دُعَاءُ طَرْدِ الشَّيْطَانِ وَوَسَاوِسِهِ
(1) ((الاسْتِعَاذَةُ باللـهِ مِنْهُ))([1]).
والمراد أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
قال الله تعالى: " وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ"2
(2) ((الأَذَانُ)).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضى الله عنه.
ومما يطرد الشيطان الأذان؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى التأذين، أقبل، فإذا ثوِّب بالصلاة، أدبر فإذا قضى التثويب، أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى))([3]).
قوله: ((إذا نودي للصلاة)) أي: إذا أذن.
قوله: ((أدبر الشيطان)) هذا تمثيل لحال الشيطان عند هروبه من سماع الأذان بحال من خرقه أمر عظيم، واعتراه خطب جسيم، حتى يحصل له الضراط من شدة ما هو به؛ لأن الواقع في الشدة العظيمة من خوف وغيره؛ تسترخي مفاصله، ولا يقدر على أن يحفظ نفسه فينفتح مخرج البول والغائط، ولما كان الشيطان – عليه اللعنة – يعتريه شدة عظيمة، وداهية جسيمة عند النداء إلى الصلاة، حتى يتوجه إلى الهروب، حتى لا يسمع الأذان، شبه حاله بحال ذلك الرجل.
فإن قيل: ما الحكمة من أن الشيطان يهرب من الأذان، ولا يهرب من قراءة القرآن، وهي أفضل من الأذان؟ قيل له: إنما يفر من الأذان، وله ضراط لئلا يسمعه، فيحتاج أن يشهد بما يسمع إذا استشهد يوم القيامة؛ لأنه جاء في الحديث: ((لا يسمع مدى صوت المؤذن جن، ولا إنسان ولا شيء إلا شهد يوم القيامة)) والشيطان أيضاً شيء.
والأحسن فيه أن يقال: إنما يدبر الشيطان لعظم أمر الأذان؛ لما اشتمل عليه من قواعد التوحيد، وإظهار شعار الإسلام، وإعلانه، وقيل: إنما يدبر ليأسه من وسوسة الإنسان عند الإعلان بالتوحيد.
قوله: ((فإذا قضى التأذين أقبل)) أي: فإذا فرغ من الأذان أقبل الشيطان، لزوال ما يلحقه من الشدة والداهية.
(3) ((الأذْكَارُ وَقِراءَةُ القُرْآنِ)).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة([4]))).
ومما يطرد الشيطان أذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، وغير ذلك من الأذكار المشروعة مثل قراءة آية الكرسي عند النوم، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة، كانت له حرزاً من الشيطان يومه كله.
([1]) أبو داود (1/206)، والترمذي، وانظر صحيح الترمذي (1/77). (ق).
([2]) سورة المؤمنون, الآيتان: 97- 98.
([3]) البخاري (1/151) [برقم (608)]، ومسلم (1/291) [برقم (389)]. (ق).
([4]) رواه مسلم (1/539) [برقم (780)]. (ق).