| موضوع: إختلاف أعلام الجرح والتعديل بوكيع وبن مهدي "شبهة لعن يحيى لأحمد" رضي الله عنهما .. الجمعة 12 سبتمبر 2014 - 10:10 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين . ما خاب ظني بجهل الرافضة بعلم الحديث وقواعدهِ , والمصطلح وإختلاف المحدثين في رجل واحد وكلام الأقران ولكن متى يتعلم الرافضة من الحقائق التي تثبت أنهم عالة على البشرية كافة , نسأل الله تعالى العافية ولن أطيل في المقدمة فلا مكان للمقدمات في مثل هذه القواعد العلمية الحديثة ولكن وجب علينا أن نبين خوار دين القوم في الشبهات التي يطرحها الضعفاء من الرافضة نسأل الله تعالى العفو والعافية . موطنُ الشبعة التي نقلها عبدة القبور . تاريخ إبن معين برواية الدوري (3/548) . سمعت يحيى وذكر له عبد الرحمن بن مهدي و وكيع فقال له رجل قوم يقدمون عبد الرحمن بن مهدي فقال يحيى من قدم عبد الرحمن على وكيع فدعا عليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. هل اللعن جارٍ في إختلاف أهل الجرح والتعديل , وهل كان يحيى بن معين رحمه الله يعلم أن قرينهُ أحمد بن حنبل قدم بن مهدي على وكيع في كل المسائل الحديثية , والجواب في نفس الشبهة التي طرحها عابد القبر إلا أن المسألة سنتوسع فيها بحول الله تبارك وتعالى , وإن ثبت فهل طعن الأقران يقبل هنا في هذا الموطن . لنعرف من هو أحمد عند المحدثين , واعلام هذا الدين العظيم كما أوردها الإمام الحافظ الحجة إبن كثير فيا لبداية والنهاية رحم الله تعالى الإمام إبن كثير وإبن حنبل ورضي الله عنهم وعن علماء أهل السنة المايمين حملة هذا الدين العظيم وألحقنا بهم موحدين ز " قال البخاري : لما ضرب أحمد بن حنبل كنا بالبصرة فسمعت أبا الوليد الطيالسي يقول : لو كان هذا في بني إسرائيل لكان أحدوثة . وقال إسماعيل بن الخليل : لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان عجبا .وقال المزني : أحمد بن حنبل يوم المحنة ، وأبو بكر يوم الردة ، وعمر يوم السقيفة ، وعثمان يوم الدار ، وعلي يوم صفين . وقال حرملة : سمعت الشافعي يقول : خرجت من العراق فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أورع ولا أتقى من أحمد بن حنبل . [ ص: 407 ] وقال شيخه يحيى بن سعيد القطان : ما قدم علي من بغداد أحد أحب إلي من أحمد بن حنبل . وقال قتيبة : مات سفيان الثوري ومات الورع ، ومات الشافعي وماتت السنن ، ويموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع ، وفي رواية : قال قتيبة : إن أحمد بن حنبل قام في الأمة مقام النبوة . قال البيهقي : يعني في صبره على ما أصابه من الأذى في ذات الله ، عز وجل " فهذا جزء من ثناء الأعلام على الإمام أحمد بن حنبل ولنتابع . الآن نقل الحافظ إبن كثير كلام يحيى بن معين في الإمام أحمد بن حنبل في البداية والنهاية فقال (409) : " وقال يحيى بن معين أيضا : كان في أحمد بن حنبل خصال ما رأيتها في عالم قط ، كان محدثا ، وكان حافظا ، وكان عالما ، وكان ورعا ، وكان زاهدا ، وكان عاقلا . وقال يحيى بن معين أيضا : أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد بن حنبل ، والله ما نقوى أن نكون مثل أحمد ، ولا نطيق سلوك طريقه " فهذا إعتقاد يحيى بن معين في الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنهما , فكيف يلعنهُ او أنهُ كان يعلم بقول أحمد في تقديم عبد الرحمن بن مهدي على وكيع وإختلف أهل الحديث وهما أحمد ويحيى في تقديمه في سفيان فقدمهُ الإمام يحيى بن معين في سفيان وقدم الإمام أحمد بن مهدي في سفين والإختلاف لا يوقع في اللعن يا رافضة . وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ، وهم كذلك قال عبد الله بن المبارك ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهما : هم أهل الحديث . فرضي الله عن أهل الحديث والعلم ورضي الله تعالى عن الإمام أحمد بن حنبل ورحمه الله رحمة واسعة . وهناك علم إسمهُ علم التفضيل بين المحدثين , وإختلاف الأراء بين المحدثين وإن كان باللعن على من قدم بن مهدي على سفيان فهذا لا يضر وثاقة إمام الحديث أحمد بن حنبل بل هذا يحمل على أن يحيى بن معين لم يعرف ما قاله أحمد في وكيع وعبد الرحمن بن مهدي , بل ربما لم يسمع ما قاله أحمد في تقديم بن مهدي عليه . قال إسحاق بن راهويه: «كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأصحابنا. فكنا نتذاكر الحديث من طريق وطريقين وثلاثة. فيقول يحيى بن معين من بينهم: "وطريق كذا". فأقول: "أليس قد صَحّ هذا بإجماعٍ مِنا؟". فيقولون: "نعم". فأقول: "ما مراده؟ ما تفسيره؟ ما فِقهه؟". فيبقون كلهم (أي صامتين) إلا أحمد بن حنبل». فهذا يعني ان يحيى بن معين كان يسكت في حضرة احمد بن حنبل تعظيماً له ولمنزلتهِ رضي الله عنهما وكانا من أئمة الجرح والتعديل . قال سعيد بن عمرو البردعي يوماً لأبي زُرعة: «يا أبا زرعة، أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل؟». قال: «بل أحمد بن حنبل». قال: «وكيف عَلِمتَ ذاك؟». قال: «وجَدتُ كُتُبَ أحمد بن حنبل، ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سَمِعَ منهم. فكان يحفظ كل جزءٍ ممّن سمِع. وأما أنا فلا أقدر على هذا». قلتُ رحم الله الإمام أحمد . وسُئِلَ الحافظ محمد بن مسلم بن وارة عن علي بن المديني ويحيى بن معين أيهما كان أحفظ؟ فقال: «كان علي أسرد وأتقن. وكان يحيى بن معين أفهم بصحيح الحديث وسقيمه. وأجمعهم أبو عبد الله أحمد بن حنبل: كان صاحب فقه وصاحب حفظ وصاحب معرفة».قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن أحمد بن حنبل وعلي بن المديني: أيهما كان أحفظ؟». قال: «كانا في الحفظ متقاربين. وكان أحمد أفقه، وكان علي أفهم بالحديث». قال هارون بن إسحاق الهمداني: «الكلام في صحة الحديث وسقيمه لأحمد بن حنبل وعلي بن المديني». رحم الله الله تعالى الأئمة كلهم في علمهم وعظيم منزلتهم , فكيف يأتي ضعيف عقل ويقول أن يحيى بن معين لعن الإمام أحمد بن حنبل , ولكن اختلاف أحمد ويحيى في تقديم بن مهدي ووكيع في سفيان لا يضر أحد منهم الأخر والإختلاف وارد ولا يضرُ أحد من المحدثين واما لرد هذه القاعدة كان أحمد مقرباً من يحيى بن معين " فطعن الأقران يطوى ولا يروى " . فلقـد صرح أهل الجرح والتعديل بأن طعـن الأقـران في بعضهم لا يقبل، وقد قال شعبة بن الحجاج: احذروا غيرة أصحاب الحديث بعضهم على بعض، فلهم أشد غيرة من التيوس.(1)وقد عقد الحافظ أبو عمر ابن عبدالبر في «كتاب العلم» بابًا في حكم قول العلماء بعضهم في بعض، بدأ فيه بحديث الزبير -رضي اللَّه عنه-: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء...» الحديث. قلتُ : وهذا لا يعني أن يحيى بن معين كان يحسدُ الإمام أحمد بن حنبل بل كانا من الأقران المقربين من بعضهم البعض وإنما الإيرادُ هنا من باب تبيان قاعدة طعن الأقران , وهذا لا يصحُ أصلا فمعروف أن أحمد ويحيى كانا صحابين وكانا الشيخين رضيا لله عنهما ولهذا إن إيراد قاعدة طعن الأقران هي من باب التوضيح أن طعن لأقران يطوى ولا يروى في بعضهم البعض . وروى بسنده عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-؛ أنه قال: «استمعوا علم العلماء، ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده هم أشد تغايرًا من التيوس في زروبها». وعن ابن عباس قال: خذوا العلم حيث وجدتم ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزربية. وعن مالك بن دينار: «يؤخذ بقول العلماء والقراء في كل شيء إلا قول بعضهم في بعض». ولذلك قال ابن عبد البر: الصحيح في هذا الباب: أن من ثبتت عدالته، وصحت في العلم إمامته، وبانت ثقته وبالعلم عنايته، لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته بينه عادلة، تصح بها جرحته على طريق الشهادات. فلا أدري هل جرح يحيى بن معين الإمام أحمد بن حنبل ... وهل اللعن هنا معروف أنهُ في أحمد بن حنبل أم أن الإمام يحيى بن معين " عمم " ولم " يخصص " فقال ما قال وإن عرف أن أحمد قدم بن مهدي في سفيان ما قال " لعن " ولكن الصريح أن هذا يحمل على عدم سماع يحيى بن معين قول الإمام أحمد بن حنبل , ولكن في تقديم علماء الحديث على بعضهم البعض . واستدل بأن السلف تكلم بعضهم في بعض بكلام منه ما حمل عليه الغضب أو الحسد أو دعوى الجاهلية، ومنه ما دعا إليه التأويل واختلاف الاجتهاد وإلزام الغير بالرأي، مما لا يلزم المقول فيه ما قال القائل فيه، وقد حمل بعضهم على بعض بالسيف تأويلاً واجتهادًا. ثم اندفع ابن عبدالبر في ذكر كلام جماعة من النظراء بعضهم في بعض، وعدم الالتفاف إليه لذلك؛ إلى أن انتهى إلى كلام ابن معين في الشافعي، وقال: إنه مما نقم على ابن معين وعيب به، وذكر قول أحمد بن حنبل: من أين يعرف يحيى بن معين الشافعي؟ هو لا يعرف الشافعي، ولا يعرف ما يقوله الشافعي، ومن جهل شيئًا عاداه. والآن لنبين أن يحيى بن معين يرى تقديم وكيع في سفيان ومن ثم نكمل في تاريخ دمشق لأبن عساكر أنه قال : " أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الخلال قالا أخبرنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي إجازة قال وأخبرنا أبو طاهر أخبرنا علي قالا أنا إبن أبي حاتم قال ( 3 ) سمعت أبي يقول وقيل له قال يحيى بن معين وكيع أحب إلي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدي قيل لأبي أيماأحب إليك قال عبد الرحمن ثبت ووكيع ثقة .الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 39 . ونقل إبن عساكر في تاريخ دمشق : " وسئل أحمد بن حنبل إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بن مهدي بقول من تأخذ فقال عبد الرحمن يوافق ( 1 ) أكثر وخاصة في سفيان كان معينا بحديث سفيان وعبد الرحمن يسلم عليه السلف ويجتنب شرب المسكر وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات " ثم إن عبد الرحمن بن مهدي يقدم وكيع على نفسهِ , ولكن أئمة الحديث والمحدثين يرون تقديم أحد في أحد الأئمة الكبار كسفيان فرأى أحمد رأيهُ رحمه الله ورأى يحيى رأيهُ ولعن يحيى بن معين لا يشمل الإمام أحمد بن حنبل البتة , وهذا ما عليه أعلام الحديث والمحدثين . قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : " قال أحمد بن حنبل : عبد الرحمن أفقه من يحيى القطان وقال : إذا اختلف عبد الرحمن ووكيع ، فعبد الرحمن أثبت ، لأنه أقرب عهدا بالكتاب ، واختلفا في نحو من خمسين حديثا للثوري قال : فنظرنا ، فإذا عامة الصواب في يد عبد الرحمن " والآن لنرى كيف قدم وكيع عبد الرحمن بن مهدي على نفسه في سفيان الثوري رحمه الله تعالى ورضي عنهم أجمعين وليتعلم عبد القبور منا . من القصص التي ذُكِرَت ما ذكره الإمام العلم أبو محمد عبد الرحمن الرازي ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل حيث جعل الجزء الأول من كتابه المقدمة ترجمةً لعدد من أشهر مشاهير المحدثين، مثل: شعبة، وسفيان، وابن المبارك، ومنهم بلا شك: عبد الرحمن بن مهدي. فقال في قصة في ضبطه: حدثنا عبد الرحمن، أخبرنا أبو زرعة، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: حضرنا عبد الرحمن بن مهدي، فحدَّثَنا عن سفيان، عن منصور، عن أبي الضحى في قوله عز وجل: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ [الرعد:7] حديث في هذه الآية. إذاً عبد الرحمن بن مهدي يقول: عن سفيان، عن منصور، عن أبي الضحى، وساق الحديث، مَن شيخ عبد الرحمن بن مهدي؟ سفيان، ومن شيخ سفيان؟ منصور، ومن هو شيخ منصور ؟ أبو الضحى. فقال رجلٌ حضر معنا: يا أبا سعيد -أي: عبد الرحمن بن مهدي- حدثنا يحيى بن سعيد -أي: القطان- عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى. يعني: يحيى بن سعيد القطان روى لنا الحديث وخالفك، أنت تقول: عن سفيان، عن منصور، عن أبي الضحى، ويحيى بن سعيد القطان يقول: عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، فجعل بدلاً مِن منصور أبا سفيان في السند. فسكت عبد الرحمن بن مهدي إجلالاً وتواضعاً، فهو لا يريد أن يخطئ يحيى بن سعيد القطان. وقال له آخر في المجلس نفسه: يا أبا سعيد! حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، فـوكيع أيضاً خالفك، وروى السند مثلما رواه يحيى بن سعيد. قال: فسكت، وقال: حافظان. أي: يحيى بن سعيد القطان، ووكيع، ثم قال: دعوه، يعني: دعوا هذا الأثر، دعوا هذا الحديث. قال الراوي: ثم أتوا يحيى بن سعيد هؤلاء الطلبة خرجوا من مجلس عبد الرحمن بن مهدي وذهبوا إلى يحيى بن سعيد، فأخبروه أن عبد الرحمن بن مهدي حدَّث بهذا الحديث، عن الثوري، عن منصور، عن أبي الضحى، فأُخْبِر أنك تخالفه، ويخالفه وكيع. فأمسك عنه، وقال: حافظان. قال: فدخل يحيى بن سعيد، ففتش كتبه وخرج، وقال: هو كما قال عبد الرحمن عن سفيان، عن منصور، فالذي ضبط هو ابن مهدي. قال الراوي: فأُخْبِر وكيع بقصة عبد الرحمن، والحديث، وقوله: حافظان. فقال وكيع : عافى الله أبا سعيد، لا ينبغي أن يُقْبَلَ الكذب علينا، ثم نظر وكيع وراجع كتبه، فقال: هو كما قال عبد الرحمن، اجعلوه عن منصور، وعدِّلوه. فمتى يتعظ عبد القبور من الطعن في أعلام الحديث ولا يفقهون مناهج المحدثين في لجرح والتعديل نسأل الله العافية وكان وكيعاً حافظاً تقياً ورعاً عابداً محدثاً من خير المحدثين وكان متفقهاً ولكن وجب تبيان المسألة بشكل أوسع . كتبهُ / أهل الحديث |
|