الساكنة والتاء المثناة فوق والمد. منسوب إلى عبرتا قريه بناحية إسكاف (كش) صالح الرواية يعرف منها وينكر وقد روى فيه ذموم كثيره من سيدنا أبي محمد العسكري عليه السلام (كش) مذموم ملعون (ست) غال متهم في دينه (غض) أرى التوقف في حديثه إلا فيما رواه عن الحسن بن محبوب من كتاب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين منه جله أصحابنا واعتمدوه فيها ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنه سبع وستين ومائتين(26).
وذكره في كتابه أيضا في, فصل فيمن وردة فيه اللعنة(27).
2- الطوسي في الفهرست أيضا:
احمد بن هلال العبرتائي. عبرتا قريه بناحية اسكاف بني جنيد ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنة سبع وستين ومائتين وكان غاليا متهم في دينه وقد روى اكثر أصول أصحابنا(28).
3- الحلي في رجاله:
أحمد بن هلال العبرتائي. بالعين المهملة والباء المنقطعة تحتها نقطه واحده وبعدها راء ثم التاء المنقطعة فوقها نقطتين منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف بني مائه ومات سنة تسع وستين ومائتين. قال النجاشي انه صالح الرواية يعرف منها وينكر. وتوقف ابن الفضائري في حديثه إلا في ما يرويه عن الحسن بن محبوب من كتب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين جل أصحاب الحديث واعتمدوه فيها. وعندي إن روايته غير مقبولة(29).
5- الحديث الخامس ذكر المجلسي في البحار:
قد مر في باب كفر الثلاثة من تفسير علي بن إبراهيم(30) في تفسيره قول الله تعالى: ﴿ذرني ومن خلقت وحيداً﴾ بإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الوحيد ولد الزنا وهو زفر .. إلى آخر الآية(31).
قلت: وعندما رجعت إلى تفسير علي بن إبراهيم القمي وجدت هذه الرواية هكذا: "قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا يحيى بن زكريه عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن الكثير عن أبي عبد الله ع في قوله: ﴿ذرني ومن خلقت وحيداً﴾ قال: الوحيد ولد الزنا وهو زفر(32).
قلت: وهذه الرواية ضعيفة لأن فيها علي بن حسان وعنه عبد الرحمن بن كثير، وقالوا علماء الرافضة فيهم التالي:
1- قال الكشي في رجاله:
في علي بن حسان الواسطي وعلي بن حسان الهاشمي: قال محمد بن مسعود سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان، قال: عن أيهما سألت؟ أما الواسطي فهو ثقة، وأما الذي عندنا يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير فهو كذاب وهو واقفي أيضاً، ولم يدرك أبا الحسن موسى عليه السلام(33).
2- ووافق العلامة الحلي كلام الكشي(34).
3- وقال النجاشي في رجاله:
علي بن حسان بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. ضعيف جداً، ذكره بعض أصحابنا في الغلاة، فاسد الاعتقاد له كتاب تفسير الباطن تخليط كله(35).
قلت: أما عمه عبد الرحمن بن كثير فقال عنه النجاشي في رجاله:
1- عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس كان ضعيفا غمزه أصحابنا عليه، وقالوا كان يضع الحديث. له كتاب فضل سورة إنا أنزلناه. أخبرنا أحمد بن عبد الواحد قال: حدثنا علي بن حبشي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن لاحق قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير به. وله كتاب صلح الحسن عليه السلام.
أخبرنا محمد بن جعفر الأديب في آخرين قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانه الأشعري عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير بكتاب الصلح. وله كتاب فدك وكتاب الأظلة. كتاب فاسد مختلط(36).
2- وقال ابن داود في رجاله:
عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس كان ضعيفاً غمز بعض أصحابنا فيه وقالوا كان يضع الحديث(37).
3- وقال العلامة الحلي نفسه(38).
قلت: إن هذا الحديث ضعيف جداً؛ لأن عبد الرحمن كان يضع الحديث وعلي بن حسان ضعيف جداً.
فبينا ضعف الأحاديث السابقة كلها ولا يوجد عند الرافضة دليل صحيح على دعواهم الباطلة فلعنة الله على الكاذبين.
أما ما ذكرته مجلة المنبر الرافضية في العدد (13) السنة الثانية ربيع الأول 1422 هجري ذكر الكاتب عبد العزيز قمبر في (خط احمر!!):
ويصعب ـ للوهلة الأولى استيعاب هذه الشبكة المعقدة فأم هذا الرجل هي في الوقت نفسه أخته وعمته! وأبوه هو في الوقت ذاته جده وخاله! فيما جدته هي أيضاً زوجة عمه!!
وعندما يترك الحديث للتاريخ, فإنه يقول: "وأما تفصيل نسبه وبيانه فهو إن (نفيل) كان عبداً لكلب بن لؤي بن غالب القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب وكانت (صهاك) قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة فكان (نفيل) يرعى جمال عبد المطلب و(صهاك) ترعى غنمه وكان يفرق بينهما في المرعى. فاتفق يوما اجتماعهما في مراح واحد فهواها وعشقها (نفيل) وكان قد ألبسها عبد المطلب سروالاً من الأديم (الجلد المدبوغ) وجعل عليه قفلاً وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه(39) فلما راودها قالت: ما لي إلى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل فقال (نفيل): أنا احتال عليه. فاخذ سمنا من مخيض الغنم ودهن به الأديم وما حوله من بدنها حتى استله إلى فخذيها و واقعها فحملت منه (بالخطاب) فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خفيه من عبد المطلب فالتقطت (الخطاب) امرأة يهودية جنازة وربته فلما كبر كان يقطع الحطب فسمي الحطاب لذلك بالحاء المهملة فصحف بالمعجمة(40) وكانت (صهاك) ترتاده في الخفية فرأها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها ولم يدر من هي فوقع عليها فحملت منه (بحنتمة) فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكة خارجها فالتقطها هاشم بن المغيرة بن الوليد ورباها فنسبت إليه(41) فلما كبرت وكان (الخطاب) يتردد على هشام فرأى (حنتمة) فأعجبته فخطبها إلى هشام فزوجه إياها فولدت الرجل، وكان الخطاب والده لأنه أولد حنتمة إياه حيث تزوجها وحده لأنه سافح صهاك فأولدها حنتمة والخطاب من أم واحدة وهي صهاك!!".
ولم يورد هذه المعلومة قاص خيالي لقصص ألف ليلة وليلة! بل أوردها أشهر نسابة في الإسلام وهو محمد بن السائب الكلبي الذي يقول عنه عز الدين بن الأثير الجزري وهو من أكابر علماء السنه في كتابه المشهور (أسد الغابة في معرفة الصحابة): "إن الكلبي واحد من النسابين الكبار حيث لا يرقى إليه من انتحلها من المؤرخين والمحدثين وهو من أقواهم في الأنساب في ما لو راجعنا ابن خلكان في و فيات الأعيان. كما روى (قصة النسب العظيم) هذه النساب أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه المعروف (الصلابة في معرفة الصحابة)، وكذلك في كتاب (التنقيح في النسب الصريح)(42).
قلت: إن هذا الكذب قد ورثوه الرافضة أباً عن جد؛ لأنهم يعلمون أن أنسابهم ملوثة بالمتعة، فيريدون أن يطعنوا بأنساب الأشراف أمثال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولكن لم يستطيعوا إلا عن طريق الكذب الذي قام عليه دينهم المنحرف.
أما النسابة الذين يدعون الرافضة أنهم من رجال أهل السنة ويطعنون بنسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم:
الأول: محمد بن السائب الكلبي وهو شيعي سبأي:
قال أبو بكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان عن أبيه: كان في الكوفة كذابان أحدهما الكلبي. وقال عمرو بن الحصين عن معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم: بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي يعني محمد بن كروان. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ضعيف. وقال أبو موسى محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي. وقال البخاري: تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي. وقال عباس الدوري عن يحيى بن يعلي المحاربي: قيل لزائدة: ثلاثة لا تروي عنهم: أبن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي. قال: أما أبي ليلى فبيني وبينه آل ابن أبي ليلى حسن فلست أذكره، وأما جابر الجعفي فكان والله كذاباً يؤمن بالرجعة، وأما الكلبي فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوماً: مرضت مرضه فنسيت ما كنت أحفظ، فأتيت آل محمد فتفلوا في فمي فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: والله لا أروي عنك شيئاً فتركته. وقال الأصمعي عن أبي عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر. وقال مرة: لو تكلم به ثانية كفر فسألته عنه فجحده.
وقال عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي: جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو بن العلاء فقال: أشهد إن الكلبي كافر. قال فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: أشهد أنه كافر. قال: فماذا زعم؟ قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة وجلس علي فأوحى إلى علي. قال يزيد: أنا لم أسمعه يقول هذا, ولكني رأيته يضرب على صدره ويقول: أنا سبأي. قال أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ(43).
الثاني: أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي وهو شيعي أيضاً:
قال يحيى بن معين: ليس بثقة وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال الدارقطني: إخباري ضعيف(44).
وقال عنه القمي صاحب كتاب الكنى والألقاب الشيعي الشهير: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم كما عن (جش) وتوفى سنة 157 يروي عن الصادق (ع) ويروي عن هشام الكلبي وجده مخنف بن سليم صحابي شهد الجمل في أصحاب علي (ع) حاملاً راية الأزد فاستشهد في تلك الواقعة سنة 36 وكان أبو مخنف من أعاظم مؤرخي الشيعة، ومع اشتهار تشيعه اعتمد عليه علماء السنة في النقل عنه كالطبري وابن الأثير وغيرهما(45).
قلت: وبعد ما بينا أن الكلبي وأبو مخنف من رجال الشيعة وليسوا من رجال أهل السنة، وهم من الكذابين المعروفين فلا حجة في طعنهم في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
شبهات والرد عليها:
1- من هي صهاك؟
هي أسطورة لم نجد لها اصل في كتب المسلمين ولكن يوجد لها ذكر في
كتب الرافضة المعروفين في الكذب أمثال المجلسي وغيره من الذين يحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2- من هي حنتمة هل هي أخت أبي جهل أم بنت عمه؟
هي بنت عمه لان اسم حنتمة هو حنتمة بنت هاشم بن المغيره أما اسم أبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيره. وهشام وهاشم ابني المغيره.
3- ما هو اسم أم الخطاب؟
هي حية بنت جابر بن أبي حبيب, من فهم. وليست كما يدعون الزنادقة.
4- هل المعادلة المزعومة تنطبق على نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهي الأب = الجد = الخال. والأم = الأخت =العمة؟
أصل هذه المعادلة من روايات الرافضة المكذوبة والتي بينا ضعفها من قبل والتي تفرد بذكرها الرافضة الكذابين أمثال المجلسي وغيره وسوف أبين كذب هؤلاء الرافضة في هذه المعادلة أيضاً:
1- يقصد بالأب الخطاب: وهذا صحيح, لأن أبو عمر هو الخطاب.
2- ويقصد بالجد أن الخطاب هو أبو حنتمة: وهذا كذب لأن أبو حنتمة هو هاشم بن المغيرة وليس الخطاب.
3- ويقصد بالخال أن الخطاب أخو حنتمة من صهاك: وهذا كذب أيضاً لأن أم الخطاب اسمها (حيه) أما أم حنتمة فهي (الشفاء) فيتبين انهم ليسوا من أم واحده وهي صهاك.
4- ويقصد بالأم حنتمة: وهذا صحيح, لأن أم عمر حنتمة.
5- ويقصد بالأخت أن حنتمة ابنة الخطاب من صهاك: وهذا كذب لأن أبو حنتمة هو هشام بن المغيرة وليس الخطاب.
6- ويقصد بالعمة أن حنتمة أخت الخطاب من صهاك: وهذا كذب لأن أم الخطاب اسمها (حية) أما أم حنتمة فهي (الشفاء) فيتبين أنهم ليسوا من أم واحدة وهي صهاك.
فبعد ما بينا إن هذه المعادلة من افتراء الرافضة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله وهذا يؤكده قول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله أن الرافضة هم أكذب الطوائف على الإطلاق.
5- كيف يكون الخطاب عم و أخو زيد بن عمرو بن نفيل؟
لأن نفيل عنده أكثر من زوجة، فالخطاب أمه (حية) وعمرو أمه (قلابة) فعندما توفي نفيل ورث عمرو زوجة أبيه (حية) فولدت له زيد فعلى هذا يكون الخطاب عم وأخو زيد من أمه وهذا عرف سائد في الجاهلية أن يرث الرجل زوجة أبيه لأنهم كانوا يرون أن زوجة الأب تورث.
6- ما هو سبب نزول آية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ [المائدة:101].
هناك أكثر من سبب لنزول هذه الآية:
1- حديث البخاري, عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبه ما سمعت مثلها قط وقال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً, قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجوههم, لهم خنين فقال رجل من أبي قال: فلان فنزلت هذه الآية ﴿لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾».
2- حديث البخاري أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم استهزاء فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل: تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾، حتى فرغ من الآية.
3- حديث الطبري عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج، فقام محصن الأسدي فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال: أما أني لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ثم تركتم لضللتم، اسكتوا عني ما سكت عنكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم؛ فأنزل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ إلى آخر الآية».
فهذه ثلاثة أسباب؛ لأن الأول وهو عبد الله بن حذافة لم يسأل استهزاء، لكن قال الحافظ [في الفتح ج 9 ص 351]: لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها والله أعلم. وقال [ص 352]: والحاصل أنهما نزلت بسبب كثرة المسائل, إما على سبيل الاستهزاء والامتحان, وإما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لو لم يسأل عنه لكان على الإباحة.
أما الزيادة التي فيها أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً, فهي صحيحه ولكن تفسير الرافضة لها غير صحيح لأنهم يقولون إن عمر رضي الله عنه قام يطلب العفو لكي لا يفضح نسبه, وكما بينا من قبل أن نسب أمير المؤمنين أطهر وأشرف من أنساب الرافضة أولاد المتعة وأحفاذ المجوس, ولكنه قام لأنه فهم أن تلك الأسئلة قد تكون على سبيل التعنت أو الاستهزاء أو الشك، فخشي أن تتنزل العقوبة بسبب ذلك فقال: رضينا بالله رباً ... إلخ, وهذا من حرصه رضي الله عنه على رضى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فرضي الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك, وكان من الممكن لو لم يقم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لنزلت العقوبة على المسلمين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب.
(2) أسد الغابة (ج 4 ص 137- 138).
(3) نسب قريش (ص 301).
(4) عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب.
(5) نسب قريش (ص 347).
(6) ويقصد حنتمه أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(7) بحار الأنوار ج 31 ص 203.
(8)تفسير القمي ج2 ص 95- 96.
(9) رجال الكشي ص 229.
(10) رجال العلامة الحلي ص 223.
(11) وهذا كذب لان الكلبي ليس من رجال أهل السنة كما سيأتي.
(12) بحار الأنوار ج 31 ص 203 – 204.
(13) راجع ص 14 – 15.
(14) بحار الأنوار ج 31 ص 204.
(15) الاستيعاب.
(16) بحار الأنوار ج 31 ص 204.
(17) الكنى والألقاب ج 1 ص 321- 322.
(18) بحار الأنوار ج 31 ص 304 - 205.
(18) وهذا كذب ليس عليه دليل.
(19) إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر.
(20) بحار الأنوار ج 31 ص 206.
(21) ولاحظ كيف يدعي أن الإسلام لولى حسام علي رضي الله عنه لكان كعفطة عنز والعياذ بالله.
(22) ولاحظ كيف يصف علي رضي الله عنه بصفات الله تعالى.
(23) وهنا يقول يعذر من شك إن علي رضي الله عنه مربوب.
(24) ويقصد في من شك في خلافته هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ويقصد من قيل إنه الله بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(25) بحار الأنوار ج 31 ص 206 – 208.
(26) رجال بن داود ص 425.
(27) رجال بن داود ص 551.
(28) الفهرست للطوسي ص 36.
(29) رجال العلامة الحلي ص 202.
(30) هو صاحب التفسير المشهور تفسير القمي.
(31) بحار الأنوار ج 31 ص 209.
(32) تفسير القمي ج 2 ص 395.
(33) رجال الكشي ص 451.
(34) رجال العلامة الحلي ص 233.
(35) رجال النجاشي ص 251.
(36) رجال النجاشي ص 234.
(37) رجال بن داود ص 474.
(38) رجال العلامة الحلي ص 239.
(39) انظر خيال الرافضة العجيب.
(40) وهذا جهل مركب لان الذي يقطع الحطب يسمى حطاب وليس خطاب.
(41) حنتمة لم تنسب إلي هشام ولكن نسبت إلي أبيها هاشم.
(42) إن الكلبي وأبو مخنف من الشيعة الكذابين كما سوف نبين بعد قليل.
(43) تهذيب الكمال ج 25 ص 246 - 253 رقم 5234.
(44) سير أعلام النبلاء ج 7 ص 301.
(45) الكنى والألقاب ج 1 ص 148 – 149.