يمكن أن يقسم ذلك العداء عدة مراحل: الأولى: قبل الإسلام. الثانية: في عصر الرسول. الثالثة: في عصر الخلفاء الراشدين. الرابعة: في عصر الدولة الأموية. الخامسة: في عصر الدولة العباسية. السادسة: في عصر الدويلات في الأندلس. السابعة: في العصر الدولة العثمانية والعصر الحديث.
الأولى: قبل الإسلام: تواجد اليهود في يثرب له أسباب، ومنها أنه جاء في التوراة نبوة محمد وأنه سيهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرتين. ولم يجزم اليهود أنها المدينة فسكنوا في خيبر، فدك ووادي القرى وتيماء وغيرها. كان اليهود يستفتحون به على الأوس والخزرج. فقد روى الطبري عن ابن عباس أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله قبل بعثه فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه، فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور: يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك، وتخبرونا أنه مبعوث، وتصفونه لنا بصفته، فقال: سلام بن مشكم:... ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم. فأنزل الله تعالى: ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين . فاليهود كانا يضمرون العداوة لو جاء النبي من غير بني جنسهم.
الثانية: في عهد النبي 1- إنكارهم نبوة محمد ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم . 2- تصريحهم بأنه ليس النبي المنتظر، قال مالك بن الصيف: والله ما عهد إلينا في محمد . . وما أخذ له علينا ميثاقا. 3- تحريف البشارات بنبوة محمد في التوراة والإنجيل. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل . 4- مطالبتهم الرسول بالمطالب المتعنتة: أ- طلبهم أن ينزل عليهم كتاباً من السماء: يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم . ب- طلبهم أن يكلمهم الله مباشرة: وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية . 5- ادعاؤهم أنهم ما تركوا اتباع النبي حسداً. أ- بل لأنه لا تسنده المعجزات الذين قالوا إن الله عهد إلينا إلا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين . ب- أن الهدى في اتباعهم وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا . 6- محاولتهم إيذاء الرسول بالقول السيء يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا ، تحيتهم النبي بالسأم عليكم. كما في حديث عائشة في البخاري. 7- محاولة القضاء على نشاط الرسول بالسحر: سحره لبيد بن الأعصم يهودي من يهود بني زريق. كما في صحيح مسلم. 8- محاولتهم إثارة الفتنة بين المسلمين: الطبري ((مر شاس بن قيس. .)). 9- إيجادهم المنافقين من العرب في المجتمع الإسلامي: وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون . وكلنا نعرف ما جرى من رأس النفاق عبد الله بن أبي. ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصرنكم . 10- تظاهرهم بالدخول في الإسلام نفاقاً: وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون . 11- أشعارهم العدائية ضد المسلمين: أبو عفك، كعب بن الأشرف، سلام بن أبي الحقيق وغيرهم. 12- نقضهم للعهود مع الرسول: وقغ الغدر من بني قريظة، وبني النضير، وبني قينقاع. 13- تحالفهم مع القبائل العربية (الأحزاب) على حرب المسلمين. 14- محاولتهم قتل الرسول أكثر من مرة: وروى البخاري وأحمد عن عائشة مرفوعاً: ((يا عائشة ما زال أجد ألم الطعام الذي أكلتُ بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم)). وروى البخاري عن أنس مرفوعاً: ((ثم قال لهم: هل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم، فقال: هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ً فقالوا: نعم، فقال: ما حملكم على ذلك؟ فقالوا: أردنا إن كنت كذاباً أن نستريح منك، وإن كنت نبيناً لم يضرك)).
الثالثة: في عهد الخلفاء الراشدين. قاعدة: "لهم مالنا وعليهم ما علينا".التي أقرها الإسلام لأهل الذمة. - إقامة علاقات على أساس من الأدب والاحترام. - مشروعية الرفق بهم، والعطف عليهم. - إباحة التعامل الشخصي معهم في الوظائف وفي البيع. - حق الحرية في العقائد. - إسناد الأحوال الشخصية الخاصة بهم إليهم لهم كالزواج والطلاق وغيره. قال اليهودي د/ إسرائيل والفنون "لقد أنقذ الفاتحون المسلمون آلافاً من اليهود كانوا متشردين في أقاليم الدولة الرومية، وكانوا يقاسون ألواناً شتى من العذاب". ويقول الزعيم "حاييم وازمن" إنني أفضل عدم اقتراف الظلم لأن العالم الإسلام يعامل بقدر كبير من التسامح.. . ويجب على اليهود ألا ينسوا ذلك". 1- كان لليهود دور في إذكاء حروب الردة، وتكونت أحلاف قبلية شارك فيها اليهود. 2- الفتنة الكبرى ودور اليهودي (عبد الله بن سبأ) في تأجيجها، رحل إلى الحجاز ثم إلى البصرة، وواليها أخرجه ثم الكوفة وأخرج، وبقي له صلة ببعضهم، ثم إلى الشام وأخرج إلى مصر. خرج إلى مصر: واتكأ على قاعدة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وأحدث بدعاً هائلة أدت إلى انقسام الناس مما أدى إلى ظهور الرفض والباطنية بعد ذلك والخوارج. 3- كان لعبد الله بن سبأ دور في قتل عثمان، أشعل الحرب هو وأتباعه في موقعه الجمل.
الرابعة: في العهد الأموي: 1- الإسرائيليات في التفسير والحديث: فقد شوهت الفكر الإسلامي لتكون هدفاً للمستشرقين من اليهود في الطعن في الإسلام. 2- تزييف التاريخ الإسلامي: فالبعض ممن يروي التاريخ شفهياً كان يمزجه ببعض أساطير اليهود. التاريخ كتب في كثير من جوانبه بحسب رغبة اليهود.
الخامسة: في العصر العباسي: 1- محاولة الاستيلاء على بيت المقدس وظهرت حركتان: أ- حركة أبي عيسى الأصفهاني، في القرن الثاني الهجري، ادعى أنه المسيح المنتظر وقاتل بـ (10.000) وانتهى بضربه. ب- حركة داود الرائي، وادعى أنه المسيح المنتظر وأنه سينزع بيت المقدس من المسلمين. 2- القول ببدعة خلق القرآن: فأول من قال بتلك البدعة لبيد بن الأعصم اليهودي.وقيل: المغيرة بن سعيد العجلي من اتباع عبد الله بن سبأ اليهودي. 3- نشأة الفرق العقدية الضالة: الباطنية: فأول من دعى إلى ذلك ((ميمون بن ديصان القداح اليهودي)) ودعى إلى التأويل الباطني. وظل دور اليهود في تسيير الباطنية سري محض. 4- ظهور الجمعيات السرية: فرقة (إخوان الصفا) وهي باطنية وهي سرية في تكوينها علنية في رسائلها فقد جاء في رسائلهم: (تتقلب بنا تصاريف الزمان ونوائب الحدثان حتى جاء وقت الميعاد بعد تفرق في البلاد في مملكة صاحب الناموس الأكبر وشاهدنا ميدنتا الروحية المرتفعة في الهواء...) 5- دخول الرموز اليهودية في تراث الصوفية: الطلاسم – النجمية السداسية. 6- محاولة الاستيلاء على فلسطين. رأت واتفقت الرياسة اليهودية مع الدولة البيزنطية في القرن 4هـ على قيام اليهود بدور تجسسي على الدولة الفاطمية في مصر من أجل تسهيل احتلال أملاكها على أن تكون فلسطين لليهود، وقد انتدب لهذا يوسف بن يعقوب ابن كلس، ولكن عرف الباطنيون دوره فقتلوه. 7- المساهمة في تمويل الحروب الصليبية. 8- مساعدة التتار في إسقاط الدولة العباسية: حيث دلوهم على مواطن الثغرات في الدولة.
السادسة: في العهد الأندلسي: عندما فتح المسلمون الأندلس وجدوا فيها يهوداً أرقاء فحرروهم. فكان اليهود يقدمون خدماتهم، فيوكل إليهم القائد المسلم حراسة المدن المفتوحة. ولكن لم يراعوا الجميل وفعملوا على توسيع شقة الخلاف بين الإمارات الأندلسية: وكانت لهم مكائدهم من وراء ذلك: تجرؤ الوزير اليهودي في غرناطة (يوسف بن شموئيل) على الطعن في القرآن الكريم ولكن قتل ومعه أربعة آلاف وأرغم الباقون على المغادرة.
السابعة: في العهد العثماني: وجد اليهود الدولة العثمانية الملاذ الآمن من اضطهاد النصارى لهم وخاصة في محاكم التفتيش، ولكنهم نسوا ذلك وصاروا أداة إفساد: أ- طائفة الدونمة اليهودية: ادعى اليهودي (شبتاى زمي) التركي أنه المسيح المنتظر، وأنه سيأخذ بيد اليهود ويؤسس لهم دولة في فلسطين، فقبض عليه وحكم بإعدامه، فأعلن إسلامه وكثير من أتباعه، وتسمى (محمد عزيز أفندي). ثم عرفوا بممارسة الطقوس اليهودية وسموا (بالدونمة )وتعني المرتدين. يقول إسحاق بن زخي ثاني رئيس دولة لإسرائيل: إن يهوداً كثيرين وكثيرين جداً يعيشون بين الشعوب بطبعتين إحداهما ظاهرة وهي اعتناق دين الشعب... اعتناقاً جماعياً ظاهريا، والثانية باطنة وهي إخلاص عميق لليهودية. وقد تعاونت الدونمة مع القوى العالمية على إسقاط الخلافة وذلك بما يلي: 1- إقامة المحافل الماسونية. أول محفل ماسوني في تركيا (سلانيك) في عام 1683م ومنه انتشرت المحافل الأخرى. 2- إثارة النعرات الطائفية: - إفساد العلاقة بين الحكومة التركية والطائفة الأرمنية لكي يسهل على اليهود الحلول مكان الأرمن في السيطرة الاقتصادية ومن ثم خضوع الحكومة لإرادتهم. - وكان لهم دور في تحريك الدول الغربية لدفع الدولة العثمانية لنقض العهد مع روسيا مما حدا بروسيا لاقتحام تركيا حتى كادوا أن يصلوا إلى العاصمة. 3- إسقاط الخلافة العثمانية الإسلامية. رفض السلطان عبد الحميد مطلب اليهود (لا أستطيع أبداً أن أعطي أحداً أي جزء منها فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل). فسعت مع القوى الدولية وحصلت على وعد من الدولة الإنجليزية بتكوين وطن قومي لليهود. 4- إحياء القوميات الجاهلية. لقد تنبت جمعية الاتحاد والترقي القومي الطوارنية، ويهود الدونمة جزء من الجمعية. فظهرت القومية العربية كردة فعل على ذلك. |