شبهة حول قول الإمام الذهبي في " فتن الصحابة " ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أحسبُ أن أحد الرافضة عندنا ويسمى ( ناجي ) قرأتُ لهذا الرافضي موضوعاً بعنوان (( إقرار المذنب الذهبي بالجرم الديني والتاريخي في حق أمة النبي محمد ص )) فإعذر فهمي القاصر أيها الرافضي إلا أن في ودنا أن نعرف ما هذا الجرم والذي نقلتهُ انت عن الحافظ الذهبي رضي الله عنهُ في سير أعلام النبلاء , ولن أطيل عليك فالمطلوبُ منك أن تقرأ الكلام جيداً وتتمعنَ فيه فلا أحسبك بهذا المستوى الركيك في طرح الشبهات فالله تعالى المستعان .
يقولُ الرافضي : " قلت كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية لا يلتفت إليه بل يطوى ولا يروى كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا فنبغي طيه وإخفاؤه بل إعدامه لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالى ". قلتُ : فلما لم ينصف الزميل الرافضي ناجي الكلام , ولم يفهمهُ على غير حقيقته فما أحب الرافضة بالباطن والأفهام المتراكمة على بعضها البعض فأصبحت كالتراب الذي تذهبُ به الرياح .
لنقرأ نص كلام الحافظ الذهبي (10/92) .
كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والاجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الصحابة، والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى، بشرط أن يستغفر لهم، كما علمنا الله تعالى حيث يقول: [ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ] [ الحشر: 10 ] فالقوم لهم سوابق، وأعمال مكفرة لما وقع منهم، وجهاد محاء، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة، نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض، ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الامة، ثم تتمة العشرة المشهود لهم بالجنة، وحمزة وجعفر ومعاذ وزيد، وأمهات المؤمنين، وبنات نبينا صلى الله عليه وسلم، وأهل بدر مع كونهم على مراتب، ثم الافضل بعدهم مثل أبي الدرداء وسلمان الفارسي وابن عمر وسائر أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم بنص آية سورة الفتح ، ثم عموم المهاجرين والانصار كخالد بن الوليد والعباس وعبد الله بن عمرو، وهذه الحلبة، ثم سائر من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد معه، أو حج معه، أو سمع منه، رضي الله عنهم أجمعين وعن جميع صواحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرات والمدنيات وأم الفضل وأم هانئ الهاشمية وسائر الصحابيات.
فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك، فلا نعرج عليه، ولا كرامة، فأكثره باطل وكذب وافتراء، فدأب الروافض رواية الاباطيل، أو رد ما في الصحاح والمسانيد، ومتى إفاقة من به سكران ؟ ! ثم قد تكلم خلق من التابعين بعضهم في بعض، وتحاربوا، وجرت أمور لا يمكن شرحها، فلا فائدة في بثها، ووقع في كتب التواريخ وكتب الجرح والتعديل أمور عجيبة، والعاقل خصم نفسه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. فلو أن ناجي تأمل الكلام حق تأملهِ لعرف أن إختيارهُ لعنوان الموضوع خطأٌ فادح ولهذا أحسبك تتراجعُ عن فهمك القاصر لهذا القول فما بقولهُ محدث بلغ من التحديث مبلغاً عظيماً , لا يمكنُ لمن لم يبلغ من العلم ما بلغهُ ولو قطرة أن يتكلم في فهمه لكلام الحافظ الذهبي , وأحسبُ كلامه عليكم لا لكم فكيف نقض هذا الموضوع عدالة الصحابة أيها الرافضي نسأل الله تعالى السلامة .
وقد انتقد ابن الصلاح (ت - 642هـ) رحمه الله ابن عبد البر (ت - 463هـ) رحمه الله إيراده ما شجر بين الصحابة، فحين أثنى على كتابه (الاستيعاب) قال بعد ذلك: (لولا ما شانه به من إيراده كثيرا مما شجر بين الصحابة ) . فأحسبُ ان الكلام واضح فأيُ جرمٍ وأيُ أمرٍ وقع في الأمة من قبل الصحابة , وهل قرأ التاريخ من رماهم بمثل هذا , ام أنك لم تفهم كلام الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
كتبه / اهل الحديث.