موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 شبهة أن الإمام مالك معطل مأول!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

شبهة أن الإمام مالك معطل مأول! Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

شبهة أن الإمام مالك معطل مأول! Empty
مُساهمةموضوع: شبهة أن الإمام مالك معطل مأول!   شبهة أن الإمام مالك معطل مأول! Emptyالأربعاء 10 سبتمبر 2014 - 12:08

شبهة أن الإمام مالك معطل مأول!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله الطيبين وصحابته اجمعين.
اللهم ارضى عن ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابي طالب والحسن والحسين وفاطمة الزهراء وعائشة بنت ابي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وعلى جميع الصحابة وامهات المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين ...
فهذا جواب جمعته في الرد على شبهة تتداول بخصوص كلام الإمام مالك في حديث الصورة اسأل الله أن ينفع به
الشبهة: قالوا قلتم هوممن يمر نصوص الصفات كما جاءت بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف، وليس عندكم مما تتمسكون به في هذا الباب إلا كلامه في الاستواء وقد ورد في كتبه المالكية ما يدل على أنه متأول منزه!!، حيث أنكر التحديث بحديث الصورة فما جوابكم؟
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول أن يقال:
للإمام مالك كتاب عظيم تعرفه الأمة، وهوموطأه الشهير، شحنه بجملة من أحاديث الصفات منها حديث النزول وهوقوله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا .. ))
ومنها حديث الضحك وهوقوله صلى الله عليه وسلم: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد))
ومنها حديث الجارية وسؤاله لها" أين الله؟ فقالت "في السماء"
قال أبوعمر ابن عبد البر الحافظ المالكي في شرحه لرواية إمامه هذه: ((معاني هذا الحديث واضحة يستغنى عن الكلام فيها وأما قوله: "أين الله فقالت في السماء" فعلى هذا أهل الحق لقول الله عز وجل: {أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ولقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ} ولقوله: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ومثل هذا في القرآن كثير قد أتينا عليه في باب ابن شهاب في حديث النزول وفيه رد على المعتزلة وبيان لتأويل قول الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا دهمهم أمر وكربهم غم يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله عز وجل في الكف عنهم)). انتهى المراد من كلام الحافظ وهومجرد استطراد.
ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح على ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت ... )) إلخ الحديث
وقد اعترف الباجي المالكي-وفيه أشعرية- على أنه يقتضي أن له تعالى يميناً، فقال في شرحه على الموطأ: ((وقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه "يقتضي" أن الباري تعالى موصوف بأن له يمينا قال الله تبارك وتعالى "والسماوات مطويات بيمينه" .. )) إلخ
ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا كان إنما يضعها في كف الرحمن يربيها ... الحديث
وغير ذلك من أحاديث الموطأ، وكذلك روى غيرها خارج الموطأ مثل ما روى الإمام مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي} رواه البخاري وغيره عنه
وروى البخاري أيضاً في صحيحه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك} قال البخاري: رواه سعيد عن مالك.
وروى ابن القاسم -كما سيأتي لاحقاً موضعه- أن شيخه مالك روى عن ابن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن عمروبن العاص قال: "إن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب، حجب من ظلمة ما يفتقها بصر شيء إلخ" وسيأتي بتمامه إن شاء الله.
إذا علم هذا، فيقال في بيان هذا الوجه:
هذا كتابه الموطأ الذي كتبه بخطه، وأملاه على طلبته، وقرأه من صبوته إلى مشيخته، روى فيه الأحاديث التي يزعم هؤلاء أن ظاهرها التشبيه وما يعترف المخالف بأنها مقتضية لإثبات الصفات، ولم يتأول شيئاً من ذلك، ولا أعقبها بنفي أوتحريف لظاهرها، وقد ظل يرويها ويحدث بها مرة بعد مرة على مدى أربعين عاماً والزائرون والوفود لا يحصون كثرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم- رد الكثيري على السقاف ص13 - ، وقد أقرأ موطئه عمره كله ليله ونهاره، ورواه عنه ألف رجل أويزيدون، وأملاه على تلاميذه وقرأه على الناس من كل بلد، فما تأول شيئا من هذا ولا ورد عنه قط إنكاراً أوتحريفاً لظاهرها ولوكان حقاً ما يدعون من أن منهجه التأويل -بشقيه المجمل أوالمفصل-!! لما جاز أن يترك هذه الأحاديث على ظاهرها طوال هذه السنين ولصح عنه ولورواية واحدة صريحة -على التنزل الشديد-في تأويل ظواهر هذه النصوص التي مر ذكرها، فعلم بالضرورة ما تواتر عنه أن منهجه هوإمرار آيات وأحاديث الصفات كما جاءت.
الوجه الثاني وهوفي بيان أن هذا التواتر لا يصح أن يعارض برواية آحاد:
قال ابن العربي -وهومالكي أشعري- في الجزء الخامس من عارضته في الكلام على نهيه صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن ما نصه:
((ولا يفوتكم ما وصيتكم به مراراً من أن مذهب مالك المعول عليه ما في موطئه، أقرأه عمره كله، فما قال لصاحب أوأجاب به سائلاً لا يعارض ما أقرأه ليله ونهاره عمره كله، ورواه عنه ألف رجل أويزيدون))
وقال في الجزء الأول من الأحكام في الكلام على قوله تعالى: ((والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم)) ما نصه:
((وتركب على هذا ما إذا زنى بامرأة، هل يثبت زناه حرمة في فروعها وأصولها؟ عن مالك في ذلك روايتان!!
ودع من روى، وما روي، أقام مالك عمره كله يقرأ عليه الموطأ ويقرأه لم يختلف قوله فيه: إن الحرام لا يحرم الحلال، ولا شك في ذلك، وقد بيناها في مسائل الخلاف، والله أعلم))
وقال في الجزء الثاني من أحكامه في الكلام على قوله تعالى: ((وهوالذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)) ما نصه:
((وقد روي عن مالك أن الزنا يحرم المصاهرة، وهذا كتابه الموطأ الذي كتبه بخطه، وأملاه على طلبته، وقرأه من صبوته إلى مشيخته لم يغير فيه ذلك، ولا قال فيه قولا آخر. واكتبوا عني هكذا.
وابن القاسم الذي يحرم المصاهرة بالزنا قرئ ضد ذلك عليه في الموطأ، فلا يترك الظاهر للباطن، ولا القول المروي من ألف للمروي من واحد، وآحاد، وقد قررنا ذلك في مسائل الخلاف.))
وقال في الكلام على قوله تعالى: "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" ما نصه: ((وقال آخرون: وقت المغرب يكون من الغروب إلى مغيب الشفق؛ لأنه غسق كله، وهوالمشهور من مذهب مالك وقوله في موطئه الذي قرأه طول عمره، وأملاه حياته))
وقال في الكلام على قوله تعالى: ((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم)) ما نصه:
((اختلف قول مالك في هذه الأشياء؛ فروي عنه أنه لا يؤكل إلا ما كان بذكاة صحيحة.
والذي في الموطأ عنه أنه إن كان ذبحها ونفسها يجري وهي تطرف فليأكلها، وهذا هوالصحيح من قوله الذي كتبه بيده، وقرأه على الناس من كل بلد عمره، فهوأولى من الروايات الغابرة)) انتهى المراد.
فالحاصل أن الراوية التي يستدلون بها إن صحت سنداً -وقد تكلم بعض أهل العلم في سند هذا الأثر لكن نحن هنا نتكلم على القول بصحته-
فلا تعدوا كونها رواية آحاد فلوسلمنا أن دلالتها كما زعموا لكان المنهج العلمي الصحيح تقديم ما تواتر عنه على ما جاء من رواية الآحاد، التي إن صحت فلها -كما سيأتي- تفسير صحيح متوافق مع ما تواتر عنه كما جاء هذا عن بعض أئمة المالكية أنفسهم!!.
فنقول في خلاصة هذا الوجه ما قاله ابن العربي: "ما قال لصاحب أوأجاب به سائلاً لا يعارض منهجه في موطأه الذي أقرأه ليله ونهاره وعمره كله، ورواه عنه ألف رجل أويزيدون، فدع من روى، وما روى، ولا تترك الظاهر للباطن، ولا القول المروي من ألف للمروي من واحد"!!!.
ويضاف لهذا ما نورده في:
المصدر: شبكة الزهراء الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله الطيبين وصحابته اجمعين.
اللهم ارضى عن ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابي طالب والحسن والحسين وفاطمة الزهراء وعائشة بنت ابي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وعلى جميع الصحابة وامهات المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الوجه الثالث: وهوأن هذا هوما رواه عنه تلاميذه وفهمه عنه الأئمة الكبار ممن جاء من بعدهم من أهل تلك العصور، بل حتى خصوم السنة اعترفوا بهذا!:
جاء بسند صحيح لا غبار عليه عن الإمام مالك: رواه جماعة (1) عن الهيثم بن خارجه (ثقة) عن الوليد بن مسلم (ثقة) أنه قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات فقالوا: أمروها كما جاءت، وفي رواية قالوا: أمرها كما جاءت بلا كيف.
هذا هومنهجه المشهور المعروف المتواتر: الإمرار المتضمن للإيمان والإقرار بلا تأويل ولا تكييف في ما صح عنده من نصوص الصفات جميعاً لا بعضاً دون بعض كما هي طريقة الكلابية والأشعرية.
وقال الإمام الترمذي في سننه: ((هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوهذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أومثل يد أوسمع كسمع أومثل سمع فإذا قال سمع كسمع أومثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهوكما قال الله تعالى في كتابه {ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير}))
تأمل نقل هذا الإمام الهمام لمنهج الإمام مالك في آيات وأحاديث الصفات في سننه الذي هومن دواوين الإسلام.
وقد كرر هذا فقال في موضع آخر: ((هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم))
وقال إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، وجامع مذهب مالك، وشارح أقواله، الذي كان يعرف بمالك الصغير ابن أبي زيد المالكي في كتابه الجامع ص137 - 149 ما نصه:
((فمما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة؛ أن الله تبارك وتعالى له الأسماء الحسنى، والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته وهوسبحانه وتعالى، موصوف بأن له علما وقدرة وإرادة ومشيئة، لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، أحاط علما بجميع ما برأ قبل كونه، وفطر الأشياء بإرادته وقوله (إنما أمرنا إذا أراد شيئا أن نقول له كن فيكون) وأن كلامه صفة من صفاته، ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد، وأن الله عز وجل كلم موسى بذاته، وأسمعه كلامه لاكلاما قام في غيره.
وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط
وأن يديه مبسوطتان، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه
وأن يديه غير نعمتيه في ذلك، وفي قوله سبحانه (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)
وأنه يجيء يوم القيامة "بعد أن لم يكن جائيا" (والملك صفا صفا) لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المذنبين، ويعذب منهم من يشاء
وأن الله تبارك وتعالى يرضى عن الطائعين، ويحب التوابين ويسخط على من كفر به ويغضب فلا يقوم شيء لغضبه
وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه ... وأنه سبحانه يكلم العبد يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ... إلى أن قال: وكل ما قدمنا ذكره فهوقول أهل السنة وأئمة السنة في الفقه والحديث على ما بيناه
وكله قول مالك فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه))
تأمل الجملة الأخيرة ترى أن هذا نقل وفهم مالك الصغير لمذهب إمامه مالك الكبير؟ أفنصدقهم أم نصدق ابن أبي زيد ومعه صنيع مالك عمره كله والروايات الكثيرة عنه؟ وهل خفيت عن ابن أبي زيد هذه الرواية التي يتعلق بها الخصم!؟ كيف وقد رواها في نفس كتابه هذا؟
وجاء عن الإمام إثباته للعلو:
فقد صح عن تلميذه ابن نافع الصائغ الذي لازم مالك أربعين سنة وهوالذي خلفه في مجلسه بعد ابن كنانة وقد صار مفتي المدينة بعده، وقد تُكلم في حفظه للحديث، لكنه من أعلم الناس بالإمام مالك، وهوالذي سمع منه سحنون وكبار أتباع أصحاب مالك والذي سماعه مقرون بسماع أشهب في العتبية وهوالذي ذكره وروايته في المدونة، قيل لمالك من لهذا الأمر بعدك؟ قال لابن نافع.
أقول: قد صح عن ابن نافع تلميذه هذا أنه قال: قال مالك: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) (2)
وهذا الأثر صريح في إثباته للعلووتفريقه بين الذات والعلم فخص الذات بالسماء وأما العلم فهوشاملاً كل مكان لا يخفى عليه خافيه، وهكذا يقول مثل كلام الإمام مالك هذا من يثبت العلو-على خلاف متأخري الأشعرية وأضرابهم الذين لا يمكن أن ينطقوا بهذا- كما قال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار:
((وأما قوله في هذا الحديث للجارية أين الله فعلى ذلك جماعة أهل السنة وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر نقلته كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه! (الرحمن على العرش استوى) [طه 5] "وأن الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان" وهوظاهر القران في قوله عز وجل ((ءامنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور)) [الملك 16] وبقوله عز وجل (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [فاطر 1] وقوله (تعرج الملائكة والروح إليه) [المعارج 4] ... ولم يزل المسلمون إذا دهمهم أمر يقلقهم فزعوا إلى ربهم فرفعوا أيديهم وأوجههم نحوالسماء يدعونه ومخالفونا ينسبونا في ذلك إلى التشبيه والله المستعان ومن قال بما نطق به القران فلا عيب عليه عند ذوي الألباب))
وقد احتج بقول مالك هذا تلميذه ابن الصائغ نفسه لما سأل عن قول الجهمية في القرآن: فقد روى عبد الله في السنة 1/ 174 وعنه النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق": عن سريج بن النعمان أنه قال:
"سألت عبدالله بن نافع وقلت له إن قبلنا من يقول القرآن مخلوق؟
فاستعظم ذلك ولم يزل متوجعا حزينا يسترجع، قال عبدالله بن نافع: ((قال مالك من قال القرآن مخلوق يؤدب ويحبس حتى تعلم منه التوبة وقال مالك الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وقال مالك الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلومن علمه مكان وقال مالك القرآن كلام الله عز وجل)) وهكذا قال عبد الله بن نافع في هذا كله"
تأمل احتجاج التلميذ بكلام شيخه مالك على مخالفة الجهمية لأهل السنة.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في " القاعدة المراكشية " أن المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال: الله في السماء، وعلمه في كل مكان، حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في " كتاب التفسير " الذي جمعه من كلام مالك، ونقله أبوعمر الطلمنكي، وأبوعمر بن عبد البر، وابن أبي زيد في المختصر , وغير واحد ونقله أيضاً عن مالك غير هؤلاء ممن لا يحصى عددهم مثل الإمام أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله وأبوداود والأثرم والخلال والآجري وابن بطة وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة - إلى أن قال: وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور حتى علماؤهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه انتهى.
وقد مر عن العلامة ابن أبي زيد قوله نقلاً عن مالك ومذهبه ((وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه))
وقد قال تلميذ ابن أبي زيد: العلامة الفقيه أبوبكر محمد بن موهب المالكي في شرحه لرسالة شيخه الإمام أبي محمد بن أبي زيد المالكي:
((أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك وهوقوله تعالى ثم استوى على العرش وقال "الرحمن على العرش استوى" وقال "يخافون ربهم من فوقهم" وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى ...
إلى أن قال: وقد تأتي لفظة في، في لغة العرب بمعنى فوق كقوله "فأمشوا في مناكبها" و"في جذوع النخل" و"أأمنتم من في السماء"،
قال أهل التأويل يريد فوقها "وهوقول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء" يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبومحمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هوبذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهوفي كل مكان بعلمه لا بذاته .. )) العلوللذهبي2/ 1366 باختصار وفي بيان التلبيس لابن تيميه بتمامه1/ 175 - 179
وقد احتج بهذا الأثر على إثبات العلوالإمام الداني المالكي في الرسالة الوافية ص56 وغيره.
ومما جاء عن الإمام مالك إثباته لصفة اليدين والوجه، فقد قال تلميذه ابن القاسم كما في النوادر والزيادات14/ 553 لابن أبي زيد - ونحوه في البيان والتحصيل16/ 4 ونحوه أيضاً عند ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص75 - ما نصه:
"لا ينبغي لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، ولا يشبه كذلك بشيء، وليقل: له يدان كما وصف نفسه، وله وجه كما وصف نفسه، تقف عند ما في الكتاب، لأن الله سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير له)) انتهى المراد وستأتي بقيته حيث سنحتاجها لاحقاً.
وقد جعل ابن رشد الجد كلام ابن القاسم هذا رواية عن مالك كما في البيان والتحصيل16/ 41.
ومما جاء عن الإمام مالك إثباته للحجب الحقيقية: ففي البيان والتحصيل 18/ 478 - 479 من كتاب "بع ولا نقص عليك" في رؤية الله عز وجل يوم القيامة وهوكذلك في الجامع لابن أبي زيد ص156 بشيء من الإختصار:
((قال ابن القاسم: قال أبوالسمح لمالك: يا أبا عبد الله أنرى الله يوم القيامة؟ قال نعم، نجد الله تعالى يقول: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة" ويقول لقوم: "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون"
قال: وحدثني ابن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن عمروبن العاص قال: "إن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب، حجب من ظلمة ما يفتقها بصر شيء، وحجب من نور ما يستطيع بصرها شيء، وإن منها لحجاباً من ماء لا يسمع صوت ذلك الماء أحد لا يربط الله عز وجل على قلبه إلا خلع" انتهى
فتأمل بعد ذكره لآية إثبات الرؤية للمؤمنين وآية إثبات الحجب عن الكافرين رواية الإمام مالك لهذا الحديث الذي فيه إثبات حجب حقيقية (ظلمة ونور وماء) بين الله وخلقه مما يخالف عقيدة الجهمية (نفاة المباينة الحقيقة) وعلى هذا مشى أتباعه السلفيين كما قال ابن زمنين المالكي في كتابه أصول السنة ص16: ((باب الإيمان بالحجب: ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل [بائن] من خلقه، محتجب عنهم بالحجب، فتعالى الله عما يقول الظالمون، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا).)) إلخ وقد نقله ابن تيميه في الحموية.
وفي جامع الإمام الفقيه عبد الله بن عبد الحكم المصري (تلميذ من تلامذة مالك) ص163 - ورواه بلفظ آخر ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص113 - جاء ما نصه:
((وقد سئل مالك عما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا فقال:"ترسل [أي تروى] هذه الأحاديث كما جاءت")) وهذه هي الرواية الصحيحة عنه بخلاف رواية تأويل النزول الواهية!
وفيما مضى كفاية إن شاء الله، وقد اعترف بتواتر هذا عنه المخالف أيضاً فهذا الكوثري في حاشيته على الانتقاء لابن عبد البر ص35 يقول: ((المتواتر عنهعدم الخوض في الصفات وفيما ليس تحته عمل كما كان عليه عمل أهل المدينة على ما في شرح السنة للالكائي وغيره)) وعدم الخوض يتضمن الإمرار والإقرار بما جاءت به النصوص لا ما يريد الكوثري من نفي الإثبات! كيف ورواية ما ظاهره الكفر-كما زعموا- وإرساله كما جاء من غير تعقيب بما ينفي الباطل نقص في حقه وحاشاه!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله الطيبين وصحابته اجمعين.
اللهم ارضى عن ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابي طالب والحسن والحسين وفاطمة الزهراء وعائشة بنت ابي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وعلى جميع الصحابة وامهات المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الوجه الرابع:
أما ما يخص كلامه في آية الاستواء فلولم يأتي عنه إلا هولكفى!! فهوقول قد تلقته الأمة بالقبول ولم ينكره منكر بل صار أصلا كبيرا من أصول أهل السنة والجماعة، وهوقول ينبغي طرده في بقية الصفات فلا يظن بالإمام مالك التناقض!
وقد ذكر صاحب "الأثر المشهور عن الإمام مالك" ص1 وبعدها بعض كلام للعلماء وأهل الكلام في التنويه بكلام الإمام مالك أوجعله قاعدة، ومما ذكره:
قال الإمام أبوسعيد الدارمي عقِب روايته لهذا الأثر في كتابه الرد على الجهمية ص66 - 67: "وصدق مالك، لا يُعقل منه كيف، ولا يُجهل منه الاستواء، والقرآن ينطق ببعض ذلك في غير آية".
وقال الإمام والحافظ الكبير أبوعمر الطلمنكي المالكي: "وقول مالك من أنبل جواب وقع في هذه المسألة وأشدّه استيعاباً؛ لأنَّ فيه نبذ التكييف وإثبات الاستواء المعقول، وقد ائتمَّ أهل العلم بقوله واستجادوه واستحسنوه" شرح حديث النزول ص391.
قال الذهبي بعد أن ذكره: ((وهوقول أهل السنة قاطبة، أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم، كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نتعمق ولا نتحذلق، لا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف، كما وقف السلف، ونعلم أنه لوكان له تأويل، لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره، والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله جل جلاله، لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً)) مختصر العلوص141 - 142.
وقال ابن تيميه: "وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول، فليس في أهل السنة من ينكره " المجموع13/ 39.
وقال أيضاً: "فإنَّه قد رُوي من غير وجه أنَّ سائلاً سأل مالكاً عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، فأطرق مالك حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء، ثم أمر به فأُخرج، ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك، وقد رُوي هذا الجواب عن أمِّ سلمة - رضي الله عنها - موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس إسناده مما يُعتمد عليه، وهكذا سائر الأئمة قولهم يُوافق قول مالك في أنّا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته، ولكن نعلم المعنى الذي دلَّ عليه الخطاب، فنعلم معنى الاستواء، ولا نعلم كيفيته، وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته، ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة، ولا نعلم كيفية ذلك، ونعلم معنى الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك"شرح حديث النزول ص132 - 133.
وقال العلاّمة ابن القيم رحمه الله: "وهذا الجواب من مالك رضي الله عنه شافٍ، عامّ في جميع مسائل الصفات، فمن سأل عن قوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأرَى} كيف يسمع ويرى؟، أجيب بهذا الجواب بعينه، فقيل له: السمع والبصر معلوم، والكيف غير معقول، وكذلك من سأل عن العلم، والحياة، والقدرة، والإرادة، والنزول، والغضب، والرضى، والرحمة، والضحك، وغير ذلك، فمعانيها كلها مفهومة، وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذ تعقُّل الكيفية فرع العلم بكيفية الذات وكنهها، فإذا كان ذلك غير معقول للبشر، فكيف يعقل لهم كيفية الصفات؟!.والعصمة النافعة في هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل تثبِتُ له الأسماء والصفات، وتنفِي عنه مشابهة المخلوقات. فيكون إثباتُك منزَّهاً عن التشبيه، ونفيُك منزَّهاً عن التعطيل، فمن نفى حقيقة الاستواء فهومعطِّل، ومن شبّهه باستواء المخلوق على المخلوق فهوممثِّل، ومن قال: استواء ليس كمثله شيءٌ فهوالموحِّد المنزِّه. وهكذا الكلام في السمع والبصر والحياة والإرادة والقدرة واليد والوجه والرضى والغضب والنزول والضحك، وسائر ما وصف الله به نفسه" مدارج السالكين 2/ 86.
وقال ملا علي القاري: "ونِعم ما قال الإمام مالك - رحمه الله - حيث سُئل عن ذلك الاستواء، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وهذه طريقة السلف وهي أسلم، والله أعلم"شرح الفقه الأكبر ص38.
وقال أبوالمعالي الجويني في الرسالة النظامية ص33 ط الأزهرية: (ومما استُحسن من كلام مالك أنَّه سُئل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}: كيف استوى؟، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فلتُجرَ آية الاستواء والمجيء وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} وقوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وما صح من أخبار الرسول كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا)) وقال البيهقي بعد روايته لأثر مالك في الاعتقاد ص119: ((وعلى مثل هذا درج أكثر علمائنا في مسألة الاستواء وفي مسألة المجيء والإتيان والنزول))
ومما يضاف لما ذكره صاحب "الأثر المشهور" ما صنعه الإمام الحافظ قوام السنة التيمي الأصبهاني في الحجة 2/ 275 - 179 حيث جعل هذا الكلام قاعدة لغيرها من الصفات-وفي كلامه نقض صريح للتفويض- فقال في كلام ذهبي جميل:
(( ... قال أهل السنة: الاستواء هوالعلو: قال الله تعالى (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) وليس للاستواء في كلام العرب معنى إلا ما ذكرنا، وإذا لم يجز الأوجه الثلاثة لم يبق إلا الاستواء الذي هومعلوم كونه، مجهول كيفيته، واستواء نوح على السفينة معلوم كونه، معلوم كيفيته لأنه صفة له، وصفات المخلوقين معلومة كيفيتها. واستواء الله على العرش غير معلوم كيفيته لأن المخلوق لا يعلم كيفية صفات الخالق لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله، ولأن الخالق إذا لم يشبه ذاته ذات المخلوق لم يشبه صفاته صفات المخلوق فثبت أن الاستواء معلوم، والعلم بكيفيته معدوم فعلمه موكول إلى الله تعالى، كما قال: (وما يعلم تأويله إلا الله). وكذلك القول فيما يضارع هذه الصفات كقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) وقوله: (بل يداه مبسوطتان) وقوله: (ويبقى وجه ربك) وقول النبي " حتى يضع الجبار فيها قدمه" وقوله: "إن أحدكم يأتي بصدقته فيضعها في كف الرحمن" وقوله:"يضع السماوات على أصبع، والأرضين، على أصبع" وأمثال هذه الأحاديث، فإذا تدبره متدبر، ولم يتعصب بأن له صحة ذلك وأن الإيمان واجب، وأن البحث عن كيفية ذلك باطل. وهذا لأن اليد في كلام العرب تأتي بمعنى القوة يقال لفلان يد في هذا الأمر أي: قوة وهذا المعنى لا يجوز في قوله: (لما خلقت بيدي) وقوله (بل يداه مبسوطتان) لأنه لا يقال: لله قوتان. .. إلى أن قال ..... فإذا لم تحتمل الأوجه التي ذكرنا لم يبق إلا اليد المعلوم كونها، والمجهولة كيفيتها، ونحن نعلم يد المخلوق وكيفيتها لأنا نشاهدها ونعاينها فنعرفها، ونعلم أحوالها، ولا نعلم كيفية يد الله تعالى، لأنها لا تشبه يد المخلوق، وعلم كيفيتها علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى، بل نعلم كونها معلومة لقوله تعالى، وذكره لها فقط، ولا نعلم كيفية ذلك وتأويلها، وهكذا قوله: (ويبقى وجه ربك) للوجه في كلام العرب معان منها الجاه والقدر. يقال: لفلان عند الناس وجه حسن، أي: جاه وقدر. وهذا المعنى لا يجوز في هذا الموضع لأنه لا يجوز أن يقال: لله تعالى جاه وقدر عند غيره، فلا يقال: ويبقى جاه ربك، وقدر ربك .. إلى أن قال .. فإذا لم يجز حمل الوجه على الأوجه التي ذكرناها بقي أن يقال: هوالوجه الذي تعرفه العرب، وكونه معلوماً بقوله تعالى، وكيفيته مجهولة. وكذلك قوله: "حتى يضع الجبار فيها قدمه"، وقوله: "حتى يضعه في كف الرحمن" وللقدم معان، وللكف معان، وليس يحتمل الحديث شيئاً من ذلك إلا ما هوالمعروف في كلام العرب فهومعلوم بالحديث مجهول الكيفية، وكذلك القول في الأصبع، والأصبع في كلام العرب تقع على النعمة والأثر الحسن. . . وهذا المعنى لا يجوز في هذا الحديث فكون الأصبع معلوماً بقوله صلى الله عليه وسلم، وكيفيته مجهوله، وكذلك القول في جميع الصفات يجب الإيمان به، ويترك الخوض في تأويله، وإدراك كيفيته.)) وقد ذكر كلام مالك في موضع سابق ومنه اقتبس بعض ألفاظه. وأيضاً قد احتج الإمام البغوي في "شرح السنة" بكلام مالك مع غيره من الآثار في إثبات صفات الله عز وجل.
هذا بعض كلام من استحسن كلام مالك أوجعله قاعدة لغيرها من الصفات أما من احتج به على إثبات العلوفكثير كالسجزي والعمراني والداني وابن عبد البر وعبد الغني المقدسي والموفق وغيرهم من أئمة السنة وكذا من أورده وحرفه من أهل الكلام كالغزالي والشهرستاني والأيجي وغيرهم ولا نطيل بنقل كلامهم، وكل هؤلاء قبلوه على اختلاف مشاربهم وأقاويلهم، قال البرزلي في فتاواه 6/ 22 وهوفي الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي أيضاً ص54: ((واختلف في تأويل قول مالك المذكور فصرفه ابن عبد البرّ إلى مذهبه، وظاهر حكاية غيره أنه وقف عن الكلام فيها كمذهب الواقفية، ومنهم من نحا به مذهب المتكلمين)) إلخ وابن عبد البر لم يصرفه لمذهبه بل هونفسه مذهب مالك وأهل السنة وظاهر الأثر وأيضاً قوله " الله في السماء وعلمه في كل مكان" يدل على ذلك.
ويضاف لهذا ما نذكره في:
-------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله الطيبين وصحابته اجمعين.
اللهم ارضى عن ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابي طالب والحسن والحسين وفاطمة الزهراء وعائشة بنت ابي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وعلى جميع الصحابة وامهات المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الوجه الخامس أن يقال:
لوكان منهج الإمام التأويل بقسميه لذمه أئمة أهل الحديث ولأخرجوه من جملتهم فـ"الإمام مالك كبير القدر جدا عند أهل الحديث (شيوخه وأصحابه وتلاميذه وتلاميذهم)،ولم يذكروه إلا بكل جميل ولم يحفظ عنهم كلمة واحدة في أنه خالف منهجهم مع شدة كلامهم وتنفيرهم من أهل البدع وعدم محابتهم لأحد، النتيجة القطعية: أنه على مذهبهم ومشربه" من كلام الشيخ عبد الرحمن السديس في ملتقى أهل الحديث.
وقد يقال في المقابل أن جل المعتزلة يدخل عامة الأئمة مثل مالك وأصحابه وغيرهم من الأئمة في قسم المشبهة والمجسمة كما ذكر ذلك أبوحاتم صاحب كتاب الزينة وغيره ولوكان الإمام جهمي له كلام في التحريف لعدوه من أئمتهم أوعلى الأقل لحاجوا به أهل السنة في المغرب وغيره حين كانت الصراعات العنيفة تدور بين المعتزلة والسنة آنذاك.
الوجه السادس وفيه يبدأ الكلام على بطلان تفسيرهم للأثر فيقال:
الناس في هذا النص على قولين: قول من يرى أن هذا الأثر لا يدل على أن منهجه التأويل وسيأتي تفسيرهم للأثر.
والقول الآخر وهوقول بعض الكلابية ومن تأثر بهم أومن غلط من غيرهم: وهوأن هذا الأثر يدل على أن الإمام لا يرى بقاء نصوص الصفات الخبرية على ظاهرها، فهومن المأولة! وقد مضى الرد على هذا القول من وجوه كصنيعه في الموطأ وما روي عنه في الإثبات ومن نقل الأئمة عنه إلخ ما ذكرنا وفي هذا الوجه نزيدها بطلاناً من خلال نفس هذا الأثر فنقول:
قد جاء إثبات الصفات الخبرية من تلميذ الإمام مالك في نفس سياق هذا الأثر فكيف يكون يدل على أنه من المتأولة؟ هذا والله عجيب!؟
والنص كاملاً هوكما في النوادر والزيادات14/ 553 لابن أبي زيد - ونحوه في البيان والتحصيل16/ 4 ونحوه أيضاً عند ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص75 - ما نصه:
"لا ينبغي لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، ولا يشبه كذلك بشيء، وليقل: له يدان كما وصف نفسه، وله وجه كما وصف نفسه، تقف عند ما في الكتاب، لأن الله سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير له، ولا يروي أحد مثل هذه الأحاديث مثل "إن الله خلق آدم على صورته" ونحوذلك من الأحاديث وأعظم مالك أن يتحدث أحد بمثل هذه الأحاديث)).
فهذا تلميذه يبين لنا أن كلام مالك هذا لا يعني عدم إثبات ما صح من الصفات كالوجه واليدين بالطريقة التي يعرفها أهل السنة قاطبة-رد الكثيري على السقاف ص15 - ، فكيف يزعم زاعم أن هذا النص يدل على تأويل الصفات؟
لا شك أن هذا لا جواب لهم عليه إلا بتكلف!
الوجه السابع:
ومما يشكل عليهم أيضاً ما جاء في العتبية-كما في البيان والتحصيل18/ 54وجامع ابن أبي زيد ص157 - قال: ((سألت مالكا عن الحديث الذي جاء في جنازة سعد بن معاذ في العرش فقال لا تتحدثن به وما يدعوالإنسان إلى أن يحدث به وهويرى ما فيه من التغرير))، فهذا مالك أيضاً ينكر التحديث بحديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ، فهل يقولون فيه ما قالوه بحديث الصورة؟
فإن التزموا بأنه فعل ذلك لمجرد أن ظاهره باطل!! وهويعتقد التأويل -بأحد قسميه- ويلتزم صرف ظاهر النص عند العوام أوغيرهم لئلا يفتنوا!! لكان هذا قول ظاهر البطلان، فلوكان الأمر حقاً على ما يقولون لكان النهي عن التحديث بحديث الضحك وحديث النزول وحديث الجارية ومسح اليمين إلخ أولى وأحرى بمراحل من النهي عن التحديث بحديث اهتزاز العرش لمعاذ رضي الله عنه!!!
بل يلزم نهي الناس عن قراءة القرآن لما فيه من آيات الصفات التي هي أقرب لما ينكرونه من حديث معاذ!!
وقد وصل الحال بابن الحاج في المدخل في فهمه للأثر -المشار إليه في أصل الموضوع- حتى أنه قال: ((فكيف يقرأ ذلك على رءوس العوام والنساء حضور يسمعن فالغالب والحالة هذه أنهم يدخلون وهم مؤمنون فيخرجون وهم مفتتنون!! ... [و] إن كان ولا بد من ذكر الأحاديث التي توقع في القلب معنى من التشبيه!!! فلا بد من شيخ عارف عالم بالسنة ومعاني ما احتوى عليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون مع ذلك جهير الصوت يسمعه القريب والبعيد فيحل مشكلها ويبين معناها))!!!
فأين يا ترى كلام مالك رحمه الله في تأويل الأحاديث التي موطأه التي كان يقرأها كل عمره!!؟ ولم لم ينهى عن روايتها إلا مقرونة بنفي ظواهرها!؟
يقول ابن حجر في الفتح-عن الشاملة- رداً على ابن رشد الجد: ((والذي يظهر أن مالكا ما نهى عنه لهذا إذ لوخشي من هذا لما اسند في الموطأ حديث "ينزل الله إلى سماء الدنيا"!! لأنه "أصرح" في الحركة من اهتزاز العرش ... ويحتمل الفرق بأن حديث سعد ما ثبت عنده فأمر بالكف عن التحدث به بخلاف حديث النزول فإنه ثابت فرواه ووكل أمره إلى فهم أولي العلم الذين يسمعون في القران استوى على العرش ونحوذلك)) تأمل إحالته لما ورد في القرآن في لفتة مهمة لما أشرنا له سابقاً.
والحاصل أن توهم التشبيه-كما زعموا- متحقق في الأحاديث التي رواها مالك بل هوأصرح فيها من هذا الحديث، ومع هذا رواها مالك ولم يتكلم بإبطال ظاهرها المزعوم هذا بشيء!! بل تكلم بتأكيد ظاهرها الباطل عندهم فقال: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) وغير ذلك، فظهر لكل منصف أن سبب الإنكار ليس هومجرد توهم التشبيه ولكن سبب إنكاره هوما نبينه في الوجه الأخير من هذا الرد وهو:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله الطيبين وصحابته اجمعين.
اللهم ارضى عن ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابي طالب والحسن والحسين وفاطمة الزهراء وعائشة بنت ابي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وعلى جميع الصحابة وامهات المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الوجه الثامن:
وهوأن مالكاً رحمه الله إنما نهى عن التحديث بها لأنها لم تثبت عنده-رد الكثيري ص14 - وهوقول:
1 - ابن القاسم تلميذه حيث قال: ((وكان مالك يعظم أن يحدث أحد بهذه الأحاديث التي فيها "أن الله خلق آدم على صورته" وضعفها)) أصول السنة ص75 والبيان والتحصيل16/ 4
2 - أبوبكر الأبهري المالكي في شرح جامع ابن عبد الحكم ص162 حيث قال: ((إنما كره أن نتحدث بهذه الأشياء من قبيل أنها ليست صحيحة الإسناد عنده، ولا يجوز أن تضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتحدث عنه ما ليس بصحيح الرواية عنه)) وذكر وجهاَ آخر باطل.
3 - الذهبي في السير حيث قال ما نصه: ((أنكر الإمام ذلك، لأنه لم يثبت عنده، ولا اتصل به، فهومعذور، كما أن صاحبي " الصحيحين " معذوران في إخراج ذلك))
4 - الحافظ ابن حجر قال فيما ذكرناه آنفا في حديث اهتزاز العرش: ((حديث سعد ما ثبت عنده فأمر بالكف عن التحدث به))
ولنهيه عن التحديث تفسير آخر: وهوأنه إنما نهى أن يتحدث بهذه النصوص لمن يفتنه ذلك ولا يحتمله عقله فهو:
# ليس نهياً عاماً عن التحديث بها.
# ولا فعل ذلك لأنه يرى ظاهرها باطلاً ينبغي تأويله.
بل نهى عن التحديث بها لمن يفتنه الحديث فيكذب بحق أويصدق بباطل، فيعتقد اعتقاداً فاسداً أويرد اعتقاداً صحيحاً وهوقول:
1 - شيخ الإسلام ابن تيميه حيث قال في جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص158 ما نصه:
((كان في السلف من يترك روايته-يعني حديث الصورة- فإن مالكاً روي عنه أنه لما بلغه أن محمد بن عجلان حدث به كره ذلك، وقال: إنما هوصاحب أمراء .. [و] إنما كره مالك ذلك لأن العلم الذي قد يكون فتنة للمستمع لا ينبغي للعالم أن يحدثه به لأنه مضرة بل فتنة وأن يكون بلغه لمن لا يفتتن به، لوجوب تبليغ العلم ولئلا يكتم ما أنزل الله من البينات والهدى ... [وذكر آثاراً في هذا منها] .. قال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم .. ولذلك كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة إذا خشية فتنة بعض المستمعين بسماع الحديث لم يحدثوه، وهذا الأدب مما لا يتنازع فيه العلماء ... وقد سأل رجل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى: ((الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن)) فلم يجبه وقال: "ما يمنعك أني لوأخبرتك بتفسيرها لكفرت؟ وكفرك بها تكذيبك بها" ... وسأل بعضهم زر بن حبيش عن حديث عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل وله ستمائة جناح فلم يحدثه ....
وقول مالك في ابن عجلان هوصاحب أمراء كأنه -والله أعلم- يريد بذلك أن جلساء الملوك لا يضعون العلم مواضعه وإنما يقولون ما عنده [م] مطلقاً لطلب التقرب إلى الملوك أولغير ذلك، من غير تمييز بين ما ينتفع به الملوك وما لا ينتفعون به)) انتهى المراد والذي وقفت عليه لمالك أنه قال في أبي الزناد أنه "لم يزل عاملا لهؤلاء حتي مات وكان صاحب عمال يتبعهم" والله أعلم.
وقال ابن تيميه في التسعينية3/ 935 - 936: ((بل يكره-يعني مالك- أن يتحدث بذلك لمن يفتنه ذلك ولا يحمله عقله كما قال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم .. كره التحدث بذلك حديثاَ يفتن المستمع الذي لا يحمل عقله ذلك ... أما أن يقال إن الأئمة أعرضوا عن هذه الأحاديث مطلقا فهذا بهتان عظيم))
2 - قال ابن عبد البر في التمهيد 7/ 15: ((وإنما كره ذلك مالك خشية الخوض في التشبيه بكيف "هاهنا")) وقوله هاهنا فيه دلالة خصوص قوله ذاك بدليل أن ابن عبد البر قال في جامع بيان العلم وفضله 2/ 195 ما نصه: ((وقد روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قالوا: أمّروها كما جاءت، نحوحديث التنزل وحديث: "إن الله خلق آدم على صورته"، وأنه يدخل قدمه في جهنم، وما كان مثل هذه الأحاديث)) تأمل نقله عن إمامه-ومعه كبار أئمة المثبتة- في حديث الصورة الإمرار كما جاء، كما في حديث الرؤية والنزول ونحوه.
3 - وفي كلام القاضي عياض-وفيه تأثر بالكلابية- كلام لعله يقرب من هذا القول حيث قال: وكره مالك أن يحدث بها عوام الناس الذين لا يعرفون وجهه ولا تبلغه عقولهم فينكروه أويضعوه في غير موضعه.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شبهة أن الإمام مالك معطل مأول!
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شبهة تأليف القاضي عياض كتاباً في عصمة الإمام مالك ..
» الرسالة في فقه الإمام مالك
» إتباع مذهب الإمام مالك
» إيصال السالك في أصول الإمام مالك
»  كان الإمام مالك يراعي كل المراعاة العمل المستمر والأكثر، ويترك ما سوى ذلك وإن جاء فيه أحاديث



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: Known to the islam :: الحـوار الشيعــي :: شبهات الشيعه وردها :: حول الحديث والمحدثون-
انتقل الى: