بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين ولعن الله أعدائهم إلي يوم الدين , ورضي الله عن التابعين وحملة السنة الموحدين والحمد لله رب العالمين .
كتب أحد الرافضة يستفسر عن حديث في صحيح البخاري , ورمى البخاري بالبهتان العظيم والله تعالى المستعان , فكم أثبت لي الرافضة جهلهم في كل موطن من مواطن علم الحديث , أستغرب كيف فسر هؤلاء القوم أن الإمام البخاري بتر هذا اللفظ والله تعالى المستعان , فهؤلاء أجهل من وطئ الحصى , فكيف يعتبر هذا من التدليس وبتر والله تعالى المستعان , وقد شهد للبخاري بالإنصاف أعلام القوم وأقطابهم والله المستعان , ولا أدري متى يتعلم الرافضة من جهلم وفرط غبائهم والله المستعان .
فقد وصفه البروجردي في طرائف المقال بالإنصاف , ويقول الرافضة أن الإمام البخاري لم يكن من المنصفين ودلس والله تعالى المستعان , فكيف يرمى جبل المحدثين الإمام البخاري بهذه الفرية التي لا يمكن أن يقبلها عاقل والله تعالى المستعان , وكتب الشبهة والرد على هذه المسألة نقول أن الرافضة بلاء هذه الأمة بجهلها والله تعالى المستعان.
فقال الرافضي : [ من يحل اللغز ؟ لماذا حذف البخاري هذا المقطع من الحديث؟ (كشف عدم أمانة البخاري) ] فقلتُ أنا من يحل هذا اللغز إلا أنك هداك الله تعالى لا تميز بين البيضة والدجاجة والله تعالى المستعان , وأستغرب من هذا الجاهل كيف يتكلم بعلم الحديث ويبدوا لي من هذا الموضوع أنه جاهل لا يمكن أن يحاور بمثل هذا الخبر .. !!!
أخرج الإمام البخاري في الصحيح (1/273) .
758 - حدثنا حفص بن عمر فقال حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت زيد بن وهب قال رأى حذيفة رجلا لا يتم الركوع ولا السجود قال ما صليت ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمد صلى الله عليه و سلم . قلتُ : وقال الرافضي ان الإمام البخاري حذف لفظ أورده البيهقي في السنن الكبرى وأخرج هذا اللفظ البيهقي في السنن الكبرى , وأستغرب كيف رمى الإمام البخاري بالبتر .
السنن الكبرى للبيهقي (2/286) .
رواه البخاري في الصحيح عن حفص بن عمر . قلتُ : وليس المراد بهذا أن الإمام البخاري بتر الحديث بتراً كما يدعي الرافضي فيحمل هذا الخبر على أن الإمام البخاري أورد المتن مشابهاً ولا خلاف إن إختلف المتن من رواية إلي أخرى فكما هو معروف عند أهل الحديث أصله عند الإمام البخاري بلفظ لا يجد فيه [ مذ كم صليت قال منذ أربعين سنة ] فإن الرواية إن إختلف متنها لا يمكن أن يحمل على البتر وهذا جهل , لأن الأصل عند البخاري رحمه الله تعالى وإن رواه البيهقي بزيادة هذا اللفظ فلا يرمى البخاري بالتدليس والبتر والله تعالى المستعان وإلا ففهمكم أقرب إلي فهم الأطفال .
الحديث أخرجه الإمام إبن أبي شيبة في المصنف كما في الصحيح .
2968 - حدثنا غندر عن شعبة عن أبي النضر قال سمعت جبلة بن عبد الرحمن عن مسلم قال رأى عبادة رجلا لا يتم الركوع ولا السجود فأخذ بيده ففزع الرجل فقال عبادة لا تشبهوا بهذا ولا بأمثاله أنه لا يجزئ صلاته إلا بأم الكتاب . قلتُ : وهذه أخرجها إبن أبي شيبة كما أخرجها الإمام البخاري في الصحيح وهو من أئمة الحديث والأعلام وغندر عن شعبة من أوثق أصحاب شعبة والله الموفق , فإن محمد بن جعفر غندر من أوثق أصحاب شعبة في روايته عنهُ . والله الموفق .
مصنف إبن أبي شيبة (1/324) .
(20) حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم قال جاء رجل يصلي وطاوس جالس فجعل لا يتم الركوع ولا السجود فقال بعض القوم ما لهذا صلاة فقال طاوس مه يكتب له منها بقدر ما أدى. قلتُ : وهذا الحديث بلفظ آخر يثبت أن الإمام البخاري أخرج الحديث بسنده صحيحاً, وكما أورده إبن أبي شيبة عنهُ بهذا اللفظ , فكيف يكون البخاري دلس , وقوله في سنن البيهقي أورده الإمام البخاري بنفس السند , والمتن إن لم يكن فيه اللفظ فهذا لا يدل على شيء فقد تروى الرواية بدون هذا اللفظ كما ثبت عن غندر عن شعبة , فهذه الرواية ليس فيه [ مذ كم صليت ] فتأملوا والله تعالى المستعان وعليه التكلان .
وفي التحفة (5/27) : " *3329 (خ س) حديث: رأى حذيفة رجلا لا يتم الركوع والسجود، فقال: ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدا. خ في الصلاة (270) عن حفص بن عمر، عن شعبة، عن الأعمش، عنه به. س فيه (الصلاة 519) عن أحمد بن سليمان، عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عنه نحوه " فلله العجب ما أكثر تدليس القوم وجهلهم والله تعالى المستعان .
وقال أبي الفضل النوري في المسند الجامع (11/131) : " -عن زيد بن وهب ، قال :
رأى حذيفة رجلا لا يتم الركوع والسجود. فقال : ما صليت ، ولو مت مت على غير الفطرة التى فطر الله محمدا صلى الله عليه وسلم عليها.
- وفي رواية : عن حذيفة ؛ أنه رأى رجلا يصلي فطفف ، فقال له حذيفة : منذ كم تصلي هذه الصلاة ؟ قال : منذ أربعين عاما. قال : ما صليت منذ أربعين سنة ، ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة ، لمت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : إن الرجل ليخفف ، ويتم ، ويحسن.
أخرجه أحمد 5/384(23647) قال : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش. و"البخاري" 1/200 (791) قال : حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان. و"النسائي" 3/58 ، وفي "الكبرى" 611 و1236 قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا مالك ، وهو ابن مغول ، عن طلحة بن مصرف.
كلاهما (سليمان الأعمش ، وطلحة) عن زيد بن وهب ، فذكره " قلتُ : وليس في تخريج الحديث ما رواه البيهقي في السنن الكبرى , فتفرد البيهقي بهذه الزيادة لا يلزمُ القول بتدليس الإمام البخاري , أو حتى بالبتر والله تعالى المستعان وقد جاء هذا من طرق الثقات , وفي صحيح البخاري كذلك والله تعالى المستعان وعليه التكلان والحمد لله .