السؤال:
اكتشفتِ المدرِّسة أنَّ ابني -الذي يبلغ من العمر 11 عامًا- يعمل الفحشاءَ في المدرسة مع بعضِ الطلاَّب.
ابني قد فعَل هذا العمل وهو في الثامنة من العمر، وتمَّ الاعتداء عليه عن طريق التودُّد، واستخدام الرِّشوة، والملاطفة، وتقديم الهدايا له، وكان الشخصُ الذي اعتدى عليه يَكْبُره بخمس سنوات على الأقل، وتمَّ إرشاده وتعليمه آدابَ السلوك الجِنسي بعد هذا.
وقبل يومين اكتَشَفَتِ المدرِّسة أنَّ ابني يعمل الفحشاء في المدرسة مع بعضِ الطلاَّب, ولما اسْتَجْوَبْتُه، قال: إنه بدأ -قبل أسبوع- مع طالِب كان يخبره بقصص عنِ الفحشاء، ثم أخْبَره أن يُجرِّب هذا العمل، وكان يفعل بملاطفة جسديَّة خاصَّة بدون إزالة الملابس، ثم رآهم أحدُ الطلاَّب، وهدَّده بأن يخبر أخاه إن لم يفعلْ معه الفحشاء، وفعَل الفحشاء الكاملة, ثم أخْبر هذا الطالب أصحابَه في الصفِّ، وطلَب من ابني فعلَ الفحشاء، ووافَق، وفعل الفحشاء مع أربعة طلاَّب في نفْس اليوم.
حين سألتُه وضربتُه لِمَ فعلتَ هذا الفِعل؟ قال: إنَّه يعجبه.
ابني يُصلِّي ويصوم ويحفظ القرآن، وليس عندنا تلفزيون، أو الإنترنت، ونحن عائلةٌ ملتزِمة.
ماذا أفعل؟ وكيف أتصرَّف؟
الإجابة:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإنَّ ما وقَع فيه ولدُك من شذوذ جِنسي أمرٌ خطير يستوجب عليك علاجًا سريعًا، بعيدًا عن الضَّرْب والتشنجات، وعدمَ التهاون في الأمْر، وإبعادَه عن أيِّ أسباب تُيَسِّرُ له الوقوع في هذا الفِعل الشنيع، مع تغيير البِيئة التي وقَع فيها فيما ذكرت، فالتنشئة التربويَّة والاجتماعيَّة الصحيحة لها دورٌ رئيس في العِلاج، فاختيار المدرسة، والبحْث عن مدرسة إسلاميَّة، أعضاء تدريسها متديِّنون وحازمون -في الوقت نفسه- في مراقبةِ التلاميذ، ثم العناية في معرفةِ زملائه في الصفِّ والحي، وما إلى ذلك.
أولاً: عليك أنتَ وأمَّه أن تتعاونا في علاجه سلوكيًّا وإيمانيًّا، بالقدْر الذي يستطيع فَهْمه، فعلِّموه كيف يصبر، وكيف يقاوم غرائزَه؛ فالأخلاق أكثرها مكتسَب.
ثانيًا: افتحَا أبواب الحوار معه، وعرِّفاه الكمَّ الكبير مِن الأمراض التي تُصيب من يفعل هذا: كالإيدز، والْتِهاب الكبد الفيروسي، وغيرها، ولْتَحْرِصَا على إفهامه بصورةٍ ميسَّرة، ويمكن أن تستعينوا ببعضِ صُور المرضَى؛ ليرى بعينه بشاعةَ ما يؤول إليه مرتكِبُ تلك الفِعال.
ثالثًا: الدُّعاء له والاستعانة بالله -عزَّ وجلَّ- أن يصرِف عنه السُّوء، ولتَغْتَنِمْ أوقات الإجابة وأحوالها: كالسجود، وقبل التسليم مِن الصلاة، وثُلُث الليل الآخر، وعندَ الإفطار من الصيام، وغير ذلك.
رابعًا: أنت في حاجة إلى العون المباشِر؛ فلا تتردَّد في مراجعة طبيب نفْسي متخصِّص؛ ليرشدَك أكثر.
خامسًا: الوقاية المباشِرة، وذلك بتجنيب الابن مواطنَ الزَّلل، ومعاملته معاملةً سليمة متوازنة، مع تجنُّب الأخطاء التربويَّة التي تؤدِّي إلى نتائجَ سلبية في السلوك، وأهمها: الابتعاد عن أيِّ سلوك خاطِئ أمامَه؛ فللقُدوة تأثيرٌ أكيد وسريع في العلاج.
سادسًا: وضْع قواعد للثواب والعقاب، والصواب والخطأ معه، فهذا يساعد على ضبطِ السلوك.
سابعًا: الحِرْص على توافُر القُدوة الصالحة في حياته، خاصَّة منك، ومِن أمِّه، والمدرِّسين.
ثامنًا: إشباع احتياجاته وهواياته بشكلٍ متوازن؛ ممَّا يجعله ينشغل عنِ التفكير السَّلْبي.
تاسعًا: لا بدَّ مِن محو الأمية التربويَّة، وَتَعَلُّم تصوراتٍ واضحة عن كيفية تربية الطِّفل بشكل صحيح ومتوازن.
نسأل الله أن يُعافيَ ولدَك، ويجنِّبَه السوء، ويرزقَه الأخلاق الصالحة.