موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 كن إيجابيا فاعلا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

كن إيجابيا فاعلا Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

كن إيجابيا فاعلا Empty
مُساهمةموضوع: كن إيجابيا فاعلا   كن إيجابيا فاعلا Emptyالأحد 8 مارس 2015 - 20:24

عنوان الخطبة
كن إيجابيا فاعلا
اسم الخطيب
أحمد بن سيف الشعيلي
رقم الخطيب
472
رقم الخطبة
5775
اسم المسجد
جامع العمور
تاريخ الخطبة
 
كن إيجابيا فاعلا Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- فضل الإيجابية. 2- حقيقة الإيجابية. 3- أهمية القوة والعزيمة واتخاذ الأسباب. 4- شريعة الإسلام طريق للإيجابية. 5- مواجهة المتاعب والصعوبات. 6- نماذج مشرقة لأصحاب الإيجابية. 7- الحث على حسن التدبير والإنفاق.
الخطبة الأولى
أما بعد: فإن المسلم يعيش وتقوى الله ضابطة لسلوكه، وهي دليله في جميع شؤونه، فاتقوا الله حق التقوى، كن إيجابيا فاعلا Start-iconفَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَىكن إيجابيا فاعلا End-icon [طه: 7].
واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن الإيجابيةَ عمارةٌ للحياة الإنسانية، وهي قبل ذلك سمة إيمانية وميزة لهذه الأمة الإسلامية؛ لأنها أمة إصلاح وإرشاد وعمل وجد واجتهاد، بل إن ذلك في منهجها شرط أساسي للفلاح، ومطلب لا بد منه لمن أراد النجاة، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَكن إيجابيا فاعلا End-icon [آل عمران: 104]، إنه منهج لا مكان فيه للجامد من الكلمات، ولا موضع يسع العقيم من العبارات، منهج يتّسم بالحركة والتفاعل، وينبذ الجمود والتثاقل، فالقول لا يكون صادقا حتى يتبع بالعمل، والجدّ وحده سبيل تحقيق الأمل، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconإِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَكن إيجابيا فاعلا End-icon [فصلت: 30].
إن الإيجابية دافع نفسي واقتناع فكري وعقلي وجهد بدني، لا يكتفي بتنفيذ التكليف، بل يتجاوزه إلى المبادرة في طلبه والبحث عنه، ويزيد على مجرد الأداء الإتقانَ فيه، بل يضيف إلى العمل المتقَن روحًا وحيوية تعطي للعمل تأثيره وفعاليته، دون أن يخالطه جفاف أو جفاء أو تبرم أو استثقال، وهي حلة يعيشها من وقر الإيمان في قلبه وسيطرت العزيمة على ظاهره ومشاعره ولبه، أما أولئك الذين يحلو لهم الوصف والتهويل ويطيب لهم ندب الحظوظ والعويل فلا مكان لهم ولا كرامة؛ لأنهم فقدوا معاني العزة والشهامة، فالعزة هي العمل الصادق الجاد على تغيير سيئ الحال بالاجتهاد والمثابرة وشحذ الهمم بالإرشاد والمصابرة، أما الخضوع للأوضاع القاهرة والاستكانة للأحوال القاصرة ومواجهتها بالخمول والانزواء وانتظار الفرج بتقوقع وانطواء فكله من شأن الضعفاء والأقزام وسمة لدعاة الدعة والانهزام، ولقد فرّق القرآن الكريم بين الفريقين، وباين بوضوح بين المنهجين، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍكن إيجابيا فاعلا End-icon [النحل: 76]، لا وربي لا يستويان، فشتان ما بينهما شتان.
إن الأمة لا ترتقي إلا بجيل يتسلّح بالعملية الجادة في مواجهة المصاعب والخطوات المتّزنة المدروسة لتخفيف وقع المتاعب، فشأن الدنيا راحة وعناء ورخص وغلاء ومرض وشفاء وسعة وابتلاء، والقويّ من يقابل أفراحها بالحمد والشكر، ويقف في وجه أتراحها بالتدبير والحلول والصبر، فمهما صعب في وجه المرء الخطوب وتكالبت عليه من حوله الكروب فإن البكاء والجمود والاستكانة أمور لا يبررها له الدين، ولا يجد لها مكانا في منهج المسلمين، ألم تر ما أوحاه الله تعالى لمريم وهي في لحظات التعب والشدة وبين وقع آلام المخاض والوحدة فقال سبحانه: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّاكن إيجابيا فاعلا End-icon [مريم: 25]؟! أمرَها بالحركة والاجتهاد رغم آلامها وتعبها، وحثها على الكسب رغم شدتها ونصبها. وليس بعيدا عنها حال أم موسى عليها السلام، فلم يبرر لها قوة الظالمين من حولها أن تستكين، ولا سوَّغ لها الخمولَ سيطرةُ فرعون اللعين، بل أوحى الله تعالى لها بأن تتحرك لإنقاذ رضيعها، وتسعى بكل الحيل للنجاة بوليدها، قال سبحانه: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَكن إيجابيا فاعلا End-icon [القصص: 7]، وفي المقابل أنكر جل شأنه على قوم موسى حين طلبوا السعادة دون اجتهاد، ونشدوا الرقي بلا عناء وجهاد، وحسبوا أن الخير سيأتيهم به موسى عليه السلام دون مثابرة، وأن الله سيكتبه لهم بلا حركة ومناصرة، قال جل في علاه: كن إيجابيا فاعلا Start-iconقَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَكن إيجابيا فاعلا End-icon [المائدة: 24]، فماذا كانت النتيجة؟ إنها المنع والحرمان، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconقَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَكن إيجابيا فاعلا End-icon [المائدة: 26].
أيها المسلمون، لما كانت الإيجابية بهذا القدر من الأهميّة وفي هذه المنزلة السامية العليّة شرع الله تعالى من الشرائع ما يجعل الفرد إيجابيا في مواقفه، متفاعلا منتجا في مجتمعه وبين معارفه، فحمله على لزوم الجماعة ومشاركتها في العبادة؛ لما في ذلك من دوافع العمل المحقّق للسعادة، ففرض الصلاة خمس مرات في جماعة يلتقي خلالها أهل المحيط المكاني الصغير، ويتلاحم خلالها الغني بالفقير، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَكن إيجابيا فاعلا End-icon [البقرة: 43]، ثم بعد الجماعة شرع الجمعة ليتسع محيط أفراد اللقاء، وتتخللها خطبة تلهم الجميع مراشد الرقي والنماء، وتكسبهم صفات الصلاح والبناء، فتشحذ لذلك العزائم والهمم، وترقى بالطموح ليعانق أعالي القمم، ثم الأعياد ويوم الحج الأكبر، حيث يفاخر الله ملائكة السماء بذلك المظهر.
إن المشاركة والتداخل تكسب المرء مزيدا من النشاط والتفاعل، يرى من هو أعلى منه فيطمح للوصول إلى مثل مكانه، ويعايش الضعيف فيسعى لإصلاح أمره وشأنه، فما أروعه من تشريع، وما أحكمه من منهج بديع.
وفي المقابل حذر رسول الله كن إيجابيا فاعلا Salla-icon من الوحدة والعزلة السلبيَّة، وبين أنها تجرّ على صاحبها كل عناء وبليَّة، عن أبي الدرداء كن إيجابيا فاعلا Radia-icon قال: سمعت رسول الله كن إيجابيا فاعلا Salla-icon يقول: ((ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية))، وصدق الله القائل: كن إيجابيا فاعلا Start-iconأَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُكن إيجابيا فاعلا End-icon [الملك: 14].
ومراعاة لخصوصية بعض الظروف والحاجات وتقديرا لحالة بعض الفئات شرع الله عيادة المريض، وأوجب رعاية المقعد المهيض، وفرض زيارة الأرحام، وحفز على كفالة الأيتام، كل ذلك لتحريك المشاعر الجياشة، فيسعى أصحابها لهذه الفئات بكل ما من شأنه إدخال البشر والبشاشة. إنه بناء للإيجابية في النفوس بأقوى الدعائم، وشحذ أصيل للهمم والعزائم. وحرص الإسلام إلى جانب ذلك على تشجيع كل قول يجعل المسلم إيجابيا، بحيث يكون مؤثرا لا متأثرا، مغيّرا لا متغيِّرا، فأعلى من شأن الكلمة التي تثمر خيرا أو تدعو إليه، ورفع مكانة العبارة التي تحفز الإنتاج وتشجع عليه، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconأَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء كن إيجابيا فاعلا Mid-icon تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَكن إيجابيا فاعلا End-icon [إبراهيم: 24، 25]، وبين كن إيجابيا فاعلا Salla-icon أن للمرشد إلى الخير أجرا يماثل أجر فاعله، فعن أبي مسعود البدري كن إيجابيا فاعلا Radia-icon أن رسول الله كن إيجابيا فاعلا Salla-icon قال: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) أو قال: ((عامله))، وفي رواية: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا))، بل يذهب الخطاب الإسلامي إلى أبعد من ذلك حين يعتبر أن الكلام لا فائدة منه إن لم يدل على خير أو يرشد إلى إصلاح أو يمنهج لمشروع خيري أو يكون فيه طرح لحل عمليّ، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconلاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًاكن إيجابيا فاعلا End-icon [النساء: 114].
أيها المسلمون، إن المرء قد يواجه في دنياه شيئا من المتاعب، وقد تعترض طريقه ضروب من المصاعب، فربما فقد عزيزا على قلبه أو صديقه ورفيق دربه، ولعل ضائقة مالية تلم به، وهذه سنة الله في خلقه، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْكن إيجابيا فاعلا End-icon [محمد: 31]. وأمام عصف الخطوب وعند تكالب المحن والكروب تنكشف معادن الأشخاص، فالمؤمن الحقّ ينظر إلى الجانب المشرق من الأزمات، وإلى ما يمكن أن يجنيه من بين أضراس النكبات، وأول ما يفكّر فيه الأجر والثواب الذي يدّخره ذخرا لآخرته، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ كن إيجابيا فاعلا Mid-icon الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ كن إيجابيا فاعلا Mid-icon أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَكن إيجابيا فاعلا End-icon [البقرة: 155-157]، وفي الحديث عنه كن إيجابيا فاعلا Salla-icon أنه قال: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذًى ولا غمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه))، والمؤمن مع يقينه بالأجر والثواب إلا أنه يواجه مصابه بما يقوى عليه من الحلول والعلاجات وما يستطيعه من التدبير والترتيبات، من غير يأس ولا ملل، وبلا عجز ولا كسل، يبذل جهده وعلى الله عز وجل إحسان العواقب، فعن رسول الله كن إيجابيا فاعلا Salla-icon أنه قال: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)).
ولقد ضرب لنا القرآن الكريم أروع الأمثلة التي تحكي حال المؤمن مع الشدائد؛ لنستلهم منها أنجح الحلول لما نعانيه في حياتنا وما يصيبنا في أمور معاشنا، فحينما فجع يعقوب عليه السلام بفقد ولديه قالها بثبات قلب ورسوخ إيمان، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconقَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُكن إيجابيا فاعلا End-icon [يوسف: 83]، ثم وجه بقية أولاده توجيها إيجابيا للتعامل مع هذه المشكلة، وأرشدهم إرشادا إيمانيا لحل هذه المعضلة، فقال كما حكى الله عز وجل عنه: كن إيجابيا فاعلا Start-iconيَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَكن إيجابيا فاعلا End-icon [يوسف: 87].
ونبقى مع هذه السورة الكريمة لتكتمل لنا صورة الإيجابية المثالية والحلول الجادة العمليّة التي يواجه بها المؤمن مصاب الزمان، حين يستشرف يوسف الصديق عليه السلام أن مصر مقبلة على قحط وسنين عجاف، فهل استعد لذلك بندب الحظوظ وانتظار الآخرين ليقدموا له الحلول أم أنه واجهها بتدبير حكيم وإجراء متقن قويم؟ جعل من وقع المشكلة يسيرا، وسهل الله على يديه ما كان عسيرا، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconقَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ كن إيجابيا فاعلا Mid-icon ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ كن إيجابيا فاعلا Mid-icon ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَكن إيجابيا فاعلا End-icon [يوسف: 47-49].
وساح في الأرض ذو القرنين، حتى إذا بلغ بين السدين وجد أناسا عاث فيهم قوم يأجوج ومأجوج، نغصوا عليهم حياتهم، وأفسدوا عليهم شؤون معاشهم، ولكنهم وقفوا منهم موقف المستسلم لواقعه، لم يعملوا ما يحول بينهم وبين حالهم البائس هذا، فشكوا إليهم معاناتهم، فلم يشاركهم البكاء والعويل، ولا وصف مشكلتهم بكلمات التضخيم والتهويل، بل بادر إلى إيجاد حل عمليّ، معتمدا في ذلك على قدرة القادر العليّ، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconحَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً كن إيجابيا فاعلا Mid-icon قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا كن إيجابيا فاعلا Mid-icon قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا كن إيجابيا فاعلا Mid-icon آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا كن إيجابيا فاعلا Mid-icon فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًاكن إيجابيا فاعلا End-icon [الكهف: 93-97].
ويحكي لنا الرسول كن إيجابيا فاعلا Salla-icon موقفا إيجابيا عن رجل رأى معضلة تواجه الناس في طريقهم، فبادر إلى حل عملي قضى على المشكلة والمعاناة، فكتب الله له جنته ورضاه، عن أبي هريرة كن إيجابيا فاعلا Radia-icon عن النبي كن إيجابيا فاعلا Salla-icon قال: ((لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين))، وفي رواية: ((مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله، لأنحين هذا عن المسلمين؛ لا يؤذيهم، فأدخل الجنة))، إن هذا الرجل لم يقابل هذه المشكلة بكثرة الكلام وإلقاء العتب واللوم على الأنام، لم يقل: من ألقى هذا الأذى؟ أو يردد: لماذا لم تزيلوا هذا القذى؟! ولكنه كان إيجابيا رائعا في موقفه، فبادر إلى حل عملي أراح به نفسه وإخوانه، فاستحق مغفرة الله ورضوانه.
فاتقوا الله عباد الله، وواجهوا الحياة بصبر وعزيمة وحلول ناجعة قويمة، ففي ذلك صلاح حالكم وسعادة مآلكم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
 
الخطبة الثانية
وبعد: فإن المتتبع لنصوص القرآن العظيم وأحاديث رسولنا الكريم يجد خطابا واضحا شافيا وبيانا ساطعا وافيا أن الإنسان مسؤول عن الرقي بمستواه والسعي لما فيه سعادته في دنياه وأخراه، وأنه سيحاسب على ذلك حسابا لا يظلم فيه، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى كن إيجابيا فاعلا Mid-icon وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى كن إيجابيا فاعلا Mid-icon ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَىكن إيجابيا فاعلا End-icon [النجم: 39-41]. ولتحقيق هذه السعادة وهبه الله تعالى من القدرات والملكات ما يجعله قادرا على منافسة غيره والظفر بمثل مستواه وخيره، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconأَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ كن إيجابيا فاعلا Mid-icon وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ كن إيجابيا فاعلا Mid-icon وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِكن إيجابيا فاعلا End-icon [البلد: 8-10].
فالمسلم الحق إذا واجهته صعوبة في حياته واجهها بما وهبه الله من طاقاته وقدراته، لا ينتظر معونة من مخلوق مثله، قد رباه الإسلام على التشمير عن ساعد الجد، متعففا عما في أيدي الآخرين، بل يسعى ويطلب التوفيق من رب العالمين، قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconلِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌكن إيجابيا فاعلا End-icon [البقرة: 273]. فإذا كان هذا الشأن فيمن لا يستطيعون ضربا في الأرض فكيف بمن أجسادهم تفور قوة وشبابا؟! على أن القوة وحدها لا تكفي لتحقيق الهدف، بل لا بد لها من حسن تدبير، يضع في الحسبان ظروف الزمان والمكان، وهو ما كان سلف هذه الأمة يواجه به الأزمات ويتغلب به على الصعوبات، فهم يحسبون للأمور حسابها المناسب، ويستغلون الظروف لتحقيق أعلى المكاسب، بعيدا عن الشكاية العقيمة والضيق والانفعالات السقيمة، لا يبطرهم الغنى، ولا يجزعهم الفقر، قال تعالى في وصفهم: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًاكن إيجابيا فاعلا End-icon [الفرقان: 67]، وعن عبد الله بن عمرو كن إيجابيا فاعلا Radia-icon أن رسول الله كن إيجابيا فاعلا Salla-icon قال: ((قد أفلح من أسلم ورُزق كفافًا وقنّعه الله بما آتاه)).
إن من واجب المسلم أن يحسن تدبير حياته ليكون مستعدا لمواجهة الأزمات ثابتا أمام التقلبات، وأن يحمل على ذلك أسرته، فبصلاح الأسر تصلح المجتمعات، عن أنس مرفوعا: ((التدبير نصف المعيشة، والتودد نصف العقل، والهم نصف الهرم)). وقد أرشد الإسلام الأسرة المسلمة إلى حسن إدارة شؤونها لتحقيق هذه الغاية، ووعد من امتثل ذلك أن يضاعف أجرهم، وأن يشرك فيه أفرادها، إمعانا في الحث على ذلك، ففي الحديث عنه كن إيجابيا فاعلا Salla-icon أنه قال: ((إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعضٍ شيئًا)).
وإن من أهم أسس التدبير الاقتصاد في الإنفاق، فإنه يقي شر الفاقة والعيلة، وتضاعف هذه الأهمية في الظروف الاستثنائية والحالات غير العادية التي تشهد تقلبات في السوق وحين ترتفع الأسعار، فإن الإنفاق في حال الغلاء والرخص ليسا سيّان، فلكل وقت ما يناسبه من السلوك وإن كان التوسط مطلوبا من المسلم في حياته كلها فإن الاقتصاد في النفقة يقي المرء شر العيلة والفاقة، ففي الأثر: (ما عال من اقتصد)، والاقتصاد يعين المرء على الادخار في حالات الرخاء والسعة في الرزق لحالات الشدة الذي هو كنز الأزمات والمرجع المادي في الصعوبات، وقد حث عليه الإسلام أيما حث وأمر به في شؤون الإنسان كلها، فالمرء لا يعلم ماذا يكسب غدا، يقول تبارك وتعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَّمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌكن إيجابيا فاعلا End-icon [لقمان: 34]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي كن إيجابيا فاعلا Salla-icon أنه قال: ((اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)).
وإن من دواعي العجب أن تسمع من يشتكي صعوبة المعيشة وارتفاع أسعار السلع في وقت لا يحرك فيه ساكنا لتغيير وضعه، سواء بالبحث عن سبل لزيادة دخله أو بترتيب أولوياته وترشيد مصروفاته ونفقاته.
إن مما يجب على أفراد الأسرة التعاون في تنمية موارد المنزل بأن تحوله إلى وحدة إنتاج حيث تستطيع أن تصنع الكثير من الأشياء وتستغني عن شرائها مصنَّعَة، وفي ذلك توفير للمال، ويدخل في مجال التنمية الاقتصادية, قال تعالى: كن إيجابيا فاعلا Start-iconوَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِكن إيجابيا فاعلا End-icon [المائدة: 2]. وتقع على الزوجة بوجه خاص مسؤولية التعاون مع الزوج في إعداد ميزانية البيت في إطار خطة للنفقات والإيرادات، وأن تستشعر مسؤوليتها في الادخار للأجيال القادمة؛ لأن لهم حقًا في أموال الأجيال الحاضرة، ويكون ذلك عن طريق تنمية الكسب والاقتصاد في النفقات، فالكسب الحلال الطيب، والإنفاق المقتصد يمكن من الادخار، ولقد ورد في الأثر: (رحم الله امرأً اكتسب طيّبًا وأنفق قصدًا وقدّم فضلاً ليوم فقره وحاجته)، وعن أبي بكر الصديق كن إيجابيا فاعلا Radia-icon أنه قال: (إني أبغض أهل البيت الذين ينفقون رزق أيام في يوم واحد)، ويقول الرسول كن إيجابيا فاعلا Salla-icon لأحد أصحابه رضي الله عنهم: ((إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس أعطوهم أو منعوهم)). لقد وضع الإسلام حلولا إيجابية للتعامل مع الأزمات الاقتصادية والتكيف مع الصعوبات الشرائية، حلول تقوم على مبدأ الوقاية والاستعداد المسبق.
فاتقوا الله عباد الله، وليقف كل منا وقفة تأمل أمام هذه الإرشادات، ويختبر نفسه وأسرته أين يقعان من هذه التوجيهات، فبهذا وحده نحقق الإيجابية الفعالة التي تصلح الشأن ويسعد بها بنو الإنسان.
هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين...
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كن إيجابيا فاعلا
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: