السؤالالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا
حديثُ عهد بزواجٍ، وزوجتي تريد الذهاب لحفل زواجِ أختِها، والزواجُ سيكون
في قاعةٍ بها رجال ونساء، كلٌّ على حدة، وسيتم تشغيل الأغاني والموسيقا
طوال الحفل!طلبتُ
مِن زوجتي عدم الحُضُور، أو أن نذهبَ للمبارَكة ثم ننصرف، فأصرَّتْ على
الحُضُور؛ حتى لا تقعَ في إحراجٍ مع أختِها وأهلِها، وحتى تستقبلَ الضيوف.أنا طالب
علم، وإمام وخطيبٌ، وألقي دروسًا في العلم الشرعيِّ، وأرفض ذهابها مِن
وازعٍ دينيٍّ، كما أنَّ فعلَها هذا سيُسبِّب لي حرجًا عظيمًا، فكثيرًا ما
تكلمتُ وخطبتُ عنْ مُنكرات الأفراح، وعن تحريم الغناء، وزوجتي حديثةُ عهدٍ
بالتزامٍ، وهي ترتدي الحجابَ الشرعي الكاملَ، دلُّوني على سبيلٍ أقنعها به
مِن جهة شرعيَّةٍ ونفسيَّةٍ، وماذا أفعل إن أبتْ إلا الحضور؟ وجزاكم الله خيرًاالجواببسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، وفقكَ الله في حياتك الزوجية، ونفع بك.لا يجوز
حضور حفلات الزواج المختلطة، ولو كان المختلطون أقرباء للمرأة أو لزوجِها؛
روى البخاريُّ ومسلم مِن حديث عقبة بن عامر: أنَّ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: ((إياكم والدُّخول على النِّساء))، فقال رجل من الأنصار:
يا رسول الله، أفرأيتَ الحمو؟ قال: ((الحمو الموت)).
وقد قال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم -: ((سدِّدوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يدخلَ الجنة أحدًا عمله،
قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمَّدَني الله منه
برحمةٍ، واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ)).
قال النوويُّ في شرح صحيح مسلم:
ومعنى ((سدِّدوا وقاربوا)): اطلبوا السداد واعملوا به، وإن عجزتمْ عنه
فقاربوه؛ أي: اقربوا منه، والسداد الصواب، وهو بين الإفراطِ والتفريط، فلا
تغلوا ولا تقصروا.
فسدِّد
وقارِب، لقد رفضتَ حُضورها لهذه الحفلة لما فيها مِن منكرات، وقد أصبتَ
وسددت، فلا تغالِ في ذلك حتى لا ينتج عنْ رفضِك مفْسَدة أنت غنيٌّ عنها -
فدرء المفسدة مقدَّم على جلب المصلحة - وبما أنك حديث عهد بزواج، وزوجتك حديثة عهد بارتداء كامل الحجاب، وإن
كان في العرس بعضُ المنكرات التي تحرِّمها الشريعةُ، لكن المفسدةَ الأكثر
حرمة أن تفسدَ زواجك لأجل حفلة عرس، وأنت طالبُ العلم الحصيف، فرفقًا
بزوجتك التي لم تعتدْ جوَّ الالتزام بعدُ.
دعْها تذهب بكاملِ حجابها
وحشمتِها، وتعبِّر عنْ إنكارها لبعض ما يحصل في العرس مِن محرَّماتٍ، وتنقل
إنكارك لأهلها ومعارفها، ولعلك تستطيع أن ترفقَ معها أوراقًا دعوية
توزِّعها على طاولات المدعوِّين في العرس؛ لتتمَّ الاستفادة منها.
بارك الله فيك