من المدلس هل أحمد بن حنبل .. أم ابنه؟ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين .
أرسل أحد " المجاهيل " تحدياً لأهل السنة والجماعة للرد على هذه المسألة التي طرحها , وقال فيها من المدلس هل كان أحمد أم عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنهما , في هذا البحث بإذن الله تعالى نردُ هذا التحدي على قفاهُ هذا النكرة الجاهل , ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد , والله تعالى المستعان لا أدري متى يتعلم الرافضة ويكفوا عن هذا الغباء المفرط ... لله تعالى المشتكى ..
أحمد بن حنبل .. من تلامذة يحيى بن سعيد القطان لذا فإن أحمد إذا قال : ( قال يحيى بن سعيد ) تحمل هذه اللفظة على صيغة الإتصال و السماع من شيخه جزما في كون أن أحمد لم يُتهم بالتدليس . لا شك في أن الإمام أحمد من تلامذة يحيى بن سعيد القطان , ولكن قولهُ " قال يحيى بن سعيد " يحملُ أيضاً على معرفة " أحمد بن حنبل " بأقوال شيخهِ يحيى بن سعيد وأحمد لم يتهم بالتدليس كذلك ولم يتهم عبد الله بن أحمد بن حنبل بذلك والدليل عندنا ولكن لا بأس أن نعلم الفتى شيئاً من علم الحديث , وهو أن أحمد لم يقل أحد من المحدثين بأنهُ " دلس " أو حتى وقع فيه ولو بشيء طفيف فترفع الشبهة عن الإمام أحمد بن حنبل وذلك لأن الإمام .
1- على معرفة كاملة بأقوال شيخهِ القطان .
2- ولأن الإمام أحمد بن حنبل لم يتهم بالتدليس , ولم يقع فيه أبداً .
3- الرواية رواها عبد الله بن أحمد بن حنبل من طريق آخر تثبت أنه لم يدلس .
المعنى أن الإمام أحمد بن حنبل كونه يعرف " أقوال شيخهِ " القطان رضي الله عنهما , يقتضي أنهُ يعرف ما قاله يحيى بن سعيد القطان عن الرجل , وقول الإمام أحمد تحمل على أمرين " الإتصال والسماع " و " المعرفة بقول الإمام يحيى بن سعيد القطان " فلا يكون وقع في التدليس لأنهُ يعرف ما قالهُ شيخهُ , لأنهُ في ما رواهُ عنهُ إبنهُ أنه قال " قال يحيى بن سعيد " وهذا يعني أنهُ علم بما قالهُ يحيى بن سعيد وإن كان لم يسمعها مباشرة منهُ , وهذا في حال قول الرافضة أن أحمد بن حنبل لم يسمع من الإمام يحيى بن سعيد القطان فهذا الكلام يقتضي معرفتهُ بأقوالهُ .
الأمر الثاني وهو أن الإمام أحمد بن حنبل , وهو من تلامذة يحيى بن سعيد القطان هناك إحتمال كبير بأن الإمام أحمد بن حنبل " سمع " هذا الكلام من شيخهِ فكيف يقول أن أحمد بن حنبل وقع في تدليس الشيوخ حيث يقول الرافضي بجهله السقيم : " أحمد فيكون مدلس تدليس الشيوخ ؟ فلا نقبل بعد ذلك ما قال فيه ( قال ، عن ، روى ، حدث .. الخ ما شابه ) " كيف يكون أحمد بن حنبل دلس تدليس شيوخ وهو القائل كما نقلت عنهُ في العلل لعبد الله بن أحمد بن حنبل " قال يحيى بن سعيد " فلا يمكنُ حمل قولهُ على خلاف ما هو عليه أهل الحديث وأن المراد هو يحيى بن سعيد القطان , فقد حدث عنهُ الإمام أحمد بن حنبل , فيحتمل أن الإمام أحمد بن حنبل قد سمع ما نقلهُ إبنهُ عنهُ , ويقع الإحتمال الأول وهذا لا يثبت أن الغمام أحمد وقع في تدليس الشيوخ , وهذا غباء .... !!!
فلا يمكن أن يقع الإمام أحمد في تدليس الشيوخ لأن تدليس الشيوخ هو " أن يوهم الراوي من سمع الحديث أو يكني من حدث عنهُ بكنية ليست لهُ , أو لم يعرف بها أو ينسبه إلي جدهِ " فهذا هو تدليس الشيوخ كالذي وقع فيه عطية العوفي عن محمد بن السائب الكلبي فقال " أبي سعيد الخدري " هذا تدليس الشيوخ فكيف تقول ان الإمام أحمد وقع فيه , ولا أدري هل قلت هذا من عقلك أم بغباء مفرط والله المستعان .
ليس فيما نقلت تدليس , بل الغباء أعماك ومثلك يرمى في القمامة لا كتب الإمام المحدث شيخ الإسلام أحمد بن حنبل يا جاهل , لأنهُ لا هو ولا إبنهُ وقعا في التدليس , ولا يمكن نفي إحتمال سماع الإمام أحمد من يحيى بن سعيد القطان , فقول الإمام أحمد بن حنبل " بلغني " أو " قال " وهي صيغ واضحة في أن الإمام أحمد بن حنبل إما أن يكون عرف بقول الإمام يحيى بن سعيد لهذا قال " بلغني " و " قال " لأن الإمام أحمد من تلامذة يحيى بن سعيد القطان , فهذا لا يثبت أنهُ قد دلس والله المستعان .
( وقال عبد الله: قال أبي: وقال يحيى بن سعيد: ابن عجلان لم يقف على حديث سعيد المقبري ما كان عن أبيه، عن أبي هريرة، وما روى هو عن أبي هريرة ... الخ ) . الآن قولهُ " قال أبي " ثم بعد ذلك قال " وقال يحيى بن سعيد القطان " وهذا إحتمال ثالث أيها الرافضي وهو ان الإمام أحمد قال بهذا القول أي " إبن عجلان لم يقف " لهذا عطف عبد الله بن أحمد قول يحيى بن سعيد القطان وأبيه فقال " وقال يحيى بن سعيد " فالواو هنا تضع إحتمال أمامنا وهو أن الإمام أحمد قال بمثل ما قال يحيى بن سعيد .
ثم بين أنهُ بلغهُ عن يحيى بن سعيد أنهُ قال مثلما قال : " قال عبد الله عن أبيه في العلل مسألة 658 : ( بلغني عن يحيى بن سعيد قال لم يقف بن عجلان يعني على حديث سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة .. الخ ) . فهل يفرق الرافضي بين قول عبد الله بن أحمد بن حنبل " قال أبي : وقال يحيى بن سعيد " ما الغاية من قولهِ " وقال يحيى بن سعيد " وهذا ما قالهُ يحتمل أن الإمام أحمد قال بخصوص هذا الحديث ما بلغهُ عن يحيى بن سعيد القطان , فقد قال ما قال شيخهُ أين الخلاف , فقد أورد بلفظين الأول " بلغهُ " والثاني " قال أبي وقال يحيى بن سعيد " فهذا يثبت أنه لا تدليس ولكن غباء مفرط من قبل الرافضة فنقع الآن في ثلاث إحتمالات في هذا البحث الذي نرد فيه على الشبهة البالية هذه .
1- معرفة الإمام أحمد بقول يحيى بن سعيد القطان فقال " بلغني " , ولأن أحمد بن حنبل من تلاميذ يحيى بن سعيد فيقتضي بذلك معرفة الإمام أحمد بأقوال يحيى بن سعيد القطان وهذا لا يشك فيه بل إحتمال قوي في هذا الشان والله أعلى وأعلم .
2- هو أن الإمام أحمد يكون قد سمع من يحيى بن سعيد هذا القول ولا يوجد ما ينفي أن الإمام أحمد بن حنبل قد سمع هذا الكلام من يحيى بن سعيد القطان , وهذا لا خلاف فيه لأن الإمام أحمد من تلامذة يحيى بن سعيد , فهذا إحتمال وارد في رد هذه الشبهة البالية , وسنثبت أن عبد الله بن أحمد بن حنبل لم يدلس برواية هذا الخبر عن يحيى بن سعيد القطان , بل كتاب العلل من سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأبيه يا جهلة .
3- أن الإمام أحمد قال ما قال يحيى بن سعيد القطان , فنقع الآن في أمور ثلاثة قوية واردة في رد هذه الشبهة التي أطلقها عباد القبور حول تدليس الإمام أحمد بن حنبلو إبنهِ فلا يكون عبد الله مدلساً تدليس تسوية لأنهُ سمع من أبيه أنه قال " بلغني " و " قال أبي وقال يحيى بن سعيد " فهذه ألفاظ تثبت خلاف ما ذهب إليه عباد القبور .
جاء في ضعفاء العقيلي ج: 4 ص: 118 .
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو بكر بن خلاد قال سمعت يحيى يقول كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع ولم يكن له تلك القيمة عنده) انتهى. فهنا الجاهل يقول من المدلس أقول هنا عبد الله بن أحمد بن حنبل يحدث بهذا الخبر من طريق آخر عن أبي بكر بن خلاد , فكيف يكون دلس تدليس تسوية وهذا يثبت أنهُ رواهُ من طريق آخر غير ما نقله عن أبيه رضي الله عنهما .. ؟ وقال أبوبكر الخلاد :سمعت يحيى (القطان)يقول : ( كان ابن عجلان مضطرب الحديث في نافع ،ولم يكن له تلك القيمة عنده ) ، وقال العقيلي : ( يضطرب في حديث نافع ) فهذا نقله عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبي بكر بن خلاد عن يحيى بن سعيد القطان فكيف يدلس ..! وقال أحمد عن يحيى بن سعيد أنه قال " بلغني " لله العجب أين التدليس . ؟
والله أعلى وأعلم .
كتبه /
أهل الحديث