تعـدد الزوجـات الحمد لله على نعمه التي لا تحصى ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وعلى آله ومن اقتفى ،،، أما بعد …
فإن أعظم النعم على المسلم أن هداه الله لسلوك الطريق المستقيم طريق الإسلام الذي جمع مصالح الدارين ، الدنيا والآخرة …
ولقد امتاز ديننا الإسلامي بمحاسن كثيرة منها تعدد الزوجات فهذا نعمة من الله وجانب من محاسن الإسلام …
وقد كان التعدد معروفاً في الأمم السابقة وليس مختصاً بالإسلام ، بل جاء الإسلام وهذب ما يتعلق بشأن التعدد . وأباح التزوج بأربع ولا يزيد على ذلك .
قال تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا ) (النساء:3) .
أسبـاب الـتعـدديمكن أن نرجع أسباب التعدد إلى قسمين :
أ?- أسباب طبيعية :
وتحت هذا القسم ما يلي :
- أن الذكور أكثر عرضة للوفاة في حال ولادتهم ، وغير ذلك ، بينما يقل ذلك فيالنساء .
- أن الرجل مستعداً لوظيفة النسل من سن البلوغ وحتى المائة بخلاف المرأة فلها سن معين تقف عنده عن الإنجاب .
- هناك بعض الرجال توجد عندهم القدرة الجنسية بحيث لا تكفي امرأة واحدة لقضاء شهوته ، فكان من المناسب أن يعدد .
- عقم المرأة أو العيب الجنسي يعد سبباً من الأسباب التي تؤدي بالرجل أن يتطلع إلى التعدد .
- كراهة الرجل لزوجته ، وقد يكون له منها أولاد ، ولا يحب أن يطلقها فعندئذ يشرع التعدد .
- صلة القربى وذلك بأن يكون عند الرجل بنت عم أو خال أو غير ذلك ولم يتقد لها أحد ، أو مات زوجها … فتكون صلة القرابة سبب من أسباب التعدد .
- إصابة المرأة بمرض مزمن لا برء منه أو غير ذلك من الأسباب .
ب?- أسباب اجتماعية :
وتحت هذا لنوع القسم ما يلي :
- زيادة عدد العانسات ، والأرامل ، والمطلقات ، فيوجد بأعداد أكبر من الذكور ، وهذا ما تؤكده الإحصائيات .
- اشتراك الرجال في الجهاد والحروب فيهلك بذلك أعداد كثيرة منهم .
- أسباب اقتصادية ومعاشية لا يستطيع الرجل أن يكون مهيئاً للزواج إلا في سن متأخرة بالنسبة لسن الفتاة التي قد تكون مهيأة للزواج .
- أن الرجال يتحملون عبء تكاليف الحياة والكسب دون النساء .
فـوائـد تعـدد الـزوجـات
- تكثير النسل وسواد الأمة الإسلامية ، وقد حث المصطفى صلى الله عليه وسلم على تزوج الولود وقال : ( إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) .
- تحصل به القدوة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم . فقد تزوج أكثر من واحدة .
- تحصين فروج الرجال والنساء .
- قلة انتشار الفاحشة .
- الشعور بروح الترابط من خلال معرفة الرجل لأكثر من عائلة تربطه بها الزوجة .
شبه حول التعدد والرد عليهانعرض هنا بعض الشبه التي يوردها الكثير من المستشرقين والعلمانيين ، مع الرد عليها باختصار :
1- يزعم بعض الباحثين أن تعدد الزوجات هضماً لحق المرأة أو اضراراً بها .
الرد :
إن التعدد ليس هضماً لحق المرأة بل هو دعم للحياة الزوجية ، وقد جاء الإسلام فلم ينشئ التعدد ولم يوجبه ولكنه أباحه بشروط :
- بأن يكون أربعاً .
- ورتب عليه تبعات جساماً .
- وأن يعدل بينهن .
- وأن يكون قادراً على تحمل المسؤولية .
وقد قال صلى الله عليه وسلم لغيلان الثقفي لما أسلم وكان تحته عشر نسوة : ( اخترن منهن أربعاً ) .
وقال عميرة الأسدي وعندي ثمان نسوة فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( اختر منهن أربعاً ) .
وقد حذر الإسلام من الانسياق نحو امرأة دون أخرى . ورتب عليه العقوبة في الآخرة .
وبهذا يتبين أن هذه الشبه باطلة .
2- يزعم البعض أن التعدد إهدار لكرامة المرأة وإجحاف لحقوقها وإهدار لمبدأ المساواة .
الـرد :
ذلك مبني على افتراءات وتلك الافتراءات لأنهم فهموا فهماً خاطئاً لنظام التعدد وعلى إغفال للقواعد التي أقامه عليها الإسلام ، فالإسلام لا يجبر المرأة على قبول المعدد ، بل لها الحرية في الاختيار ، وليس في التعدد إهدار لمبدأ المساواة فإن المساواة لا تعني مساواة كل من الرجل والمرأة في عين الحقوق لأن في هذا افتئاتاً على فطرة وطبيعة كل منهما .
3- ويزعم البعض أن التعدد مدعاة للتنازع الدائم بين الزوج وزوجاته .
الـرد :
التعدد لا يؤدي بذاته إلى الشقاق والنزاع بين أفراد الأسرة بل إن الأمر يتوقف على حزم الزوج وحكمته في إدارة البيت ، فقد يكون بعض الأزواج لا يحسن التصرف ولا يسارع إلى قطع الخلاف والشقاق والنزاع من أوله ، ولعل بعضهم لا يقوم بالواجب الديني في ذلك …
4- قال بعضهم إن التعدد مدعاة إلى كثرة النسل وذلك يؤدي إلى الفقر والفاقة وضعف التربية .
الـرد :
ليس ذلك سبباً كما يقولون بل قد يكون بل قد يكون سبباً للغنى والثروة والحياة السعيدة وذلك يكون بالتربية السليمة للأولاد ، وإذا وجهوا الوجهة الصالحة كانوا عوناً لآبائهم على الحياة .
ولا تكون كثرة النسل سبباً لضعف التربية وانعدام الرقابة إلا إذا كان الأب غير حازم أو غير حكيم .
5- وذكر بعضهم أن الزواج بواحدة هو الأصل في الإسلام وأن التعدد استثناء ، ولا يعمل بالاستثناء إلا عند الضرورة .
الـرد :
إن هذه الحجة محل نظر عند العلماء لن الآية لم يرد فيها أن الأصل هو التزام واحدة ، وإذا أمن الرجل الجور والظلم جاز له التعدد .
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدأهم المراجع :
- حقوق المرأة في الإسلام د/ محمد عرفة .
- تعدد الزوجات من النواحي الدينية والاجتماعية والقانونية . د/ عبد الناصر توفيق
- أصول الدعوةد/ عبد الكريم زيدان .