عصف الرياح في الذب عن وكيع بن الجراح ..
ما رأيتُ من فهم النصوص الخاطئ عند الرافضة أظهر لنا حقيقة العقول التي تنتحلها هذه المخلوقات , فجاء الرافضة لصوص النصوص وأصحاب الفهم السقيم باخبار عن وكيع بن الجراح رحمه الله تعالى , لتطعن فيهِ وأنهُ طعن في النبي صلى الله عليه وسلم وهذا القولُ " فاسد " , فالخبر الذي إستدل بهِ أهلُ البدع في القول أن الإمام الحافظ الثقة الثبت وكيع بن الجراح طعن في النبي صلى الله عليه وسلم باطل .
( إن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه ) , وهذا الخبر جاء من طريق وكيع بن الجراح رحمه الله تعالى , وسرق الرافضة هذا النص للأخبار أن وكيع بن الجراح يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فهم سقيم للنصوص العلمية والأحاديث , ويتعلقون بقشة فقط للطعن في دين الله تبارك وتعالى وصدق القائل حين قال " مساكين أهل البدع يتعلقون بأي قشة يرونها " وهذا خبرٌ باطل عن وكيع .
في ذخيرة الحفاظ (2/875) : " الحكاية مشهورة وهذا الخبر مرسل " .
وقال الحافظ الذهبي في السير (9/160) : " منكر , منقطع الإسناد " .
قال الحافظ الذهبي في ميزان الإعتدال (ونقم على عبدالمجيد أنه أفتى الرشيد بقتل وكيع، والحديث حدثناه قتيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن عبدالله البهى - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه.
قال قتيبة: حدث به وكيع بمكة، وكان سنة حج فيها الرشيد، فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة وعبد المجيد فقال: يجب أن يقتل، فإنه لم يرو هذا إلا وفي قلبه غش للنبى صلى الله عليه وسلم.فسأل الرشيد سفيان، فقال: لا يجب عليه القتل، رجل سمع حديثا فرواه، والمدينة شديدة الحر.). ثم قال : ( أما من روى حديث عبدالله البهى ليغض به من منصب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا زنديق، بل لو روى الشخص حديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، وحاول بذلك تنقصا كفر وتزندق، وكذا لو روى حديث أنه سلم من اثنتين، وقال: ما درى كم صلى ! يقصد بقوله شينه ونحو ذلك كفر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فالغلو والاطراء منهى عنه، والادبوالتوقير واجب، فإذا اشتبه الاطراء بالتوقير توقف العالم وتورع، وسأل من هو أعلم منه حتى يتبين له الحق، فيقول به، وإلا فالسكوت واسع له، ويكفيه التوقير المنصوص عليه في أحاديث لا تحصى، وكذا يكفيه مجانبة الغلو الذى ارتكبه النصارى في عيسى، ما رضوا له بالنبوة حتى رفعوه إلى الالهية وإلى الوالدية، وانتهكوا رتبة الربوبية الصمدية، فضلوا وخسروا، فإن إطراء رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدى إلى إساءة الادب على الرب.نسأل الله تعالى أن يعصمنا بالتقوى، وأن يحفظ علينا حبنا (1) للنبى صلى الله عليه وسلم كما يرضى ) .
وقال إبن عدي في الكامل (عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد مروزي سكن مكة يكنى أبا عبد الحميد حدثنا علان ثنا بن أبي مريم قال سمعت يحيى بن معين يقول عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ثقة كان يروي عن قوم ضعفاء وكان أعلم الناس بحديث بن جريج وكان يعلن الإرجاء وقد كان قد سمع من معمر حدثنا محمد بن علي ثنا عثمان قال قلت ليحيى بن معين فعبد المجيد بن عبد العزيز كيف هو قال ثقة سمعت بن حماد يقول قال البخاري عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد أبو عبد الحميد كان يرى الإرجاء كان الحميدي يتكلم فيه سمعت بن أبي عصمة يقول سمعت هارون بن عبد الله يقول ما رأيت أحدا أخشع لله من وكيع وكان عبد المجيد أخشع منه حدثنا بن أبي عصمة ثنا أحمد بن أبي يحيى قال سمعت بن حنبل يقول عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد لا بأس به وكان فيه غلو في الارجاء ويقول هؤلاء الشكاك وفيما كتب إلي محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى المرزوي الكاتب في كتابه إلي بخطه ثنا أبي ثنا أبو الفضل العباس بن مصعب قال عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد مرزوي وهو بن عم عثمان بن جبلة بن أبي رواد جاور مع أبيه بمكة وسمع كتب بن جريج وغيره من المشايخ وكان صاحب عبادة ولم ينقم عليه شيء إلا أنه كان يقول الإيمان قول قال يحيى بن معين كان عبد المجيد أصلح كتب بن علية عن بن جريج فقيل له كان عبد المجيد بهذا المحل فقال كان عالما بكتب بن جريج إلا أنه لم يكن يبذل نفسه للحديث ونقم على عبد المجيد أنه أفتى الرشيد بقتل وكيع بن الجراح والحديث في ذلك ما حدثنا قتيبة ثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه وأنتنت خنصراه ) . والمراد من النص وشرحهِ فيما نقل إلا أن صاحب الموضوع لم ينقل كلام الحافظ وهذا تدليس . والله أعلم .
كتبهُ /
أهل الحديث