موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 بين المدح والقدح والنصح

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

بين المدح والقدح والنصح Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

بين المدح والقدح والنصح Empty
مُساهمةموضوع: بين المدح والقدح والنصح   بين المدح والقدح والنصح Emptyالأحد 8 مارس 2015 - 20:22

عنوان الخطبة
بين المدح والقدح والنصح
اسم الخطيب
سعود بن إبراهيم الشريم
رقم الخطيب
14
رقم الخطبة
5737
اسم المسجد
المسجد الحرام
تاريخ الخطبة
3/1/1429
بين المدح والقدح والنصح Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- حتمية مخالطة الناس. 2- أصناف الناس المخالطين. 3- الصنف المادح. 4- الصنف القادح. 5- الصنف الناصح.
الخطبة الأولى
الحمدُ للهِ الواحدِ الأحَدِ، الفَردِ الصّمَدِ، الّذي لم يلِد ولم يولَد، ولم يَكُن لَه كفوًا أحَد، أحمدُه سبحانه وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستَغفِره، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شَريكَ له، وأشهد أن محمّدًا عبد الله ورسوله وصفِيّه وخليله وخيرت من خلقه، بلّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَح الأمّةَ، وتَرَكَنا على المحجّة البَيضاء، ليلُها كنهارها، لاَ يزيغ عنها إلاَّ هالِك، فصلوات الله وسلامه عَليه، وعلى آلهِ الطيِّبين الطَّاهِرين، وعلى أصحابه الغُرِّ الميامِين، وعلى التَّابعين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
أمّا بعد: فأوصِيكم ـ أيّهَا النّاس ـ ونفسي بتقوَى الله سبحانَه والعَضِّ عليهَا بالنواجذ إبَّانَ هذه الفتن العمياء، وعَلَيكم بالاستقامةِ عَلَى دِينِه والثباتِ عَلَيه للنَّجاةِ مِن أيِّ دَاهيةٍ دَهياء، بين المدح والقدح والنصح Start-iconوَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا بين المدح والقدح والنصح Mid-icon وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُبين المدح والقدح والنصح End-icon [الطلاق: 2، 3].
أيّها النّاس، إنَّ حاجَةَ المرءِ في هذهِ الحياةِ تَؤُزُّه إِلى الخَوضِ في غمارِها أزًّا ويُدَعَّى إلى مخالطةِ بَني جِنسِه دَعًّا، وإنه كَادِحٌ إلى ربِّه كَدحًا فمُلاقيه، ثمَّ هو خِلال ذَلك كلِّه إمّا أن يتذوَّق حُلوَ الحياة فيَهنَأ فيها أو أن يُلسَعَ بلهيبِ مُرِّها فيَتَكدِّر وهو يَتَجرّعها ولا يَكَاد يُسيغُها، غيرَ أنَّه يستجلِب المراغمَةَ والمصابَرَةَ بخَيلِه ورَجِلِه، وهو مع هذه المُراغَمَةِ في نَوَاحي الحياة خيرٌ ممَّن زَوَى نفسَه وقضَى عَلَيهَا بالعزلةِ في زاويةٍ ضيِّقَة خَسِيسَةٍ لا يَرَى فيها إلا نَفسَه؛ لينأى بها عن مُكابَدةِ الحياة ومُخالطةِ أهلِها، وقد قال النَّبيُّ بين المدح والقدح والنصح Salla-icon: ((المؤمنُ الذي يخالِط الناسَ ويَصبر على أذاهم خيرٌ من الّذي لا يخالط الناسَ ولا يصبر على أذاهم)) رواه أحمد.
وفي خِضَمّ مُنافَسةِ هذهِ الحياةِ وضُروبها يجِدُ المرءُ نَفسَه بالضَّرورةِ مُحاطًا بالنّاس في غيرِ ما سَبِيل؛ في بيتِه وسوقِه وعمَله، وهَيهاتَ هيهاتَ أَن تكونَ سِماتُ المخالِطين لَه على حدٍّ سَواء، بل إنهم سَيمثُلون أمامَه على ثلاثةِ أصنافٍ: صِنفٌ مادِح له، وَصِنفٌ قادِح لَه، وصِنفٌ ناصِح لَه، وخَيرُ هذه الثلاثةِ آخِرُها.
أمّا المَدحُ ـ عبادَ الله ـ فهوَ سِلاحٌ خطيرٌ ومحَكٌّ دقيق في عِفَّة اللِّسانِ وحُسنِ القَصد، وغالبًا ما يؤَدِّي بالممدوحِ إلى الغُرور والبَطَر، وبالمادِح إلى المبالَغةِ والتّصنُّع والإغراءِ والنِّفاقِ؛ لأنَّ مَن نظَر إلى صاحِبِه بعينِ الرضا في كلّ شيءٍ كلَّت عينه عن عُيوبِه، ولربَّما اشتدَّ الإفراطُ به في المدحِ حتى يُصبِح سُلَّمًا للمَادِح عند الممدوح لبلوغِ مَأربٍ دُنيويّ، فيكثُر مَدحُه ويَقِلّ صِدقُه ويحسُن لِسانُه ويخيبُ قلبُه، أو يمادِح صِنوَه طلَبًا للودِّ ظاهِرًا وسِهامُه تَنطلِق غَيظًا إذا غَابَ عنه.
والمحزِنُ ـ عباد الله ـ أنَّ الناسَ مِن هذا الصِّنف ليسوا قلِيلاً، دَيدَنُ الواحِدِ منهم المدحُ والإطراءُ بحقٍّ وبغيرِ حَقّ، لهم وَلَعٌ بالإغرَاءِ وبقَلب السَّيِّئات حَسَناتٍ، يحمِل أحدُهم عن الممدوحِ القَبَائحَ ويحسِّن لَه الأخطاءَ ويسوِّغُ لَه الحقَّ باطِلاً والبَاطلَ حقًّا، حتى يألَفَ الممدوحُ ذلِك، فيغيبُ وعيُه عن حقيقةِ نفسِه، ويتَعاظَم عَن عيبِ ذاته؛ ثُمَّتَ يدمِن الثناءَ والإطراءَ حتى يواليَ ويُعاديَ على ذَلك؛ فصديقُه الحمِيم هو المادِح، وعدوُّه اللّدودُ هو المكاشِف الصَّادق.
ثمّ إنّه بذيوعِ مثلِ ذَلكم يكثُر الغشُّ وتضيعُ الحقوقُ وتَذوب ثقة المرءِ بنفسِه وتضمحِلّ منفعتُه ويضمُر إخلاصه، فلا ينبِض قلبُه إلا بالمَدح، ولا يتنفَّس إلا بالمَدح، ولا يجالِس إلاّ المدّاحين، وحينئذٍ لن يكونَ للعقَلاء عندَه محلٌّ للاستِشارةِ، ولا للمُخلِصين طريقٌ للاستنارة؛ حيث ذهب به حبُّ المدح والإطراءِ كلَّ مذهب، فصدَّه عن استبصارِ المصلحةِ والنفع المَعلوم.
ولذا ـ عبادَ الله ـ لم يأتِ المدحُ والإطراءُ في وَجهِ الممدُوح مذمومًا على هَذهِ الصفة إلاّ لما يُفضي إليه من الغرورِ والإعجَابِ القاضِيَينِ بِالبعدِ عن الأصلَح وتَضيِيعِ الأنفع وكسرِ الهِمَم عن بلوغِ المعالي، فقد سمِع النبيُّ بين المدح والقدح والنصح Salla-icon رجلاً يمدَحُ صاحبَه أَمامَه فقالَ بين المدح والقدح والنصح Salla-icon: ((ويحَك، قطعتَ عُنُقَ صاحِبِك)) رواه البخاري ومسلم، وقال بين المدح والقدح والنصح Salla-icon: ((إذا رأيتُم المدَّاحين فاحثُوا في وجوهِهم التّرابَ)) رواه مسلم، وقال بين المدح والقدح والنصح Salla-icon: ((إيّاكم والتّمادُحَ؛ فإنّه الذَّبحُ)) رواه أحمد وابن ماجه.
وهذا كلُّه ـ عِبادَ الله ـ لا يمنَع إعطاءَ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه وإنزالَ الأمورِ منازلَها من خِلال الشّكرِ للمحسِن حَقِيقةً والتَّشجيعِ لصاحبِ الهِمّةِ بالثناء المنصفِ المعتَدِل؛ لأنَّ ذلكم خُلُقٌ من أخلاقِ الإسلامِ الرَّفيعة، ومن لا يشكرُ الناسَ لا يَشكُر الله، وقد أثنى النَّبيّ بين المدح والقدح والنصح Salla-icon في وجوهِ عَددٍ من الصحابة على وجهِ الحقيقةِ والقَصدِ مع أمنِ الافتتانِ والغرورِ.
والحذَرَ الحذَر ـ عبادَ الله ـ مِن حُبِّ المَرءِ أن يُمدَح بما لَيس فيه أَو بما لم يَفعَله، فَقَد قالَ جلّ شأنه: بين المدح والقدح والنصح Start-iconلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌبين المدح والقدح والنصح End-icon [آل عمران: 188].
أمّا الصِّنفُ الثاني ـ عبادَ الله ـ فهو ذَلكم الرّجلُ القَادِح المنطَلِقُ قَدحُه مِن خِسَّة طبعِه ولُؤم نَفسِه وقَذارةِ لِسانه، فهوَ لاَ يُرَى إلاّ طعَّانًا لَعّانًا فَاحِشًا بَذيئًا، لِسانُه كَمَا الذّباب لاَ يقَع إلاّ عَلى الأَذَى، لا يَعرِف طريقًا إلى الإنصافِ، ويعذِّبه السُّكوتُ، لسانُه كالعَقرَبِ وقَلَمُه كالعَقور، يَقرِض الأعراضَ، ويَتَطَاوَل عَلَى الكِرام واللِّئامِ على حدٍّ سواء، لاَ يُعجِبه فعلُ أحَد، ولا يستسيغ الإنصافَ، يُدمِن النَّقدَ، ويكنِز العَدلَ، ويُنفِق القدحَ، يحبّ أن يخالِفَ ليذكَر، وأن يُبَلبِل ليُشكَر، يتَقَحَّم في الغَمَرات والمزلاَّت والخوضِ في الكلامِ عَلى غير هُدى، وربما لا تَلَذُّ نفسُه إلا حِين يَكون قدحُه ذائعًا في الملأ شائِعًا بين الأصحاب، يرَى الناس كلَّهم خطّائين وأنّه هو المصيبُ وحدَه، إن تحدَّث عن الماضِي فكأنه مطَّلِعٌ عن الخَبايا، وإن تحدَّث عن المستَقبَل فكأنّه حديثُ مَن سَيرى ويَسمَع، يرى نفسَه فقيهًا وحاكمًا وطبيبًا ومهندسًا ومعلِّمًا، لا يُعجِبه العَجَب، ولا تتوق نفسُه لحُسنِ الأدَب، وإنما يَلوكُ لسانَه فيغتابُ ويَبهتُ، جاعِلاً لسانَه كالمِقراض، يقلَع هنا ويجرح هناك، فلِلَّه ما أشبهَ حالَه بِلاحِسِ المبرَد؛ كلّما ازداد لَحسُه ازدَادَ دمُه على المِبرد.
وأمثالُ هؤلاء آفةٌ عَلى المجتمعاتِ، وهم شِرار الخَلق الّذين قال عَنهم النَّبيُّ بين المدح والقدح والنصح Salla-icon: ((إنَّ شرَّ النَّاس منزلةً عند الله يومَ القيامةِ من تَركَه النَّاسُ اتِّقاءَ فُحشِه)) رواه أبو داودَ والترمذيّ، وفي الصّحيح قولُ النَّبيِّ بين المدح والقدح والنصح Salla-icon: ((المسلمُ من سَلِم المسلِمون من لِسانه ويدِه)).
ثم إنّه قد يَشتدّ الأمرُ بلاءً إذا كان القَدح مُصوَّبًا في نحورِ ذَوي الهيئاتِ والمكانة الرفيعةِ كالسُّلطان والعالِم؛ حيث إنَّ لهما من الإجلال والتقديرِ ما يقبُح مَعَه التشهيرُ بهما أو التَّعيِير لهما، يقول ابن عبدِ البرّ رحمه الله: "أحقُّ الناسِ بالإجلال ثلاثةٌ: العُلماءُ والإخوان والسّلطان، فمَن استخفَّ بالعلماء أفسَد مُروءتَه، ومن استَخَفَّ بالسلطان أفسَد دُنياه، والعاقلُ لا يستخِفّ بأحد".
وممّا يزيد الأمرَ تأكيدًا وتَوثيقًا ـ عبادَ الله ـ حينما يكون الخوضُ فيما قالَ الله أو قَالَ رسولُه بين المدح والقدح والنصح Salla-icon، فلَيسَ ذلك إلاّ للعُلماء، فهم وَرَثة الأنبياء ومَصابيحُ الدُّجى؛ ولذَلِك قال سفيانُ الثوريُّ رحمه الله: "ما كُفِيتَ عن المسألةِ والفُتيا فاغتَنِم ذلك ولا تُنافِس، وإيّاك أن تكونَ ممّن يحبُّ أن يُعمَل بقوله أو يُنشَر قوله أو يُسمَع قولُه، وإيّاك وحبَّ الشهرةِ؛ فإنَّ الرجلَ يكون حبُّ الشهرة أحبَّ إليه من الذّهبِ والفضّة، وهو بابٌ غامِض لا يبصِره إلا العلماءُ السّماسِرة".
بين المدح والقدح والنصح Start-iconوَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاًبين المدح والقدح والنصح End-icon [الإسراء: 36].
بارَكَ الله لي ولَكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، قد قلت ما قلت، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسِي والشيطان، وأستغفِر الله إنّه هو كان غفّارًا.
 
الخطبة الثانية
الحمد لله وحدَه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على مَن لاَ نَبيَّ بَعدَه.
وبَعدُ: فقد مرّ مَعَنا ـ عبادَ الله ـ ذِكرُ صِنفين من النّاسِ مَذمومَين، وهَا نحنُ نَذكُرُ ثالثَ الأصنافِ الخيارَ الوسَط، وهو الصِّنفُ النَّاصحُ منَ النّاس، وهو الذي يَصدُق في نصحِه ويُخلِص في قصدِه، إن مدَح مدَح بوجهٍ مشروع، وإن قدَح وجرَح فعلَى وجهِ الإصلاحِ وحُسن المقصِد، بأسلوبِ الحكيم وصورةِ المعرِّضِ لا المصرِّح، إن راجَع خَطأَ أحدٍ مَا فإنما يُرَاجِعه في لَبَاقةٍ وبَرَاعةٍ؛ ليحملَ المخطِئَ على الخير ويَصدَّه عن الشرّ، وهو في الوقتِ نفسِه يَتَجنَّبُ النّصحَ المعلَنَ بَينَ النّاس؛ لأنّه لونٌ مِن التوبيخِ المؤَدِّي إلى التّعيير.
ولا جرَمَ أنَّ تبادُلَ النُّصحِ الخَالِص الصَّادقِ الأمِين هوَ سُلّمُ الفلاح وهو طَريقُ النجاة، وهو لونٌ من ألوان التَّعاونِ على البرِّ والتقوى، وهو الصِّبغةُ الأصيلة التي أمَر بها الباري جلّ شأنه في قوله: بين المدح والقدح والنصح Start-iconوَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَبين المدح والقدح والنصح End-icon [آل عمران: 104]، وقد أمَرَ بها النبيُّ بين المدح والقدح والنصح Salla-icon في قَولِه: ((الدِّينُ النصيحة)) قالها ثلاثا، قالوا: لمن يَا رسولَ الله؟ قال: ((لله ولِكتابِه ولِرسولِه ولأئمّةِ المسلِمين وعامَّتِهم)) رواه مسلم.
فالواجبُ على المسلِمِ ـ عبادَ الله ـ لُزومُ النصيحةِ للمسلمين كافّة وتركُ الخيانة لهم بالإضمارِ والقَول والفِعل معًا؛ إِذ إنَّ المصطفى بين المدح والقدح والنصح Salla-icon كانَ يَشترِطُ على من يُبايِعه من أصحابِه النُّصحَ لكلِّ مسلم. متفق عليه.
ثم إنَّ خيرَ النّاس أشدُّهم مُبالغةً في النَّصيحةِ الصادِقة، ومِن هنا يَصير تَوبيخُ النّاصِح خَيرًا مِن تحيّةِ الشَّانِئ.
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، بين المدح والقدح والنصح Start-iconوَالْعَصْرِ بين المدح والقدح والنصح Mid-icon إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ بين المدح والقدح والنصح Mid-icon إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِبين المدح والقدح والنصح End-icon [سورة العصر].
هذا وصلّوا ـ رَحمكم الله ـ على خيرِ البريّة وأزكَى البَشريّة محمّد بن عبد الله صاحِبِ الحوضِ والشفاعة، فقد أمركم الله بأمر بدَأ فيه بنفسِه، وثنى بملائكتِه المسبِّحة بقدسِه، وأيّه بكم أيّها المؤمنون، فقال جلّ وعلا: بين المدح والقدح والنصح Start-iconيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًابين المدح والقدح والنصح End-icon [الأحزاب: 56].
اللّهمّ صلِّ وسلّم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر...
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين المدح والقدح والنصح
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المبادرة إلى التوبة والنصح فيها
»  حكم المدح
» المدح في السنة النبوية
» المدح في السنة النبوية



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: