تسديد الملك في الذب عن مالك ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين
قد وجدتُ شبهة يتكلم فيها القومُ عن الإمام مالك وروايته عن إبن شهاب , وقالوا أنهُ مدلس وسنقومُ بهذا البحث بحول الله تبارك وتعالى بتبرأة الإمام مالك من شبهة التدليس .
الامام مالك أخذ العلم عن الزهري وتجده دائما يروى عنه وايضا مالك يروى عن والده انس بواسطة الزهري فأين التدليس المزعوم؟ وابن عبدالبر انكر ذلك وابن حجر نفسه انكر فى النكت ان يكون مالك مدلسا
وغفر الله لك اخي الفاضل اهل الحديث فليس كل شبهه تتلقفها وتنشرها وعندك جهابذة العلم ومصنفاتهم الصحاح الذين انتهوا من هذا الامر
مالنا ومال الشيعة لكى نعمل لديهم وكأننا مركز مطافي حريق كلما احرقوا نارا هنا وهناك ركضنا لها لنطفيها !! مع علمنا ان المحروق مجرد تبن فى وجوههم لايستحق اطفاءة !ابراهيم هاشم يروى عن ابن ابى عمير 2292 رواية لاتوجد واحدة منها سمعت او حدثنى او حتى رايتة ! الاول فى قم والثانى فى بغداد مقيم ومسجون وكتبه متلوفة مثل دينهم المتلوف الا ان كان الاخر المجهول الذى ادرك جعفر الصادق يروى عنه مرسلا فهذا ممكن !
وجعفر بن معروف يقول عن يونس عبدالرحمن ابن الزنا بأن احاديثة لمتكن سماعا !
انا اسف للتطفل لكن حقيقى يؤلمنى ان اهل العلم والحديث يلاحق شبهات سخيفة مضحكة عند القوم البائسين
تقبل ودى واحترامى
إن من السخافة بمكان أن يأتى بالنصوص والقول بتدليس الإمام مالك بن أنس رضي الله عنهُ , وفرضاً لو سلمنا بهذا الأمر تسليماً جدلياً لكان خبرهُ في درجات الصحيح فمثل أبي إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم من رواة الحديث ومن المكثرين فإن تدليسهم قلة ما يكون ونادراً , فإن رواية مالك عن إبن شهاب ثابتة بل صحيحة وروايتهُ في مسلم لا يمكنُ الطعن فيها , كذلك إن كان دلس فإن تدليسه مقبول والعلة في قبول تدليسهُ أنهُ من الأعلام الذين عرف لهم طلب العلم والرواية والإكثار من الرواية , بل كان من أهل الحديث والجرح والتعديل والمعرفة بالحديث وأصولهِ فكيف يقولون بتدليس الإمام مالك بمجرد القول بأن مالك لم يسمع حديثاً من إبن شهاب بل ثبتت رواية مالك عنهُ .
قال الحافظ في السير : " وقد روى الزهري عن والده أنس ، وعميه أويس وأبي سهيل . وقال : مولى التيميين ، وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع ، وكان أبوهم من كبار علماء التابعين . أخذ عن عثمان وطائفة " فكيف يقال أنهُ دلس ولم يسمع من الإمام الزهري إبن شهاب فالله تعالى المستعان فحال الفتى يرثى لهُ نسأل الله تعالى العافية فأما ان يأتي بأيِ علميةٍ وإما أن يترك الحديث فلا بضاعة لهؤلاء القوم فيه .
ثم إن ثبت شيء على الإمام مالك فقد كان يرسل ومرسل الإمام مالك في الصحيح قال إبن أبي حاتم في المرسلات ومرسل الإمام مالك " أصح مرسلات القوم " ولعلنا نوردُ النص كاملاً إن شاء الله تعالى أما التدليس فلله العجب ما اكثر من رماهُ بالتدليس من أهل الرفض بلا بينة ولا دليل فكيف يتهم إمامٌ عالم حافظ بالتدليس أما يستحي القوم .
ويروى عن ابن عيينة قال : كنت أقول : هو سعيد بن المسيب ، حتى قلت : كان في زمانه سليمان بن يسار ، وسالم بن عبد الله ، وغيرهما ، ثم أصبحت اليوم أقول : إنه مالك ، لم يبق له نظير بالمدينة . فالأن ليعرف الرافضة أن شبهة رمي الإمام مالك بالتدليس لا قيمة لها , وليس ما يقالُ على الإمام مالك والله تعالى المستعان فما اجهلهم .
قال القاضي عياض : هذا هو الصحيح عن سفيان . رواه عنه ابن مهدي وابن معين ، وذؤيب بن عمامة وابن المديني ، والزبير بن بكار ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك ، أو يقول : وأظنه ، أو أحسبه ، أو أراه ، أو كانوا يرونه .
وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه : ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة . فيكون على هذا : سعيد بن المسيب ، ثم بعده من هو من شيوخ مالك ، ثم مالك ، ثم من قام بعده بعلمه ، وكان أعلم أصحابه .
قلت : كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وصاحبيه ، زيد بن ثابت ، وعائشة ، ثم ابن عمر ، ثم سعيد بن المسيب ، ثم الزهري ، ثم عبيد الله بن عمر ، ثم مالك .
وعن ابن عيينة قال : مالك عالم أهل الحجاز ، وهو حجة زمانه . وقال الشافعي -وصدق وبر- إذا ذكر العلماء فمالك النجم . قال الزبير بن بكار في حديث : ليضربن الناس أكباد الإبل . . . كان سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك ، يقول : أراه مالكا . فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد ، فقال : أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد .
قال ابن عبد البر ، وغير واحد : ليس العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك ، وإن كان شريفا سيدا ، عابدا .
قال أحمد بن أبي خيثمة : حدثنا مصعب ، قال : أخبرنا سفيان : نرى هذا الحديث أنه هو مالك ، وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك .
قلت : قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل ، وكان قوالا بالحق ، أمارا بالعرف ، منعزلا عن الناس ، وكان يحض مالكا -إذا خلا به- على الزهد ، والانقطاع والعزلة ، فرحمهما الله . إنتهى كلام الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء , والحقيقة أن الرافضة ما كانوا ينفكون من الجهل وهذه ترجمة الإمام مالك فالعجب كل العجب أن نرى القوم يطعنون فيهِ بلا بينة والله تعالى المستعان , فأين تدليسهُ من وصفه بالتدليس .
وقد روى الإمام مالك عن إبن شهاب الزهري رحمهم الله في صحيح البخاري ومسلم ورواية الامام مالك عن الزهري صحيحة غاية في الصحة فكيف يعل القوم جديث تحريم المتعة بتدليس مالك , أو القول بأن مالك مدلس فهذا سخف فإن الإمام مالك لم يقع في التدليس أصلا , فكيف يطعنُ في الإمام مالك والقول بأنهُ مدلس .. !!
رقـم الفتوى : 11551
عنوان الفتوى :
التدليس: تعريفه...وأقسامه...والرد على من اتهموا بالتدليس
تاريخ الفتوى :09 رمضان 1422 / 25-11-2001
السؤال 1- علماءنا الأفاضل, سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته, لقد كُنت أقرأ كتاب ( طبقات المدلسين ) للحافظ ابن حجر العسقلاني, وقد ذكر من بين المدلسين الحافظ الدارقطني ص:16, وذكر الإمام البخاري والإمام مالك بن أنس في نفس الصفحة, والإمام مسلم في ص:17, وسفيان بن عيينة ص:22, فما هو تفسيركم لذلك؟! كما أنيّ لم أجد شرح شاف ومبسط لمعنى " المدلس " ؟!
الفتوى :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالمدلس: هو من يحدث عمن سمع منه ما لم يسمع منه بصيغة توهم أنه سمعه منه، مثل قوله: عن فلان، أو قال فلان.قال الإمام ابن حجر: والقسم الثاني: وهو الخفي المدلس -بفتح اللام- سمي بذلك لكون الراوي لم يسم من حدثه، وأوهم سماعه للحديث ممن لم يحدثه به… وحكم من ثبت عنه التدليس إذا كان عدلاً ألا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالتحديث على الأصح. انظر نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر لابن حجر صـ85 وللتدليس أقسام عدة تندرج تحت قسمين رئيسين: - تدليس الإسناد 2-تدليس الشيوخ. أما تدليس الإسناد فهو: أن يروي عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمع منه، موهماً أنه سمعه منه ولا يقول في ذلك: ( حدثنا ولا أخبرنا) وما أشبهها، بل يقول: ( قال فلان) أو ( عن فلان) ثم قد يكون بينهما واحد، وقد يكون أكثر.
مثاله: الحديث الذي رواه أبو عوانة الوضاح عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فلان في النار ينادي: يا حنان يا منان " فالأعمش مدلس. وقد قال أبو عوانة: قلت للأعمش: سمعت هذا من إبراهيم؟ فقال: لا، حدثني به حكيم بن جبير عنه، فقد دلس الأعمش الحديث عن إبراهيم، فلما استفسر بين الواسطة بينه وبينه.
وتدليس الشيوخ هو: أن يصف شيخه بأوصاف لا يعرف بها، ليوهم أنه آخر، فيكثر بذلك شيوخه. وعرفه البعض بأن يروي عن شيخ حديثاً سمعه منه فيسمي الشيخ أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به كيلا يعرف. يضاف إلى ما ذكرنا قسم ثالث وهو تدليس التسوية، وقد جعله ابن الصلاح داخلاً ضمن تدليس الشيوخ، وجعله آخرون نوعاً من أنواع تدليس الإسناد، وقالوا هو شر أنواع التدليس، وتعريفه: هو أن يروي المدلس حديثاً عن ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر، فيسقط الضعيف، ويجعل بين الثقتين عبارة موهمة للاتصال، فيستوي الإسناد كله ثقات لمن لم يخبر هذا الشأن. وقد سماه القدماء تجويداً. وقد مثل له البعض بقولهم: ما كان يفعله الإمام مالك عن ثور بن زيد عن ابن عباس مسقطا ما بينهما وهو عكرمة لأنه عنده ليس بحجة، وثور وابن عباس لم يتلاقيا أصلاً. تدريب الراوي ( 1/256) ولكن هذا ليس بصحيح كما قال ابن القطان، فإن الإمام مالك لم يقع في التدليس أصلاً فقال: ( التحقيق أن يقال: متى قيل تدليس التسوية، فلا بد أن يكون كل من الثقات الذين حذفت بينهم الوسائط في ذلك الإسناد، قد اجتمع الشخص منهم بشيخ شيخه في ذلك الحديث، وإن قيل: تسوية بدون لفظ التدليس لم يحتج إلى اجتماع أحد منهم عن فوقه، كما فعل مالك، فإنه لم يقع في التدليس أصلاً، ووقع في هذا -أي التسوية-فإنه يروي عن: ثور عن ابن عباس، وثور لم يلقه، وإنما روى عن عكرمة عنه، فأسقط عكرمة، لأنه غير حجة عنده، وعلى هذا يفارق المنقطع بأن شروط الساقط أن يكون ضعيفاً، فهو منقطع خاص) تدريب الراوي ( 1/259).
وخلاصة ما تقدم أن هناك فرقاً بين تدليس التسوية، وبين التسوية، وأن إسقاط مالك لعكرمة هنا ليس تدليساً ولا يضر، لأن شيخ مالك وهو ثور لم يلق ابن عباس، فالانقطاع ظاهر بين ثور وابن عباس ، وإنما أسقط مالك عكرمة لأنه غير حجة عنده، أما لو كان شيخ مالك وهو ثور لقي ابن عباس فيكون تدليساً.
أما الدار قطني فقد وصفه ابن طاهر بالتدليس قائلاً: ( كان له مذهب خفي في التدليس يقول: قرىء على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان) يريد محمد بن طاهر أن تلك العبارة وهم أنه سمع منه. لكن الصحيح أن لا يوصف بالتدليس لمثل ذلك.
وأما البخاري، فقد وصفه ابن منده بالتدليس لأنه كان يقول: "قال فلان، وقال لنا فلان" لكن لم يوافق على هذا الرأي فكان شاذاً. كما وصف الإمام مسلم بذلك أيضاً. وقد رد العلماء ذلك وقالوا: هذه الروايات التي لم يصرح فيها أصحابها بالسماع منزلة منزلة السماع، وذلك لمجيئها من طريق آخر مصرح فيه بالسماع، غير أنهما يؤثران الطريق التي لم يصرح بالسماع لكون الأولى جاءت على شرط صاحب الكتاب دون الثانية، قال ابن الصلاح: ( كل هذا محمول على ثبات السماع عندهم من جهة أخرى) كما أنه يشفع للشيخين ( البخاري ومسلم) ما جاء في المستخرجات على صحيحيهما من الطرق الكثيرة، التي صرح فيها بالتحديث والسماع. كما يشفع لمسلم خاصة كثرة طرق الحديث الواحد في صحيحه، فهو يأتي بالمتصلة أولاً وما صرح فيها بلفظ السماع، ثم يعقبها بما ليس فيه تصريح بالسماع، وهو بهذا إذا احتج إنما يحتج بالمتصلة منها لا بغيرها.
وأما سفيان بن عيينة: فقد قال عنه ابن حجر: ( ثقة حافظ فقيه إمام حجة، إلا أنه تغير حفظه بآخره، وكان ربما دلس لكن عن الثقات) وتدليسه هذا نادر، ولا يضر، لأنه لا يدلس إلا عن الثقات. وإذا وقف أحال عن ابن جريح ومعمر وأمثالهما. قال ابن حبان ( هذا شيء ليس في الدنيا إلا لسفيان بن عيينة، فإنه كان يدلس، ولا يدلس إلا عن ثقة متقن. ولا يكاد يوجد له خبر دلس فيه، إلا وقد بين سماعه عن ثقة مثل ثقته). انظر تقريب التهذيب لابن حجر صـ591، وأسباب رد الحديث للدكتور محمد محمود بكار صـ109 وإذا أردت التوسع في ذلك فيمكنك الرجوع إلى تدريب الراوي للسيوطي، وعلوم الحديث لابن الصلاح إلخ. والله أعلم.وإليك أحوال المدلسين باختصار: 1- منهم من تسامح الأئمة في قبوله لكونه ثقة، ولكون تدليسه نادراً 2- من احتمله الأئمة لكونه لا يدلس إلا عن ثقة مثل سفيان بن عيينة 3- أئمة ثقات، لكن كثر تدليسهم عن الضعفاء والمجهولين مثل: بقية بن الوليد. فهذا لا يحتج به إلا إذا صرح بأنه سمع الحديث من الراوي.ضعفاء لا يحتج بهم ولو صرحوا بالسماع ممن يروون عنه لأنه ازداد ضعفهم بالتدليس.وذكر ابن حجر مرتبة خامسة في طبقات المدلسين ، وهي: من ضعف بأمر آخر سوى التدليس، وانضم إليه ضعف آخر كابن لهيعة.والله أعلم. أهـ إنتهى نص الفتاوي الشبكة الإسلامية .
ثم تأمل : " ولكن هذا ليس بصحيح كما قال ابن القطان، فإن الإمام مالك لم يقع في التدليس أصلاً فقال: ( التحقيق أن يقال: متى قيل تدليس التسوية، فلا بد أن يكون كل من الثقات الذين حذفت بينهم الوسائط في ذلك الإسناد، قد اجتمع الشخص منهم بشيخ شيخه في ذلك الحديث، وإن قيل: تسوية بدون لفظ التدليس لم يحتج إلى اجتماع أحد منهم عن فوقه، كما فعل مالك، فإنه لم يقع في التدليس أصلاً، ووقع في هذا -أي التسوية-فإنه يروي عن: ثور عن ابن عباس، وثور لم يلقه، وإنما روى عن عكرمة عنه، فأسقط عكرمة، لأنه غير حجة عنده، وعلى هذا يفارق المنقطع بأن شروط الساقط أن يكون ضعيفاً، فهو منقطع خاص) تدريب الراوي ( 1/259). " . والله تعالى الموفق .
قال إبن أبي حاتم في المرسلات : " حدثنا صالح بن أحمد حدثنا علي بن المديني سمعت يحيى ابن سعيد يقول مرسلات ابن عيينة شبه الريح ثم قال أي والله وسفيان بن سعيد قلت مرسلات مالك بن أنس قال هي أحب إلي ثم قال ليس في القوم أصح حديثا من مالك " فإن مالك كان يرسل وما أصح مرسلات الإمام مالك عند أهل الحديث والعلل .
هذا وإن اصبت فمن الله وإن أخطات فمن نفسي والشيطان .
أملاه /
أهل الحديث