السؤال:
أنا امرأةٌ مُتزوجةٌ منذ (18) سنة، ومنذُ أن تزوجتُ وزوجي مشغولٌ عني بأعماله، وأنا مشغولةٌ بالبيت والأولاد، في الفترة الأخيرة -ومع الانفتاح الحاصل- أصبح زوجي يُشاهِد بعضَ صور النساء؛ سواءٌ على الإنترنت، أو على التلفاز، ويُريدني أن أكونَ مثل الفتيات اللاتي يراها!
حاولتُ، لكن جسمي - مع فترات الحَمْل المتزايِدَة - أصبح مترهِّلًا، وضَعُفَتْ صحتي، لكنني - والله يعلم في سَماه - أُحاول معه بكلِّ ما أُوتيتُ مِن قوة؛ مِن لبسٍ، ومكياجٍ، وتسريحات؛ بقدْرِ ما أستطيع؛ لأنَّ حالتنا المادية متوسِّطة، ولكي أصبح كما يريد أريد ميزانيةً كبيرة! فإذا طالبتُه بذلك قال لي: أنا راضٍ بك هكذا! لكن -مِن خلال كلامه وتوجيهاته وانتقاداته لي- أُدرك أنه ليس مُقتنعًا بي، لكنه يُصَبِّر نفسه إلى أن تتوفرَ معه المادة ويتزوج!
اقترحتُ عليه هذا الاقتراح، وأظن أن الفكرةَ جاءتْ على هواه، فهل أنا مخطئة في هذا أو لا؟ أرجوكم دلوني، وادعوا لي دعوةً بظهر الغيب؛ أن يُفَرِّج اللهُ همي.
الإجابة:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فأسألُ اللهَ العليَّ الأعلى أن يفرِّج همَّكِ، ويُصْلِحَ زوجَكِ، وبعدُ:
فما يَمُرُّ به زوجُكِ -أيتُها الأختُ الكريمةُ- هو حالُ كثيرٍ مِن الأزواج، بعدما تمرُّ عليه فترةٌ طويلةٌ مِن الزواج؛ يلاحظ التغيُّراتِ الطارئةَ على زوجته، ولا يُحِسُّها في نفسه، ولو راقَبَ حاله، وما يدب في جسده كلما مر به العُمُرُ - لعلم أنَّ تلك سنةُ الحياة.
أما علاجُ زوجك - أيتُها الكريمةُ - فليس في الزواج الثاني، بقَدْر ما هو في الرِّضا والقناعة، وغض الطرف عن الحرام، فلا يُعْقَلُ أن ينظرَ رجلٌ لبعض الفنانات، أو المطربات - مثلًا - وقد أَجْرَتْ عمليات التجميلِ عشرات المرات، ويُريد أن تكونَ زوجتُه كذلك، هذا ليس منطقًا! وهنا لا تنفع إلا تقوى الله، والنظر لهؤلاء بعين الشرع، فيبغضهم، ويمقُت جمالهم المزيَّف، وخَلْقَهُمْ الشائن؛ فلا يجوز النظرُ إلى الأفلامِ، أو المسلسلات التافهة، والإعلامِ الهابِطِ المَاجِنِ، والله المستعان.
فلا شك أنَّ ما يجري في بلاد المسلمين مِن الاهتمام بسفاسِف الأمور، والبُعد عن مَعاليها - هو مِن كَيْد الشيطان ووساوسه، وتدبير أعداء الله تعالى مِن الكفَرة؛ من اليهود، والنصارى، وأتباعهم في بلاد المسلمين، وإلا فكيف يُتَصَوَّرُ أن عاقلًا يُشاهد ما يجري في بلاد المسلمين مِن مَتاعب، ومآسٍ، وكوارثَ، ثم يلهو، أو يَطْرَبُ؟! أو يلتذ بعيشٍ؟! إن أولئك أفسدوا شبابَ الأمة، وكُهُولَهَا، وشِيبَها؛ بوسائلِ إعلامِهِم المنحرفِ الهابطِ، وقد نَبَّهَ كثيرٌ مِن علماء المسلمين وعُقلائهم، ومُصلحيهم، ودُعاتهم، على خطورة وسائل الإعلام، فجاهِدي - يرحمك الله - في رفْعِ تلك المحَرَّمات من البيت، واستبدلي الإعلامَ الإسلاميَّ الطاهرَ بها، والأمرُ يحتاجُ لصبرٍ وَجَلَدٍ؛ فهذا هو علاجُ زوجِكِ، وليس الزواج الثاني، وإن كنت تَرَيْنَ أنه بحاجةٍ فِعليةٍ للزواج، فجزاكِ اللهُ خيرًا أن نصحتِهِ به، وتعاملتِ مع الأمرِ بِوَاقِعِيَّةٍ، وليس بالعاطفة وحسب؛ وَفَّقَكِ اللهُ، وهدى زوجك.
وراجعي على موقعنا استشارة: "
زوجي يتذمَّر مِن جسدي".