شبهة تحريف شيخنا مقبل بن هادي الوادعي لحديث "ما منعك أن تسب" ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد .
لا تنفك الرافضة من الكذب على أعلام الحديث عندنا , فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , واليوم دعوى تحريف العلامة مقبل بن هادي الوادعي لنص سب علي بن أبي طالب أو كما فهم منهُ الرافضة , والله تعالى المستعان فحق لي العجب كيف أولت الرافضة هذه النصوص بهذه الطرية الغريبة العجيبة وبهذا سنردُ على هذه الشبهة وما كان لعلماء أهل الحديث التحريف والعياذُ بالله ولكن أفهامكم أقفل عليها فتعستم .
عنوانُ الشبهة للرجوع إليها .
[ تحريف مقبل بن هادي الوادعي السلفي في حديث أمر معاوية سعداً بسب أمير المؤمنين !! ] . أقول هل يستقيم هذا الأمر وهل صح ما قاله الرافضة في هذا الموضوع الغريب العجيب , فلله العجب ألا يستحي الرافضة من أنفسهم كيف يفسرون النصوص بهذه الطريقة العرجاء العوجاء فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , وعليه فالرافضة لصوص النصوص وأرذل أهل الأرض لا يفقهون العربية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , ولنرد على هذه الشبهة مستعينين بالله .
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي تحفة لمجيب : " ودعا بعض الأمويين سعد بن أبي وقاص ليسب عليًا، فما فعل، قالوا: ما منعك أن تسب عليًا؟ قال: أمّا ما ذكرت ثلاثًا قالهنّ له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلن أسبّه؛ لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النّعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول له خلّفه في بعض مغازيه، فقال له عليّ: يا رسول الله خلّفتني مع النّساء والصّبيان!! فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ألا ترضى أن تكون منّي بمنْزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي ) ، وسمعته يقول يوم خيبر: ( لأعطينّ الرّاية رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله ) قال: فتطاولنا لها، فقال: ( ادعوا لي عليًّا ) فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الرّاية إليه، ففتح الله عليه ولمّا نزلت هذه الآية { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم } دعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا، فقال: ( اللّهمّ هؤلاء أهلي ) "
قال الرافضي :
[ هنا تحريف مقبل بن هادي الوادعي ] .
قلتُ وهذا أغرب ما يكون ثم إستدل بحديث " ما منعك أن تسب " في صحيح مسلم والغريب أن الرجل لا يميز أن شيخنا مقبل بن هادي الوادعي يتحدث عن قضية السب ولم يتعرض للحديث فقال " بعض الامويين " وهذا ليس تحريفاً إنما تحرير وهو في معرض ذكر فضائل أهل البيت وليس نقض الاحاديث ويؤيد ما نقول كلام العلامة مقبل بن هادي الوادعي في نفس الكتاب فلا أعرف كيف يحمل هذا على التحريف والله المستعان .
ثم قال والذي يسب الصحابة ليس له نصيب في هذه الفضيلة، يقول الله سبحانه وتعالى في شأن الصحابة: ﴿لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى﴾(14).
فلا يشغلوك بمعاوية ولا بفلان وفلان
بل اشتغل بنفسك فهل أنت راض عن نفسك؟
ولقد أحسن من قال:
لعمرك إن في ذنبي لشغلا ... بنفسي عن ذنوب بني أمية
على ربي حسابهم جميعا ... إليه علم ذلك لا إليه
وليس بضائري ما قد أتوه ... إذا ما الله يغفر ما لديه
أما مسألة سب الصحابة فإن الله عز وجل يقول: ﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان - رضي الله عنهم - ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا﴾(15). ويقول: ﴿لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم﴾(16).فالذي يسب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا يدخل في هذه الفضيلة، وكذلك الذي يسب السنة ويتبرم من السنة ويؤذي أهل السنة.
ومازال العلماء في اليمن منذ القدم وهم يعانون الأذى من الشيعة. وأول من أدخل التشيع والاعتزال إلى اليمن هو الهادي المقبور بصعدة، وقد دخل في زمن عبدالرزاق قبل الهادي، لكنه دخل دخولا خصوصيا لعبدالرزاق نفسه، أما الذي نشره في اليمن فهو الهادي.أما بالنسبة للتشيع فيجب أن نكون كلنا من شيعة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لأن التشيع بمعنى الإتباع، فنحن من أتباع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.) انتهى .
قلتُ : وهذا ليس بتحريف إذ أن شيخنا مقبل بن هادي الوادعي يخبرُ السائل بالإلتزام بنفسهِ فلا يشغلهُ بما كان في عهد معاوية بن أبي سفيان وعلي رضي الله عنهما لأن هذا الأولى , وأما قوله بعض الامويين فإن كلامهُ هنا عن الفتنة التي وقعت في زمن معاوية بن أبي سفيان , والحديث لا يخفى على شيخنا مقبل بن هادي الوادعي وفي حديثه نفسه معرض لرد هذه الشبهة التي تثار في تحريف الشيخ لنص الحديث , سبحان الله أليس النص في صحيح مسلم ثم لا يحمل هذا النص على الأمر وقول شيخنا مقبل بن هادي الوادعي [ فلا يشغلوك بمعاوية ] أي لا تشغل نفسك بما كان في زمن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهُ , وهنا يتكلم الشيخ عن الشيعة وكلامهم عن معاوية بن أبي سفيان فلا أعجب من هذا الجهل في التأويل فشيخنا مقبل بن هادي الوادعي يتكلم عن مسألة السب ولم يتطرق إلي الحديث فكيف ينسب التحريف إليه ... !!
فحب الصحابة من عقيدتنا ، والتأول لهم في أخطائهم من منهجنا ، وادعاء عصمتهم تلميحا أو تصريحا منهج بعض جهلتنا ، وتلك فتن سلمت منها أيدينا أفلا تسلم منها ألسنتنا , قد ثار إستغرابي تحججك، بالأثر الذي أخرجه الإمام مسلم من رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: "أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا. فقال: "ما منعك ان تسب أبا التراب؟" فقال: "أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن اسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: له خلفه في بعض مغازيه. فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها. فقال: ادعوا لي عليا فأتي به ارمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية {فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا. فقال: اللهم هؤلاء أهلي."
ولا دليل في هذه الرواية بأن خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أمر أحداً بسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فقد قال الشيخ خالد العسقلاني في كتابه: (بل ضللت - كشف أباطيل التيجاني في كتابه ثم اهتديت) في الرد على هذه الشبهة: "وهذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسبِّ عليّ، ولكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب عليّ، فأجابه سعداً عن السبب ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب عليّ كما يدّعي هذا التيجاني، لما سكت على سعد ولأجبره على سبّه، ولكن لم يحدث من ذلك شيءٌ فعلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك، ويقول النووي: قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعـاً وإجـلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جـواب آخـر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ"
والراجح، هو بأن سعد - رضي الله عنه - لم يسب علي - رضي الله عنه - إجلالاً لمكانته، فقد قال كثير النوري: "عن عبد الله بن بديل قال: دخل سعد على معاوية فقال له: ما لك لم تقاتل معنا؟ فقال: إني مرت بي ريح مظلمة فقلت: أخ أخ. فأنخت راحلتي حتى انجلت عني ثم عرفت الطريق فسرت، فقال معاوية: ليس في كتاب الله: أخ أخ. ولكن قال الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} فو الله ما كنت مع الباغية على العادلة، ولا مع العادلة على الباغية. فقال سعد: ما كنت لأقاتل رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي". فقال معاوية: من سمع هذا معك؟ فقال: فلان وفلان وأم سلمة. فقال معاوية: أما إني لو سمعته منه صلى الله عليه وسلم لما قاتلت علياً." وهنا يتبين، بأن معاوية - رضي الله عنه - ندم على مقاتله للإمام، ذلك لنه لم يكن يعلم منزلة الإمام من رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فقد عُلم عن سعد - رضي الله عنه - بأنه شديد البأس على من سب الإمام عليّ - رضي الله عنه -، فقد قال هشيم عن أبي بلج عن مصعب بن سعد أن رجلاً نال من علي فنهاه سعد فلم ينته، فقال سعد: أدعو عليك، فلم ينته، فدعا الله عليه حتى جاء بعير ناد فتخبطه. وجاء من وجه آخر عن عامر بن سعد أن سعداً رأى جماعة عكوفاً على رجل فأدخل رأسه من بين اثنين فإذا هو يسب علياً وطلحة والزبير، فنهاه عن ذلك فلم ينته، فقال: أدعو عليك، فقال الرجل: تتهددني كأنك نبي؟ فانصرف عنه سعد فدخل دار آل فلان فتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه فقال: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواماً قد سبق لهم منك سابقة الحسنى، وأنه قد أسخطك سبه إياهم، فاجعله اليوم آية و عبرة. قال: فخرجت بختية نادة من دار آل فلان لا يردها شيء حتى دخلت بين أضعاف الناس، فافترق الناس فأخذته بين قوائمها، فلم يزل تتخبطه حتى مات. قال: فلقد رأيت الناس يشتدون وراء سعد يقولون: استجاب الله دعاءك يا أبا إسحاق. انظر: لبداية والنهاية 5/566. فشيخ الإسلام إبن تيمية في معرض لرد الشبهات وليس في معرض لأثبات سب معاوية لعلي بن أبي طالب ولو إطلع الرافضي على كلام شيخ الإسلام إبن تيمية وكلامهُ مبتور , فإنهُ ينفي هذه القصة بالجملة والله تعالى المستعان .
فالخلاصة أن هذا لا يمكنُ أن يقال عنهُ تحريف أبداً , لأن شيخنا مقبل بن هادي الوادعي لم يشر في كتابه إلي الحديث ليكون هذا تحريف وأما الكلام فقد وقع في زمن الصحابة وزمن وهذا ما قاله ُ لا يشغلوك أي أنا أمرنا بالأدب مع الصحابة رضي الله عنهم , وعدم الكلام في هذا النص والله تعالى المستعان , وبهذا فبالجملة هذا لا يعتبر تحريف لأن الشيخ يتكلم عن هذه الشبهة وان كان ما يسميه الرافضي هذا تحريفاً فعلمائنا لا يمكنُ ان يتركوا هذا الأمر بدون تحقيق فالنص ليس محرفاً ولكن معرض كلامه عن الفتنة التي كانت بين معاوية وبن علي رضي الله عنهُ , وحديث " ما منعك " مشهور . والله أعلم .
كتبه /
اهل الحديث