الإمام البربهاري ووصية الأخذ بكتابهِ " شبهة عرض ثم نقد "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا إلي يوم الدين ولعن الله أعدائهم إلي يوم الدين.
لازال هذا النكرة يثبت لنا أنهُ ما من موقف وما من شبهة يطرحها إلا أنهُ غبي جاهل لا يميز بين النقد والتبيان وبين القبول وعدم القبول , ويقارن نفسهُ بمحققي أهل السنة , واليوم شبهتهُ حول ما قاله الإمام البربهاري في كتاب شرح السنة , ونقل قول المحقق وردهُ على ما قال الإمام البربهاري وقال ترقيع , ولكن المصيبة قال إن قالها شيعي " كفرهُ المحقق الشيعي " ألستم من إستباج الزنا والعياذ بالله ألستم من لا أعراض لهم ويا عابد القبور مناف الناجي وكيل السيستاني ليس ببعيد فإتقوا الله يا أيها الكفرة الملحدين.
هذا الإمام البربهاري في كتابه (شرح السنة) يقول: (فاتق الله، وعليك بالأمر الأول العتيق، وهوما وضعت لك في هذا الكتاب، فرحم الله عبداً - ورحم والديه - قرأ هذا الكتاب، وبثه، وعمل به، ودعا إليه، واحتج به، فإنه دين الله ودين رسول الله صلى الله عليه وسمل، فإنه من استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب، فإنه ليس يدين الله بدين، وقد رده كله) قال المحقق في الحاشية: " غفر الله للمؤلف كيف يساوي بين كتابه وبين كتاب الله في القبول والرد " ونقل كلام الإمام مالك رحمه الله تعالى في ان كل البشر يؤخذ منه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن هل يكفر الرافضي أخاهُ هنا.
هل أراهُ يكفر هنا من ساوى المزبلة المسمية بالكافي بكتاب الله تبارك وتعالى , وجعل رواية الكليني عن الحمار عفير , فقال "حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ". فهل هذا يشابهُ ما قالهُ الكافي والعياذُ بالله ... ؟ هل يكفرهُ الآن كما قال الجاهل أم أنهُ الغباء واليأس.
(وصية المؤلف بالأخذ بما في هذا الكتاب وتبليغه) جزء من محاضرة: (شرح كتاب السنة للبربهاري [12]) للشيخ: (عبد العزيز بن عبد الله الراجحي). والآن لنعرف ما قاله الإمام الشيخ الراجحي في شرح كتابا لسنة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فاتق الله رحمك الله وانظر لنفسك، وإياك والغلوفي الدين، فإنه ليس من طريق الحق في شيء. وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهوعن الله تعالى، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه، وعن التابعين، وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع. فاتق الله يا عبد الله! وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضا بما في هذا الكتاب، ولا تكتم هذا الكتاب أحداً من أهل القبلة، فعسى الله أن يرد به حيراناً عن حيرته، أوصاحب بدعة عن بدعته، أوضالاً عن ضلالته؛ فينجوبه. فاتق الله، وعليك بالأمر الأول العتيق، وهوما وصفت لك في هذا الكتاب، فرحم الله عبداً ورحم والديه قرأ هذا الكتاب وبثه وعمل به ودعا إليه واحتج به، فإنه دين الله ودين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه من استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب؛ فإنه ليس يدين لله بدين، وقد رده كله، كما لوأن عبداً آمن بجميع ما قال الله تبارك وتعالى إلا أنه شك في حرف فقد رد جميع ما قال الله تعالى وهوكافر، كما أن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل من صاحبها، إلا بصدق النية وإخلاص اليقين، كذلك لا يقبل الله شيئاً من السنة في ترك بعض، ومن ترك من السنة شيئاً فقد ترك السنة كلها، فعليك بالقبول، ودع عنك المحك واللجاجة؛ فإنه ليس من دين الله في شيء، وزمانك خاصة زمان سوء فاتق الله]. عليك بتأمل وصية الإمام رحمه الله تعالى في هذا الكتاب والآن لنبين حقيقة هذه الشبهة برد شيخنا الراجحي وشرحهِ لهذا الكتاب والله تعالى الموفق.
هذه نصيحة من المؤلف، يقول: (اتق الله رحمك الله)، أي: اجعل بينك وبين غضب الله وسخطه وناره وقاية تقيك، وهذا لا يكون إلا بتوحيد الله وإخلاص العبادة له والعمل بالسنة وترك البدعة، وطريق التقوى أن تعبد الله مخلصاً له الدين، وأن تعمل بكتاب الله وسنة رسوله، وحينئذ تكون قد اتقيت الله. (وانظر لنفسك) أي: انظر لنفسك الشيء الذي يخلصك من عذاب الله وسخطه، وهولزوم الكتاب والسنة، والبعد عن البدع. (وإياك والغلوفي الدين)، لا تغل بأن تتجاوز الحد في الأقوال والأفعال، قال الله: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ [النساء:171]. (فإنه ليس من طريق الحق في شيء)، أي: أن الغلوليس من طريق الحق. (وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهوعن الله، وعن رسول الله، وعن أصحابه، وعن التابعين، وعن القرن الثالث، وعن القرن الرابع)، وهذا الكلام فيه مبالغة من المؤلف رحمه الله؛ لأن هناك بعض المسائل ضعيفة كما مر معنا، وليس لها دليل في الكتاب، أوليس لها دليل في السنة، فالمراد أغلب ما وصفت لك، فأغلب ما في هذا الكتاب له دليل من الكتاب، أومن السنة، أومن الصحابة، أومن التابعين. قلتُ / إنظر إلي أمانة أعلام أهل السنة إن كان وقع في شيء من الخطا والبشر ليسوا معصومين من الخطأ بينوه وشرحوه فتأمل معنا وتعلم.
(فاتق الله يا عبد الله!) فكرر الأمر بالتقوى لأهميتها، والتقوى هي وصية الله للأولين والآخرين، قال الله تعالى: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131]، وكلامه عام، فكل مؤمن هوعبد الله. (وعليك بالتصديق والتسليم وعدم الاعتراض) أي: التصديق لكلام الله وكلام رسوله، والتسليم لأمر الله وأمر رسوله. (والتفويض)، أن يفوض الإنسان علم ما لا يعلم إلى الله، كتفويض كيفية الصفات وكيفية أمور الآخرة إلى الله. وأما التفويض ففي هذا الكلام كثير ويطول ولكن ننهي هذه الشبهة حتى لا يتكلم هذا الجاهل في شيء لا طافة لهُ به والله تعالى المستعان.
(والرضا بما في هذا الكتاب، ولا تكتم هذا الكتاب أحداً من أهل القبلة فعسى يرد الله به حيراناً عن حيرته، أوصاحب بدعة عن بدعته، أوضالاً عن ضلالته فينجو)، المؤلف يأمر ببث هذا الكتاب. وإنظر إلي أمانة علماء أهل السنة كيف صححوا في هذا الكتابولكن القوم لا يفقهون ولا يعلمون.
(فاتق الله وعليك بالأمر الأول العتيق، وهوما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهوما وصفت لك في هذا الكتاب)، وهذا أيضاً مبالغة من المؤلف؛ لأن هذا الكتاب فيه بعض الأمور التي ليس لها دليل، والمراد أغلب ما في هذا الكتاب. ثم قال: (فرحم الله عبداً ورحم والديه قرأ هذا الكتاب، وبثه) أي: نشره. فمتى يتعلم الرافضة ومتى يفقهون نسأل الله تعالى العافية.
(وعمل به ودعا إليه واحتج به فإنه دين الله ودين رسوله)، وهذا غلط من المؤلف، فهذا الكتاب ليس دين الله ودين رسوله، فدين الله ورسوله ما جاء في القرآن العزيز، وسنة رسوله، أما هذا فكلام المؤلف رحمه الله، وفهمه من نصوص الكتاب والسنة، وهومن وضع البشر، والبشر يخطئون ويصيبون. فالحمد لله رب العالمين , هذه الامانة التي تحلى بها علماء أهل السنة في تحقيق الكتب , ولكن مثلك لا يمكنُ ان يرقى ليعلق على مثل هذا الكلام.
ثم قال المؤلف: (فإنه من استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين لله بدين)، وهذا فيه مبالغة من المؤلف، فقد مرت معنا أشياء ضعيفة تخالف الصواب، وليس معنى ذلك أن الإنسان لوخالف في مسألة أومسألتين أوبعض المسائل أنه يخرج من الدين، ولا يدين لله بدين، فلا يكون ذلك إلا إذا أشرك وفعل ناقضاً من نواقض الإسلام. ومن الخطأ أن يجزم المؤلف فيقول: (من استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين لله بدين)، فقد ذكر في الكتاب مثلاً مسألة تحريم زواج امرأة بغير ولي، والحنفية يرون جواز ذلك، فلا يعني هذا كفرهم. (وقد رده كله) فمن استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب ألزمه المؤلف بأنه ليس يدين لله بدين، وقد رده كله، وهذا ليس بصحيح، بل قد يخالف الإنسان شيئاً من هذا الكتاب مما ليس عليه دليل، أومستنداً إلى حديث ضعيف، فيخالفه، ولا يلزمه أنه رده كله، فإذا رد الأشياء الضعيفة لا يلزم من هذا أنه رده كله.
ثم شبه ذلك فقال: (كما لوأن عبداً آمن بجميع ما قال الله تبارك وتعالى، إلا أنه شك في حرف فقد رد جميع ما قال الله تعالى وهوكافر) وهذا صحيح، فمن آمن بجميع ما قال الله ثم شك في حرف متعمداً وليس له شبهة، أوشك في حرف من كلام الله فقد رد القرآن كاملاً. قال (كما أن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل من صاحبها إلا بالنية، وإخلاص اليقين)، لا بد أن يقولها الإنسان عن صدق وإخلاص، كما جاء في الحديث: (من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه)، وفي لفظ: (مخلصاً)، وفي لفظ: (غير شاك، دخل الجنة). (كذلك لا يقبل الله شيئاً في ترك بعض)، وهذا ليس بصحيح، بل إذا ترك بعض المسائل الفرعية لا يلزم من ذلك أن يكون قد ترك الدين. (ومن ترك شيئاً من السنة فقد ترك السنة كلها)، هذا أيضاً ليس بصحيح، بل قد يترك الإنسان بعض السنة، فيترك من السنة مثلاً إعفاء اللحية، فلا يلزم أنه إذا حلق اللحية قد ترك الدين كله، وترك السنة كلها، بل إنه عاصٍ. (فعليك بالقبول، ودع عنك المحك واللجاجة)، أي: اترك اللجاجة والخصومة والجدال، (فإنه ليس من دين الله في شيء)، يعني: الجدال والخصومة، (وزمانك خاصة زمان سوء)، وهذا في زمان المؤلف، في القرن الرابع الهجري، فكيف لورأى القرن الخامس عشر؟! (فاتق الله)، أي: بالاستقامة على دين الله، وإخلاص العبادة لله، وحتى تسلم من غضب الله. وأما تأليف الكتاب والسبب إلي ذلك لم يذكر المصنف سبب تأليفه لهذا الكتاب؛ غير أن محتواه يدل على أن مؤلفه أراد أن يبين في كتابه هذا العقيدة الصحيحة؛ كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله , ومما ذكرناهُ هوما أخذه أهل العلم على هذا الكتاب ولكن مكانته العلمية كبيرة فتعس أهل البدع والكلام حين يتكلمون في كتب أهل السنة , وفي علمائهم فضل سعيهم وخابوا.
كتبه /أهل الحديث