ستغدرُ بك بعدي "وأهلُ الكفر والشرك" ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد .
أما والله بائت الرافضة بالكفر بالله جل في علاه , وأصبحوا بذلك خارجين عن ملة خير الهدى محمد صلوات ربي وسلامه عليه , هم أول من غدر بعلي رضي الله عنهُ وطعنوا في النبي صلى الله عليه وسلم بأن أذوه في أهل بيته في زوجه سلام الله تعالى عليها ولكن فأبيح دمُ من كفر بالله وخرج عن الجماعة فتباً لكم ولدينكم .
الحديث " إن الأمة ستغدر بكَ بعدي " .
كفانا الإمام الألباني رحمه الله تعالى تحقيق إسناد هذا الحديث , وبيان حاله فجزى الله شيخنا وإمامنا العلامة الالباني رحمه الله تعالى ذبه عن سنة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فقد نصرها وأعطاها حقها رضي الله تعالى عنه وأرضاه ورحمه .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 552 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 140) ، والخطيب في "التاريخ" (11/ 216) ، وابن عساكر (12/ 178/ 2) عن هشيم عن إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس الأودي عن علي رضي الله عنه قال :
إن مما عهد إلي صلي الله عليه وسلم ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
قلت : وفيه نظر ؛ فإن أبا إدريس هذا لم أعرف اسمه ، ولم أجد من وثقه ؛ إلا يكون ابن حبان ! فليراجع كتابه "الثقات" ، فقد أورده البخاري في "التاريخ" (9/ 6) ، وابن حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 334) من رواية أبي مسلمة عنه ، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .
ووقع عند البخاري : "الأودي" ؛ مطابقا لما في "المستدرك" .
ووقع عند ابن أبي حاتم : "الأزدي" ؛ وهو موافق لما في "ابن عساكر" ، وقال عقبه :
"قال البيهقي : فإن صح هذا ؛ فيحتمل أن يكون المراد به - والله أعلم - في خروج من خرج عليه في إمارته ، ثم في قتله" .
قلت : ففي قوله : "إن صح" ؛ إشارة إلى أنه غير صحيح عنده .
ومثله قوله الآتي عنه :
"إن كان محفوظا" .
وله متابع كما سأذكره .
وسائر رجال الإسناد ثقات ؛ إلا أنه فيه عنعنة هشيم - وهو ابن بشير الواسطي - ؛ قال الحافظ :
"ثقة ثبت ، كثير التدليس والإرسال" .
وأما المتابع ؛ فهو ما رواه حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحماني عن علي ... مثله .
أخرجه البزار (3/ 203/ 2569) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 64) ، وابن عساكر ؛ قال الأخيران :
"قال البخاري : ثعلبة بن يزيد الحماني ؛ فيه نظر ، لا يتابع عليه في حديثه هذا" . زاد ابن عساكر :
"قال البيهقي : كذا قال البخاري ، وقد رويناه بإسناد آخر عن علي ؛ إن كان محفوظا" .
قلت : يعني : الإسناد الذي قبله ، وقد عرفت آنفا غمز البيهقي من صحته .
ومع أن البخاري قال في ترجمة الحماني هذا (1/ 2/ 174) :
"سمع عليا ، روى عنه حبيب بن أبي ثابت ، يعد في الكوفيين ، فيه نظر ..." ، ثم ذكر الحديث ، وقال :
"لا يتابع عليه" .
ورواه ابن عدي عنه في "الكامل" (ق 48/ 2) ؛ فإن هذا قال في آخر ترجمته :
"وأما سماعه من علي ؛ ففيه نظر ؛ كما قاله البخاري" !
قلت : وكأنه فهم من قول البخاري : "فيه نظر" ؛ أي : في سماعه !
والمتبادر أنه يعني الرجل نفسه ، وسماعه صريح في رواية لابن عساكر بلفظ :
قال : سمعت عليا على المنبر وهو يقول ...
وكذا في "مسند أبي يعلى" (1/ 442/ 328) في حديث آخر .
لكن في ثبوت ذلك عنه عندي نظر حقا ؛ فإن حبيبا - الراوي عنه - مدلس أيضا مثل هشيم ؛ قال الحافظ أيضا فيه :
"ثقة فقيه جليل ، وكان كثير الإرسال والتدليس" .
وله طريق ثالثة ؛ لكنها جد واهية ؛ لأنها من رواية حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة قال : قال علي ... فذكره .
أخرجه ابن عساكر .
قلت : والآفة من ابن جبير هذا ؛ فإنه ضعيف جدا ، تركه شعبة وغيره . وقال الجوزجاني :
"كذاب" .
وبالجملة ؛ فجميع طرق الحديث واهية ، وليس فيها ما يتقوى بغيره .
نعم ؛ قد أورده الحاكم (3/ 142) من طريق حيان الأسدي : سمعت عليا يقول : قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"إن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي ، وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا" . يعني : لحيته من رأسه . وقال :
"صحيح" !
قلت : كذا وقع الحديث في "المستدرك" و "التلخيص" بدون إسناد .
وقوله : "صحيح" فقط ؛ إنما هو الأسلوب أو اصطلاح الذهبي في "تلخيصه" . فيبدو لي أن الطابع لما لم ير الحديث في "المستدرك" ، ووجده في "تلخيصه" ؛ نقله عنه وطبعه في "المستدرك" ! وفي حفظي أنه فعل ذلك في غير هذا الحديث أيضا ، ولكنه نبه عليه ، بخلاف عمله هنا ؛ فما أحسن .
وأنا في شك من ثبوت هذا الحديث في "المستدرك" ؛ فإني رأيت الحافظ السيوطي أورد الحديث - بهذا اللفظ الذي في "التلخيص" - في "الجامع الكبير" (1/ 163/ 1) ، وقال :
"رواه الدارقطني في "الأفراد" ، والخطيب عن علي رضي الله عنه" .
قلت : فلو كان ثابتا في "المستدرك" ؛ لعزاه السيوطي إليه ؛ إن شاء الله تعالى .
أخوكم /
أهل الحديث