الإصابة في تخريح حديث "زواج علي من فاطمة" ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد .
بعض الأحاديث التي تداولتها الرافضة في " الزواج الإلهي " كما في نص الحديث متغافلين عن أصح وأجود الأسانيد في زواج أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها من النبي صلى الله عليه وسلم بأمر العزيز جل في علاه فحديثنا اليوم عن هذا الحديث الذي أخرجه الطبراني كما قال الشوكاني في اللآلئ الموضوعة .
" إن الله أمرني ان أزوج فاطمة لعلي " .
اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (1/362) : " قال العقيلي وضعه عبد النور وكان ممن يغلو في الرفض (قلت) أخرجه الطبراني والله أعلم .
الدارع) حدثنا عبد الله بن أحمد ومحمد بن أحمد الكاتبان حدثنا عمر بن مبشر عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن محمد عن ابن عباس قال قال رسول الله يا علي إن الله زوجك فاطمة وجعل صداقها الأرض فمن مشى عليها مبغضا لك يمشي حراما موضوع فيه جماعة مجروحون لكن المتهم به الدارع .
(الخطيب) في تلخيص المتشابه أنبأنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزار حدثنا أبو محمد بن نهار بن عمار التيمي حدثنا عبد الملك بن حبان الدمشقي حدثنا محمد بن دينار العوفي حدثنا هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس قال بينا أنا عند النبي غشيه الوحي فلما سرى عنه قال لي يا أنس أتدري ما جاءني به جبريل من عند صاحب العرش قلت بأبي وأمي ما جاء به جبريل قال إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي انطلق فادع لي أبا بكر وعمر وطلحة والزبير وبعدتهم من الأنصار قال فانطلقت فدعوتهم فلما أخذوا مقاعدهم قال الحمد لله المحمود بنعمته وبقدرته المطاع بسلطانه المرهوب إليه من عذابه النافذ أمره في أرضه وسمائه الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد إن الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وشبح بها الأرحام وألزمها للأنام فقال عز وجل (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) وأمر الله تعالى يجري إلى قضائه وقضاؤه ويجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ثم إن الله جل وعلا أمرني أن أزوج فاطمة من علي وأشهدكم أني قد زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي قال وكان علي غائبا قد بعثه رسول الله في حاجة ثم أمر رسول الله بطبق فيه بسر فوضعه بين أيدينا وقال انتهبوا فبينما نحن ننتهب إذ أقبل علي فتبسم إليه رسول الله فقال يا علي إن الله تعالى أمرني أن أزوجك فاطمة وإني قد زوجتها على أربعمائة مثقال فضة فقال قد رضيت يا رسول الله ثم إن عليا خر ساجدا لله شكرا فلما رفع رأسه قال له رسول الله بارك الله لكما وبارك فيكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب قال أنس والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب موضوع وضعه ابن دينار (قلت) أخرجه ابن عساكر وقال غريب لا أعلمه يروي إلا بهذا الإسناد .
قال وذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال محمد بن دينار روى عن هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس تزويج علي بفاطمة والراوي عنه من أهل الساحل دمشقي فيه جهالة والله أعلم " .
الفوائد المجموعة للشوكاني بتحقيق ذهبي العصر الحافظ المعلمي (1/390) : " حديث إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت فقال جبريل إن الله قد بنى جنة من لؤلؤ إلخ رواه العقيلي عن ابن مسعود مرفوعا مطولا وقال في إسناده عبد النور المسمعي " قلتُ وهو عبد النور المسمعي المتهم بوضع هذا الحديث كما قال الشوكاني في اللألئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة .
قال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة ( موضوع ) .
تلخيص كتاب الموضوعات ج:1 ص:147 " محمد بن زكريا الغلابي -وهو متهم- ثنا شعيب بن واقد ثنا الحسين ابن زيد عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن زيد بن علي عن أبيه عن جابر قال خطب رسول الله حين زوج عليا من فاطمة الحمد لله المحمود بنعمه العبود بقدرته -إلى أن قال- ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي وقد زوجته على أربعمائة مثقال فضة -إن رضي الله عنه بذلك- ثم دعا بطبق من بر فوضعه بين أيدينا فقال يا علي أما علمت أن الله أمرني أن أزوجك فاطمة وقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت قال قد رضيت الحديث " . فالحديث كما قال الحافظ الذهبي موضوع لا يصح إلي النبي صلى الله عليه وسلم بل لا يثبت حتى .
السلسلة الضعيفة والموضوعة للعلامة الألباني (4/344) .
إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، ففعلت ، فقال لي جبريل : إن الله قد
بنى جنة من لؤلؤ قصب ، بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشددة بالذهب ، و
جعل سقوفها من زبرجد أخضر ، و جعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 323 :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 267 ) : حدثنا محمد بن يوسف الضبي
قال : حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري قال : حدثنا بشر بن الوليد الهاشمي قال :
حدثنا عبد النور المسمعي عن شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال
: حدثني مسروق عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . ذكره في ترجمة عبد النور بن
عبد الله المسمعي ، و قال : " كان ممن يغلو في الرفض ، لا يقيم الحديث ، و ليس
من أهله " . ثم ساق له هذا الحديث ، ثم عقبه بقوله : " و ذكر حديثا طويلا لا
أصل له وضعه عبد النور " . و لخص الذهبي كلام العقيلي هذا بقوله : " كذاب ، و
قال العقيلي : كان يغلو في الرفض ، و وضع هذا عن شعبة ... " . و تعقبه الحافظ
في " اللسان " فقال : " و لفظ العقيلي : " لا يقيم الحديث ، و ليس من أهله ، و
الحديث موضوع لا أصل له " . و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ... و كأنه ما
اطلع على هذا الحديث الذي له عن شعبة فإنه موضوع ، و رجاله من شعبة فصاعدا رجال
الصحيح ، فينظر من دون عبد النور ، و أما جزم الذهبي بأنه هو الذي وضع هذا
موهما أنه كلام العقيلي ففيه ما فيه " . قلت : ليس فيه أي شيء ، فإن كلام
العقيلي الذي نقلته من كتابه صريح في جزم العقيلي أنه - المسمعي هذا - هو الذي
وضع الحديث ، و اللفظ الذي حكاه الحافظ عن العقيلي ، مغاير بعض الشيء لما في
نسختنا من الكتاب ، فلعل ذلك من اختلاف النسخ ، فإن المطبوعة بتحقيق القلعجي لم
يرد الحديث فيها ، و لا كلام العقيلي المتقدم . ثم إن رجال الإسناد كلهم ثقات
معروفون من رجال " التهذيب " ، غير بشر بن الوليد الهاشمي ، فلعله الكندي
الفقيه صاحب أبي يوسف ، فإنه من طبقته و هو ضعيف من قبل حفظه ، و لكني لم أجد
من نسبه هاشميا . و الله أعلم . و الحديث أخرج الطبراني في " الكبير " ( 3 / 72
/ 1 ) طرفه الأول من طريق إسماعيل بن موسى السدي : أخبرنا بشر بن الوليد
الهاشمي به . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 204 ) : " و رجاله ثقات " !
قلت : و أقره المناوي في " كتابيه " اغترارا بتوثيق ابن حبان ، و غفلة منهما عن
حكم العقيلي و الذهبي بوضعه ، و سبقه ابن الجوزي أيضا ، فأورده في " الموضوعات
" ( 1 / 415 - 416 ) من طريق العقيلي ، و أقره السيوطي في " اللآلىء " ( 1 /
396 ) ، فلم يتعقبه بشيء سوى قوله : " أخرجه الطبراني " . و هذا ليس بشيء كما
ترى ، فقد أساء بذكره إياه في " الجامع الصغير " ! و لعبد النور هذا حديث آخر
زاد فيه أشياء خلافا للثقات ، و سيأتي إن شاء الله تعالى .
قلتُ وهذا إسناد الطبراني حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ التُّسْتَرِيُّ، قَالا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا عَبْدُ النُّورِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِسْمَعِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ حَدَّثَنِي مَسْرُوقٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: فذكر الحديث .
قلتُ وعلتهُ واضحة وهي عبد النور المسمعي , وقال العقيلي في الضعفاء الكبير وضعهُ عبد النور بن عبد الله المسمعي وكان يغلوا بالرفض ويكفيكَ ما فيهِ من بدعة لأسقاط الخبر وروايتهُ عن بكرة أبيها , قال الحافظ إبن حجر في لسان الميزان : " عبد النور بن عبد الله المسمعي عن شعبة كذاب وقال العقيلي كان يغلو في الرفض ووضع هذا عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبيه عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك: " إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت فقال لي جبرائيل إن الله قد بنى جنة من لؤلؤ " وسرد حديثا طويلا قلت رواه إسماعيل بن بنت السدي عن بشر بن الوليد الهاشمي عنه انتهى ولفظ العقيلي لا يقيم الحديث وليس من أهله والحديث موضوع ولا أصل له وقد ذكره بن حبان في الثقات فقال عبد النور بن عبد الله بن سنان مولى المسامعة كنيته أبو محمد من أهل البصرة يروي عن عبد الملك بن أبي سليمان روى عنه البصريون وكان بن حبان ما اطلع على هذا الحديث الذي له عن شعبة فإنه موضوع ورجاله من شعبة فصاعدا رجال الصحيح فينظر من دون عبد النور وأما جزم الذهبي بأنه هو الذي وضع هذا موهما أنه كلام العقيلي ففيه ما فيه " .
أورد الرافضة نصاً فقالوا حول إسناد الطبراني : " إسناده حسن رجاله ثقات عدا عبد الملك بن الصباح الصنعاني وهو صدوق حسن الحديث ، وإسماعيل بن موسى وهو صدوق يتشيع " قلتُ بل ضعيف وموضوع لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإسماعيل بن موسى فيه " بدعة التشيع " فهذا كفيل برد خبرهِ وإسقاط الرواية وفيها عبد النور المسمعي ولم يكن بالمستقيم في الحديث فلا يصح , ثم ليعلم الرافضة أن المحقق للمعجم لم يحكم على إسناد الحديث بقوله حسن فهذا بهتان .
كتبهُ /
أهل الحديث