حديث الاثني عشر إماماً ودلالات منطوقه الغائبة عن الشيعة
وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون بعدي اثنى عشر خليفة كلهم من قريش»، وفي روايات أخرى لهذا الحديث عند أهل السنة والجماعة في الصحيحين وغيرهما: «لا يزال أمر هذا الدين قائماً حتى يلي اثنى عشر خليفة كلهم من قريش».
هذا الحديث يستدلون به على إمامة الاثني عشر عندهم, فهل الاثني عشر في الحديث الشريف هم الاثنى عشر الذين يقول الشيعة إنهم أئمتهم، وأنهم هم المقصودون في هذا الحديث أو لا؟
هذه دعوى للنظر!
هل هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة؟
من هم أئمة الشيعة الأثنى عشر عندهم:
1. علي بن أبي طالب.
2. الحسن بن علي.
3. الحسين بن علي.
4. علي بن الحسين.
5. محمد بن علي بن الحسين - الباقر.
6. جعفر بن محمد - الصادق.
7. موسى بن جعفر - الكاظم.
8. علي بن موسى - الرضا.
9. محمد بن علي - الجواد.
10. علي بن محمد - الهادي.
11. الحسن بن محمد العسكري.
12. محمد بن الحسن وهو المهدي.
يقولون هؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «يكون بعدي اثنى عشر خليفة».
قلنا: فلننظر هل هذا الكلام صحيح أو غير صحيح؟
نقول: أولاً جاء في كتب القوم أن الأئمة ثلاثة عشر, في الكافي مثلاً عن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "إني واثني عشر إماماً من ولدي وأنت يا علي سر الأرض" الاثنى عشر غير علي، أي: ثلاثة عشر هؤلاء وهذا في الكافي [ج 1 ص 534].
وجاء كذلك عن جابر أنه قال: دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم قائمهم".
إذاً كلمة اثني عشر هذه كلمة غير صحيحة، ولذلك جاء في حديث جابر هذا أنه قال: "فعددت اثني عشر آخرهم قائمهم، ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم علي" من هم محمد, محمد الباقر, محمد بن علي (الجواد), محمد بن الحسن (المهدي), من هم الثلاثة علي؟ علي بن الحسين (السجاد), علي بن موسى (الرضا), علي بن محمد (الهادي) وهذا في الكافي [ص 532].
إذاً هم ثلاثة عشر، ولذلك ذكرت بعض كتب الشيعة التي تكلمت عن الفرق أن هناك فرقة من فرق الشيعة تسمت بالثلاثة عشر، يعني اعتقدت بثلاثة عشر إماماً من هذان الحديثان الموجودان في الكافي يقولان أن الأئمة ثلاثة عشر وليسوا اثني عشر كما يقولون.
وهنا نقطة مهمة جداً في هذه المسألة, هم يقولون نحن الاثنى عشر، وأئمتنا هم فلان وفلان وفلان.. الذين ذكرناهم، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا في زمنه، بينما نجد أن كبار رواة الشيعة الذين عاصروا الباقر وعاصروا الصادق - الباقر هو الخامس والصادق هو السادس ولهما تلاميذ وأتباع ورواة - ما كانوا يعرفون أن الأئمة اثنا عشر، ولذلك كان الاختلاف يقع بينهم كآل زرارة لما حضره الموت قال: "ليس لي إمام، وأشار إلا هذا الكتاب، وأشار إلى القرآن" [رجال الكشي ص 139].
ونجد أن أقطاب الشيعة الكبار: زرارة بن أعين, هشام بن سالم الجواليقي ومحمد بن النعمان الأحول (شيطان الطاق), وعمار الساباطي، هؤلاء يذهبون ويبايعون عبد الله بن جعفر!! ولم يبايعوا موسى بن جعفر بل بايعوا عبد الله بن جعفر الذي هو الأفطح, ولذلك ذكر النوبختي وغيره أن جُل رواة الشيعة فطحية؛ لأن جل الروايات عندهم عن جعفر الصادق ومحمد الباقر، وجل أتباع محمد الباقر وجعفر الصادق اتبعوا بعد ذلك عبد الله بن جعفر وبايعوه وهو الأفطح، ولذلك قالوا جل رواتنا فطحية, وهذا هشام بن سالم يقول: "رجعنا من عبد الله بن جعفر ضلالاً لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد" [الكافي ج 1 ص 351].
إذاً: قضية أنهم اثنى عشر، ومحسومون، وأخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم. هذا ما كان يعرفه الشيعة الكبار، ولذلك فرق الشيعة لم تقل بالاثني عشر, فمتى جاءت تسمية فرقة الأثني عشر؟!
لما مات الحسن العسكري ولم يكن له ولد صُدموا، وتساءلوا: ماذا نصنع؟ فقالوا انسبوا له ولداً! فما صدقهم أحد وأخذت أمه الميراث مع أخيه جعفر. ما ظهر له ولد أصلاً, والدعوى باطلة, ولذلك هم يردون على الإسماعيلية أنه ليس لإسماعيل بن جعفر ولد، ويردون على الفطحية والفطحية يردون عليهم وهكذا.
أين الولد؟ قالوا: ولد غائب, ومن الطبيعي جداً أن يكون غائباً؛ لأنه لا يمكن أن يحضر لأنه ليس موجوداً أصلاً. هذا الولد أليس له ولد؟ طبيعي جداً أن لا يكون له ولد لأنه أصلاً لم يُخلق فكيف يُخلق له ولد؟! فكان لا بد إذاً أن يقفوا عند الاثني عشر، ولذلك تسموا بالاثني عشرية, ثم بعد ذلك إما أن يكون سول لهم شيطان الجن أو الإنس فوجد حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يخبر فيه صلوات الله وسلامه عليه أن يكون بعده اثنى عشر خليفة، فقالوا هو نفس الرقم إذاً النبي يخبر عن الثاني عشر! هذا لا شك أنه لعب بكتاب الله جل وعلا، ولعب بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولعب على عقول الناس.
ولذلك جاءت روايات كثيرة عند الشيعة أن القائم ليس هو محمد بن الحسن المهدي، فهذه رواية مثلاً تقول: "تابعون قائمون" [الكشي ص 373]، وقال جعفر عن المهدي: "سمي فالق البحر" [الغيبة 46]، وقال أيضاً: "اسمه على اسم حديدة الحلاق" [الغيبة 47].
لو نظرنا من السابع لوجدناه موسى الكاظم، وهو من هو سمي فالق البحر، واسمه على اسم حديدة الحلاق الموس. إذاً هذا هو القائم, ما كان عندهم شيء اسمه الثاني عشر؛ فمن أين جاء الثاني عشر؟!
وفي الحديث: «لا يزال أمر هذا الدين قائماً ما ولي اثنى عشر خليفة»، الثاني عشر هم يزعمون ويدعون أنه موجود حالياً من سنة 260ه, عندما مات الحسن العسكري هم يدعون أنه ولد عام 256، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا يزال أمر هذا الدين قائماً».. «لا يزال الدين منيعاً».. «لا يزال الدين عزيزاً ما ولي اثنى عشر خليفة»، هل ترون الآن منذ سقوط الخلافة إلى يومنا هذا الدين عزيزاً؟! انظروا إلى أحوال المسلمين اليوم، هل الدين عزيز؟ هل الدين منيع؟ هل الإسلام عالٍ في الأرض؟ أين إذاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ نكذب النبي أو نكذب الذين يزعمون هذه الدعوى ويدعونها زوراً، ويقولون أخبر النبي بالاثني عشر بهذا الحديث؟!
كذلك هم يقولون إن أئمتهم كانوا يتقون، وكانوا مستترين، وكانوا خائفين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الدين منيع» أي أن الدين قوي في زمنهم!!
أين القوة والمنعة مع الخوف والاستتار؟ إذا كان القائم على الدين خائفاً مستترا متقياً؛ فكيف يكون الدين قائماً عزيزاً منيعاً؟!
ثم إن الحديث ليس فيه حصر، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في أثناء خلافة اثني عشر خليفتاً يكون الدين منيعاً, هل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولن يحكم غيرهم, وسيتوقف الأمر عند هؤلاء، وستقوم القيامة على الثاني عشر من هؤلاء؟ لا أبداً, الحديث يتكلم بخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية, وكما قال سبحانه وتعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن:29-28]، فيخبر الله جل وعلا نبيه ببعض غيبه ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم ببعض ما يقع, وهذا من علامات صدق النبي صلوات الله وسلامه عليه.
كذلك النبي قال: «كلهم من قريش»، وهم يقولون كلهم أولاد علي بن أبي طالب, نحن نعلم علم اليقين لا مرية عندنا في هذا أبداً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وصدق أنه أوتى جوامع الكلم, فهل الذي أوتى جوامع الكلم يقول كلهم من قريش وهم من أولاد علي أصلاً, وهو كما نعلم علم اليقين كذلك أنه أنصح الناس للناس صلوات الله وسلامه عليه, كيف يضيعنا؟! كيف يقول من قريش وهو يريد علياً وأبناءه؟ وكان سيقول علي وأبناء علي, بل يذكر أسماءهم وينتهي الأمر، لكن أ، يقول كلهم من قريش ويعمي المسألة على الناس لماذا!؟ نحن لا نؤمن بذلك أبداّ.. لو كان النبي يريد علياً وأولاده كان يقول علي وأولاده, ولذلك لو جئت أنا وقلت مثلاً سأعطي كل عربي مائة دينار فجاءني العرب واجتمعوا على بابي وقلت لهم: ماذا تريدون؟ قالوا: كل واحد منا يريد مئة دينار، قلت: لا عفواً أنا سأعطي الليبيين فقط، لماذا تعطي الليبيين فقط؟ قلت: الليبيين عرب. قالوا: ونحن عرب! قلت: أنا ما أخطأت. قالوا: ولكنك لم تحسن الكلام، لو كنت تحسن الكلام لقلت سأعطي كل الليبيين، ولا يحتاج أن نأتي. قلت: أنا آسف لكن لن أعطي إلا الليبيين،
فرجعوا فاجتمع عندك الليبيون فقالوا: صفا لنا الجو. قلت: ماذا تريدون؟ قالوا: كل واحد مائة دينار. قلت: لا أنا سأعطي فقط أهل طرابلس، أما غير أهل طرابلس فلن أعطيهم. قالوا: لماذا؟ قلت: أنا أريد أعطي فقط أهل طرابلس، قالوا: أنت قلت كل الليبيين. قلت: أهل طرابلس ليبيين أو ما هم ليبيون؟ قالوا: أحسن الكلام! أنت في الأول أحرجتنا مع العرب، والآن أحرجتنا مع أنفسنا وأخرجتنا. لو قلت من البداية سأعطي أهل طرابلس لانتهى الأمر.
فأنا هل أُلام على اختيار مثل هذه الكلمات أو لا أُلام؟ أتريدون أن ننسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كلهم من قريش»، وهو يريد علياً وأبناءه؟! أليس كان من الأفضل أن يقول (كلهم من بني هاشم!) وحتى لا تصح؛ لأن بني هاشم كثيرون.
إذاً: كان يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول (كلهم أولاد علي) ويحددهم بأسمائهم، يقول الحسن والحسين؛ لأن علي له تسعة عشر ولداً رضي الله عنه، وذرية الحسين دون الحسن حدد هكذا، حتى نقول أوتى جوامع الكلم صلوات الله وسلامه عليه، ولكن الأمر ليس كذلك. الأمر أن النبي قال: «كلهم من قريش»، ونحن نعتقد يقيناً أن النبي أوتي جوامع الكلم، وأن الذين زعموا أن النبي أنه لم يؤتَ جوامع الكلم نؤمن يقيناً كذلك أن قولهم مردود لا نقبل قولهم أبداً؛ لأنهم يريدون أن يطعنوا في نبينا، ونحن لا نقبل هذا في نبينا صلوات الله وسلامه عليه.
القضية إذاً هم استدلوا بالعدد على العدد فقط! اثنى عشر خليفة ونحن نؤمن باثني عشر، إذاً هؤلاء هم هؤلاء انتهى الأمر.
ونقول: فاتكم أنه جاء في حديث مسلم: «سيكون في أمتي اثنى عشر منافقاً»، إذا قضية العدد مشكلة، فكيف توفقون بين هذه وهذه، وتلك اثني عشر خليفة، واثنى عشر إماماً، واثنى عشر منافقاً؟ هل كل اثنا عشر هي في أئمتكم أو لا؟ تدبروا هذا الأمر.
لو رجعنا إلى كتاب الله جل وعلا ما وجدنا أن الله جل وعلا نص على إمامة أحد منهم أبداً, أين كتاب الله جل وعلا عن الإمامة التي هي عندهم أهم من الصلاة، وأهم من الزكاة، وأهم من الحج، وأهم من كل شيء؟ ما ذكرها الله سبحانه وتعالى، ولا نص على هؤلاء الأئمة الاثني عشر في كتابه العزيز, لما لم ينص الله تبارك وتعالى على هذا مع أهميته، دل على أنه ليس بتلك الأهمية، التي هي عندهم وأنها ركن من أركان الإسلام.
ذكر الله جل وعلا الرسل ورسالاتهم, ذكر الله تبارك وتعالى أحوالهم مع أممهم ولم يذكر شيئاً أبداً عن هؤلاء الأئمة لا من قريب ولا من بعيد، أتقصير من الله أو دعواهم باطلة؟ اختر أي الأمرين شئت.
ولذلك زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه - أخو محمد الباقر عم جعفر الصادق ابن علي زين العابدين, تنتسب إليه طائفة الزيدية - جلس مع مؤمن الطاق - ويسميه أهل السنة شيطان الطاق محمد بن النعمان - فقال له: يا أبا جعفر, بعد أن بعث إليه وكان مستخفياً, اخرج معي ساعدني فيما خرجت إليه، فقال له شيطان الطاق أو مؤمن الطاق كما يحبون أن يسموه: إن كان الخارج أباك أو أخاك فنعم خرجت معك، أما أنت فلا. قال يا أبا جعفر - يعني الأحول هذا -: كنت أجلس مع أبي على الخيوان - طاولة الطعام - فيلقمني اللقمة السمينة ويبردها لي شفقة عليّ، ولم يشفق علي من حر النار حيث أخبرك بالإمامة ولم يخبرني أنا - أني الإمام بعد علي محمد وبعد محمد جعفر - قال: جُعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك, خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار, وأخبرني أنا فإن قبلت نجوتُ وإن لم أقبل فلي أن أدخل.
هل هذا منطق؟! وهل هذا عقل؟! لا يخبر ولده بالإمامة أهم ركن من أركان الدين، ويخبر الأجنبي البعيد! ولذلك أصاب أهل السنة عندما سموه شيطان الطاق.
كذلك هناك شخص اسمه محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، هذا يُقال له النفس الزكية، سنة 130هـ خرج هذا الرجل وقال إنه هو المهدي، وتبعه أقوام كثير ومن أهل البيت، وهذا جد أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب, ليست القضية في خروجه, القضية في أن جعفر الصادق الذي هو في منزلته أمر ولديه موسى الكاظم وعبد الله الأفطح أمرهما أن يخرجا معه تابعين له فانضما إلى ثورته [كما في مقاتل الطالبيين ص 244] مع أنهم يروون: "أن كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايِع والمبايَع له" [بحار الأنوار ج 53 ص 8].
أحاديث المهدي لو نظرنا إليها في كتب الشيعة لوجدناها لا تُحصى من كثرتها، لا أقول مئات بل تتجاوز المئات، ومع هذا نجد أن جل فرق الشيعة لا تؤمن بالمهدي، لماذا؟ خاصة القديمة, الفطحية لا تؤمن بالمهدي, الناووسية لا تؤمن بالمهدي, البترية لا تؤمن بالمهدي, الصالحية لا تؤمن بالمهدي, الكيسانية لا تؤمن بالمهدي, الإسماعيلية لا تؤمن بالمهدي, الجعفرية القديمة لا تؤمن بالمهدي, الموسوية القديمة لا تؤمن بالمهدي.
هذه الأحاديث الكثيرة لماذا كلهم يغفلون عنها؟ بل رواة أحاديث الشيعة الكبار هذه أسماؤهم:
عمار الساباطي, عبد الله بن أبي يعفور, أبان بن تغلب, هشام بن الحكم, جميل بن دراج, هشام بن سالم, محمد بن نعمان وضف إليهم زرارة، واقرأ في رجال الكشي عن هؤلاء ماذا يكونون في رواة الشيعة؟! كل هؤلاء يضيعون بعد جعفر الصادق لا يدرون إلى أين يتوجهون لماذا؟ لأنه لا توجد مثل هذه الروايات، كلها روايات متأخرة موضوعة كُذبت بعد ذلك, ولذلك هذا البياضي مثلاً عالمهم يقول: "إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين, لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك, أنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط"، إذاً هذا البياضي يعترف أنه لا يوجد نص لعلي, وعلي لم يذكر النص لنفسه؛ فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده؟ وإذا كانت الإمامة نصاً في الاثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية؟ اسألوا علمائكم! والله نريد لكم الخير اسألوهم: لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص عليه من عند الله تبارك وتعالى؟ يقولون: لأن الإمامة ليست في الحكم، ليس الحكم شرطاً، يمكن أن يكون إماماً وليس بحاكم, إذاً: لماذا خرج الحسين على يزيد, فقد كان الحسين إماماً، وليس بحاكم فلماذا خرج على يزيد؟!
أيضاً اسألوهم سؤالاً آخر: لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية، مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة بعد الحسن؟ سنة 49 توفي الحسن رضي الله عنه وانتهت خلافة معاوية رضي الله عنه سنة 60هـ؟ من سنة 49 هـ إلى سنة 60 هـ الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية.
فكروا لماذا؟
إما أن تقولوا: إن معاوية كان رجلاً صالحاً، فهذه جيدة نقبلها منكم, ويزيد ليس بصالح لا شيء فيها، هناك كثير من علماء السنة يقولون يزيد ليس بصالح, أنا أقول لك يزيد ليس بصالح، لكن لا نسبه ولا نتقرب إلى الله بسبه, لكن بدون شك هناك كثير من هم أصلح منه وأولى منه بالخلافة, لكن لماذا لم يخرج الحسين على معاوية؟ ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص للاثني عشر؟! إما أن نقول إن فعلهم خطأ، وإما أن نقول أنه لا يوجد نص، وهذا هو الصحيح أنه لا يوجد نص صحيح على شيء اسمه اثني عشر.
إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه: "إنما الشورى للمهاجرين والأنصار؛ فإن اجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا" [نهج البلاغة ص 367].
وقال: :بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد" [نهج البلاغة ص 366].
وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال: "دعوني والتمسوا غيري؛ فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن تركتموني فإني كأحدكم، ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً" [نهج البلاغة ص 336]، هل علي هنا يغش الناس؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه.
المصدر: شبكة الدعاة إلى العلم النافع الإسلامية