معنى آيات الحجاب
كتاب اللباس والزينة »
باب الحجاب وكشف الوجهالسؤال:
حكم كشف المرأة وجهها ويديها للرجال الأجانب ؟
الاجابه:
الجواب : معنى قوله تعالى : -( ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إلاَّ مَا ظَهَرَ منْهَا وَلْيضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )- [النور: 31]. اختلف المفسرون في معنى هذه الآية على أقوال : الأول : روى الحاكم عن ابن مسعود أنه قال:-( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ )- [النور: 31] الزينة السوار والدملج والخلخال والقرط والقلادة وقوله : -( إِلا ّمَا ظَهَرَ مِنْهَا )- [النور: 31] الثياب والجلباب. الثاني : روى عبد الرزاق عن ابن عباس (ر) ، أنه قال في قوله : -( إلا مَاظَهَرَمِنْها) - [النور : 31] قال : الوجه والكفان ، وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت إن أسماء بنت أبي بكر على النبي
، وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال : يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفه : وروى أبو داود أن النبي
، قال : *(أن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل )* فالراجح من هذه الأقوال قول ابن مسعود (ر) ، أما أدلة الكتاب فهي ما يلي : الأول : قال تعالى : -( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُبِهِن )-[النور:31] وجه الدلالة أن المرأة إذا كانت مأمورة بسدل الخمار من رأسها على وجهها لتستر صدرها فهي مأمورة بدلالة التضمن أن تستر ما بين الرأس والصدر والوجه والرقبة ، وروى البخاري عن عائشة (ر) ، أنها قالت : رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل قوله تعالى : -( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُبِهِن )- [ النور :31] شققن أزرهن فاختمرن بها والخمار ما تغطي به المرأة رأسها والجيب موضع القطع من الدرع والقميص وهو من الأمام كما نزل عليه الآية لا من الخلف كما تفعله نساء الإفرنج ومن تشبه بهن من نساء المسلمين . الثاني :قوله تعالى : -( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النّسَاءِ الَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنّ جُنَاحٌ أن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِجّاتٍ بِزِينَةٍ وأن يَسَتَعْفِفْنَ خَيرٌ لَّهُنّ واللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )- [ النور : 60] قال الراغب في مفرداته : القاعدة من قعدت عن الحيض والتزوج . وقال البغوي في تفسيره : قال ربيعة الرأي : هن العجز اللاتي إذا رآهن الرجال استقذروهن فأما من كانت فيها بقية من جمال وهي محل الشهوة فلا تدخل في هذه الآية . انتهى كلام البغوي ، وأما التبرج فهو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال الأجانب . وجه الدلالة من الآية : أنها دلت بمنطوقها على أن الله تعالى رخص للعجوز التي لا تطمع في النكاح أن تضع ثيابها فلا تلقى عليها جلباباً ولا تحتجب لزوال المفسدة الموجودة في غيرها ولكن إذا تسترت كالشباب فهو أفضل لهن .قال البغوي :-(وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ)-(النور: من الآية60) فلا يلقين الحجاب والرداء(خَيْرٌ لَهُنَّ) (النور: من الآية60) خير لهن ) ، وقال أبو حيان : " وأن يستعففن عن وضع الثياب ويتسترن كالشباب فهو أفضل لهن أ.هـ. أما الأدلة من السنة فهي كما يلي : لأول : عن أم سلمة (ر) ، أنها كانت عند رسول الله
مع ميمونة ، قالت : بينما نحن عندها أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعد أن أُمر بالحجاب فقال
،* " احتجبا منه " فقالت إنه أعمى لا يبصرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، أفعمياوان أنتما ؟ ألستما تبصرانه "*؟ رواه الترمذي بمعناه . الثاني : عن أنس (ر) قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب أخرجه الشيخان (1) .
المرجع:
(1) فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم 10/25باختصار