براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها من القول بتحريف القرآن ..
الحمد لله تعالى وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد:
أحبتي في الله تعالى من التهم التي يوجهها الإمامية الإثنى عشرية لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت بتحريف القرآن الكريم، وهم عندما يقولون ذلك لايأتون بهذا من كتبهم لعلمهم أنها ليست بحجة علينا فيما يريدون أن يطعنوا به ديننا، ولكنهم، يدندنون حول جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه .. ظناً منهم أنهم قد وجدوا مبتغاهم لنيل منها رضي الله تعالى عنها وحاشاها، كما أرادوا بذلك أن يقولوا لنا بالفم المليان إن صح التعبير، حتى أنتم قلتم بتحريف القرآن، ولكن هيهات أيحسبون أن أسود السنة نيام عن بيان دينهم العظيم إنه الإسلام .. دين الله تعالى .. ولن نقبل به ديناً وشرعاً سواه ..
أبي الإسلام لا أب لي سواه *** وإن فخروا بقيس أوتميم
ودونكم الرد على هذه الشبهة
كما رد عليها الإمام النووي وغيره من علماء الإسلام رحمهم الله تعالى
جاء في صحيح مسلم رحمه الله تعالى
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه المنهاج على صحيح مسلم ابن الحجاج
وقولها: (فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ)
هوبضم الياء من (يقرأ) ومعناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جداً حتى أنه صلى الله عليه وسلم توفي وبعض الناس يقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآنا متلوا لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى.
والنسخ ثلاثة أنواع:
أحدها: ما نسخ حكمه وتلاوته كعشر رضعات ,
والثاني: ما نسخت تلاوته دون حكمه كخمس رضعات والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ,
والثالث: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته وهذا هوالأكثر ومنه قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم} الآية. اهـ
فهل قالت عائشة رضي الله تعالى عنها بتحريف القرآن الكريم ... ؟
(سبحانك هذا بهتان عظيم)
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.