موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 أذية المسلمين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

أذية المسلمين Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

أذية المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: أذية المسلمين   أذية المسلمين Emptyالخميس 5 يونيو 2014 - 11:38

أذية المسلمين

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، آله الأولين والآخرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمد رسوله المرتضى، بعثه بالنور المضيء، والأمر المرضي، وعلى حين فترة من الرسل، ودروس من السبل، فدمغ به الطغيان، وأكمل به الإيمان، وأظهره على كل الأديان، وقمع به أهل الأوثان، فصلى الله عليه وسلم ما دار في السماء فلك، وما سبح في الملكوت ملك، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

عباد الله: اعلموا أن أذية المسلمين من المعاصي والإثم العظيم الذي يقترفه فاعله، وإن الله تعالى قد أمر باحترام المسلم كعضو قوي في أمة هي خير أمة أخرجت للناس، وبين إثم أذية المسلمين فقال جل جلاله: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}[الأحزاب: 58].

يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: "ينسبون إليهم ما هم براء منه، لم يعملوه ولم يفعلوه، {فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} وهذا هو البهت الكبير أن يحكي أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل التنقص والعيب لهم، ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد هم الكفرة بالله ورسوله، ثم الرافضة الذين يتنقصون الصحابة رضي الله عنهم، ويعيبونهم بما قد برأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم، فإن الله قد أخبر أنه قد رضي عن المؤمنين وعن المهاجرين والأنصار ومدحهم، وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم وينتقصونهم ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبداً، فهم في الحقيقة منكسو القلوب يذمون الممدوحين ويمدحون المذمومين"1.

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله تعالى: ((من عادى لي ولياً فق آذنته بالحرب))2.

عباد الله: اعلموا أن إثم الإيذاء يتضاعف متى عظمت حرمة الشخص، أو الزمان، أو المكان، أو المناسبة، فالذي يؤذي العلماء إثمه أكبر وأعظم ممن يؤذي غيرهم، كيف لا وهم حُرَّاس الدين، وهم الذين يسهرون من أجل حماية بيضة المسلمين، ومن أجل إصلاح أوضاعهم، ومن أجل تحرير عقولهم من العقائد الباطلة، فهم أطباء القلوب.

ولاشك أن صحة القلب وحياته ورعايته أعظم من حماية الجسد ورعايته، فإن صحة القلب صحة الدنيا والآخرة، وخرابه خراب الدنيا والآخرة، أما صحة الجسد فهي صحة الدنيا، وربما صح الجسد فعمل به صاحبه فيما حرم الله تعالى.

فاتقوا الله -عباد الله- في إيذاء العلماء العاملين، وقد قال ابن عساكر: "لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب"3، وأي مصيبة أعظم من موت القلب الذي هو دليل على غضب الرب سبحانه، فإن الذي مات قلبه لا يخشع، ولا فيه المواعظ قط تنجع، وإذا تليت عليه آيات ربه أصر مستكبراً كأن لم يسمع، ولا خير في أمة لا تحترم علماءها وتحفظ أعراضهم ودماءهم.

أيها الناس: إن الناظر في هذه الأيام إلى واقع العالم الإسلامي يجد وقوع كثير من الناس في أعراض العلماء وعدم وضع العلماء مقامهم الشريف في المقام الذي يريد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولو نظرنا إلى حياة السلف رحمهم الله لوجدنا أنهم أشد احتراماً وتوقيراً للعلماء، فقد قامت مصر ولم تقعد عندما أراد العز بن عبد السلام أن يخرج من مصر، فخرجت مصر مع العز بن عبد السلام -سلطان العلماء- حتى خاف الوالي في تلك الأيام من أن يقعد في مصر مع حاشيته فقط، فقد كان للعلماء الكلمة المسموعة.

أيها المؤمنون: إن إيذاء المؤمنين وغيرهم من الناس بغير حق له صور منصوص عليها في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

ولقد أعلنها نبينا عليه الصلاة والسلام في يوم الوداع العظيم، وهو يلقي آخر نظراته على هذه الأمة ويودعها الوداع الأخير، وهو يقول: ((أيها الناس: اسمعوا مني أبين لكم، فإني لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا))، ثم ساق خطبته حتى قال: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا فليبلغ الشاهد الغائب))4.

فقد بين عليه الصلاة والسلام في هذا الإعلان الأخير بعض صور أذية المسلمين وأن من أشدها أذية: قتل النفس التي حرم الله قتلها، وقد بين القرآن جريمة ذلك، فقال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة: 32]، وقال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: 93]، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا}[النساء: 29-30].

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً))5. وإن من المنذرات بالهلكة في هذا الزمان: تعدي الناس على سفك دماء المسلمين، واستحلال دمائهم؛ لغرض من أغراض الدنيا الفانية، فكم رأينا من دماء تسفك من أجل ذلك، وهذا والله لهو منذر بقرب الساعة.

وكما كانت حرمة دم المسلم عظيمة، فإن لعنه وتفسيقه لا تقل حرمة عنه، ففي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبوابها دونها ثم تهبط إلى الأرض فتنغلق أبواها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها))6. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر))7. وفي صحيح البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: ((لا يرمي رجل رجلاً بالفسق والكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك))8.

أيها المسلمون عباد الله: ومن صور أذية المسلمين: أخذ أموالهم بغير حق شرعي، وهذا من أعظم المظالم ومن أكبر موجبات الإثم. قال النبي عليه الصلاة السلام: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه))9، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله تعالى له النار، وحرم عليه الجنة))، فقال رجل: إن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: ((وإن كان قضيباً من أراك))10.

وقد ثبت في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة))11. وقال عليه الصلاة والسلام: ((إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته -أي أوضح وأبين- من بعض، فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعةً من النار))12.

ومن أعظم ما ابتلي به بعض المسلمين اليوم المماطلة في رد الدين إلى أهله، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (مطل الغني ظلم)13، فلا تقع أخي المسلم -وفقنا الله وإياك- في ظلم الناس بدون أن تشعر، وليحسن الدائن الاقتضاء والمدين القضاء. بل متى استطعت -أخي المسلم- أن تقضي دينك، فسارع إلى قضائه، فقد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام أن الدين لا يكفره شيء حتى القتل في سبيل الله، وذلك لأنه من حقوق المخلوقين.

نسأل الله أن يعصم ألسنتنا وجوارحنا عن أذية المسلمين، وأن يصلح أحوالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.



الخطبة الثانية:

الحمد لله حمداً حمداً، والشكر له علانيةً وسراً، وأشهد أن لا إله إلا الله تعبداً وصدقاً، وأشهد أن محمداً رسول الله خير من صلى وزكى. أما بعد:

اعلموا -أيها الناس- أن من أخذ من الناس شيئاً بغير حق فهو ظالم، سواء أخذه عن طريق القوة، أو عن طريق الحيلة أو الخديعة، أو عن طريق الرشوة، أو بواسطة اليمين الفاجرة، أو بحكم القاضي إذا أخطأ اجتهاده، والمدعي يعلم أنه مبطل، أو كان عن طريق ظلم الناس في الاعتداء على أبدانهم، وانتهاك حرماتهم، فكل ذلك ظلم يكون الظالم به عرضة للعقوبة في الدنيا والآخرة.

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين))14.

فاتقوا الله عباد الله، واحذروا الظلم، فإنه حسرة وندامة، وظلمات يوم القيامة.

ومن صور إيذاء المؤمنين -عباد الله- الاستطالة في أعراضهم بالغيبة والنميمة، والبهت والنميمة، والتعدي عليهم بالضرب والشتم، فكل هذه من الظلم التي لا تكفرها صلاة، ولا زكاة، ولا صدقة، ولا جهاد في سبيل الله، بل لا يغفر الله للظالم حتى يغفر له المظلوم، فإن ديوان المظالم من الدواوين التي لا يترك الله منها شيئاً، بل يأخذ بها إلا إذا تنازل عنها أصحابها، فكم من شخص يظن أنه كثير الحسنات، ثم يأتي يوم القيامة مفلساً من بين البريات؛ بسبب ما تحمل من المظالم15، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لتؤدَّن الحقوق حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء))16، وهذا من كمال عدله تعالى حتى أنه يحشر يوم القيام البهائم للعدل بينها، فقد قال تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ }[التكوير: 5]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار))17.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه))18. فيا عبد الله لا تخسر آخرتك بإيذاء الناس، واشتغل بنفسك عن الآخرين.

ومن صور الإيذاء للمؤمنين ما يتعلق بالكلام في أعراضهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغيبة أن تذكر أخاك بما يكره))، قيل: يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته))19. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ...}[الحجرات: 12].

اللهم إنا نسألك يا حي يا قيوم أن تطهر قلوبنا من النفاق، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة.

اللهم وأصلح أحوال المسلمين، في كل مكان، وانصر الإسلام والمسلمين، وارفع راية الحق إلى يوم الدين.

اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك، لإعزاز دينك، اللهم اجعل لهم من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل عسرٍ يسراً، ومن كل بلاء عافية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

1 تفسير ابن كثير (3/624).

2 صحيح البخاري (5/2384) برقم (6137).

3 فيض القدير : عبد الرؤوف المناوي (4/371).

4 صحيح البخاري (5/619) رقم (2448)، ومسلم رقم (19).

5 صحيح البخاري (6/2517) برقم (6469).

6 رواه أبو داوود (2/694) برقم (4905) قال الألباني: حسن لغيره، انظر صحيح الترغيب والترهيب رقم (2792).

7 متفق عليه.

8 صحيح البخاري (5/2247)

9 رواه مسلم (4/1986) برقم (2564) وغيره.

10 رواه مسلم (1/122) برقم (137) وغيره.

11 رواه البخاري (3/1135) برقم (2950).

12 متفق عليه.

13 رواه البخاري (2/799) برقم (2166).

14 رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

15 خطبة للشيخ: عبد الله القصير، بعنوان (التحذير من أذية المؤمنين والناس أجمعين).

16 رواه مسلم برقم (2582).

17 رواه مسلم برقم (2581).

18 رواه البخاري (5/2394) برقم (6169).

19 رواه مسلم (4/2001) برقم (2589).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أذية المسلمين
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: