قول الحافظ الذهبي عن ابن كثير أنهُ اعلم من الباقر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين .
إن الرافضة لا تفرق في المفاضلة بين علماء الحديث ولا التفسير , فإن المفاضلة بين علماء الحديث والقرآن الكريم لابد منها , والباقر ممن تقدم من التابعين وهو من أهل البيت فإبن عباس ترجمان القرآن من الصحابة , ولكن المطروح هل رأى الباقر النبي صلى الله عليه وسلم , فقرأ الرافضي ترجمة الحافظ إبن كثير للإمام الباقر رحمه الله تعالى ورضي عنهُ , ولم يفهم قول الحافظ الذهبي : " ولكن لا يبلغ في القرآن درجة ابن كثير " لماذا قال الحافظ الذهبي هذا القول في الإمام الحافظ إبن كثير رحمه الله .
ولكن لنرى ترجمة الحافظ الذهبي للباقر .
وليعلم الرافضي أن الحافظ الذهبي لم يطعن فيه رضي الله عنهُ عندما قال هذا .
هل قولهُ أن الحافظ ابن كثير أعلم من الإمام الباقر في القرآ نصب أم أنهُ حقٌ ... !!
تعالوا أحبتي في الله لنرى ترجمة الباقر في السير .
يقول الحافظ الذهبي : " روى عن جديه: النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي رضي الله عنه مرسلا، وعن جديه الحسن والحسين مرسلا أيضا، وعن ابن عباس، وأم سلمة، وعائشة مرسلا، وعن ابن عمر، وجابر، وأبي سعيد، وعبد الله بن جعفر، وسعيد بن المسيب، وأبيه زين العابدين، ومحمد بن الحنفية، وطائفة.
وعن أبي هريرة، وسمرة بن جندب مرسلا أيضا، وليس هو بالمكثر، هو في الرواية كأبيه وابنه جعفر، ثلاثتهم لا يبلغ حديث كل واحد منهم جزءا ضخما، ولكن لهم مسائل وفتاو.
حدث عنه ابنه، وعطاء بن أبي رياح، والاعرج مع تقدمهما، وعمرو ابن دينار، وأبو إسحاق السبيعي، والزهري، ويحيى بن أبي كثير، وربيعة الرأي، وليث بن أبي سليم، وابن جريج، وقرة بن خالد، وحجاج بن أرطاة , والاعمش، ومخول بن راشد، وحرب بن سريج، والقاسم بن الفضل الحداني، والاوزاعي، وآخرون.
وروايته عن الحسن وعائشة في سنن النسائي، وذلك منقطع.
وروايته عن سمرة في سنن أبي داود، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤدد، والشرف، والثقة، والرزانة، وكان أهلا للخلافة.
وهو أحد الائمة الاثني عشر الذين تبجلهم الشيعة الامامية وتقول بعصمتهم وبمعرفتهم بجميع الدين " نكمل ولكن لي تعليق هنا هل يقول ثقة وأهل للخلافة أحدٌ فيه نصب لأهل البيت وخصوصاً للباقر .. ؟؟
وهل قولهُ ثقة " نصب " . ؟؟
وهل قولهُ " رزين " نصب في حق الباقر أيها الرافضي .. ؟
لا تتعجب أيها الرافضي فكلام الحافظ الذهبي أمانةُ علمية , وصدقُ في تتبع أحوال الرجال لا يخفى أن الباقر من أهل البيت ولهُ مكانتهُ وعظيم منزلتهِ وأنهُ من أهل الثقة , ولا خلاف في هذا , وأنهُ من أهل العلم إلا أن قولهُ وكان الحافظ إبن كثير أعلم منهُ في القرآن هذا من المفاضلة بين العلماء والمحدثين فلا إشكال ولا نصب في هذا أبداً .
ثم يقول الحافظ الذهبي : " فلا عصمة إلا للملائكة والنبيين، وكل أحد يصيب ويخطئ، ويؤخذ من قوله ويترك سوى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه معصوم، مؤيد بالوحي.وشهر أبو جعفر بالباقر، من: بقر العلم، أي شقه فعرف أصله وخفيه.
ولقد كان أبو جعفر إماما، مجتهدا، تاليا لكتاب الله، كبير الشأن، ولكن لا يبلغ في القرآن درجة ابن كثير ونحوه، ولا في الفقه درجه أبي الزناد، وربيعة، ولا في الحفظ ومعرفة السنن درجة قتادة وابن شهاب. فلا نحابيه، ولا نحيف عليه، ونحبه في الله لما تجمع فيه من صفات الكمال " . تعجب الرافضي من كلام الحافظ الذهبي هنا حول أن إبن كثير أعلم من الباقر في القرآن وهذا ليس نصباً بل هذه أمانة في العلمية وفي أحوال الحديث ولم يقل أهل السنة بعصمة أهل البيت .
الأن لنثبت أن الحافظ الذهبي أثبت أن الباقر يحتجُ بهُ .
وقد عده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة.
واتفق الحفاظ على الاحتجاج بأبي جعفر . يكفي هنا ما قاله الحافظ الذهبي في أنهُ متفق على الإحتجاجِ بهِ , ولكن من الحافظ إبن كثير تعالوا لنعرف من هو الحافظ إن كثير , ولماذا قال أنهُ أعلم من الباقر في القرآن الكريم .
حفظ القرآن الكريم وختم حفظه في سنة (711هـ) ، وقرأ القراءات وبرع في التفسير ، وحفظ متن " التنبيه " في الفقه الشافعي سنة (718هـ) ، وحفظ مختصر ابن الحاجب ، وتفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري ، وكمال الدين ابن قاضي شهبة .
ثم صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي ، فتزوج ابنته زينب ، ولازمه ، وأخذ عنه ، وأقبل على علم الحديث فتخرج عليه فيه ، وصحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية ، وكانت له به خصوصية ، وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق ، وامتحن بسبب ذلك وأوذي .
وقرأ الأصول على الأصفهاني وسمع علي أبي نصر ابن الشيرازي ، وأبي القاسم بن عساكر ، وآخرين كثيرين جدا .وأقبل على حفظ المتون ، ومعرفة الأسانيد والعلل والرجال والتاريخ ، حتى برع في ذلك وهو شاب ، وأفتى ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو ، وأمعن النظر في الرجال والعلل .
ولي العديد من المدارس العلمية في ذلك العصر ، منها : دار الحديث الأشرفية ، والمدرسة الصالحية ، والمدرسة النجيبية ، والمدرسة التنكزية ، والمدرسة النورية الكبرى .
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمته :" إسماعيل بن عمر بن كثير : الإمام ، الفقيه ، المحدث الأوحد ، البارع ، عماد الدين البصروي الشافعي ، فقيه متقن ، ومحدث متقن ، ومفسر نقال ، وله تصانيف مفيدة ، يدري الفقه ، ويفهم العربية والأصول ، ويحفظ جملة صالحة من المتون والتفسير والرجال وأحوالهم ، سمع مني ، وله حفظ ومعرفة " انتهى . "معجم المحدثين" (1/56) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القيسي البصروي ، الشيخ عماد الدين .ولد سنة سبعمائة أو بعدها بيسير ، ومات أبوه سنة (703) ، ونشأ هو بدمشق ، وسمع من ابن الشحنة ، وابن الزراد ، وإسحاق الآمدي ، وابن عساكر ، والمزي ، وابن الرضى ، وطائفة .وأجاز له من مصر الدبوسي ، والواني ، والختني ، وغيرهم .واشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله ، فجمع التفسير ، وشرع في كتاب كبير في الأحكام لم يكمل ، وجمع التاريخ الذي سماه البداية والنهاية ، وعمل طبقات الشافعية ، وخرج أحاديث أدلة التنبيه ، وأحاديث مختصر ابن الحاجب الأصلي ، وشرع في شرح البخاري ولازم المزي ، وقرأ عليه تهذيب الكمال ، وصاهره على ابنته ، وأخذ عن ابن تيمية ففتن بحبه ، وامتحن لسببه ، وكان كثير الاستحضار ، حسن المفاكهة ، سارت تصانيفه في البلاد في حياته ، وانتفع بها الناس بعد وفاته ، ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنونهم ، وإنما هو من محدثي الفقهاء ، وقد اختصر مع ذلك كتاب ابن الصلاح ، وله فيه فوائد " انتهى ."الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" (1/445-446) . وللحافظ ابن كثير التفسير المعروف المتفق على الإحتجاجِ بهِ فلا أدري متى يتعلم بني الرفض .
كتبهُ / أهل الحديث