الإتقان بصيانة صحيح "إبن حبان" رواية الزوزني ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار , وأصلي وأسلم على النبي المختار محمد صلى الله عليه وسلم , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله صفيه من خلقه وحبيبه أشهد أنه أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمة وكشف الله تبارك وتعالى به الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , فإن أتفهَ العقول من تحاول الطعن في الصحابة العدول .
إن من السفه أن يطلب تراجم لرواة الكتب المشهورة والمعروفة بصحتها , فقد أسهب أهل الحديث في العناية بكتب الحديث والمتون ونجد أن النكرات يقولون ما لا يعلمون على أهل الحديث , فلله العجب فنجد أحد النكرات يقول بعنوان لشبهتهِ التي طرحها : [ مطلوب حالا .. ترجمة لراوي كتاب ( صحيح ابن حبان ) عن مؤلفه !! ] فنقول رداً على هذا الرافضي أن صحيح إبن حبان من الكتب المشهورة , ويكفيكِ بقبول الناس للروايات وللكتاب توثيقاً للرجل الذي زعمت بجهالتهِ فالله تعالى المستعان ومن باب الأولى أن يفهم الرافضي ما ينقل .
كتاب تدريب الراوي للسيوطي : " أما الكتاب المشهور الغني بشهرته عن اعتبار الإسناد منا إلى مصنفه كالمسانيد والسنن ، مما لا يحتاج في صحة نسبتها إلى مؤلفها إلى اعتبار إسناد معين ، فإن المصنف منهم إذا روى حديثا ، ووجدت الشرائط فيه مجموعة ، ولم يطلع المحدث المتقن المطلع فيه على علة لم يمتنع الحكم بصحته ، ولو لم ينص عليها أحد من المتقدمين .
قال : ثم ما اقتضاه كلامه من قبول التصحيح من المتقدمين ورده من المتأخرين ، قد يسلتزم رد ما هو صحيح ، وقبول ما ليس بصحيح ، فكم من حديث حكم بصحته إمام متقدم اطلع المتأخر فيه على علة قادحة تمنع من الحكم بصحته ، ولا سيما إن كان ذلك المتقدم ممن لا يرى التفرقة بين الصحيح والحسن ، كابن خزيمة وابن حبان .
قال : والعجب منه كيف يدعي تعميم الخلل في جميع الأسانيد المتأخرة ، ثم يقبل تصحيح المتقدم ، وذلك التصحيح إنما يتصل للمتأخر بالإسناد الذي يدعي فيه [ ص: 161 ] الخلل ، فإن كان ذلك الخلل مانعا من الحكم بصحة الإسناد ، فهو مانع من الحكم بقبول ذلك التصحيح ، وإن كان لا يؤثر في الإسناد في مثل ذلك لشهرة الكتاب ، كما يرشد إليه كلامه ، فكذلك لا يؤثر في الإسناد المعين الذي يتصل به رواية ذلك الكتاب إلى مؤلفه ، وينحصر النظر في مثل أسانيد ذلك المصنف منه فصاعدا ، لكن قد يقوي ما ذهب إليه ابن الصلاح بوجه آخر ، وهو ضعف نظر المتأخرين بالنسبة إلى المتقدمين " أهـ .
الرجل إذا كان مشهورا بالعلم فروى عنه الحفاظ فهذا توثيق له ما لم يجرحه أحد , وصحيح إبن حبان قد روي من طريق أكثر من واحد من الأعلام والمشاهير بالعلم والثقات , فقد روى صحيح إبن حبان عن إبن حبان رحمه الله تعالى كما في المقدمة من صحيح إبن حبان رضي الله تعالى عنهُ .
وقد أشار إلى ذلك العلاّمة محمد بن جعفر الكتاني صاحب كتاب " الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة " ، إذ قال : (( وقد قيل إن أصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ، ابن خزيمة فابن حبان )) (الرسالة المستطرفة : 21 ) .
وتابعه في ذلك الدكتور محمد أديب صالح في كتابه " لمحات في أصول الحديث " ، فقال: (( والذي قيل فيه - أي صحيح ابن خزيمة - إنّه أصح ما صنف في الصحيح بعد الصحيحين )) (لمحات في أصول الحديث : 155 ) .
وقال العلاّمة أحمد شاكر رحمه الله : (( وقد رتب علماء هذا الفن ونقاده هذه الكتب الثلاثة التي التزم مؤلفوها رواية الصحيح من الحديث وحده ، أعني الصحيح المجرد بعد الصحيحين : البخاري ومسلم ، على الترتيب الأتي : صحيح ابن خزيمة ، صحيح ابن حبان ، المستدرك للحاكم ، ترجيحاً منهم لكل كتاب منها على ما بعده في التزام الصحيح المجرد ، وإن وافق هذا مصادفة ترتيبهم الزمني من غير قصد إليه )) .
وقد خالف الشيخ شعيب ما اتفق عليه العلماء ، إذ ذهب إلى تقديم صحيح ابن حبان على صحيح ابن خزيمة ، فقال : (( إن صحيح ابن حبان أعلى مرتبة من صحيح شيخه ابن خزيمة ، بل إنه ليزاحم بعض الكُتُب الستة ، وينافس بعضها في درجته … )) ( الإحسان 1/43 ) .
سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقه مما يقويه قال إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه. وقال أيضا: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوى حديثه قال اى لعمرى قلت الكلبي روى عنه الثوري قال إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء وكان الكلبي يتكلم فيه , بل الرجل ثقة أصلا لا يحتاج لأن نقول إسناده يتقوى بشهرة الكتاب. وإنما وقعت الجهالة من قلة المصادر.وانظر لابن أبي مسرة، لو تأملت مروياته لعلمت أنه من كبار محدثي مكة، ولكن ترجمته عزيزة ولم يكد يوثقه أحد صراحة إلا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وكانت عبارته فيه مقتضبة لا تدل على سعة رواية الرجل.ولكن تواريخ مكة ليست كثيرة كتواريخ العراقيين فقلة المصادر جعلت التعديل قليل، مع انعدام تصانيف الرجل وما وصلنا إنما رواياته عن مشايخه من المكيين كالحميدي مثلا. ويحضرني فيما أظن ابن لؤلؤ من الطبقة التي تليه فليس فيه كبير تعديل , فكيف يطلب أن يترجم لهذا المحدث الثقة .
وقال الحاكم : انصرف إلينا في سنة سبع (يعني سبع وثلاثين وثلاث مئة) ، فأقام عندنا بنيسابور ، وبنى الخانقاه ، وقرئ عليه جملة من مصنفاته . وكانت رغبته في نشر العلم ، وحرصه على بثه وبذله ، مصاحبا لفراسة صادقة ، وبصيرة نافذة ، يستشف بهما من هو أهل للتعلم ، فيخصه بمزيد من العناية ، يقول الحاكم : " ورد نيسابور سنة 334 ، وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة ، فلما سألناه الحديث ، نظر إلى الناس وأنا أصغرهم سنا ، فقال : استمل ، فقلت : نعم ، فاستمليت عليه " وإذ كان يولي عنايته من تفرس فيه النباهة ، وتوسم فيه التفوق ، فقد كان بعض تلامذته من كبار العلماء ، وأعلام الحفاظ فمنهم :
وفي المقدمة لصحيح إبن حبان رحمه الله تعالى :
1 - الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الضبي ، المتوفى سنة 405 ه ، تابع شيخه ابن حبان في جمع الصحيح من الأخبار ، فألف كتابه " المستدرك على الصحيحين " وهو الكتاب المعروف المتداول ، وألف كتبا أخرى نفيسة . مترجم في " سير أعلام النبلاء " 17 / 162 .
2 - الإمام الحافظ محدث الإسلام أبو عبد الله محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني ، صاحب كتاب " معرفة الصحابة " و " التوحيد " و " الكنى " وغيرها ، متوفى سنة 395 ه ، مترجم في " سير أعلام النبلاء " 17 / 28 - 43 .
3 - الإمام الحافظ علم الجهابذة أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني ، من بحور العلم ، وأئمة الدنيا في الحفظ والفهم والورع ، صاحب " السنن " ، و " العلل " وغيرهما ، متوفى سنة 385 ه . مترجم في " سير أعلام النبلاء " 16 / 449 - 461 . 4 - العلم الرحال الحافظ أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد بن أحمد الذهلي الخالدي الهروي ، متهم ، متوفى سنة 401 أو 402 ه ، مترجم في " سير أعلام النبلاء " 17 / 114 ، 115 .
5 - الأديب أبو عمر محمد بن أحمد بن سليمان بن غيثة النوقاتي ، صاحب التصانيف الكثيرة ، متوفى سنة 382 ه ، مترجم في " معجم الأدباء " 17 / 205 .
6 - المحدث أبو الحسن محمد بن محمد بن هارون الزوزني ، روى عنه كتاب " التقاسيم " ذكره الذهبي في " المشتبه " 1 / 51 . وخلق كثير سواهم . ويسجل التاريخ هنا مأثرة عظيمة لابن حبان ، كان له فيها فضل السبق والتقدم ، فهو بالإضافة إلى قيامه ببذل علومه الغزيرة ، وإقراء مصنفاته النفيسة لعدد لا يحصى من الطلاب ، هو من أوائل - بل لعله أول - من حول مكتبته الخاصة الأثيرة لديه ، والتى أنفق في تحصيلها وجمعها عمره وماله ، حولها إلى مكتبة عامة يفيد منها طلاب العلم كافة غنيهم وفقيرهم ، ذكر ذلك مسعود السجزى كما نقل عنه ياقوت ، فقال : " سبل كتبه ، ووقفها ، وجمعها في دار رسمها لها " ، ثم عمد إلى داره فأوصى أن تحول إلى مدرسة لأصحابه ، ومسكن للطلاب الغرباء الذين يفدون لطلب العلم من حديث وفقه وغير ذلك ، ولم يكتف ابن حبان بوقف المكتبة والمدرسة والمسكن ، فقد بقى أمام الطلبة هم المعيشة ، فكفاهم ذلك بأن وقف لهم جرايات يستنفقونها ، ليتفرغوا لطلب العلم ، ويتوجهوا إلى تحصيله بصفاء ذهن وراحة بال (1) ، ويكون ابن حبان بإنشائه هذه المدرسة قد سبق الملك العادل نور الدين الزنكي رضي الله عنه بأكثر من قرنين وثلث القرن ، ويمكن أن نصحح هنا ما أورده ابن الأثير (2) وتابعه عليه المقريزي (3) من أن نور الدين أول من بنى دارا للحديث .
مقدمة صحيح إبن حبان (1/45) : " عناية العلماء بصحيح ابن حبان : لم يكن عجبا أن يكون كتاب ابن حبان - وهو على الدرجة التي عرفت من الشمول والصحة - مستقطبا اهتمام العديد من العلماء ، إذ كانوا شديدي الحرص على الإفادة منه والأخذ عنه ، على الرغم من وعورة مسالكه ، وتشابه دروبه ، بسبب هندسته العجيبة التي بناه عليها مؤلفه ، وتجلت عنايتهم الفائقة به في أنهم لم يدخروا جهدا في الاستفادة منه من جميع جوانبه ، ووجوهه كافة ، إذ هو زاخر بفرائد الفوائد ، وجواهر النوادر ، غني بما أودعه فيه مؤلفه من عصارة فكره وفقهه ، وبديع استنباطه وفهمه ، وقد شملت عنايتهم الجوانب التالية : 1 - مدارسته وقراءته على الشيوخ : وهذا أول وجه من وجوه العناية به والاستفادة منه ، فقد رواه عن مؤلفه ابن حبان تلميذه أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني . ورواه عن الزوزني أبو الحسن علي بن محمد بن علي البحاثي (1) . وعن البحاثي رواه الشيخ المحدث المعمر مسند خراسان أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي المتوفى سنة 533 ه (2) ، والشيخ الفاضل المؤدب مسند هراة تميم بن أبي سعيد الجرجاني ، أبو القاسم ، المتوفى 51 ه (3) " . (1) كما في المشتبه 10 / 51 ، والورقة الأولى من قطعة الظاهرية ، وقطعة نسخة حيدر أباد الدكن من " التقاسيم والأنواع " . (2) كما في ترجمته من " سير أعلام النبلاء " 20 / 9 . (3) كما في ترجمته من " السير " 20 / 21 ، والورقة الأولى من قطعة الظاهرية ، وقطعة حيدر أباد الدكن من " التقاسيم والأنواع " ....
وجاء في عنوان الصفحة الأولى منها ما نصه : الجزء الأول من المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها ، ولا ثبوت جرح في ناقليها ، من تصنيف شيخ الإسلام ، أوحد الحفاظ ، سيد النقاد ، أبي حاتم ، محمد بن حبان بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني عنه ، رواية أبي الحسن علي بن محمد بن علي البحاثي عنه ، رواية أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي عنه ، رواية الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر عنه . 2 - الجزء الثاني : من نسخة أخرى نفيسة ، وهي مصورة عن مكتبة أحمد الثالث بإسلامبول ، رقم (347) وعدد أوراقه 222 ورقة ، وهو جزء صحيح متقن ، جليل القدر ، فرغ من كتابته ، أحمد بن يحيى بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عساكر ، تجاه الكعبة المشرفة في 17 جمادي الأولى .
وست مئة قيل له : أخبركم أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي البزاز قراءة عليه وأنا أسمع بهراة قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي سعيد بن العباس الجرجاني قال : أخبرنا الحاكم علي بن محمد البحاثي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني ، قال : أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي التميمي رحمه الله . 6 - نسخة الظاهرية : قطعة تشتمل على (11) ورقة ، تتضمن النوعين السبعين والحادي والسبعين من القسم الثالث ، وبعض الأحاديث ، ولم يرد فيها ذكر النوع . وهي قطعة قديمة ، وربما كتبت في القرن الثامن الهجري ، جاء في أولها : أخبرتنا خديجة ، أخبرنا الشيخ الإمام العالم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء الزراد ، أخبرنا الحافظ صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن البكري ، قال : أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي ، أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي البحاثي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني ، أخبرنا أبو حاتم بن حبان . 7 - قطعة كبيرة من المجلد الرابع ، تقع في (151) ورقة ، في كل صفحة (19) سطرا ، وفي كل سطر (13) كلمة تقريبا . ونوع الخط نسخي .
قال أبو سعد السمعاني : كان مكثرا متيقظا ، ورد علينا مرو قصدا للرواية بها ، وخرج معي إلى أصبهان لا شغل له إلا الرواية بها ، وازدحم عليه الخلق ، وكان يعرف الأجزاء ، وجمع ونسخ وعمر ، قرأت عليه "تاريخ" نيسابور في أيام قلائل ، كنت أقرأ فيه سائر النهار ، وكان يكرم الغرباء ، ويعيرهم الأجزاء ، ولكنه كان يخل بالصلوات إخلالا ظاهرا وقت خروجه معي إلى أصبهان ، فقال لي أخوه وجيه : يا فلان ، اجتهد حتى يعقد ، لا يفتضح بترك الصلاة ، وظهر الأمر كما قال وجيه ، وعرف أهل أصبهان ذلك ، وشغبوا عليه وترك أبو العلاء أحمد بن محمد الحافظ الرواية عنه ، وأنا فوقت قراءتي عليه "التاريخ" ما كنت أراه يصلي ، وعرفنا بتركه الصلاة أبو القاسم الدمشق ، قال : أتيته قبل طلوع الشمس ، فنبهوه ، فنزل لنقرأ عليه ، وما صلى ، وقيل له في ذلك ، فقال : لي عذر ، وأنا أجمع الصلوات كلها ولعله تاب ، والله يغفر له ، وكان خبيرا بالشروط ، وعليه العمدة في مجلس الحكم ، مات بنيسابور في عاشر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة . زاهر بن طاهر ابن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن مرزبان ، الشيخ العالم ، المحدث المفيد المعمر ، مسند خراسان، أبو القاسم بن الإمام أبي عبد الرحمن ، النيسابوري الشحامي المستملي الشروطي الشاهد . فقد حدث هذا الثقة عن من روى عن الزوزني , الصحيح لإبن حبان والصحيح أن الأص ثابت .
كتبهُ
أهل الحديث