موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

  من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

 من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

 من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه    من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Emptyالإثنين 10 نوفمبر 2014 - 13:41

من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

النبي صلى الله عليه وآله وسلم : عن أبي ذر والمقداد بن الأسود وسلمان رضي الله عنهم قالوا : كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما معنا غيرنا إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تفترق أمتي ثلاث فرق : فرقة أهل حق لا يشوبون بباطل مثلهم كمثل الذهب كلما فتنته بالنار ازداد حسنا وثناءا إمامهم هذا لأحد الثلاثة. وفرقة أهل باطل لا يشوبون بحث مثلهم كمثل الحديد كلما فتنته بالنار ازداد خبثا ونتنا وإمامهم هذا لأحد الثلاثة ، وفرقة أهل ضلالة مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء إمامهم ، هذا لأحد الثلاثة. قال : فسألته عن أهل الحق وإمامهم فقال : علي بن أبي طالب إمام المتقين. وأمسك عن الاثنين ، فجهدت أن يفعل فلم يفعل([1]).
علي عليه السلام : وقد سأله رجل عن قول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات : 1]) فيمن نزلت ؟. فقال : ما تريد ؟ أتريد أن تغري بي الناس ؟. قال : لا يا أمير المؤمنين ، ولكن أحب أن أعلم. قال : اجلس ، فجلس ، فقال : أكتب عامرا أكتب معمرا أكتب عمر أكتب عمارا أكتب معتمرا.. في أحد الخمسة نزلت. قال سفيان : قلت لفضيل : أتراه عمر ؟. قال : فمن هو غيره([2]).
علي عليه السلام : وقد بلغه أن عمر ذكر لشيعته فاستقبله في بعض طرقات بساتين المدينة وفي يد علي عليه السلام قوس عربية. فقال علي : يا عمر بلغني ذكر لشيعتي عنك. فقال : ارجع علي ظلعك. قال علي : إنك لها هنا ؟ ثم رمى بالقوس إلى الأرض ، فإذا هي ثعبان كالبعير ، فاغر فاه وقل أقبل نحو عمر ليبتلعه. فصاح عمر : الله الله يا أبا الحسن لا عدت بعدها في شئ. وجعل يتضرع إليه فضرب علي يده إلى الثعبان ، فعادت القوس كما كانت ، فمضى عمر إلى بيته مرعوبا. فدعا علي عليه السلام سلمان في الليل وقال له : صر إلى عمر فإنه حمل إليه مال من ناحية المشرق ، ولم يعلم به أحد ، وقد عزم أن يحتبسه ، فقل له : يقول لك علي : أخرج ما حمل إليك من المشرق ، ففرقه على من جعل لهم ولا تحبسه فأفضحك. قال سلمان : وأديت إليه الرسالة. فقال : حيرني أمر صاحبك فمن أين علم هو به ؟ قلت : وهل يخفى عليه مثل هذا. فقال : يا سلمان اقبل مني ما أقول لك : ما علي إلا ساحر وإني لمشفق عليك منه ، والصواب أن تفارقه وتصير في جملتنا. قلت : بئس ما قلت ، لكن عليا قد ورث من آثار النبوة ما قد رأيت منه وما هو أكبر منه. قال : ارجع إليه فقل له : السمع والطاعة لأمرك ، فرجعت إلى علي عليه السلام فقال : أحدثك بما جرى بينكما ؟ فقلت : أنت أعلم به مني ، فتكلم بكل ما جرى بيننا ، ثم قال : إن رعب الثعبان في قلبه إلى أن يموت([3]).
علي عليه السلام : يا ملائكة ربي ! ائتوني الساعة بإبليس الأبالسة وفرعون الفراعنة ، قال : فوالله ما كان بأسرع من طرفة عين حتى أحضروه عنده... فقالت الملائكة : يا خليفة الله ! زد الملعون لعنة وضاعف عليه العذاب... قال : فلما جروه بين يديه قام وقال : وا ويلاه من ظلم آل محمد ! وا ويلاه من اجترائي عليهم ! ، ثم قال : يا سيدي ! ارحمني فإني لا أحتمل هذا العذاب ، فقال عليه السلام : لا رحمك الله ولا غفر لك ، أيها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ، ثم التفت إلينا وقال عليه السلام : أنتم تعرفون هذا باسمه وجسمه ؟. قلنا : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال عليه السلام : سلوه حتى يخبركم من هو ، فقالوا : من أنت ؟. فقال : أنا إبليس الأبالسة وفرعون هذه الأمة ، أنا الذي جحدت سيدي ومولاي أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين وأنكرت آياته ومعجزاته([4]).
علي عليه السلام : لفاطمة : ائت أبا بكر وحده فإنه أرق من الآخر وقولي له : ادعيت مجلس أبي وإنك خليفته وجلست مجلسه ولو كانت فدك لك ثم استوهبتها منك لوجب ردها علي فلما أتته وقالت له ذلك ، قال : صدقت ، قال : فدعا بكتاب فكتبه لها برد فدك ، فقال : فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر فقال : يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت : كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك فقال : هلميه إلي ، فأبت أن تدفعه إليه ، فرفسها برجله وكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ثم أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر ([5]).
علي عليه السلام : .. أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ؟ ! أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم.. كأني أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه ، وبسى به ووافقه حتى شابت عليه مفارقه ، وصبغت به خلائقه ، ثم أقبل مزبدا كالتيار لا يبالي ما غرق ، أو كوقع النار في الهشيم لا يحفل ما حرق ، أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، والابصار اللامحة إلى منار التقوى ؟ أين القلوب التي وهبت لله ! وعوقدت على طاعة الله ؟ ازدحموا على الحطام ، وتشاحوا على الحرام ، ورفع لهم علم الجنة والنار فصرفوا على الجنة وجوههم ، وأقبلوا إلى النار بأعمالهم ، دعاهم ربهم فنفروا وولوا ، ودعاهم الشيطان فاستجابوا وأقبلوا !. قال المجلسي : قوله عليه السلام : كأني أنظر.. المراد بهم من تقدم ذكر هم من الخلفاء وغيرهم من ملاعين الصحابة. ولعل المراد بالفاسق : عمر([6]).
علي عليه السلام : إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير أربعة. إن الناس صاروا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون ومن تبعه ومنزلة العجل ومن تبعه. فعلي في شبه هارون وعتيق في شبه العجل وعمر في شبه السامري([7]).
علي عليه السلام : اللهم اجز عمرا لقد ظلم الحجر والمدر([8]).
علي عليه السلام : لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا رسول الله أمرتني ان أصيرك في بيتك إن حدث بك حدث ؟ قال : نعم يا علي بيتي قبري قال علي عليه السلام : فقلت : بأبي وأمي فحد لي أي النواحي أصيرك فيه ، قال : إنك مسخر بالموضع وتراه ، قالت له عايشة : يا رسول الله فأين أسكن ؟ قال : اسكني أنت بيتا من البيوت ، إنما هي بيتي ، ليس لك فيه من الحق إلا ما لغيرك ، فقري في بيتك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى ، ولا تقاتلي مولاك ووليك ظالمة شاقة ، وإنك لفاعليه " فبلغ ذلك من قوله عمر ، فقال لابنته حفصة : مري عايشة لا تفاتحه في ذكر علي ولا تراده ، فإنه قد استهيم فيه في حياته وعند موته ، إنما البيت بيتك لا ينازعك فيه أحد ، فإذا قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى ببيتها تسلك إلى أي المسالك شاءت([9]).
فاطمة عليها السلام : لأبى بكر فقالت : ان أبى أعطاني فدك ، وعلى يشهد لي وأم أيمن ، قال : ما كنت لتقولين على أبيك الا الحق ، قد أعطيتكها ، ودعا بصحيفة من أدم فكتب لها فيها ، فخرجت فلقيت عمر ، فقال : من أين جئت يا فاطمة ؟ قالت : جئت من عند أبي بكر ، أخبرته أن رسول الله أعطاني فدك... فأعطانيها وكتب بها لي ، فأخذ عمر منها الكتاب ، ثم رجع إلى أبى بكر فقال : أعطيت فاطمة فدك وكتبت لها ؟ قال : نعم ، قال عمر : على يجر إلى نفسه وأم أيمن امرأة ، وبصق في الكتاب ومحاه([10]).
الباقر عليه السلام : لما كان أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة أتاه الناس فقالوا له اجعل لنا إماما يؤمنا في شهر رمضان فقال لا ، ونهاهم أن يجتمعوا فيه ، فلما أمسوا جعلوا يقولون ابكوا شهر رمضان واشهر رمضاناه ، فأتى الحارث الأعور في أناس فقال يا أمير المؤمنين عليه السلام ضج الناس وكرهوا قولك قال فقال عند ذلك دعوهم وما يريدون ليصل بهم من شاءوا. ثم قال : ومن (َيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [النساء : 115])([11]).
الباقر عليه السلام : بايع محمد بن أبي بكر على البراءة من الثاني([12]).
الباقر عليه السلام : في قول الله : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ [إبراهيم : 22]). قال هو الثاني وليس في القرآن وقال الشيطان إلا وهو الثاني - أي عمر([13]).
الباقر عليه السلام : في قوله تعالى : (وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً [الكهف : 51]). قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بابي جهل ابن هشام. فأنزل الله وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً([14]).
الباقر عليه السلام : لإبن خربوذ : أتدري ما تأويل هذه الآية : (فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ [الفجر : 25]) ؟ !. قلت : لا. قال : ذلك الثاني لا يعذب الله يوم القيامة عذابه أحدا([15]).
الباقر عليه السلام : في قوله تعالى عز وجل : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ [القلم : 10]. الثاني. هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ [القلم : 11-13]) قال : العتل : الكافر العظيم الكفر ، والزنيم : ولد الزنا. وفي رواية : قال : الحلاف الثاني ، حلف لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا ينكث عهد. (هماز مشاء بنميم) قال : كان ينم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويهمز بين أصحابه. قوله : (مناع للخير) قال : الخير أمير المؤمنين عليه السلام. (معتد) أي اعتدى عليه. قوله : (عتل بعد ذلك زنيم) قال : العتل : عظيم الكفر ، والزنيم : الدعي([16]).
الباقر عليه السلام : ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها الثاني غطي قرطك فان قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تنفعك شيئا ، فقالت له هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء ، ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته بذلك وبكت ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس فقال ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع لو قد قربت المقام المحمود لشفعت في أحوجكم ، لا يسألني اليوم أحد من أبواه إلا أخبرته ، فقام إليه رجل فقال من أبي فقال أبوك غير الذي تدعى له أبوك فلان بن فلان ، فقام آخر فقال من أبى يا رسول الله ؟ فقال أبوك الذي تدعى له ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسئلني عن أبيه ، فقام إليه الثاني فقال له أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله اعف عني عفى الله عنك فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم - إلى قوله - ثم أصبحوا بها كافرين)([17]).
الباقر عليه السلام : في قول الله عز وجل : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى [الليل : 1]) قال الليل في هذا الموضع فلان (الثاني) غشي أمير المؤمنين في دولته التي جرت له عليه وأمير المؤمنين عليه السلام يصبر في دولتهم حتى تنقضي([18]).
الباقر عليه السلام في قوله تعالى : (قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ [المائدة : 100]. الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ [النور : 26]) نزلتا فيه - أي عمر - ([19]).
الباقر عليه السلام : قال : إن عمر كان لا يعرف أحكام الدين ([20]).
الباقر عليه السلام : إن فاطمة عليها السلام - لما أن كان من أمرهم ما كان - أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت : أما والله يا ابن الخطاب لولا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة ([21]).
الباقر عليه السلام : محمد بن مسلم قال : خرجت مع أبي جعفر عليه السلام إلى مكان يريده فسرنا فإذا قاع مجدب يتوقد حرا وهناك عصافير فتطايرن ودرن حول بغلته فزجرها وقال : لا ولا كرامة ، قال : ثم صار إلى مقصده ، فلما رجعنا من الغد وعدنا إلى القاع فإذا العصافير قد طارت ودارت حول بغلته ورفرفت ، فسمعته يقول : اشربي واروي ، قال : فنظرت فإذا في القاع ضحضاح من الماء. فقلت : يا سيدي بالأمس منعتها واليوم سقيتها ، فقال : اعلم أن اليوم خالطها القنابر فسقيتها ، ولولا القنابر ما سقيتها ، فقلت : يا سيدي وما الفرق بين القنابر والعصافير ؟ فقال : ويحك أما العصافير فإنهم موالي عمر لأنهم منه ، وأما القنابر فإنهم من موالينا أهل البيت ، وإنهم يقولون في صفيرهم : بوركتم أهل البيت وبوركت شيعتكم ولعن الله أعداءكم ، ثم قال : عادانا من كل شئ حتى من الطيور الفاختة ومن الأيام أربعاء([22]).
الصادق عليه السلام : قال : كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت وتكثر التعاهد لنا وإن عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم وهي تريدنا فقال لها : أين تذهبين يا عجوز الأنصار ؟ فقالت : أذهب إلى آل محمد أسلم عليهم وأجدد بهم عهدا وأقضي حقهم ، فقال لها عمر : ويلك ليس لهم اليوم حق عليك ولا علينا إنما كان لهم حق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأما اليوم فليس لهم حق فانصرفي ، فانصرفت حتى أتت أم سلمة فقالت لها أم سلمة : ماذا أبطأ بك عنا ؟ فقالت : إني لقيت عمر بن الخطاب وأخبرتها بما قالت لعمر وما قال لها عمر ، فقالت لها أم سلمة : كذب لا يزال حق آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم واجبا على المسلمين إلى يوم القيامة([23]).
الصادق عليه السلام في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم [محمد : 25]) عن الايمان بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام : (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ) يعني الثاني([24]).
الصادق عليه السلام : انه إذا كان يوم القيمة يؤتى بإبليس في سبعين غلا وسبعين كبلا فينظر الأول إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل فينظر إبليس فيقول : من هذا الذي أضعفه الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا ؟ فيقال : هذا زفر ، فيقول : بما حدد له هذا العذاب ؟ فيقال : ببغيه على علي عليه السلام فيقول له إبليس : ويل لك وثبور لك ، أما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته ، وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني على ذلك ، وقال : (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ [الحجر : 42]) ، وما عرفتهم حين استثناهم إذ قلت : (وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف : 17]) فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدي الخلائق فقال له : ما الذي كان منك إلى علي والى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف ؟ فيقول الشيطان - وهو زفر - لإبليس : أنت أمرتني بذلك ، فيقول له إبليس : فلم عصيت ربك وأطعتني ؟ فيرد زفر عليه ما قال الله : (إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [إبراهيم : 22]([25]).
الصادق عليه السلام : قال : سأله رجل عن القائم يُسلم عليه بإمرة المؤمنين ؟ قال : لا ، ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين عليه السلام ، لم يُسمَّ به أحدٌ قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر([26]).
الصادق عليه السلام : أنه قال : كان صهاك جارية لعبد المطلب ، وكانت ذات عجز ، وكانت ترعى الإبل ، وكانت من الحبشة ، وكانت تميل إلى النكاح ، فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها من مرعى الإبل فوقع عليها ، فحملت منه بالخطاب ، فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمة ، فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين أحشام مكة ، فوجدها هشام بن المغيرة بن الوليد ، فحملها إلى منزله ورياها وسماها - ب‍ : الحنتمة ، كانت من شيمة العرب من ربى يتيما يتخذه ولدا ، فلما بلغت حنتمة نظر إليها الخطاب فما إليها وخطبها من هشام ، فتزوجها فأولد منها عمر ، وكان الخطاب أباه وجده وخاله ، وكانت حنتمة أمه وأخته وعمته. وينسب إلى الصادق عليه السلام في هذا المعنى شعر :
من جده خاله ووالده * وأمه أخته وعمته
أجدر أن يبغض الوصي وأن * ينكر يوم الغدير بيعته([27]).
الصادق عليه السلام : كان إذا ذكر عمر زناه ، وإذا ذكر أبا جعفر أبا الدوانيق زناه ، ولا يزني غيرها([28]).
الصادق عليه السلام : وقد سأله محمد بن مروان : جعلت فداك ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أعز الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب. فقال : يا محمد ! قد والله قال ذلك ، وكان علي أشد من ضرب العنق ، ثم أقبل علي فقال : هل تدري ما أنزل الله يا محمد ؟ !. قلت : أنت أعلم جعلت فداك. قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في دار الأرقم فقال : اللهم أعز الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب ، فأنزل الله : (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً [الكهف : 51]) يعنيهما([29]).
الصادق عليه السلام : وقد سأله خالد بن نجيح : لم سمي عمر : الفاروق ؟. قال : نعم ، ألا ترى أنه قد فرق بين الحق والباطل وأخذ الناس بالباطل. فقلت : فلم سمي سالما : الأمين ؟. قال : لما كتبوا الكتب وضعوها على يد سالم فصار الأمين. قلت : فقال : اتقوا دعوة سعد. قال : نعم ، قلت : وكيف ذلك ؟. قال : إن سعدا يكر فيقاتل عليا عليه السلام([30]).
الصادق عليه السلام : لقي عمر أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا علي بلغني انك تتأول هذه الآية في وفي صاحبي : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ [القلم : 5-6]) قال : أمير المؤمنين عليه السلام أفلا أخبرك يا أبا فلان ! ما نزل في بني أمية " والشجرة الملعونة في القرآن " قال : كذبت يا علي ! بنو أمية خير منك وأوصل للرحم([31]).
الصادق عليه السلام : قوله تعالى : (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ - أي الثاني - أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ - أي أكاذيب الأولين - سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ [القلم : 15-16]) قال : في الرجعة ، إذا رجع أمير المؤمنين عليه السلام ويرجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه ، كما توسم البهائم على الخراطيم : الأنف والشفتان([32]).
الصادق عليه السلام : في قوله تعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) ، قال : الوحيد : ولد الزنا ، وهو زفر ، (وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً) قال : أجلا إلى مدة (وَبَنِينَ شُهُوداً) قال : أصحابه الذين شهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يورث (وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً) ملكه الذي ملك مهدت له (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) (كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً) قال : لولاية أمير المؤمنين عليه السلام جاحدا ، عاندا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) فكر فيما أمر به من الولاية ، وقدر إن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يسلم لأمير المؤمنين عليه السلام البيعة التي بايعه بها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) * قال : عذاب بعد عذاب يعذبه القائم عليه السلام ، (ثُمَّ نَظَرَ) إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين صلوات الله عليه (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) مما أمر به (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) قال زفر : إن النبي سحر الناس لعلي ، (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ)([33]).
الصادق عليه السلام : في قوله تعالى : (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً [المدّثر : 17] هـ) : صعود ، جبل في النار من نحاس يحمل عليه حبتر ليصعده كارها ، فإذا ضرب بيديه على الجبل ذابتا حتى تلحقا بالركبتين ، فإذا رفعهما عادتا ، فلا يزال هكذا ما شاء الله ، وقوله تعالى : (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) إلى قوله : (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) ، قال : هذا يعني تدبيره ونظره وفكرته واستكباره في نفسه وادعاؤه الحق لنفسه دون أهله ، ثم قال الله تعالى : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) إلى قوله : (لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ) ، قال : يراه أهل المشرق كما يراه أهل الغرب ، إنه إذا كان في سقر يراه أهل الشرق والغرب ويتبين حاله ، والمعني في هذه الآيات جميعا حبتر([34]).
الصادق عليه السلام : قوله تعالى : (وَالْفَجْرِ) هو القائم و(وَلَيَالٍ عَشْرٍ) الأئمة عليهم السلام من الحسن إلى الحسن ، و(وَالشَّفْعِ) أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام ، و(وَالْوَتْرِ) هو الله وحده لا شريك له (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) هي دولة حبتر - أي عمر -. فهي تسري إلى قيام القائم عليه السلام([35]).
الصادق عليه السلام : في قوله تعالى : (وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [الزخرف : 62]) قال : يعني الثاني. عن أمير المؤمنين عليه السلام([36]).
الصادق عليه السلام : لما استخلف أبو بكر أقبل عمر على علي عليه السلام فقال له : أما علمت أن أبا بكر قد استخلف ؟ فقال له علي عليه السلام : فمن جعله كذلك ؟ قال : المسلمون رضوا بذلك ! فقال له علي عليه السلام : والله لأسرع ما خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونقضوا عهده ، ولقد سموه بغير اسمه ، والله ما استخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عمر : ما تزال تكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد موته ، فقال له : انطلق بنا يا عمر لتعلم أينا الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد موته ، فانطلق معه حتى أتى القبر إذا كف فيها مكتوب : " أكفرت يا عمر بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ؟ " فقال له علي عليه السلام : أرضيت ؟ والله لقد فضحك الله في حياته وبعد موته([37]).
الصادق عليه السلام : وقد سئل عن قول أمير المؤمنين عليه السلام لما نظر إلى الثاني وهو مسجى بثوبه " ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفة من هذا المسجى ، فقال : عنى بها الصحيفة التي كتبت في الكعبة. قال المجلسي : هذا مما عد الجمهور من مناقب عمر زعما منهم أنه عليه السلام أراد بالصحيفة كتاب أعماله وبملاقاة الله بها أن يكون أعماله مثل أعماله المكتوبة فيه فبين عليه السلام أنه أراد بالصحيفة العهد الذي كتبوا ردا على الله وعلى رسوله في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام أن لا يمكنوه منها وبالملاقاة بها مخاصمة أصحابها عند الله تعالى فيها([38]).
الصادق عليه السلام : في قوله تعالى : (فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى [الليل : 14-15]) قال : في جهنم واد فيه نار لا يصلاها إلا الأشقى أي فلان الذي كذب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام وتولى عن ولايته ثم قال عليه السلام : النيران بعضها دون بعض فما كان من نار هذا الوادي فللنصاب قال المجلسي : فلان هو الثاني([39]).
الصادق عليه السلام : لما خطب - عمر -إليه قال له أمير المؤمنين : إنها صبية قال : فلقى العباس فقال له : مالي أبي بأس ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : خطبت إلى ابن أخيك فردني أما والله لأعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق ولأقطعن يمينه فأتاه العباس فأخبره وسأله أن يجعل الامر إليه فجعله إليه ([40]).
الصادق عليه السلام : وقد قيل له : إن الناس يحتجون علينا ويقولون : إن أمير المؤمنين عليه السلام زوج فلانا ابنته أم كلثوم ، وكان متكئا فجلس وقال : أيقولون ذلك ؟ إن قوما يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل ، سبحان الله ما كان يقدر أمير المؤمنين عليه السلام أن يحول بينه وبينها فينقذها ؟ ! كذبوا ولم يكن ما قالوا ، إن فلانا خطب إلى علي عليه السلام بنته أم كلثوم فأبى علي عليه السلام ، فقال للعباس : والله لئن لم تزوجني لأنتزعن منك السقاية وزمزم ، فأتى العباس عليا فكلمه ، فأبى عليه ، فألح العباس ، فلما رأى أمير المؤمنين عليه السلام مشقة كلام الرجل على العباس وأنه سيفعل بالسقاية ما قال أرسل أمير المؤمنين عليه السلام إلى جنية من أهل نجران يهودية يقال لها سحيقة بنت جريرية ، فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الابصار عن أم كلثوم وبعث بها إلى الرجل ، فلم تزل عنده حتى أنه استراب بها يوما فقال : ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم ، ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فقتل وحوت الميراث وانصرفت إلى نجران ، وأظهر أمير المؤمنين عليه السلام أم كلثوم([41]).
الصادق عليه السلام : وقد سأله المفضل : قلت سيدي أريد أن أسألك في شيء يتحدث عنه أهل الكوفة وإنني يا مولاي أستحي أن أسألك عنه. قال : يا مفضل قد علمت ما قد هممت به ، وتريد أن تسألني عن تزويج أم كلثوم ! قلت : نعم يا مولاي. فقال : اسمع يا مفضل ما أقول وافهم. إن أصل ذلك كان في الأظلة والأشباح على حسب ما أنا مفسّره لك.. إن علي صلى الله عليه وسلم قد ظلم ستّة مرّات ، في ستة مرّات فيما يظنون وقيل لستة مرات فيما شبه عليهم ، وبقيت له قتلة ، بقي له ظلم آخر على التشبيه تأكيد لحجة الأعداء ، وما كان الله ليقتل أولياءه. أما سمعت قوله تعالى في قصة عيسى : (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ [النساء : 157]) قلت : يا مولاي كيف كان سبب قتله أول مرّة ؟ قال الصادق عليه السلام : كان سبب أول ذلك قابيل وهابيل فقد كان هابيل يومئذ أمير المؤمنين وكان قابيل زافر وهو إبليس الأبالسة. فأتى قابيل إلى هابيل. فقال له : زوجني ابنتك فامتنع عن تزويجه إياه فقال عندئذ قابيل : والله لأقتلنك إن لم تزوجني بها. فلم هم بقتله زوّجه جريرة بنت إبليس ، فظن قابيل أنه ابنة هابيل ، والله أجلّ وأقدر وأعظم من أن يفعل بأوليائه ذلك ، ولكن يفعل ذلك على الظاهر تشبيها لتأكيد الحجة على الأعداء. والمعنى كما أخبرتك ، فلم يزل بهما ستة مرّات فلما أن كان في تكرير السادس وولي زافر أرسل إلى أمير المؤمنين يقول : زوّجني ابنتك. فأرسل إليه أمير المؤمنين عليّ سلمان ، وقال له : قل له يا سلمان إنك قد عدت إلى ضلالك القديم.. فأتى سلمان إلى زافر ، وأخبره ذلك. فلما علما أن سلمان قد اطلع على أمره ، اغتاظ وقال له : نعم قد عاد إلى ما ذكرت.. فإما إن يزوجني وإما أن أغور ماء زمزم ، وأرفع عن البيت الحرام رسم المقام ، أو أقتله. فانصرف سلمان إلى أمير المؤمنين وأخبره. فقال عليّ : احمل إليه هذا الكتاب.. فحمل سلمان إليه الكتاب. فلما نظره (حبتر وأدلم) أي علم أنه أقبل في سبب ، فقال : ما وراءك ؟ فقال سلمان : أخبرني أمير المؤمنين أن أعرض عليك هذا الكتاب ، قال : زافر : وما هو ؟ فأخرج الكتاب وسلمه إياه. فلما فتحه ، وجد فيه صورة هابيل ونظر إلى نفسه يعني قابيل. فقال مخاطباً سلمان : إنما خطبت إليه ابنته لأنه يزعم أنني من نسل الشيطان ، ولكن لا بد أن يزوّجني ابنته حتى يظهر كذبه عند الخلق ولا ينجيه إلا التزويج أو القتل. فقال سلمان : أخبره بذلك. وأقبل على أمير المؤمنين وأخبره بكل ما جرى. قال عليّ : قد علمت بكل ما قال ، وأنا الآن أزوجه إبنته جريرة ، كما زوجته قديما واشتبه عليه. ثم إن سلمان انصرف إليه وأخبره بأن أمير المؤمنين قد أجابك إلى كل ما تريد.. فجمع أصحابه وعاهده على ذلك.. ثم أمر أمير المؤمنين سلمان بأن يحمل إليه ابنته جريرة ، فأتى بها سلمان إليه فأعمى الله بصره جعل عليه غشاوة فلم يفهم ، وتداخله السرور والفرح لذلك ثم قال لسلمان : إني أشكرك في هذا الأمر ولا أقدر على مكافأتك. ثم تلا أبو عبد الله : (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ [يس : 8]). قال : ثم دخل فيه فوجدها على صورة أم كثلوم ، فلما أصبح أرسل إلى أصحابه وشياطينه ، ليحتج بذلك عندهم.. فلما اجتمعوا إليه هنأوه بتزويجه. فقال زافر : كفانا أمر علي وأصحابه. فإنهم لو كانوا بني أبي كبشة على حق ونحن على باطل ، ما زوّجونا كريمتهم. قالوا : صدقت. قال : والله إنهم سحرة كهنة ، كذابون وهذه حيلة بينهم. قال سلمان : وبينما هم كذلك دخلت عليهم ، فقالوا بأجمعهم : نحن على باطل صاحبك على حق ونحن عنده شياطين خونة ، فلم زوجنا ابنته أم كلثوم ؟ فقال لهم سلمان هذه الآية : (شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً [الأنعام : 112]) فلما سمعوا ذلك من سلمان غضبوا عليه ، وغضب الثاني غضباً شديداً ، وهمّوا بي.. فقلت لهم : أتقتلوني في مجلسكم هذا ؟ قال المفضل : إن هذا والله هو الأبالسة المحضة على الطغاة الكفرة الفجرة. قال سلمان : لما هموا بي ، قال بعضهم لبعض : فما نصنع بهذا العجمي وقد نلت حاجتك ؟ فافترقوا وبلغ ما تحدثوا به أمير المؤمنين عليه السلام فأمر سلمان أن يسر إليهم ويحدثهم بالحقيقة. وما لبس عله من أمر ابنته حتى يكف عن فجوره وتبجحه فيصغر في نفسه ويقل قدره ويموت من العار والحزن ، قال سلمان : فأتيته في منزله ولم يكن أحد عنده فقلت له : كيف وجدت زوجتك فقال : إنها موافقة لي ، تجنب مخالفتي في السر والعلانية وهي كأنها منّا وفينا. فقال سلمان : نعم إنه منك وإليك وهي ابنتك جريرة ، فأدخل عليها ، لعلك تعرفها الآن. فلما سمع هذا لم يتمالك عقله. فدخل عليها نظر فيها ، فإذا هي ابنته جريرة لم ينكر منها شيئا. فصاح صيحة رجت لها الدار ، واغتاظ غيظا شديد. وقال : قد فعلها الساحر ابن أبي طالب. ليست هذه بأول أفعاله ، والله لأفعلن وأفعلن. فقال له سلمان : لا تكشف عورتك وتبدي سيرتك وتنفضح في عشيرتك ، ومن رأيي ومشورتي لك أن تكتم ذلك. فإن كتمت قال الناس : زوجه ابنته وإن أبديت انكشف للناس أمرك. فقال : كفاني يا سلمان أني متّ غيظا ، وسأقبل منك ما تقـول ، وليقل هـذا الساحر ما يقول.. فلا طاقة لي ولأصحابي بسحره ، وكتم عن أصحابه قصته خوفا من العار ، ومات حنقاً وغيظاً لا رحمه الله ولا رضي عنه رب العالمين([42]).
الصادق عليه السلام : لما نزلت الولاية لعلي عليه السلام قام رجل من جانب الناس فقال : لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها بعده إلا كافر ، فجاءه الثاني فقال له : يا عبد الله ! من أنت ؟. قال : فسكت ، فرجع الثاني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إني رأيت رجلا في جانب الناس وهو يقول : لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها إلا كافر. فقال : يا فلان ! ذلك جبرئيل ، فإياك أن تكون ممن يحل العقدة فينكص([43]).
الصادق عليه السلام : كان صهيب عبد سوء كان يبكي على عمر([44]).
الصادق عليه السلام : لعن الله صهيبا " فإنه كان يعادينا وفي خبر آخر : كان يبكي على رم ع (مقلوب عمر) - وفي رواية : بئس العبد صهيب كان يبكي على رمع([45]).
الصادق عليه السلام : وقد سأله محمد بن مروان : جعلت فداك! قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أعز الإسلام بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب؟ فقال : يا محمد! قد والله قال ذلك ، وكان أشد عليَّ من ضرب العنق ، ثم أقبل علي ، فقال : هل تدري ما أنزل الله يا محمد؟ قلت : أنت أعلم جعلت فداك. قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في دار الأرقم ، فقال : اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب ، فأنزل الله : (وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً [الكهف : 51])([46]).
الصادق عليه السلام : دعا رسول الله عليه وآله السلام لأمير المؤمنين في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول : اللهم هب لعلى المودة في صدور المؤمنين والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ، فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً [مريم : 96-97]) بنى أمية فقال رجل من أصحابة المنافقين - وفي رواية - رمع : - أي عمر "مقلوية" - والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلى مما سأل محمد ربه أفلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته ، فأنزل الله فيه عشر آيات من هود ([47]).
سليم بن قيس (ت : 76 هـ) : قال : إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس مزموما بزمام من نار ، ويؤتى بزفر مزموما بزمامين من نار فينطلق إليه إبليس فيصرخ ويقول : ثكلتك أمك ، من أنت ؟ أنا الذي فتنت الأولين والآخرين وأنا مزموم بزمام واحد وأنت مزموم بزمامين فيقول : أنا الذي أمرت فأطعت ، وأمر الله فعصي([48]).
سليم بن قيس (ت : 76 هـ) : توفى رسول الله يوم توفى فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف واشتغل علي برسول الله حتى فرغ من غسله وتكفينه وتحنيطيه ووضعه في حفرته ثم أقبل على تأليف القرآن وشغل عنهم بوصية رسول الله فقال عمر لأبي بكر يا هذا ان الناس أجمعين قد باعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته فابعث إليه فبعث إليه ابن عم لعمر يقال له قنفذ فقال له يا قنفذ انطلق الى علي فقل له أجب خليفة رسول الله فبعثا مرارا وأبى علي أن يأتيهم فوثب عمر غضبانا ونادى خالد بن الوليد وقنفذ فأمرهما أن يحملا حطبا ونارا ثم أقبل حتى انتهى الى باب علي وفاطمة وفاطمة قاعدة خلف الباب قد عصبت رأسها ونحل جسمها في وفات رسول الله فأقبل عمر حتى ضرب الباب ثم نادى يابن أبي طالب افتح الباب فقالت فاطمة يا عمر ما لنا ولك لا تدعنا وما نحن فيه قال افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم فقالت يا عمر اما تتقي الله عز وجل تدخل على بيتي وتهجم على داري فأبى أن ينصرف ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب فأحرق الباب ثم دفعه عمر فاستقبلته فاطمة وصاحت يا أبتاه يا رسول الله فرفع السيف وهو في غمده فوجئ به جنبها فصرخت فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت يا أبتاه فوثب علي بن أبي طالب فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجا أنفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله وما أوصاه به من الصبر والطاعة فقال والذي كرم محمدا بالنبوة يابن صهاك لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتى دخلوا الدار فتكاثروه وألقوا في عنقه حبلا فحالت بينهم وبينه فاطمة عند باب البيت فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وأن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله فالجاها الى عضادة بيتها ودفعها فكسر ظلعها وألقت جنينها من بطنها فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة ([49]).
سليم بن قيس (ت : 76 هـ) : إهانة عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال علي عليه السلام : ثم مررت بالصهاكي يوما فقال لي : (ما مثل محمد إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة) فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرت له ذلك. فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج مغضبا فأتى المنبر..... فقال : فوالله لا يسألني رجل عن أبيه وعن أمه وعن نسبه إلا أخبرته به. فقام إليه رجل فقال : من أبي ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أبوك فلان الذي تدعى إليه. حمد الله وأثنى عليه وقال : لو نسبتني إلى غيره لرضيت وسلمت. ثم قام إليه رجل آخر فقال له : من أبي ؟ فقال : أبوك فلان - لغير أبيه الذي يدعى إليه - فارتد عن الإسلام. ثم قام إليه رجل آخر فقال : أمن أهل الجنة أنا أم من أهل النار ؟ فقال : من أهل الجنة. ثم قام رجل آخر فقال : أمن أهل الجنة أنا أم من أهل النار ؟ فقال : من أهل النار. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وهو مغضب - : ما يمنع الذي عير أفضل أهل بيتي وأخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي أن يقوم فيسألني من أبوه وأين هو ، أفي الجنة أم في النار ؟ فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، أعف عنا يا رسول الله عفا الله عنك ، أقلنا أقالك الله ، استرنا سترك الله ، اصفح عنا صلى الله عليك. فاستحى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكف([50]).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

 من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

 من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه    من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Emptyالإثنين 10 نوفمبر 2014 - 13:42


محمد بن مسعود العياشي (ت : 320 هـ) : ما أتى على علي يوم قط أعظم من يومين اتياه فأما أول يوم فيوم قبض رسول الله وأما اليوم الثاني فوالله أني جالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر الناس يبايعونه إذ قال له عمر يا هذا أليس في يديك شئ منه ما لم يبايعك علي فابعث إليه حتى يبايعك فيبايعك فانما هؤلاء رعاع فابعث إليه قنفذا فقال له اذهب فقل لعلي اجب خليفة رسول الله فذهب قنفذ فما لبث أن ارجع فقال لأبي بكر قال لك ما خلف رسول الله أحدا غيري قال رجع إليه فقل اجب فأن الناس قد أجمعوا على بيعتهم إياه وهؤلاء المهاجرون والأنصار يبايعونه وقريش وأنما أنت رجل من المسلمين لك ما لهم وعليك ما عليهم وذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع فقال قال لك أن رسول الله قال لي وأوصاني إذا واريته في حفرته لا أخرج من بيتي حتى اؤلف كتاب الله فانه في جرائد النخل وفي أكتاف الابل قال عمر قوموا بنا إليه فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبه وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقنفذ وقمت معهم فلما انتهينا الى الباب فرأتهم فاطمة صلوات الله عليها أغلقت الباب في وجوههم وهي لا تشك أن لا يدخل عليها إلا بأذنها فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف ثم دخلوا فأخرجوا عليا ملبيا فخرجت فاطمة فقالت يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي والله لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولأصيحن الى ربي وأخذت بيد الحسن والحسين عليهما السلام وخرجت تريد قبر النبي فقال علي لسلمان ادرك ابنة محمد فاني أرى جنبتي المدينة تكفيان والله إن نشرت شعرها وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت الى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها فأدركها سلمان رضي الله عنه فقال يا بنت محمد ان الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي فقالت يا سلمان يريدون قتل علي ما على صبر فدعني حتى اتي قبر أبي فانشر شعري وأشق جيبي وأصيح الى ربي فقال سلمان إني أخاف أن يخسف بالمدينة وعلي بعثني إليك يأمرك أن ترجعي له الى بيتك وتنصرفي فقالت إذا أرجع واصبر واسمع له وأطيع قال فأخرجوه من منزله ملبيا ومروا به على قبر النبي قال فسمعته يقول يابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني وجلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة وقدم علي عليه السلام فقال له عمر إذا أضرب والله عنقك فقال له علي إذا والله أكون عبد الله المقتول وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عمر اما عبد الله المقتول فنعم وأما أخو رسول الله فلا حتى قالها ثلثا فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل مسرعا يهرول فسمعته يقول ارفقي يابن أخي ولكم علي أن يبايعكم فأقبل العباس وأخذ بيد علي فمسحها على يا أبي بكر ثم خلوه مغصبا([51]).
علي بن إبراهيم القمي (ت : 329 هـ) : في قوله تعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ [القلم : 5-6]). بأيكم تفتنون. هكذا نزلت في بني أمية بأيكم بأبي حفر وزفر وغفل. وفي رواية : حبتر وزفر وعلي([52]).
علي بن إبراهيم القمي (ت : 329 هـ) : في قوله تعالى : (فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ [القلم : 8]) قال في علي عليه السلام (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [القلم : 9]) أي أحبوا ان تغش في علي فيغشون معك. ([53]).
علي بن إبراهيم القمي (ت : 329 هـ) : في قوله تعالى : (وَقَالَ قَرِينُهُ) اي شيطانه وهو حبتر - وفي رواية - هو الثاني (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ [قـ : 23])([54]).
علي بن إبراهيم القمي (ت : 329 هـ) : في قوله تعالى : (وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [البقرة : 205]) قال الحرث في هذا الموضع الدين ، والنسل الناس ، ونزلت في الثاني وفي رواية فلان ويقال في معاوية([55]).
علي بن إبراهيم القمي (ت : 329 هـ) : في قوله تعالى : (وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً [الفرقان : 55]). الكافر الثاني كان على أمير المؤمنين عليه السلام ظهيرا([56]).
علي بن إبراهيم القمي (ت : 329 هـ) : في قصة الأحزاب : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد صف أصحابه بين يديه فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق إلى جانب رسول الله فصاروا أصحاب رسول الله كلهم خلف رسول الله وقدموا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أيديهم ، وقال رجل من المهاجرين - أي وهو فلان - أي عمر - لرجل بجنبه من اخوانه - أي عبدالرحمن بن عوف - : اما ترى هذا الشيطان عمروا لا والله ما يفلت من يديه أحد ، فهلموا ندفع إليه - أي لعمرو بن عبد - محمدا ليقتله ونلحق نحن بقومنا ، فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الوقت : (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ.. إلى قوله تعالى : أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً [الأحزاب : 18-19])([57]).
علي بن إبراهيم القمي (ت : 329 هـ) : في تفسير قوله تعالى : (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ [الإنفطار : 5] هـ) : نزلت في الثاني ، يعني ما قدمت من ولاية أبي فلان ومن ولاية نفسه وما أخرت من ولاة الامر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ([58]).
علي بن إبراهيم القمي (ت : 329 هـ) : في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم [المجادلة : 14]) قال : نزلت في الثاني لأنه مر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالس عند رجل من اليهود ويكتب خبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله جل ثناؤه : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ [المجادلة : 14]) فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأيتك تكتب عن اليهود وقد نهى الله عن ذلك ! فقال يا رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك وأقبل يقرأ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو غضبان ، فقال له رجل من الأنصار ويلك أما ترى غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليك ؟ فقال أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله اني إنما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا فلان ! لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به ([59]).
الحسين بن حمدان الخصيبي (ت : 334 هـ) : أن أمير المؤمنين عليه السلام أخرجها عليها السلام ومعه الحسن والحسين عليهما السلام في الليل وصلوا عليها ، ولم يعلم بها أحدا ، ولا حضروا وفاتها ولا صلى عليها أحد من سائر الناس غيرهم ، لأنها عليها السلام أوصت بذلك ، وقالت : لا تصل على أمة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وظلموني حقي وأخذوا إرثي ، وخرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك ، وكذبوا شهودي وهم - والله - جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين عليه السلام وأم أيمن وطفت عليهم في بيوتهم وأمير المؤمنين عليه السلام يحملني ومعي الحسن والحسين ليلا ونهارا إلى منازلهم أذكرهم بالله وبرسوله ألا تظلمونا ولا تغصبونا حقنا الذي جعله الله لنا ، فيجيبونا ليلا ويقعدون عن نصرتنا نهارا ، ثم ينفذون إلى دارنا قنفذا ومعه عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ليخرجوا ابن عمى عليا إلى سقيفة بنى ساعدة لبيعتهم الخاسرة ، فلا يخرج إليهم متشاغلا بما أوصاه به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأزواجه وبتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عدات ودينا ، فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا ، فوقفت بعضادة الباب وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفوا عنا وينصرونا ، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ - مولى أبي بكر - فضرب به عضدي فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج ، وركل الباب برجله فرده على وأنا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي ، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني ، وجاءني المخاض فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم ، فهذه أمة تصلى علي ؟ ! وقد تبرأ الله ورسوله منهم ، وتبرأت منهم. فعمل أمير المؤمنين عليه السلام بوصيتها ولم يعلم أحدا بها فأصنع في البقيع ليلة دفنت فاطمة عليها السلام أربعون قبرا جددا ([60]).
أبو القاسم الكوفي (ت : 352 هـ) : أن عمر بعث العباس بن عبد المطلب إلى أمير المؤمنين عليه السلام يسأله أن يزوجه أم كلثوم فامتنع عليه السلام فلما رجع العباس إلى عمر يخبر امتناعه قال يا عباس أيأنف من تزويجي والله لئن لم يزوجني لأقتلنه فرجع العباس إلى علي عليه السلام فأعلمه بذلك فأقام علي عليه السلام على الامتناع فأخبر العباس عمر فقال له عمر أحضر في يوم الجمعة في المسجد وكن قريبا من المنبر لتسمع ما يجري فتعلم أني قادر على قتله إن أردت فحضر العباس المسجد فلما فرغ عمر من الخطبة قال أيها الناس إن هاهنا رجلا من أصحاب محمد وقد زنى وهو محصن وقد اطلع عليه أمير المؤمنين وحده فما أنتم قائلون ، فقال الناس من كل جانب إذ كان أمير المؤمنين اطلع عليه فما الحاجة إلى أن يطلع عليه غيره وليمض في حكم الله ، فلما انصرف عمر قال للعباس امض إلى علي فأعلمه بما قد سمعته فوالله لئن لم يفعل لأفعلن فصار العباس إلى علي عليه السلام فعرفه ذلك فقال علي عليه السلام أنا أعلم أن ذلك مما يهون عليه وما كنت بالذي أفعل ما يلتمسه أبدا ، فقال العباس لئن لم تفعله فأنا أفعل وأقسمت عليك أن لا تخالف قولي وفعلي ، فمضى العباس إلى عمر فأعلمه أن يفعل ما يريد من ذلك فجمع عمر الناس فقال إن هذا العباس عم علي بن أبي طالب وقد جعل إليه أمر ابنته أم كلثوم وقد أمره أن يزوجني منها فزوجه العباس بعد مدة يسيرة فحملوها إليه([61]).
أبو القاسم الكوفي (ت : 352 هـ) : وأما أمر عمر فلا يجهله الصبيان ولا النسوان في إقراره على نفسه بالجهل والتخلف عن معرفة الأحكام وحدود الدين ([62]).
أبو القاسم الكوفي (ت : 352 هـ) : إن عمر استقبل في خلافته خالد بن الوليد يوما في بعض حيطان المدينة ، فقال له يا خالد أنت الذي قتل مالكا ؟ قال يا أمير المؤمنين : إن كنت قتلت مالك بن نويرة لهنات كانت بيني وبينه فقد قتلت لكم سعد بن عباده لهنات كانت بينكم وبينه ، فأعجب عمر قوله وضمه إلى صدره وقال له : أنت سيف الله وسيف رسوله([63]).
الشريف الرضي (ت : 406 هـ) : لما خرج عمر بن الخطاب إلى الشام وكان العباس بن عبد المطلب معه يسايره ، فكان من يستقبله ينزل فيبدأ بالعباس فيسلم عليه يقدر الناس إنه هو الخليفة لجماله وبهائه ، وهيبته ، فقال عمر : لعلك تقدر إنك أحق بهذا الأمر مني ؟ فقال له العباس بن عبد المطلب : أحق به مني ومنك من خلفناه بالمدينة ، فقال عمر : ومن ذاك ؟ قال : من ضربنا بسيفه حتى قادنا إلى الاسلام (يعني أمير المؤمنين عليا عليه السلام)([64]).
محمد بن النعمان الملقب بالمفيد (ت : 413 هـ) : إن الأمة مجمعة لا خلاف بينها على أن عمر بن الخطاب شك في دين الله ونبوة رسول صلى الله عليه وآله وسلم ... فقد حصل الاجماع على كفره بعد إظهار الإيمان واعترافه بموجب ذلك على نفسه. ثم ادعى خصومنا من الناصبة أنه تيقن بعد الشك ورجع إلى الإيمان بعد الكفر فأطرحنا قولهم لعدم البرهان عليه واعتمدنا على الاجماع فيما ذكرناه ([65]).
محمد بن النعمان الملقب بالمفيد (ت : 413 هـ) : في تزويج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ابنته من عمر بن الخطاب. وتزويج النبي الله عليه وآله ابنتيه : زينب ورقية من عثمان ؟ الجواب : إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته من عمر غير ثابت ، وطريقه من الزبير بن بكار ، ولم يكن موثوقا به في النقل ، وكان متهما فيما يذكره ، وكان يبغض أمير المؤمنين عليه السلام ، وغير مأمون فيما يدعيه على بي هاشم. ثم إنه لو صح لكان له وجهان لا ينافيان مذهب الشيعة في ضلال المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام : أحدهما : أن النكاح إنما هو على ظاهر الإسلام الذي هو : الشهادتان ، والصلاة إلى الكعبة ، والاقرار بجملة الشريعة. وإن كان الأفضل مناكحة من يعتقد الإيمان ، وترك مناكحة من ضم إلى ظاهر الإسلام ضلالا لا يخرجه عن الإسلام ، إلا أن الضرورة متى قادت إلى مناكحة الضال مع إظهاره كلمة الإسلام زالت الكراهة من ذلك ، وساغ ما لم يكن بمستحب مع الاختيار. وأمير المؤمنين عليه السلام كان محتاجا إلى التأليف وحقن الدماء ، ورأي أنه إن بلغ مبلغ عمر عما رغب فيه من مناكحته ابنته أثر ذلك الفساد في الدين والدنيا ، وأنه إن أجاب إليه أعقب صلاحا في الأمرين ، فأجابه إلى ملتمسه لما ذكرناه. والوجه الآخر : أن مناكحة الضال - كجحد الإمامة ، وادعائها لمن لا يستحقها - حرام ، إلا أن يخاف الإنسان على دينه ودمه ، فيجوز له ذلك ، كما يجوز له إظهار كلمة الكفر المضاد لكلمة الإيمان ، وكما يحل له أكل الميتة والدم ولحم الخنزير عند الضرورات ، وإن كان ذلك محرما مع الاختيار. وأمير المؤمنين عليه السلام كان مضطرا إلى مناكحة الرجل لأنه يهدده ويواعده ، فلم يأمنه أمير المؤمنين عليه السلام على نفسه وشيعته ، فأجابه إلى ذلك ضرورة كما قلنا إن الضرورة تشرع إظهار كلمة الكفر ، قال تعالى : إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ [النحل : 106]([66]).
محمد بن النعمان الملقب بالمفيد (ت : 413 هـ) : في قول علي في عمر لما قبض : لوددت أن ألقى الله تعالى بصحيفة هذا. في رواية : إني لأرجو أن ألقى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى. ذكر أن عمر واطأ أبا بكر والمغيرة وسالماً مولى أبي حذيفة وأبا عبيدة على كتابة صحيفة بينهم يتعاقدون فيها على أنه إذا مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يورثوا أحداً من أهل بيته ، ولم يولوهم مقامه من بعده ، وكانت الصحيفة لعمر إذ كان عماد القوم ، فالصحيفة التي ود أمير المؤمنين ورجا أن يلقى الله بها هي هذه الصحيفة؛ ليخاصمه بها ويحتج عليه بمضمونها([67]).
محمد بن النعمان الملقب بالمفيد (ت : 413 هـ) : سأل أبو الهذيل العلاف أبا الحسن علي ابن ميثم رحمه الله عند علي بن رياح فقال له : ما الدليل على أن عليا كان أولى بالإمامة من أبي بكر ؟ فقال له : الدليل على ذلك إجماع أهل القبلة على أن عليا عليه السلام كان عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنا عالما كافيا ولم يجمعوا بذلك على أي بكر ، فقال له أبو الهذيل. ومن لم يجمع عليه عافاك الله ؟ قال له أبو الحسن : أنا وأسلافي من قبل وأصحابي الآن([68]).
علي بن الحسين المعروف بالشريف المرتضى (ت : 436 هـ) : في زواج عمر من أم كلثوم. أنه لو لم يجر ما ذكرناه لم يمتنع أن يزوجه عليه السلام ، لأنه كان على ظاهر الاسلام ، والتمسك بشرائعه ، وإظهار الاسلام يرجع إلى الشرع فيه ، وليس مما يحظره العقول. وقد كان يجوز في العقول أن يبيحنا الله مناكحة المرتدين على اختلاف ضروب ردتهم ، وكان أيضا يجوز أن يبيحنا أن ننكح اليهود والنصارى ، كما أباحنا عند أكثر المسلمين أن ينكح فيهم ، وهذا إذا كان في العقول سابقا فالمرجع في تحليله أو تحريمه إلى الشريعة([69]).
أبو الصلاح الحلبي (ت : 447 هـ) : عن زيد بن علي قال : إنا لنلتقي وآل عمر في الحمام فيعلمون أنا لا نحبهم ولا يحبونا ، والله إنا لنبغض الأبناء لبغض الآباء([70]).
أبو الصلاح الحلبي (ت : 447 هـ) : وأما مناكحة عمر ، فالتقية المبيحة للامساك عن النكير - لما فعلوه من تقلد أمر الإمامة - مبيحة لذلك ، لكونه مستصغرا في جنبه. على أن حال عمر في خلافه لا تزيد على حال عبد الله بن أبي السلول وغيره من المنافقين ، وقد كانوا يناحكون في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لاظهار الشهادتين وانقيادهم للملة ، وهذه حال عمر. وعلم علي عليه السلام بالدليل كفر عمر كعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي كفر ابن أبي السلول وغيره ، فكما لا يمنع ذلك من مناكحتهم ، فكذلك هذا([71]).
محمد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخ الطائفة (ت : 460 هـ) : عن سلمان الفارسي أنه خطب إلى عمر ، فرده ثم ندم ، فعاد إليه فقال سلمان : إنما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم هي كما هي([72]).
محمد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخ الطائفة (ت : 460 هـ) : وقد استقر في الشرع أنّ من أظهر الشهادتين جازت مناكحته وإنّ كان على ظاهر اعتقاد يحكم عليه بالكفر به ، وعمر كان مظهراً للشهادتين ، فلذلك جاز تزويجه([73]).
محمد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخ الطائفة (ت : 460 هـ) : في زواج عمر من أم كلثوم : أن من أظهر الشهادتين وتمسك بظاهر الاسلام يجوز مناكحته ، وههنا أمور متعلقة في الشرع بإظهار كلمة الاسلام كالمناكحة والموارثة والمدافنة والصلاة على الأموات وغير ذلك من أحكام أخر ، فعلى هذا يسقط السؤال ([74]).
محمد بن جرير بن رستم الطبري الشيعي (ت : 525 هـ) : لما قتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما وورد نعيه الى المدينة وورد الأخبار بخبر رأسه وحمله الى يزيد بن معاوية وقتل ثمانية عشر من أهل بيته وثلث وعشرين رجلا من شيعته وقتل علي أبنه بين يديه وهو طفل يتشابه وسبي ذراريه أقيمت المأتم عند أزواج النبي في منزل أم سلمه رضي الله عنها وفي دور المهاجرين والأنصار قال فخرج عبد الله بن عمر الخطاب صارخا من داره ولاطما وجهه شاقا جيبه يقول يا معشر بني هاشم وقريش والمهاجرين والأنصار يستحل هذا من رسول الله في أهله وذريته وأنتم أحياء ترزقون لا قرار دون يزيد وخرج من المدينة تحت ليلة لا يرد مدينة إلا صرخ فيها واستقر أهلها على يزيد وأخباره يكتب بها الى يزيد فلم يمر بملا من الناس إلا لعنه وسمع كلامه وقالوا هذا عبد الله بن عمر خليفة رسول الله وهو ينكر فعل يزيد بأهل بيت رسول الله ويستنفر الناس على يزيد وان من لم يجبه لا دين له ولا إسلام واضطرب الشام عن فيه وورد دمشق وأتى باب اللعين يزيد في خلق من الناس يتلونه فدخل أذن يريد عليه فأخبره بوروده ويده على أم رأسه والناس يهرعون إليه قدامه ووراءه فقال يزيد فوره من فوراة أبي محمد وعن قليل يفيق منها فأذن له وحده فدخل صارخا يقول لا أدخل يا أمير المؤمنين وقد فعلت بأهل بيت محمد ما لو تمكنت الترك والروم ما استحلوا ما استحللت ولا فعلوا ما فعلت قم عن هذا البساط حتى يختار المسلمون من هو أحق به منك فرحب به يزيد وتطاول له وضمه إليه وقال له يا أبا محمدا سكن من فورتك وأعقل وأنظر بعينيك واسمع بأذنك ما تقول في أبيك عمر بن الخطاب أكان هاديا مهديا خليفة رسول الله وناصره ومصاهره باختك حفصة والذي قال لا يعبد الله سرا فقال عبد الله هو كما وصفت فأي شئ تقول فيه قال أبوك قلد أبي أمر الشام أم أبي قلد أباك خلافة رسول الله فقال أبي قلد أباك الشام قال يا أبا محمد افترضى به وبعهده الى أبي وما ترضاه قال بل أرضى قال أفترضي بأبيك قال نعم فضرب يزيد بيده على يد عبد الله بن عمر وقال له قم يا أبا محمد حتى تقراه فقام معه حتى ورد خزانة من خزائنه فدخلها فدعا بصندوق وفتحه واستخرج منه تابوتا مقفلا مختوما فاستخرج منه طومارا لطيفا في خرقة حرير سوداء فأخذوا الطومار بيده ونشره ثم قال يا أبا محمد هذا خط أبيك قال إي والله وأخذ من يده فقبله فقال له أقرء فقرأه ابن عمر فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم ان الذي أكرهنا بالسيف على الأقرار به فأقررنا والصدور وغرة والأنفس واجفة والنيات والبصائر شاكية مما كانت عليه من جحدنا ما دعانا إليه واطعنا فيه رفعا بسيوفه عنا وتكاثره بالحي علينا من اليمن وتعاضد من سمع به ممن ترك دينه وما كان عليه أباؤه في قريش فبهبل أقسم والأصنام والأوثان واللات والعزى ما جحدها عمر منذ عبدها ولا عبد للكعبة ربا وصدق لمحمد قولا ولا ألقى السلام إلا للحيلة عليه وايقاع البطش به فأنه قد أتانا بسحر عظيم وزاد في سحره على سحر بني إسرائيل مع موسى وهرون وداود وسليمان وابن أمه عيسى ولقد أتانا بكل ما أتوا به من السحر وزاد عليهم مالو أنهم شهدوه إلا قروا له بأنه سيد السحرة فخذ يابن أبي سفيان سنة قومك وأتباع ملتك والوفاء بما كان عليه سلفك من جحدة هذه البنية التي يقولون أن لها ربا أمرهم باتيانها والسعي حولها وجعلها لهم قبلة فاقروا بالصلوة والحج الذي جعلوه ركنا وزعموا أنه لله اختلفوا فكان ممن أعان محمدا منهم هذا الفارسي الطمطماني روزبه وقالوا انه أوحى إليه ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين وقولهم قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضيها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وجعلوا صلواتهم للحجارة فما الذي أنكره علينا لولا سحره من عبادتنا للأصنام والأوثان واللات والعزى وهي من الحجارة والخشب والنحاس والفضة والذهب لا والله واللات والعزى ما وجدنا سببا للخروج عما عندنا وان سحروا وموهوا فانظر بعين مبصرة واسمع بأذن واعية وتأمل بقلبك وعقلك ما هم فيه واشكر اللات والعزى واستخلاف السيد الرشيد عتيق بن عبد العزى على أمة محمد وتحكمه في أموالهم ودمائهم وشريعتهم وأنفسهم وحلالهم وحرامهم وجبايات الحقوق التي زعموا أنهم يجيبونها لربهم ليقيموا بها أنصارهم وأعوانهم فعاش شديدا رشيدا يخضع جهرا ويشتد سرا ولا يجد حيلة غير معاشرة القوم ولقد وثبت وثبة على شهاب بني هاشم الثاقب وقرنها الظاهر وعلمها الناصر وعدتها وعددها المسمى بحيدرة المصاهر لمحمد على المرأة التي جعلوها سيدة نساء العالمين يسمونها فاطمة حتى أتيت دار علي وفاطمة وأبنيهما الحسن والحسين وأبنتيهما زينب وأم كلثوم والأمة المدعوة بفضة ومعي خالد بن خالد بن وليد وقنفذ مولا أبي بكر ومن صحب من خواصنا فقرعت الباب عليهم قرعا شديدا فأجابتني الأمة فقلت لها قولي لعلي دع الأباطيل ولا تلج نفسك الى طمع الخلافة فليس الأمر لك الأمر لمن اختاره المسلمون واجتمعوا عليه ورب اللات والعزى لو كان الأمر والرأي لأبي بكر لفشل عن الوصول الى ما وصل إليه من خلافة ابن أبي كبشه لكني أبديت لها صفحتي وأظهرت لها بصري وقلت للحيين نزار وقحطان بعد أن قلت لهم ليس الخلافة إلا في قريش فأطيعوهم ما أطاعوا الله وانما قلت ذلك لما سبق من ابن أبي طالب من وثوبه واستيثاره بالدماء التي سفكها في غزوات محمد وقضاء ديونه وهي ثمانون ألف درهم وانجاز عداته وجمع القرآن فقضاها على تلبده وطارقه وقول المهاجرين والأنصار لما قلت أن الامامة في قريش قالوا هو الأصلع البطين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي أخذ رسول الله البيعة له على أهل ملته وسلمنا له بأمرة المؤمنين في أربعة مواطن فأن كنتم نسيتموها يا معشر قريش فيما نسيناها وليست البيعة ولا الإمامة والخلافة والوصية إلا حقا مفروضا وأمرا صحيحا لا تبرعا ولا إدعاء فكذبناهم وأقمت أربعين رجلا شهدوا على محمد أن الإمامة بالاختيار فعند ذلك قال الأنصار نحن أحق من قريش لأنا آوينا ونصرنا وهاجر الناس إلينا فإذا كان دفع من كان الأمر له فليس هذا الأمر لكم دوننا وقال قوم منا أمير ومنكم أمير قلنا لهم قد شهد أربعون رجلا أن الأئمة من قريش فقبل قوم وأنكر آخرون فتنازعوا فقلت والجمع يسمعون ألا أكبرنا سنا وأكثرنا لينا قالوا فمن تقول قلت أبي بكر الذي قدمه رسول الله في الصلوة وجلس معه في القريش يوم بدر يشاوره ويأخذ برأيه وكان صاحبه في الغار وزوج إبنته عايشة التي سماها أم المؤمنين فأقبلوا بني هاشم يتميزون غيظا وعاضدهم الزبير وسيفه مشهور وقال لا يبايع إلا علي أو لا أملك رقبة قائمة سيفي هذا فقلت يا زبير صرختك سكن من بني هاشم أمك صفية بنت عبد المطلب فقال ذلك والله الشرف الباذح والفخر الفاخر يابن ختمه ويابن صهاك أسكت لا أم لك فقال قولا فوثب أربعون رجلا ممن حضر سقيفة بني ساعدة على الزبير فوالله ما قدرنا على أخذ سيفه من يده حتى وسدناه الأرض ولم نزله علينا ناصرا فوثبت الى أبي بكر فصافحته وعاقدته البيعة وتلاني عثمان بن عفان وساير من حضر غير الزبير وقلنا له بايع أو نقتلك ثم كففت عنه الناس فقلت له أمهلوه فما غضب إلا نخوة لبني هاشم وأخذت أبا بكر بيدي وهو يرعد قد أختلط عقله فأزعجته الى منبر محمد إزعاجا فقال لي يا أبا حفص أخاف وثب علي فقلت له إن عليا عنك مشغول وأعانني على ذلك أبو عبيدة بن الجراح كان يمد بيده الى المنبر وأنا أزعجه من ورائه كالتيس الى شفار الجارز متهونا فقام عليه مدهوشا فقلت له اخطب فأغلق عليه وتثبت فدهش وتلجلج وغمض فغضضت على كفي غيظا وقلت له قل ما سنح لك فلم يأت خيرا ولا معروفا فأردت أن أحطه عن المنبر وأقوم مقامه فكرهت تكذيب الناس لي بما قلت فيه وقد سألني الجمهور منهم كيف قلت من فضله ما قلت ما الذي سمعته من رسول الله في أبي بكر فقلت لهم قد قلت من فضله على لسان رسول الله ما لو رددت أني شعرة في صدره ولي حكاية فقلت قل وإلا فأنزل في نيتها والله في وجهي وعلم أنه لو نزل لرقيت وقلت ما لا يهتدي الى قوله فقال بصوت ضعيف عليل وليتكم ولست بخيركم وعلي فيكم وأعلموا أن لي شيطانا يعتريني وما أراد به سواي فإذا ذللت فقوموني لا أقع في شعوركم وابشاركم وأستغفر الله لي ولكم ونزل فأخذت بيده وأعين الناس ترمقه وغمزت يده غمزا ثم أجلسته وقدمت الناس الى بيعته وصحبته لا رهبه وكل من ينكر بيعته ويقول ما فعل علي بن أبي طالب فأقول خلعها من عنقه وجعلها طاعة للمسلمين قلة اختلاف عليهم في اختيارهم فصار جليس بيته فبايعوا وهم كارهون فلما فشت بيعته علمنا أن عليا يحمل فاطمة والحسن والحسين الى دور المهاجرين والأنصار يذكرهم بيعته علينا في أربع مواطن ويستنفرهم فيعدونه النصرة ليلا ويقعدون عنه نهارا فأتيت داره مستشيرا لأخراجه منها فقامت الامة الفضة وقد قلت لها قولي لعلي يخرج الى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون فقالت ان أمير المؤمنين مشغول فقلت خلي عنك هذا وقولي له يخرج وإلا دخلنا عليه وأخرجناه كرها فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب فقالت أيها الضالون المكذبون ماذا تقولون وأي شئ تريدون فقلت يا فاطمة فقالت فاطمة ما تشاء يا عمر فقلت ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب فقالت لي طغيانك يا شقي أخرجني وألزمك الحجة وكل ضال غوى فقلت دعي عنك الأباطيل وأساطير النساء وقولي لعلي يخرج لاحب ولا كرامة فقالت أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر وكان حزب الشيطان ضعيفا فقلت ان لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها نارا على أهل هذا البيت وأحرق من فيه أو يقاد علي الى البيعة أخذت سوط قنفذ فضربتها وقلت لخالد بن الوليد أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب فقلت أني مضرمها فقالت يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه فرمته فتصعب علي فضربت كفيها بالسوط فألمها فسمعت لها زفيرا وبكاء فكدت أن الين وأنقلب عن الباب فذكرت أحقاد علي وولوغه في دماء صناديد العرب وكيد محمد وسحره فركلت الباب وقد ألصقت أحشائها بالباب وتترسه وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها وقد جعلت أعلى المدينة أسفلها وقالت يا أبتاه يارسول الله هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك آه يا فضة إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل وسمعتها تمخض وهي مستندة الى الجدار فدفعت الباب ودخلت فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري فصفقت صفقه على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت الى الأرض وخرج علي فلما أحسست به أسرعت الى خارج الدار وقلت لخالد وقنفذ ومن معهما نجوت من أمر عظيم وفي رواية آخرى قد جنيت جناية عظيمة لاأمن على نفسي وهذا علي قد برز من البيت ومالي ولكم جميعا به طاقة فخرج علي وقد ضربت يديها الى ناصيتها لتكشف عنها وتستغيث بالله العظيم ما نزل بها فأرسل علي عليها ملاتها وقال لها يا بنت رسول الله ان الله بعث أباك رحمة للعالمين وايم الله لئن كشفت عن ناصيتك سائلة الى ربك ليهلك هذا الخلق لأجابك حتى لا يبقى على الأرض منهم بشرا الا إنك وأباك أعظم عند الله من نوح الذي غرق من اجله بالطوفان جميع من على وجه الأرض وتحت السماء إلا من كان في السفينة وأهلك قوم هود بتكذيبهم له وأهلك عادا بريح صرصر وأنت وأبوك أعظم قدرا من هود وعذب ثمود وهي اثنا عشر ألفا بعقر الناقة والفصيل فكوني يا سيدة النساء رحمة على هذا الخلق المنكوس ولا تكوني عذابا واشتد بها المخاض ودخلت البيت فأسقطت سقطا سماه علي محسنا وجمعت جمعا كثيرا لا مكاثرة لعلي ولكن ليشد بهم قلبي وجئت وهو محاصر فاستخرجته من داره مكرها مغصوبا وسقته الى البيعة سوقا وأني لأعلم عليا يقينا لا شك فيه لو اجتهدت أنا وجميع من على الأرض جميعا على قهره ما قهرناه ولكن لهنات كانت في نفسه اعلمها ولا أقولها فلما انتهيت الى سقيفة بني ساعدة قام أبو بكر ومن بحضرته يستهزؤن بعلي فقال علي يا عمر أتحب أن تعجل لك ما أخرته سوءا من سوأتك عنه فقلت لا يا أمير المؤمنين فسمعت والله خالد بن الوليد فأسرع الى أبي بكر فقال له أبو بكر مالي ولعمر ثلثا والناس يسمعون ولما دخل السقيفة صبا إليه أبو بكر فقلت له قد بايعت يا أبا الحسن فانصرف فأشهد ما بايعه ولا مد يده إليه وكرهت أن اطالبه بالبيعة فيعجل ما أخره عني وود أبو بكر أنه لم ير عليا في ذلك المكان جزعا وخوفا منه ورجع علي من السقيفة وسالنا عنه فقالوا مضى الى قبر محمد فجلس إليه فقمت أنا وأبو بكر إليه وجئنا نسعي وأبو بكر يقول ويلك يا عمر ما الذي صنعت بفاطمة هذا والله الخسران المبين فقلت أن أعظم ما عليك أنه ما بايعنا ولا اثق أن تتثاقل المسلمون عنه فقال فما تصنع فقلت نظهر أنه قد بايعك عند قبر محمد فاتيناه وقد جعل القبر قبلة مسندا كفه على تربته وحوله سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وحذيفة بن اليمان فجلسنا بازائه وأوعزت الى أبي بكر أن يضع يده على مثل ما وضع علي يده ويقربها من يده ففعل ذلك وأخذت بيد أبي بكر لأمسحها على يده وأقول قد بايع فقبض علي يده فقمت أنا وأبو بكر موليا وأنا أقول جزى الله عليا خيرا فأنه لم يمنعك البيعة لما حضرت قبر رسول الله فوثب من دون الجماعة أبو ذر جند بن جنادة الغفاري وهو يصيح ويقول والله يا عدو الله ما بايع علي عتيقا ولم يزل كلما لقينا قوما وأقبلنا على قوم نخبرهم ببيعته وأبو ذر يكذبنا والله ما بايعنا في خلافة أبي بكر ولا في خلافتي ولا بايع لمن بعدي ولا بايع من أصحابه اثنى عشر رجلا لا لأبي بكر ولا لي فمن فعل يا معاوية فعلي واستثار أحقاده السالفة غيري أما أنت وأبوك أبو سفيان وأخوك عتبه فاعرف ما كان منكم في تكذيب محمد وكيده وادارة الدواير بمكة فطلبته في جبل حري لقتله وتآلف الأحزاب وجمعهم عليه وركوب أبيك الجمل وقد قاد الأحزاب وقول محمد لعن الله الراكب والقائد والسايق وكان أبوك الراكب وأخوك عتبه القايد وأنت السايق ولم أنس أمك هندا وقد بذلت لوحشي ما بذلت حتى تكمن نفسه لحمزة الذي دعوه أسد الرحمن في أرضه وطعنه بالحربة ففلق فؤاده وشق عنه وأخذ كبده فحمله الى أمك فزعم محمد بسحره أنه لما أدخلته فاها لتأكله صار جلودا فلفظته من فيها وسماها محمدا وأصحابه آكلة الأكباد وقولها في شعرها لاعتداء محمد ومقاتليه نحن بنات طارق نمشي على النوارق كالدر في المخانق والمسك في المفارق ان يقبلوا تعانق أو يدبروا تفارق فراق غير وامق وتسوقها في الثياب الصفر المرسية مبديات وجوههن ومعاصمهن ورؤسهن يحرصن على قتال محمد أنكم لم تسلموا طوعا وانما أسلمتم كرها يوم فتح مكة فجعلكم طلقاء وجعل أخي زيدا وعقيلا أخي علي بن أبي طالب والعباس عمهم مثلهم وكان من أبيك في نفسه فقال والله يا ابن أبي كبشه لاملانها عليك خيلا ورجلا وأحول بينك وبين هذه الأعداء فقال محمد ويوذن للناس أنه علم ما في نفسه أو يكفى الله شرك يا أبا سفيان وهو يرى للناس لا يعلوها أحد غيري وعلي ومن يليه من أهل بيته فبطل سحره وخاب سعيه وعلاها أبو بكر وعلولها بعده وأرجوا أن تكونوا معاشر بني أميه عبدان اطنابها فمن ذلك قد وليتك وقلدتك اباحة ملكها وعرفتك فيها وخالفت قوله فيكم وما أبالي من تأليف شعره ونثره أنه قال يوحى الي منزل من ربي في قوله تعالى والشجرة الملعونة في القرآن فزعم أنها أنتم يا بني أمية فبين عداوته حيث ملك كما لم يزل هاشم وبنوه أعداء عبد شمس وأنا محمد مسجده ومنبره وصدق مع تذكيري إياك يا معاوية وشرحي لك ما قد شرحته ناصح لك ومشفق عليك من ضيق عطنك وجرح صدرك وقلة حلمك أن تعجل فيما وصيتك ومكنتك منه من شريعة محمد وأمته أن تبدي لهم مطالبته بطعن أو شماتة بموت اوردا عليه فيما أتى به فتكون من الهالكين فتخفض ما رفعت وتهدم ما بنيت واحذر كل الحذر حيث دخلت على محمد في كل ما أتى به واورده ظاهرا واظهر التحرز والواقعة في رعيتك واوسعهم حلما واعلمهم بروايح العطايا وعليك باقامة الحدود فيهم وتضعيف الجناية منهم نسبا محمد من مالك ورزقك ولا ترهم أنك تدع لله حقا ولا تنقص قرضا ولا تغير لمحمد سنة فتفسد علينا الأمة بل خذهم من ماء منهم واقتلهم بأيديهم وايدهم بسيوفهم وتطاولهم ولالنا أجرهم ولن لهم ولا تبخس عليهم وافسح في مجلسك وشرفهم في مقعدك وتوسل الى قتلهم برئيسهم واظهر البشر والبشاشة بل اكطم غيظك واعف عنهم يحوبوك ويطيعوك فما امن علينا وعليك ثورة علي وشبليه الحسن والحسين فان امكنك في عدة من الأمة فبادر ولا تقنع بصغار الأمور واقصد بعظيمها واحفظ وصيتي إليك وعهدي واخفه ولا تبده وامتثل أمري ونهيي وانهض بطاعتي واياك والخلاف علي واسلك طريقة أسلافك واطلب بثارك واقتص اثارهم فقد أخرجت اليك بسري وجهري وشفعت هذا بقولي معاوية أن القوم جلت أمورهم بدعوة من عم البرية بالوترى صبوت الى دين لهم فارابني فابعد بدين قد قصمت به ظهري الى آخر الأبيات قال فلما قرء عبد الله بن عمر هذا العهد قام الى يزيد فقبل رأسه وقال الحمد لله يا أمير المؤمنين على قتلك الشاري ابن الشاري والله ما أخرج أبي إلي بما أخرج الى أبيك والله لا أرى أحدا من رهط محمد بحيث يحب ويرضى فأحسن جايزته وبره ورده مكرما فخرج عبد الله بن عمر من عنده ضاحكا فقال له الناس ما قال لك قال قولا صادقا لوددت اني كنت مشاركه فيه وسار راجعا الى المدينة وكان جوابه لمن يلقاه هذا الجواب ويروي أنه أخرج يزيد لعنه الله الى عبد الله بن عمر كتابا فيه عهد عثمان بن عفان فيه أغلظ من هذا وأدهى وأعظم من العهد الذي كتبه عمر لمعاوية فلما قرء عبد الله بن عمر العهد الآخر قام فقبل رأس يزيد لعنهما الله وقال الحمد لله على قتلك الشاري ابن الشاري واعلم أن والدي عمر أخرج الى من سره بمثل هذا الذي أخرجه الى أبيك معاوية ولا أرى أحدا من رهط محمد وأهله وشيعته بعد يومي هذا إلا غير منطوي لهم خيرا أبدا فقال يزيد فيه شرح الخفايا يابن عمر والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله قال ابن عباس أظهروا الإيمان وأسروا الكفر فلما وجدوا عليه أظهروه([75]).
محمد بن جرير بن رستم الطبري الشيعي (ت : 525 هـ) : وقد دل رسول الله حذيفة بن اليمان على قوم منهم ، وأمره بستر ذلك إبقاء عليهم وكراهة لهتك ستورهم ، وأصحاب العقبة قد كان منهم ما لا خفاء به ، وهم جلة أصحاب محمد ، وتقدم صلى الله عليه وآله وسلم إلى حذيفة في شأن الرجلين الجليلين عند الأمة أن لا يخبرنا باسميهما([76]).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

 من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

 من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه    من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Emptyالإثنين 10 نوفمبر 2014 - 13:43


محمد بن جرير بن رستم الطبري الشيعي (ت : 525 هـ) : لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقف " يعني رسول الله " على شفير القبر وفاطمة تبكي فجعل يأخذ ثوبه فيمسح عينيها فبكى النساء فضربهن عمر بسوطه فقال يا عمر دعهن فان العين دامعة والنفس مصابة ابكين وإياكن وبقيعة الشيطان فإنه ما يكن من القلب والعين فمن الله وما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان. قال الطبري : فيه للشيعة تمسك به وحجة قوية وهو المعروف الذي أنكره عمر وإنكار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخل بذلك في جملة من قال الله تعالى فيهم : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [التوبة : 67]) فافهم([77]).
أحمد بن علي الطبرسي (ت : 548 هـ) : كان عمر بن الخطاب يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكر في خطبته أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فقال له الحسين عليه السلام - من ناحية المسجد - : إنزل أيها الكذاب عن منبر أبي رسول الله لا منبر أبيك ! فقال له عمر : فمنبر أبيك لعمري يا حسين لا منبر أبي من علمك هذا أبوك علي بن أبي طالب ؟ فقال له الحسين عليه السلام : إن أطع أبي فيما أمرني فلعمري أنه لها وأنا مهتد به ، وله في رقاب الناس البيعة على عهد رسول الله ، نزل بها جبرئيل من عند الله تعالى لا ينكرها إلا جاحد بالكتاب ، قد عرفها الناس بقلوبهم وأنكروها بألسنتهم وويل للمنكرين حقنا أهل البيت ، ماذا يلقاهم به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من إدامة الغضب وشدة العذاب ! ! فقال عمر : يا حسين من أنكر حق أبيك فعليه لعنة الله ، أمرنا لناس فتأمرنا ولو أمروا أباك لأطعنا. فقال له الحسين : يا بن الخطاب فأي الناس أمرك على نفسه قبل أن تؤمر أبا بكر على نفسك ليؤمرك على الناس ، بلا حجة من نبي ولا رضا من آل محمد ، فرضاكم كان لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم رضا ؟ أو رضا أهله كان له سخطا ؟ ! أما والله لو أن للسان مقالا يطول تصديقه ، وفعلا يعينه المؤمنون ، لما تخطأت رقاب آل محمد ، ترقى منبرهم ، وصرت الحاكم عليهم بكتاب نزل فيهم ، لا تعرف معجمه ، ولا تدري تأويله ، إلا سماع الآذان ، المخطئ والمصيب عندك سواء ، فجزاك الله جزاك ، وسألك عما أحدثت سؤالا حفيا. (قال هـ) : فنزل عمر مغضبا ، فمشى معه أناس من أصحابه حتى أتى باب أمير المؤمنين عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له ، فدخل فقال : يا أبا الحسن ما لقيت اليوم من ابنك الحسين ، يجهرنا بصوت في مسجد رسول الله ويحرض علي الطغام وأهل المدينة ، فقال له الحسن عليه السلام : على مثل الحسين ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشخب بمن لا حكم له ، أو يقول بالطغام على أهل دينه ؟ أما والله ما نلت إلا بالطغام ، فلعن الله من حرض الطغام. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : مهلا يا أبا محمد فإنك لن تكون قريب الغضب ولا لئيم الحسب ، ولا فيك عروق من السودان ، إسمع كلامي ولا تعجل بالكلام فقال له عمر : يا أبا الحسن إنهما ليهمان في أنفسهما بما لا يرى بغير الخلافة فقال أمير المؤمنين : هما أقرب نسبا برسول الله من أن يهما ، أما فارضهما يا بن الخطاب بحقهما يرض عنك من بعدهما. قال : وما رضاهما يا أبا الحسن ؟ قال : رضاهما الرجعة عن الخطيئة ، والتقية عن المعصية بالتوبة. فقال له عمر : أدب يا أبا الحسن ابنك أن لا يتعاطى السلاطين الذين هم الحكماء في الأرض. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : أنا أؤدب أهل المعاصي على معاصيهم ، ومن أخاف عليه الزلة والهلكة ، فأما من والده رسول الله ونحله أدبه فإنه لا ينتقل إلى أدب خير له منه ، أما فارضهما يا بن الخطاب. قال : فخرج عمر فاستقبله عثمان بن عفان ، وعبد الرحمان بن عوف. فقال له عبد الرحمن : يا أبا حفص ما صنعت فقد طالت بكما الحجة ؟ فقال له عمر : وهل حجة مع ابن أبي طالب وشبليه ؟ ! فقال له عثمان : يا بن الخطاب ، هم بنو عبد مناف ، الأسمنون والناس عجاف فقال له عمر : ما أعد ما صرت إليه فخرا فخرت به بحمقك ، فقبض عثمان على مجامع ثيابه ثم نبذ به ورده ، ثم قال له : يا بن الخطاب ، كأنك تنكر ما أقول ، فدخل بينهما عبد الرحمن وفرق بينهما ، وافترق القوم ([78]).
فضل الله الراوندي (ت : 573 هـ) : كان للحسين عليه السلام مع فرعون هذه الأمة ، فمد يده ليضرب على وجه الحسين عليه السلام فيبست يده ، فتضرع إليه ليدعو ربه فترد إليه يده ، فدعا فصلحت ولم يعتذر([79]).
علي إبن طاووس (ت : 664 هـ) : عن ابن عباس قال : كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : أم والله يا بني عبد المطلب لقد كان صاحبكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر. فقلت في نفسي : لا أقالني الله إن أقلتك. فقلت : أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين ، وأنت وصاحبك الذان وثبتما وانتزعتما منا الأمر ، دون الناس ؟ فقال : إليكم يا بني عبد المطلب ، أما إنكم أصحاب عمر بن الخطاب - وتأخرت وتقدم هنيئة - فقال : سر لا سرت ، فقال : أعد على كلامك. فقلت : إنما ذكرت شيئا فرددت جوابه ، ولو سكت سكتنا. فقال والله إنا ما فعلنا ما فعلنا عداوة ، ولكن استصغرناه وخشينا أن لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها. فأردت أن أقول : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره أنت وصاحبك ، فقال : لا جرم فكيف ترى ، والله ما نقطع أمرا دونه ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه. قال المجلسي : قوله لعنه الله : أما إنكم.. لعله قال ذلك على سبيل التهديد.. أي إنكم تخاصموني ، إما إخبارا ، واما استفهاما إنكاريا([80]).
علي بن طاووس (ت : 664 هـ) : فيما نذكره من حال اليوم التاسع من ربيع الأول اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن ، ووجدنا جماعة من العجم والإخوان يعظمون السرور فيه ، ويذكرون أنه يوم هلاك بعض من كان يهون بالله جل جلاله ورسوله صلوات الله عليه ويعاديه([81]).
الحسن بن يوسف الملقب بالمطهر الحلي (ت : 726 هـ) : من المطاعن في عمر قوله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لما طلب في حال مرضه دواة وكتفا ، ليكتب فيه كتابا لا يختلفون بعده ، وأراد أن ينص حال موته على علي بن أبي طالب عليه السلام ، فمنعهم عمر ، وقال : " إن رسول الله ليهجر ، حسبنا كتاب الله " ، فوقعت الغوغاء ، وضجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهل يجوز مواجهة العامي بهذا السفه ، فكيف بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ؟. ومنها : قصد بيت النبوة ، وذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، الذين فرض الله مودتهم ، وأكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة مرار موالاتهم ، وأوجب محبتهم ، وجعل الحسن والحسين ودايع الأمة ، فقال : " اللهم هذان وديعتي عند أمتي " بالاحراق بالنار. ومنها : أنه قد بلغ من قلة المعرفة : أنه لم يعلم أن الموت يجوز على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل أنكر ذلك لما قالوا : مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنها : أنه كان يعطي من بيت المال ما لا يجوز ، حتى أنه أعطى عائشة وحفصة في كل سنة عشرة آلاف درهم. وحرم على أهل البيت خمسهم. وكان عليه ثمانون ألف درهم لبيت المال. ومنع فاطمة عليها السلام إرثها ، ونحلتها ، التي وهبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها. ومنها : أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة ، لما شهد عليه الزنا ، ولقن الشاهد الرابع الامتناع من الشهادة ، ومنها : قصة الشورى ، ومنها : التراويح. ووضع الخراج على السواد. وترتيب الجزية. وكل هذا مخالف للقرآن والسنة ، فكيف يجوز الاقتداء بمن طعن فيه بهذه المطاعن ؟([82]).
الحسن بن يوسف الملقب بالمطهر الحلي (ت : 726 هـ) : كان أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرجن ليلا إلى ليل قبل المصانع ، فخرجت سودة بنت زمعة ، فرآها عمر ، وهو في مجلس ، فقال : عرفتك يا سودة. فنزلت آية الحجاب عقيب ذلك. وهو يدل على سوء أدب عمر ، حيث كشف سر زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ودل عليها أعين الناس وأخجلها ، وما قصدت بخروجها ليلا إلا الاستتار عن أعين الناس ، وصيانة نفسها ، وأي ضرورة له إلى تخجيلها ، حتى أوجب ذلك نزول آية الحجاب([83]).
الحسن بن يوسف الملقب بالمطهر الحلي (ت : 726 هـ) : قال عمرو ابن العاص : قبح الله زمانا عمل فيه عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب ، والله إني لأعرف الخطاب يحمل على رأسه حزمة من حطب ، وعلى رأس ابنه مثلها ، وما ثمنها إلا تمره لا تبلغ مضغة ". وهذا يدل على انحطاط مرتبته ، ومنزلة أبيه عند عمرو بن العاص ، فكيف استجازوا ترك بني هاشم ، وهم ملوك الجاهلية والإسلام ؟([84]).
الحسن بن يوسف الملقب بالمطهر الحلي (ت : 726 هـ) : قال عمر : كل أحد أعلم من عمر حتى النساء !. فلينظر العاقل المنصف : هل يجوز لمن وصف نفسه بغاية الجهل ، وقلة المعرفة : أن يجعل رئيسا على الجميع ، وكلهم أفضل منه على ما شهد به على نفسه.. أن عمر أمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر ، فذكره علي عليه السلام قول الله تعالى : " وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً " ، مع قوله تعالى : " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ " ، فرجع عمر عن الأمر برجمها. وهذا يدل على إقدامه على قتل النفوس المحترمة ، وفعل ما يتضمن القذف([85]).
الحسن بن يوسف الملقب بالمطهر الحلي (ت : 726 هـ) : أن عمر سأل أبا أوفى : ما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة العيد ؟ وسأل أبا واقد الليثي : ما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأضحى ، والفطر ؟. وهذا من قلة المعرفة بأظهر الأشياء ، التي هي الصلاة الجهرية ؟([86]).
الحسن بن يوسف الملقب بالمطهر الحلي (ت : 726 هـ) : لما طعن عمر بن الخطاب كان يتألم ، فقال ابن عباس : ولا كل ذلك ، فقال بعد كلام : أما ما ترى من جزعي فهو من أجلك ، وأجل أصحابك ، والله ، لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه. وهذا اعتراف منه حال الاحتضار ، بأنه وقع منه ما يستوجب به المؤاخذة في حق بني هاشم ، وأنه تمنى أن يفتدي بملء الأرض ذهبا من عذاب الله ، لأجل ما جرى منه في حقهم([87]).
الحسن بن يوسف الملقب بالمطهر الحلي (ت : 726 هـ) : كان عمر بن الخطاب عندهم ثاني الخلفاء صاحب الفتوح الكثيرة والسياسات العظيمة وقد سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفى فيه صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتوني بدواة وكتف لاكتب فيه كتابا لن تضلوا بعده ابدا فقال عمر ان الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله فاعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه مغضبا ثم وقع التشاجر بين الصحابة فقال بعضهم القول ما قال عمر وقال آخرون القول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالانصراف عنه حيث اذوه بالصياح عنده فسألوا منه الكتابة ففتح عينيه صلى الله عليه وآله وسلم وقال ابعد ما سمعت وقال يوما ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شجرة نبتت في كبا اي في مزبلة وعني بذلك رذاله أهله فسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك فاشتد غيظه ثم نادى الصلاة جامعه فحضر المسلمون بأسرهم فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر ثم حمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس ليقم كل منكم ينتسب إلى أبيه حتى اعرف نسبه فقام إليه شخص من الجماعة وقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انا فلان بن فلان ابن فلان فقال صدقت ثم قام اخر فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان فلان بن فلان فقال لست لفلان وانما أنت لفلان وان تحلك فلان بن فلان فعقد خجلا ثم لم يقم أحد فأمرهم عليه السلام بالقيام والانتساب مرة واثنتين فلم يقم أحد فقال أين الساب لأهل بيتي ليقم إلي وينتسب إلى أبيه فقام عمر وقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعف عنا عفا الله عنك اغفر لنا غفر الله لك أحلم عنا أحلم الله عنك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثير الحياء. قال الطائي : لقد ذكرت قضية سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة عمر ، في أمهات الكتب الإسلامية مثل صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وكتب التفسير السيرة. ولما كانت عملية سب نبي البشرية من قبل عمر بن الخطاب فاحشة ، ولا يتحملها المسلمون ، فقد سعي بعض محبيه (من مبغضي أهل البيت) إلى حذف هذه الروايات من كثير من الكتب ، أو حذف إسم عمر ، او تحويرها([88]).
الحسن الديلمي (ق : 8 هـ) : من بدع عمر : أنه لما أمر أن يجمع ما تهيأ له من القرآن أمر مناديا ينادي في المدينة : من كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به ، ثم قال : لا تقبل من أحد شيئا إلا بشاهدي عدل. وهذا منه مخالف لكتاب الله عز وجل إذ يقول : * (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ [الإسراء : 88]) فذلك غاية الجهل وقلة الفهم ، وهذا الوجه أحسن أحوالهما ، ومن حل هذا المحل لم يجز أن يكون حاكما بين المسلمين فضلا عن منزلة الإمامة ، وإن كانا قد علما ذلك من كتاب الله ، ولم يصدقا إخبار الله فيه ، ولم يثقا بحكمه في ذلك ، كانت هذه حالا توجب عليهما ما لا خفاء به على كل ذي فهم ، ولكن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام قالوا : إنهما قصدا بذلك عليا عليه السلام فجعلا هذا سببا لترك قبول ما كان علي عليه السلام جمعه وألفه من القرآن في مصحفه بتمام ما أنزل الله عز وجل على رسوله منه ، وخشيا أن يقبلا ذلك منه ، فيظهر ما يفسد عليهما عند الناس ما ارتكباه من الاستيلاء على أمورهم ، ويظهر فيه فضائح المذمومين بأسمائهم وطهارة الفاضلين المحمودين بذكرهم ، فلذلك قالا : لا نقبل القرآن من أحد إلا بشاهدي عدل([89]).
الحسن الديلمي (ق : 8 هـ) : ثم إنه - أي عمر - ختم ذلك - أي بدعه - بالطامة الكبرى أنه أمر وقت وفاته بالدفن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيته وموضع قبره وجعل - أيضا - بذلك سبيلا لعمر عليه ، فإنه فعل كما فعله ، وصيرت العامة ذلك منقبة لهما بقولهم : ضجيعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن عقل وميز وفهم علم أنهما قد جنيا على أنفسهما جناية لا يستقيلانها أبدا ، وأوجبا على أنفسهما المعصية لله ولرسوله والظلم الظاهر الواضح ، لان الله سبحانه قد نهى عن الدخول إلى بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا بإذنه ، حيث يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ [الأحزاب : 53]) والحال في ذلك بعد وفاته كالحال في حياته ، إلا أن يخص الله عز وجل ذلك أو رسوله ، فإن كان البيت الذي فيه قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرسول خاصة فقد عصيا الله بدخولهما إليه بغير إذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وختما أعمالهما بمعصية الله تعالى في ذلك([90]).
الحسن الديلمي (ق : 8 هـ) : ومن بدع عمر أنه أسقط (حي على خير العمل) وقال : ينبغي لنا أن نسقط : (حي على خير العمل) ، في الأذان والإقامة لئلا يتكل الناس على الصلاة فيتركوا الجهاد ، فأسقط ذلك من الأذان والإقامة جميعا لهذه العلة بزعمه ، فقبلوا ذلك منه وتابعوه عليه ، ويلزمهم أن يكون عمر قد أبصر من الرشد ما لم يعلمه الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، لان الله ورسوله قد أثبتا ذلك في الأذان والإقامة ولم يخافا على الناس ما خشيه عليهم عمر وقدره فيهم ، ومن ظن ذلك وجهله لزمه الكفر ، فأفسد عليهم الاذان بذلك أيضا ، لأنه من تعمد الزيادة والنقيصة في فريضة أو سنة فقد أفسدها. ثم إنه بعد إسقاط ما أسقط من الأذان والإقامة من (حي على خير العمل) ، أثبت في بعض الاذان زيادة من عنده ، وذلك أنه زاد في أذان صلاة الفجر : الصلاة خير من النوم ، فصارت هذه البدعة - عند من اتبعه - من السنن الواجبة لا يستحلون تركها ، فبدعة الرجل عندهم معمورة متبعة معمول بها يطالب من تركها بالقهر عليها ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندهم مهجورة مطرحة يضرب من استعملها ويقتل من أقامها([91]).
الحسن الديلمي (ق : 8 هـ) : ثم أتبع ذلك بفعل من أفعال اليهود ، وذلك عقد اليدين في الصدر إذا قاموا في الصلاة ، لان اليهود تفعل في صلاتها ذلك ، فلما رآهم الرجل يستعملون ذلك استعمله هو أيضا اقتداء بهم وأمر الناس بفعل ذلك ، وقال : إن هذا تأويل قوله تعالى : (َقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ [البقرة : 238]) يريد بزعمه التذلل والتواضع.. فليس من بدعة ابتدعها هذا الرجل إلا أولياؤه متحفظون بها مواظبون عليها وعلى العمل بها ، طاعنون على تاركها ، وكل تأديب الرسول الذي قد خالفه الرجل ببدعة فهو عندهم مطروح متروك مهجور ويطعن على من استعمله ، وينسب عندهم إلى الأمور المنكرات([92]).
الحسن الديلمي (ق : 8 هـ) : ... ثم خرجوا أبوابهم جميعا غير باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام ، فأظهر الناس الحسد والكلام ، فقال عمر : ما بال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤثر ابن عمه علي بن أبي طالب ويقول على الله الكذب ، ويخبر عن الله بما لم يقل في علي ؟ ! وإنما سأل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب وأجابه إلى ما يريد ، فلو سأل الله ذلك لنا لاجابه ، وأراد عمر أن يكون له باب مفتوح إلى المسجد ، ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول عمر وخوض الناس والقوم في الكلام ، أمر المنادي بالنداء إلى : الصلاة جامعة ، فلما اجتمعوا قال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : معاشر الناس ! قد بلغني ما خضتم فيه وما قال قائلكم ، وإني أقسم بالله العظيم إني لم أقل على الله الكذب ولا كذبت فيما قلت ، ولا أنا سددت أبوابكم ، ولا أنا فتحت باب علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولا أمرني في ذلك إلا الله عز وجل الذي خلقني وخلقكم أجمعين ، فلا تحاسدوا فتهلكوا ، ولا تحسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضله... فلم يزدادوا إلا غضبا وحسدا ونفاقا وعتوا واستكبارا ، ثم تفرقوا وفي قلوبهم من الحسد والنفاق ما لا يعلمه إلا الله سبحانه. فلما كان بعد أيام دخل عليه عمه العباس وقال : يا رسول الله ! قد علمت ما بيني وبينك من القرابة والرحم الماسة ، وأنا ممن يدين الله بطاعتك ، فاسأل الله تعالى أن يجعل لي باب إلى المسجد أتشرف بها على من سواي ؟. فقال له عليه وآله السلام : يا عم ! ليس إلى ذلك سبيل. فقال : فميزابا يكون من داري إلى المسجد أتشرف به على القريب والبعيد. فأجابه إلى ذلك وقال : إن الله قد شرف عمي العباس بهذا الميزاب فلا تؤذوني في عمي ، فإنه بقية الآباء والأجداد ، فلعن الله من آذاني في عمي وبخسه حقه أو أعان عليه. ولم يزل الميزاب على حاله مدة أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخلافة أبي بكر وثلاث سنين من خلافة عمر بن الخطاب ، فقلع الميزاب ، فصعد الغلام فقلعه ورمى به إلى سطح العباس ، وقال : والله لئن رده أحد إلى مكانه لأضربن عنقه ، فشق ذلك على العباس فشكى إلى علي عليه السلام فقال له : يا عم ! ارجع إلى بيتك ، فسترى مني ما يسرك إن شاء الله تعالى. ثم نادى : يا قنبر ! علي بذي الفقار ، فتقلده ثم خرج إلى المسجد والناس حوله وقال : يا قنبر ! اصعد فرد الميزاب إلى مكانه ، فصعد قنبر فرده إلى موضعه ، وقال علي عليه السلام : وحق صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع لأضربن عنقه وعنق الآمر له بذلك ، ولأصلبنهما في الشمس حتى يتقددا ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فنهض ودخل المسجد ونظر إلى الميزاب ، فقال : لا يغضب أحدا أبا الحسن فيما فعله ، ونكفر عن اليمين. فكان هذا فعل عمر بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد قال في غير موطن وصية منه في عمه العباس : إني عمي العباس بقية الآباء والأجداد فاحفظوني فيه ، كل في كنفي ، وأنا في كنف عمي العباس ، فمن آذاه فقد آذاني ، ومن عاداه فقد عاداني ، سلمه سلمي ، وحربه حربي. وقد آذاه عمر في ثلاثة مواطن ظاهرة غير خفية : منها : قصة الميزاب ، ولولا خوفه من علي عليه السلام لم يتركه على حاله. ومنها مسألة سوق عكاظ ، وقد اوحى الله إليه : يا محمد ! إن عمك العباس له عليك يد سابقة وجميل متقدم ، وهو ما أنفق عليك في وليمة عبد الله بن جذعان ، وهو ستون ألف دينار مع ماله عليك في سائر الأزمان ، وفي نفسه شهوة من سوق عكاظ ، فامنه إياه في مدة حياة ولولده بعد وفاة ، فأعطاه ذلك ، ثم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ألا لعنة الله على من عارض عمي في سوق عكاظ ونازعه فيه ، ومن أخذه منه فأنا برئ منه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فلم يكترث عمر بذلك وحسد العباس على دخل سوق عكاظ ، وغصبه منه ، ولم يزل العباس متظلما إلى حين وفاته. ومنها : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : معاشر الناس ! احفظوني في عمي العباس وانصروه ولا تخذلوه. ثم قال : يا عم ! أطلب مني شيئا أتحفك به على سبيل الهدية. فقال : يا بن أخي ! أريد من الشام الملعب ، ومن العراق الحيرة ، ومن هجر الخط ، وكانت هذه المواضع كثيرة العمارة ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : حبا وكرامة ، ثم دعا عليا عليه السلام ، فقال : أكتب لعمك العباس هذه المواضع ، فكتب له أمير المؤمنين كتابا بذلك ، وأملى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأشهد الجماعة الحاظرين ، وختم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخاتمة.. ثم قال : معاشر المسلمين ! إن هذه المواضع المذكورة لعمي العباس ، فعلى من يغير عليه أو يبدله أو يمنعه أو يظلمه لعنة الله ولعنة اللاعنين ، ثم ناوله الكتاب ، فلما ولي عمر وفتح هذه المواضع المذكورة أقبل عليه العباس بالكتاب إلى عمر. فقال عمر : والله إن كنت تساوي المسلمين في ذلك وإلا فارجع من حيث أتيت ، فجرى بينهما كلام كثير غليظ ، فغضب عمر - وكان سريع الغضب - فأخذ الكتاب من العباس ومزقه وتفل فيه ورمى به في وجه العباس ، وقال : والله ؟ لو طلبت منه حبة واحدة ما أعطيتك ، فأخذ العباس بقية الكتاب وعاد إلى منزله حزينا باكيا شاكيا إلى الله تعالى والى رسوله ، فصاح العباس بالمهاجرين والأنصار ، فغضبوا لذلك وقالوا : يا عمر ! تخرق كتاب رسول الله وتلقي به في الأرض ، هذا شئ لا نصبر عليه. فخاف عمر أن ينخرم عليه الامر ، فقال : قوموا بنا إلى العباس نسترضيه ونفعل معه ما يصلحه ، فنهضوا بأجمعهم إلى دار العباس فوجدوه موعوكا لشدة ما لحقه من الفتن والألم والظلم ، فقال : نحن في الغداة عائدوه إن شاء الله تعالى ومعتذرون إليه من فعلنا ، فمضى غد وبعد غد ولم يعد إليه ولا اعتذر منه ، ثم فرق الأموال على المهاجرين والأنصار وبقي كذلك إلى أن مات. ولو أخذنا في ذكر أفعاله لطال الكتاب ، وهذا القدر فيه عبرة لأولي الألباب([93]).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

 من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

 من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه    من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه Emptyالإثنين 10 نوفمبر 2014 - 13:43


حسن الحلي (ت : 830 هـ) : عن محمد بن العلا الهمداني الواسطي ويحيى بن جريح البغدادي قال : تنازعنا في أمر ابن الخطاب فاشتبه علينا أمره فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب العسكر عليه السلام بمدينة قم وقرعنا عليه الباب فخرجت إلينا من داره صبية عراقية ، فسألناها عنه فقالت : هو مشغول بعياله ; فإنه يوم عيد. فقلنا : سبحان الله ! الأعياد عند الشيعة أربعة : الأضحى والفطر ويوم الغدير ويوم الجمعة. قالت : فإن أحمد يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أن هذا اليوم يوم عيد وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت وعند مواليهم. قلنا : فاستأذني لنا بالدخول عليه وعرفيه بمكاننا. فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا ، فخرج إلينا ; وهو متزر بمئزر له ، محتضن لكسائه يمسح وجهه ، فأنكرنا ذلك عليه ، فقال : لا عليكما ، فإني كنت اغتسلت للعيد. قلنا : أو هذا يوم عيد ؟ وكان ذلك اليوم التاسع من شهر ربيع الأول. قال : نعم ، ثم أدخلنا داره وأجلسنا على سرير له وقال : إني قصدت مولانا أبا الحسن العسكري عليه السلام مع جماعة من إخوتي بسر من رأى كما قصدتماني ، فأستأذنا بالدخول عليه في هذا اليوم وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأول ; وسيدنا قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ماله من الثياب الجدد ، وكان بين يديه مجمرة وهو يحرق العود بنفسه. قلنا : بآبائنا أنت وأمهاتنا يا بن رسول الله ! هل تجدد لأهل البيت فرح ؟ فقال : وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم ، ولقد حدثني أبي أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأول على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : فرأيت سيدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين عليه السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتبسم في وجوههم ويقول لولديه الحسن والحسين عليهما السلام : كلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم الذي يقبض الله فيه عدوه وعدو جدكما ويستجيب فيه دعاء أمكما. كلا فإنه اليوم الذي فيه يقبل الله أعمال شيعتكما ومحبيكما كلا فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله - تعالى - : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا [النمل : 52]). كلا فإنه اليوم الذي تكسر فيه شوكة مبغض جدكما. كلا فإنه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم. كلا فإنه اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا. قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله ! وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يا حذيفة ! جبت من المنافقين يترأس عليهم ، ويستعمل في أمتي الرياء ، ويدعوهم إلى نفسه ، ويحمل على عاتقه درة الخزي ، ويصد عن سبيل الله ، ويحرف كتابه ، ويغير سنتي ، ويشتمل على إرث ولدي ، وينصب نفسه علما ، ويتطاول علي من بعدي ، ويستحل أموال الله من غير حله ، وينفقها في غير طاعته ، ويكذب أخي ووزيري ، وينحي ابنتي عن حقها ; فتدعو الله عليه ويستجيب دعائها في مثل هذا اليوم. قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله ! فلم لا تدعو الله ربك عليه ليهلكه في حياتك ؟ فقال : يا حذيفة ; لا أحب أن أجترأ على قضاء الله - تعالى - لما قد سبق في علمه ، لكني سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبض فيه له فضيلة على سائر الأيام ; ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم. فأوحى الله إلي - جل ذكره - أن : يا محمد ! كان في سابق علمي أن تمسك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي ، الذين نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشوك ، وصافيتهم وكاشحوك ، وصدقتهم وكذبوك ، وأنجيتهم وأسلموك ، فأنا آليت بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليا حقه ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق ، ولأصلينه وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه ، ولأجعلن ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولأحشرنهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنم زرقا كالحين أذلة خزايا نادمين ، ولأخلدنهم فيها أبد الآبدين. يا محمد ! لن يرافقك وصيك في منزلتك إلا بما يمسه من البلوى من فرعونه وغاصبه الذي يجترئ علي ، ويبدل كلامي ، ويشرك بي ، ويصد الناس عن سبيلي ، وينصب نفسه عجلا لأمتك ، ويكفر بي في عرشي. إني قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم ومحبيكم أن يتعيدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إلي. وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا علي ويستغفروا لشيعتكم ومحبيكم من ولد آدم. وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم لا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك. يا محمد ! إني قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم من شيعتهم ، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من يعيد في ذلك اليوم - محتسبا - ثواب الخافقين في أقربائه وذوي رحمه ، ولأزيدن في ماله إن وسع على نفسه وعياله فيه ، ولأعتقن من النار من كل حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم وشيعتكم ، ولأجعلن سعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا وأعمالهم مقبولة. قال حذيفة : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أم سلمة فدخل ورجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ حتى ترأس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعاد الكفر ، وإرتد عن الدين ، وشمر للملك ، وحرف القرآن ، وأحرق بيت الوحي ، وأبدع السنن ، وغير الملة ، وبدل السنة ، ورد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذب فاطمة عليها السلام ، وإغتصب فدكا ، وأرضى المجوس واليهود والنصارى ، وأسخط قرة عين المصطفى ، ولم يرضهم ، وغير السنن كلها ، ودبر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وأظهر الجور ، وحرم ما أحل الله وأحل ما حرم الله ، وألقى إلى الناس أن يتخذوا من جلود الإبل دنانير ، ولطم حر وجه الزكية ، وصعد منبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غصبا وظلما ، وإفترى على أمير المؤمنين عليه السلام وعانده وسفه رأيه. قال حذيفة : فاستجاب الله دعاء مولاتي على ذلك المنافق وأجرى قتله على يد قاتله رحمه الله ، فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لأهنئه بقتله ورجوعه إلى دار الانتقام ، فقال لي : يا حذيفة ! أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا وسبطاه نأكل معه فدلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه ؟ قلت : بلى يا أخا رسول الله. فقال : هو - والله - هذا اليوم الذي أقر الله به عين آل الرسول ، وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين إسما. قال حذيفة : فقلت : يا أمير المؤمنين ! أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم. فقال عليه السلام : هذا يوم الاستراحة. ويوم تنفيس الكربة. ويوم العيد الثاني. ويوم حط الأوزار. ويوم الخيرة. ويوم رفع القلم. ويوم الهدو. ويوم العافية. ويوم البركة. ويوم الثار. ويوم عيد الله الأكبر. ويوم إجابة الدعاء. ويوم الموقف الأعظم. ويوم التوافي. ويوم الشرط. ويوم نزع السواد. ويوم ندامة الظالم. ويوم انكسار الشوكة. ويوم نفي الهموم. ويوم القنوع. ويوم عرض القدرة. ويوم التصفح. ويوم فرح الشيعة. ويوم التوبة. ويوم الإنابة. ويوم الزكاة العظمى. ويوم الفطر الثاني. ويوم سيل الشعاب. ويوم تجرع الدقيق. ويوم الرضا. ويوم عيد أهل البيت. ويوم ظفر بني إسرائيل. ويوم قبول الأعمال. ويوم تقديم الصدقة. ويوم الزيارة. ويوم قتل النفاق. ويوم الوقت المعلوم. ويوم سرور أهل البيت. ويوم الشهود. ويوم القهر للعدو. ويوم هدم الضلالة. ويوم التنبيه. ويوم التصريد. ويوم الشهادة. ويوم التجاوز عن المؤمنين. ويوم الزهرة. ويوم التعريف. ويوم الإستطابة. ويوم الذهاب. ويوم التشديد. ويوم إبتهاج المؤمن. ويوم المباهلة. ويوم المفاخرة. ويوم قبول الأعمال. ويوم التبجيل. ويوم إذاعة السر. ويوم النصرة. ويوم زيادة الفتح. ويوم التودد. ويوم المفاكهة. ويوم الوصول. ويوم التذكية. ويوم كشف البدع. ويوم الزهد. ويوم الورع. ويوم الموعظة. ويوم العبادة. ويوم الاستسلام. ويوم السلم. ويوم النحر. ويوم البقر. قال حذيفة : فقمت من عنده وقلت في نفسي : لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجو به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي. قال محمد بن العلا الهمداني ويحيى بن جريح : فقام كل واحد منا وقبل رأس أحمد بن إسحاق بن سعيد القمي وقلنا له : الحمد لله الذي قيضك لنا حتى شرفتنا بفضل هذا اليوم ، ثم رجعنا عنه ، وتعيدنا في ذلك. فهذا الحديث الشريف فيه دلالة وتنبيه على كون هذا الشخص من أكبر المنافقين وأعظمهم معاداة لآل محمد عليه السلام وشنآنا وبغضا بنص رسول الله ونص وصيه « صلوات الله عليهما » وشهادة حذيفة بن اليمان الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أعرفكم بالمنافقين حذيفة بن اليمان. بسبب رؤيته إياهم ومعرفته بهم ليلة العقبة والدباب التي دحرجوها لتنفير ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقتله (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ [غافر : 45]) وهذا الفعل منهم يشهد بنفاقهم وكفرهم ، ويصرح بما قلناه فيهم ، ويؤيد هذا الحديث الذي ذكرناه عن مولانا علي بن محمد الهادي عليه السلام. وكيف لا تصدر هذه الامور الفظيعة الشنيعة عنه وقد أجمعت الشيعة الإمامية على أنه ولد زنا. وقد روي في الحديث : أن ولد الزنا لا ينجب. وهو يعم ولد الزنا في سائر الأزمنة ولا يخصه في زمن دون زمن. لأنه قد روي عنهم عليه السلام : إن علامة ولد الزنا بغضنا أهل البيت. ومبغض أهل البيت كافر يلحقه هذا الاسم وهذه الصفة في كل أحواله وطول عمره ، ولا ينفك عن بغضهم ما دام يسمى ولد زنا. فثبت بما قلناه كفره باطنا وكونه في إظهار الإسلام منافقا([94]).
علي بن يونس العاملي البياضي (ت : 877 هـ) :
إذا نسبت عديا فى بنى مُضر * فقدم الدال قبل العين فى النسب
وقدم السوء والفحشاء فى رجل * وغد زنيم عتل خائن النصب([95]).
علي بن يونس العاملي البياضي (ت : 877 هـ) : إنه - أي عمر - أمر الزبير يضع درعه على سطح علي فوضعه بالرمح ليرميه ؟ بالسرقة([96]).
علي بن يونس العاملي البياضي (ت : 877 هـ) : كلام في خساسته وخبث سريرته - أي عمر -. أن عمر بن الخطاب كان قبل الاسلام نخاس الحمير. وأن صهاك جارية حبشية لهاشم بن عبد مناف ، وقع عليها فضلة بن هاشم ، وعبد العزى بن رباح ، فولدت جد عمر وقد قالوا : أنه نجب فردوا على نبيهم أن ولد الزنا لا ينجب. فلينظر عقلاء الأنام ، هل يقدم من هذه أحواله على بني هاشم الكرام ، ذوي الأحلام في الجاهلية والاسلام ، ولا غرو من ولد الزنا ، وخبيث الأصل أن يجترئ على الاسلام. فقد روي عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى : قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ [المائدة : 100]. الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ [النور : 26] نزلتا فيه وقد عرف أهل الأنساب أن أباه الخطاب ، وجده نفيل ، وأمه حنتمة ، وجدته صهاك ، وليس في قريش أوضع منها ولا تيم مع ضعتها ([97]).
إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي (ت : 905 هـ) : روى صاحب مسار الشيعة أنه من أنفق في اليوم التاسع منه -أي ربيع الأول- شيئا غفر له ، ويستحب فيه إطعام الاخوان وتطييبهم والتوسعة في النفقة ، ولبس الجديد ، والشكر والعبادة ، وهو يوم نفي الهموم ، وروي أنه ليس فيه صوم ، وجمهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن الخطاب([98]).
علي بن الحسين الكركي (ت : 940 هـ) : ومن رؤوس أعدائه (أي أمير المؤمنين علي) عمر بن الخطاب العدوي القرشي ، وهو الفظ الغليظ الجأش الجاني ، وأمر عداوته وإيذائه لعلي وفاطمة وأهل البيت عليهم السلام أشهر من الشمس([99]).
نور الله التستري (ت : 1019 هـ) : صنف كتاب أسماء "فضل عيد بابا شجاع الدين" قاتل عمر رضي الله عنه([100]).
نور الله التستري (ت : 1019 هـ) : في رواية أن علي قال لعمر وهو مسجى : صلى الله عليك ودعا له. قال : لعل تلك الصلاة وقعت عنه عليه السلام عندما سجي عمر بثوب الكفن ووضع في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مترصدين لدفنه في جواره صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام إنما صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمشاهدته لمرقده حينئذ فاشتبه الأمر على الناس ، وعلى تقدير تسليم وقوع تلك الصلاة قبل كفن عمر وإخراجه إلى بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيجوز أن يكون عليه السلام قد استحضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذهنه ذلك الوقت ، فصلى عليه بصيغة الخطاب ، كما في قوله تعالى : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة : 5] فوقع الاشتباه ، وأما الدعاء فلعله كان عليه سراً لا جهراً ، أو كان جهراً ولكن بإعماله عليه السلام الألفاظ الإيهامية([101]).
نور الله التستري (ت : 1019 هـ) : في رواية سالم بن أبي الجعد وقوله لمحمد بن الحنفية : هل كان أبو بكر أول القوم إسلاماً؟ قال : لا. قلت : فبمن علا أبو بكر؟ قال لأنه كان أفضل إسلاماً حين أسلم ، حتى لحق بربه. قال : الظاهر : أن مراد السائل سؤاله عن وجه علو أبي بكر في أرض الخلافة ، واستعلائه على عرش الإمامة. وقوله : لأنه كان أفضل إسلاماً حين أسلم. لا يصلح وجهاً له إلا تهكماً واستهزاءً؛ لأن غاية ما يدل عليه أفضلية إسلام أبي بكر حين إسلامه على ما بعده من الأحيان ، وليس في ذلك دلالة على فضيلة يستحق بها الخلافة ، بل يدل على سوء عاقبته بمخالفته رسول صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك ونحوه بعد حين ، فتأمل([102]).
نور الله التستري (ت : 1019 هـ) : في قول جعفر الصادق عليه السلام : ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ، ولقد ولدني مرتين». قال : الخبر كذب ، أو قصد به مجرد التقية. وقوله عليه السلام : ولقد ولدني أبوبكر مرتين. فبيان للواقع لا للافتخار به ، كيف وقوم أبي بكر أرذل طوائف قريش ، وقال علي عليه السلام في شأن محمد بن أبي بكر : إنه ولد نجيب من أهل بيت سوء([103]).
نور الله التستري (ت : 1019 هـ) : وأما قول إبن الحنفية : «إن عمر أعز الله به الدين»؛ فلأنه في الحقيقة إشارة إلى فجوره وتذكر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. والملخص : أنه قد جرت عادة الأئمة عليهم السلام وأكابر شيعتهم في مقام عروض الخوف والتقية أن يضحكوا على لحية الخصام ، بإلقاء مثل هذه الكلمات الجامعة البالغة في درجات الإيهام والإبهام الذي لا يطلع على حقائقها إلا ذوو الأفهام([104]).
محمد بن مرتضى المعروف بالفيض الكاشاني (ت : 1091 هـ) : أن عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين عليه السلام فوافوا بابه مغلق فصاحوا به : اخرج يا علي فإن خليفة رسول الله يدعوك. فلم يفتح لهم الباب. فأتوا بحطب فضعوه على الباب وجاؤوا بالنار ليضرموه فصاح عمر وقال : والله لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار. فلما عرفت فاطمة عليها السلام أنهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب فدفعوها القوم قبل أن تتوارى عنهم ، فاختبت فاطمة عليها السلام وراء الباب والحائط ، ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين عليه السلام وهو جالس على فراشه واجتمعوا عليه حتى أخرجوه سحبا من داره ملبيا بثوبه يجرونه إلى المسجد فحالت فاطمة بينهم وبين بعلها وقالت : والله لا أدعكم تجرون ابن عمى ظلما ، ويلكم ما أسرع ما ختم الله ورسوله فينا أهل البيت وقد أوصاكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باتباعنا ومودتنا والتمسك بنا ، فقال الله - تعالى - : (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [الشورى : 23]) - قال : - فتركه أكثر القوم لأجلها ، فأمر عمر قنفذ بن عمران يضربها بسوطه ، فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها واثر في جسمها الشريف ، وكان ذلك الضرب أقوى ضرر في إسقاط جنينها - وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سماه محسنا - وجعلوا يقودون أمير المؤمنين عليه السلام إلى المسجد حتى أوقفوه بين يدي أبي بكر ، فلحقته فاطمة عليها السلام المسجد لتخلصه ، فلم يتمكن من ذلك ، فعدلت إلى قبر أبيها فأشارت إليه بحزنة ونحيب وهي تقول :
نفسي على زفراتها محبوسة * يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة وإنما * ابكى مخافة ان تطول حياتي
- ثم قالت : - وا أسفاه عليك يا أبتاه واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن وأبو سبطيك الحسن والحسين ومن ربيته صغيرا وواخيته كبيرا وأجل أحبائك لديك وأحب أصحابك عليك أولهم سبقا إلى الإسلام ومهاجرة إليك يا خير الأنام ، فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير. ثم إنها أنت أنة وقالت : وا محمداه وا حبيباه وا أباه وا أبوالقاسماه وا أحمداه واقلة ناصراه وا غوثاه وا طول كربتاه وا حزناه وا مصيبتاه وا سوء صباحاه - وخرت مغشية عليها. فضج الناس بالبكاء والنحيب وصار المسجد مأتما ([105]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : [ بطلان امامة ثاني خلفائهم ] ان عمر ثاني خلفائهم كان ظالما فاسقا لا يستحق الخلافة ، لقوله تعالى (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة : 124]) ولقوله تعالى (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ [هود : 113]) ولقوله تعالى (إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات : 6]) فإذا بطل امامة عمر بطل امامة أخويه ، ووجوه ظلمه وفسقه كثيرة : منها : أنه أعان أبا بكر على غصب فدك. ومنها : أنه أوصى أن يدفن في بيت الرسول كما أوصى أخوه أبو بكر. ومنها : أنه خالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند احتضاره ، وحال بينه وبين أن يكتب الوصية ، ونسبه إلى الهجرة والهذيان. وأبدع التكفير في الصلاة ، وهو من فعل اليهود والنصارى ، وحذف البسملة منها وزاد آمين فيها ، وهي كلمة سريانية يهودية([106]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : كان ابن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين كتابه. أقول : لقد صدق ابن عباس ، والله لو لبس المسلمون السواد ، وأقاموا المآتم ، وبلغوا أعظم الحزن لأجل ما فعل عمر بن الخطاب ، لكان قليلا. ولو بلغوا عداوة عمر أقصى الغايات لكان يسيرا ، لما أدخل عليهم من المصيبات ، وما أوقعهم فيه من الضلالة والشبهات ، ولا ريب في أنه كان غرضه عليه السلام تأكيد ما قال في حق علي عليه السلام يوم الغدير ، فلما أحس عمر بذلك منعه وقال : انه يهجر. والعجب كل العجب من عقول أهل السنة كيف جمعوا بين حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحب عمر ، ألم يعرفوا أن من كان في قلبه مثقال ذرة من الايمان لا يجترئ أن يشتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينسبه إلى الهجر والهذيان في وجهه حين مفارقته وخروجه من دار الدنيا ، مع عظمته وأمر الله تعالى الخلق بتوقيره وتعظيمه ، وبطاعته في أوامره ونواهيه ، واخباره بأنه لا ينطق الا بما يوحى إليه. ومنها : أنه آذى فاطمة عليها السلام بعد ما غصب حقها باحضار النار ليحرق بيتها على من فيه من علي والحسنين عليهم السلام وغيرهم من بني هاشم. ومنها : أنه خرق كتاب فاطمة عليها السلام الذي أعطها أبوبكر([107]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : أقول : الظاهر أن هذا كان من مكره وحيله ، فإنه لما حال بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب ما يرتفع الضلال عن الأمة ، ونسب الهجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، خاف من ألسنة الناس وأذيتهم ولؤمهم وأن يكرهوه ، فلا يتمشى له أمر الخلافة ، أتى بهذا المكر وأظهر الجهل بموته ، وكذب وافترى ولم يحكم بقوله تعالى (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ [الزمر : 30]) وغيرها من الآيات الدالة على موت كل أحد (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة : 44]) (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة : 45]) (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة : 47]). فبمقتضى هذه الأحاديث عمر هو المفتري على الله ورسوله ، فهو من أهل النار([108]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : انظر أيها اللبيب إلى هذا الرجل كيف أنطقه الله تعالى بذكر معائب امامه ، وسخره في بيان مثالب خليفته ، وغرضه من الإقرار أن يزيل عن عمر الكفر والزندقة ، ولكن ما ذكره في نظر اللبيب تأكيد لكفره وزندقته. العجب كل العجب من هؤلاء كيف يجمعون بين الاقرار بهذه القبائح لأئمتهم وبين الاقرار بإمامتهم ، أعاذنا الله تعالى من اتباع الهوى والتقليد ، وجنبنا بعصمته من عذابه الشديد([109]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : ولا ريب أن هذه القصة - صلح الحديبية - دالة على أن عمر كان شاكا في دينه ، ولا شك أن الشك في الدين كفر ، وأنظر أيها اللبيب ، كيف صحح هؤلاء المخالفون هذه الحكاية ؟ مع أنها صريحة في كفر امامهم ، وليس هذا الا تسخيرا من الله عز وجل ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينه. ويمكن الاستدلال بهذا الحديث على بطلان امامة عمر ، بأنه يدل على أنه شك في الدين ، والناس بين قائلين ، فقائل من المسلمين يقول : انه ما ارتد منذ أسلم ، وقائل يقول : انه ارتد بعد اسلامه ولم يعد إلى الاسلام ، فالقول بأنه ارتد وعاد خلاف اجماع المسلمين ، وقد شهدوا في روايتهم عنه أنه ارتد ، فليزمهم أنه ما عاد عن الارتداد. ومما يؤيد هذا الحديث المتضمن لشك عمر ، أنه في غزوة بدر التي قوي بها الاسلام ، لم يكن له ولأخيه أبي بكر قتيل ولا جريح. والعجب كل العجب اعتذار أهل السنة بأنهما كانا في عريش مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشاور هما ويستضئ برأيهما ، كيف يجوز عاقل أن يحتاج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع كمال عقله وصواب رأيه وكونه مستضيئا بنور الوحي إلى أبي بكر وعمر. ومما يدل أيضا على أن تركهما المحاربة لم يكن للمشورة ، بل كان للنفاق والشك في الدين فرارهما في خيبر وسائر الحروب ، على أن استشارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن للاستفادة ، بل كان لتأليف القلوب ، وليعرف المؤمنين والمنافقين من لحن القول([110]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : ومما يؤيد ما قلناه أيضا من كفر عمر ، ايذائه عليا عليه السلام ، وايذاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرارا ، وايذاءه فاطمة([111]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : انظر إلى شهادات المخالفين في حق امامهم - عمر - ، فتعجب من عقولهم ، كيف يجوز العاقل امامة رجل لا يستحيي من الله ورسوله ، ولا ينزجر من نواهي الله. وتعجبوا أيها المسلمون من جرأة امام المخالفين ، وجداله مع سيد المرسلين منبع الحكمة وعلم اليقين ، مع اقراره بأن مخدرات الحجال أفقه منه ، والصبيان أعقل منه([112]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : أقول : العجب كل العجب من أهل السنة ، انهم تركوا شريعة نبيهم وأخذوا بشريعة عمر ، وان رأوا أحدا يعمل بشريعة النبي لا يرضون الا بقتله ، ويعيرونه بالرفض والبدعة ، وما أحسن ما قال بعض العارفين في سبب اشتهار سنن عمر : ان كثيرا من البلاد فتحت في خلافته ، ، وتلقن أصحاب البلاد سنن عمر من نوابه رغبة ورهبة ، كما تلقنوا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فنشأ عليها الصغير ، ومات عليها الكبير ، فأضل عمر نوابه ، وأضل نوابه من تبعهم من أهل البلاد ، وما أقرب وصفهم مما تضمنه كتاب الله عز وجل (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة : 166-167] ([113]).
محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : ولا يخفى على الخبير أن عمر بهذه الشورى أوقع الاختلاف بين أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه أوقع طلحة الزبير في طمع الخلافة ، ففعلوا ما فعلوا ، وأهرقوا من الدماء ما أهرقوا ، وجعل عثمان خليفة ، وفعل ما فعل ، وأحدث ما أحدث حتى قتل فصار ما صار من الفتن واهراق الدماء ، وهي باقية إلى يوم القيامة... انظر أيها البصير كيف أجرى الله تعالى تخطأة عمر على لسان أوليائه وأعدائه([114]).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من مطاعن الشيعة في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
» مسند الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبواب العلم
»  لا يجوز عند الشيعة تسمية غير علي رضي الله عنه بالصديق أو الفاروق ..
» من مطاعن الشيعة في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ..
»  من مطاعن الشيعة في الصحابة رضي الله عنهم ..



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: Known to the islam :: الحـوار الشيعــي :: بحوث ومقالات الشيعه :: الصحابه رضي الله عنهم-
انتقل الى: