الفهم الهابط لكلام الإمام القرطبي "رافضة شبكة الباطل نموذجا"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد .
فإن من سخافة العقول أن يأتي أمثال هؤلاء بالنصوص فينزلونها منزلاً غير التي هي عليه ولكن الرافضة قومٌ إبتلاهم الله تعالى بالغباء والجهل العلمي , وأمامنا الأن أحد الذين يدعون لأنفسهم العلم وفهمه لكلام الإمام القرطبي وتأويله بالعصمة ولكن ما القرينة .. !! ولكن الناعق بما لا يدري يقول ويقول ولا يعرف أن النصوص لو فسرت حق تفسيرها لأثبتت أن هؤلاء المارقين لا يملكون دليلاً ولا قرينة ولا يمكنهم إلقاء شبهة .
1716 حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر وحدثني إسحق بن إبراهيم ومحمد بن أبي عمر كلاهما عن عبد العزيز بن محمد بهذا الإسناد مثله وزاد في عقب الحديث قال يزيد فحدثت هذا الحديث أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فقال هكذا حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا مروان يعني ابن محمد الدمشقي حدثنا الليث بن سعد حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي بهذا الحديث مثل رواية عبد العزيز بن محمد بالإسنادين جميعا . صحيح مسلم ولا شك في صحة ما ورد في صحيح مسلم رحمه الله تعالى . قلتُ : وهذه قرينة على أن الإجتهاد لا يعني تعمد لخطأ ولكن أن يأتي ضعيف عقل فيفسر كلام الإمام القرطبي على أنهُ العصمة فهذا باطل لا محالة .
قال القرطبي في ( تفسير القرطبي ، ج 16 ، ص 321 ) .
( لَا يَجُوزُ أَنْ يُنْسَبَ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ خَطَأٌ مَقْطُوعٌ بِهِ، إِذْ كَانُوا كُلَّهُمُ اجْتَهَدُوا فِيمَا فَعَلُوهُ وَأَرَادُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُمْ كُلُّهُمْ لَنَا أَئِمَّةٌ، وَقَدْ تَعَبَّدْنَا بِالْكَفِّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، وَأَلَّا نَذْكُرَهُمْ إِلَّا بِأَحْسَنَ الذِّكْرِ، لِحُرْمَةِ الصُّحْبَةِ وَلِنَهْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّهِمْ، وَأَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لَهُمْ، وَأَخْبَرَ بِالرِّضَا عَنْهُمْ ) .
قول الإمام القرطبي : [ لَا يَجُوزُ أَنْ يُنْسَبَ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ خَطَأٌ مَقْطُوعٌ بِهِ ] فالسؤال الذي يطرحُ نفسهُ ما هو الخطئ المقطوع بهِ وهل الخطأ المقطوعِ بهِ يقع فيه من إجتهد , ولعل صاحب هذه الشبهة يخبرنا ما هو الخطأ المقطوع بهِ عند أهل اللغة والحديث والشريعة مع علمي بجهلك بأبسط الأمور .
فهل هذا إثبات لعصمة .. ؟؟
عدم تجويز الخطأ على الصحابة قول بعصمتهم كيف إستنتج هذا الجاهل هذا القول . ؟
ثم يوضح الأمر أكثر قول الإمام القرطبي : [ إِذْ كَانُوا كُلَّهُمُ اجْتَهَدُوا فِيمَا فَعَلُوهُ وَأَرَادُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُمْ كُلُّهُمْ لَنَا أَئِمَّةٌ، وَقَدْ تَعَبَّدْنَا بِالْكَفِّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، وَأَلَّا نَذْكُرَهُمْ إِلَّا بِأَحْسَنَ الذِّكْرِ، لِحُرْمَةِ الصُّحْبَةِ وَلِنَهْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّهِمْ، وَأَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لَهُمْ، وَأَخْبَرَ بِالرِّضَا عَنْهُمْ ] وهذا في الكلام عما شجر بينهم وفي ذلك تأصيل وليس الحديث عن عصمة الصحابة رضي الله تعالى عنهم بل عما شجر بنينهم فداهم أنفسنا فنقول إنما اجمع المسلمون قاطبة على السكوت عما شجر بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم وفي الإجماع عصمة أيها النكرة وإليك الصريح .
روى الخطابي في كتاب « العزلة » (44) من طريق حمزة بن الحارث الدهان قال : حدثنا عبدالله بن روح المدائني قال : حدثنا يحيى بن الصامت قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي راشد قال : جاء رجل من أهل البصرة إلى عبيد الله بن عمر فقال : إن رسول إخوانك من أهل البصرة إليك فإنهم يقرءونك السلام ويسألونك عن أمر هذين الرجلين علي وعثمان وما قولك فيهما . فقال : هل غير . قال : لا . قال : جهزوا الرجل فلما فرغ من جهازه قال : أقرأ عليهم السلام وأخبرهم أن قولي فيهم : ﴿ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ﴾ .
ورواه ابن سعد في « الطبقات الكبرى » (5/394) ، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (65/133) من طرق خالد بن يزيد بن بشر عن أبيه قال : سئل عمر بن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل صفين وما كان بينهم فقال : تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أنا أطره أن أعمس لساني فيها .
وقال الله تعالى عن المهاجرين : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) الحشر/8 ،
وقال سبحانه عن الأنصار : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) الحشر/9 .
وقال عن الذين جاءوا من بعدهم من المؤمنين : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ثم يأتي ضعيف فهم فيقول هذه عصمة بطريقة ملتوية ألا لوى الله عنقك وعقلك أيها الجاهل من أنت لتفسر هذا الكلام بهذه الطريقة .
فالحصال أن القول فيما شجر بين الصحابة وأنهُ يجب السكوت عما شجر بينهم لأنهم إجتهوا وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والأخبار في فتن الصحابة ضعيفة والكلام فيها يطول ولكن من أين يفهم هذا النعاق بقول القرطبي بعصمة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أما يستحي من نفسه هذا جاهلٌ والله تعالى المستعان .
كتبهُ / أهل الحديث