موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 ضعف المسلمين وقوة العدو

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

ضعف المسلمين وقوة العدو Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

ضعف المسلمين وقوة العدو Empty
مُساهمةموضوع: ضعف المسلمين وقوة العدو   ضعف المسلمين وقوة العدو Emptyالخميس 5 يونيو 2014 - 11:32

ضعف المسلمين وقوة العدو

الخطبة الأولى:

الحمد لله القائل في محكم كتابه العزيز: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: 8]، والقائل سبحانه: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران: 139]. أحمده سبحانه حمد الذاكر الشاكر لآلائه وصنوف نعمائه. وأشهد أن لا إله إلا الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه، والصلاة والسلام على خيرته من خلقه وصفوة رسله وأنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأوليائه الذين أنعم الله عليهم بهذا الدين العظيم، فاعترفوا بولائه وسعوا في نشره وإعلاء بنائه ورفع لوائه. أما بعد:

يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[آل عمران: 102]، ويقول عز من قائل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء: 1].

أيها المؤمنون: لم يعد خافياً على أحد من الناس اليوم ما يعيشه المسلمون من ذلة ومهانة, وما يحيط بهم من ظروف صعبة وأحوال مريرة, تتمثل في كيد من الأعداء, وتسلطهم على بلاد المسلمين, كما تتمثل في أحوال المسلمين، وما طرأ على كثير من مجتمعاتهم من بعدٍ عن تعاليم الإسلام, وإقصاء لشريعة الله سبحانه ورفض الحكم بها والتحاكم إليها.

إن المسلمين اليوم يمرون بفترة من أحلك فترات تاريخهم، وذلك أنهم انحدروا من القوة إلى الضعف، ومن القيادة والريادة إلى التبعية والهوان.

وإن المتأمل في حال المسلمين اليوم يلحظ مظاهر الضعف والبعد عن حقيقة دين الإسلام في مجموعهم، وفي كل جانب من جوانب الحياة المختلفة واضحاً جلياً.

أيها المسلمون: إن المتتبع لتاريخ الأمة الإسلامية المتمعن في الصفحات الذهبية من سجلها الحافل لتأخذه الدهشة، ويأخذ به العجب كل مأخذ وهو يقرأ أمجادها الزاهية التي تثري مواقفها في تلك الصفحات المضيئة تمثلاً بالإسلام، وتخلقاً بالقرآن، وتعلقاً بالآخرة, وتفلتاً من الدنيا، وجهاداً في سبيل الله، ونشراً لدين الله، وحرصاً على هداية جميع الناس إلى رحاب هذا الدين الذي أكرمهم الله به.

يقرأ كل ذلك ويتصوره ويعيشه بخياله، ثم يعود إلى واقعه الذي يعيشه فلا يرى من ذلك الذي قرأه من الأمجاد الزاهرة شيئاً من دنيا الواقع، فتأخذه الدهشة, ويبلغ به العجب من هذا الأمر مبلغه, ويسأل نفسه أين تلك الأمجاد؟ أين تلك الصورة الزاهية التي تعطر أجواء التاريخ؟ أين أولئك الرجال الذين صنعوا ذلك كله؟ لا أرى منهم أحداً, ولا أرى من أمجادهم شيئاً غير آثار لخطواتهم ما زالت تقرع بسمع الزمان, وظل لمآثرهم يتفيأه أبناء هذا العصر من هذه الأمة، ولولا تلك البقية الباقية من الآثار لاندرست معالم الأمة، وانمحت أمجادهم بالكلية، واندثرت أصولها ومرتكزاتها وغابت في دياجير النسيان ومتاهات البلى كما حدث ذلك كله لأمم سبقتها:

قال الشاعر:

فسل المدينة كم رأت من مجدنا *** إذ كان فيها للهدى أنصار؟

واسأل دمشق عن الذي قد شاهدت *** وبها معاوية الفتى المغوار؟

وانظر إلى بغداد واسأل ساحها *** أين الرشيد وصحبه الأخيار؟

وبكوفة سائل جميع ربوعها *** هل كان للإسلام فيك منار؟

تجد الجواب لدى الجميع مطابقاً *** لم يبق إلا الظل والآثار؟

أما الرجال فقد مضوا من يومهم *** وتقلبت ببنيهم الأعصار؟

عباد الله: إن المتتبع لهذا التاريخ المشرق ليعجب أشد العجب لهذا الانقطاع بين صدر الأمة وعجزها، ولهذا التبدل الذي حدث في كيان الأمة، وهذا التغير الذي طرأ على واقعها فبعد أن كانت أمة الأمجاد أمست أمة الإخلاد، وبعد أن كانت القائدة أصبحت المقودة, وبعد أن كانت رمزاً للعزة والغلبة والظفر انقلبت بها الحال فإذا هي لقمة سائغة في فم كل آكل ونهب مقتسم في يد كل طامع وباختصار نردد مع الشاعر في وصفها قوله:

ضاعت معالم عزة وتحطمت *** فينا الكرامة واستبيح الدار

وتبدلت أخلاقنا وطباعنا *** وتساوت الحسنات الأوزار

وقوله: في وصفها أيضاً:

بلغت أمتي من الذل حداً *** فاق في سوءه جميع الحدود

فلقد أصبحت تجر خطاها *** مثقلات في ذلة وكنود

خلف كل الورى تجرب ما قد *** جربوه من طارف وتليد

بعد أن كانت العزيزة صارت *** رمز ذل وأمة التشريد

عبث الطامعون في كل شبر *** من ثراها حتى كلاب اليهود

وغدا جندها الأشاوش جندا *** للشياطين في جميع البنود

بعضهم يتبع النصارى وبعض *** يتبع المنكرين للمعبود1

عباد الله: عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها. قال: قلنا يا رسول الله: أمن قلة يومئذٍ؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن. قال: قلنا يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الحياة، وكراهية الموت))2.

عباد الله: يصف النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ وما أشبه حال أمتنا الآن بهذا الوصف ولا حول ولا قوة إلا بالله. فما أكثر المسلمين اليوم إذ فاقوا المليار وربع المليار، ولكن أكثرهم كغثاء السيل. قال البخاري: "والغثاء: الزبد، وما ارتفع عن الماء، ما لا ينتفع به"3.

أيها المسلمون: ينبغي أن لا يستقر في أنفسنا هزيمة حتى وإن كنا في هذا الوضع السيئ الذي يُقتل فيه المسلمون, ويُشردون, وتُنتهك أعراضهم, وتُنهب ثرواتهم في جميع بقاع الأرض؛ لأننا أمة تعلم بصريح قول الله عز وجل: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}[القصص: 5].

إننا أمة نعلم علم اليقين قول الله عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور: 55].

ويعلمون قول الله عز وجل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}[غافر: 51].

عباد الله: إن عدو المسلمين في قوة ومنعة وتسلط على المسلمين، وفي كبرياء وتكبر على باطل وكفر، ونحن أمة الإسلام أمة الحق والهدى في ذل وضعف وهوان ونحن أحق بالقوة والمنعة والنصر، ولكن عباد الله تعالوا بنا لنرى ما الأسباب التي جعلتنا أضعف الأمم، وأذل المجتمعات على الإطلاق، فالأسباب كثيرة ومتعددة في جميع الجوانب.

فالأمر الأول: حب الدنيا وكراهية الموت.

إن الحياة الدنيا بزخرفها طغت على قلوب كثير من المسلمين اليوم، وإنه الوهن الذي جاء في الحديث. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((حب الدنيا، وكراهية الموت))، فكثير من المسلمين اليوم يكره الجهاد في سبيل الله، ويحب البقاء في هذه الدنيا، وهذا عامل أساسي في ضعف الأمة الإسلامية، عندما يتخلى أبناء الأمة الإسلامية عن الجهاد فيأتي العدو يستبيح بيضتهم كما هو حال الأمة الإسلامية اليوم، فالجهاد في سبيل الله وحب الموت دافع كبير لنصرة هذه الأمة؛ لأن هذا الدافع يجعل أبناء المسلمين يقدمون كل غالٍ ورخيصٍ في دفع هذا العدو الجائر، ويقدمون كل ما يملكون في سبيل النهوض بهذه الأمة من هذا الوحل الذي غرقت فيه.

عباد الله: وإن من أسباب ضعف الأمة ضعف الإيمان في قلوبنا.

إن الإيمان لما ضعف في قلوبنا، قل الدافع للعمل لهذه الأمة والنهوض بها، فضعف الإيمان يبعث الانهزامية في قلب صاحبه، ولهذا فضعاف الإيمان انهزموا عندما رأوا عدوهم في قوة ومنعة، وهم في ضعف وذل وجبن ولم يرجعوا إلى كتاب الله الكريم الذي قال فيه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ}[النور: 55]. وقوله: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}[غافر: 51]. فهذا وعد الله لأوليائه في هذه الحياة الدنيا، إذا كانوا أقوياء الإيمان حيث يجعل التمكين والنصر لهم.

ومن الأسباب: إضاعة الصلوات واتباع الشهوات.

أيها المسلمون: إن المساجد تشكوا من قلة المصلين فيها، فالناس اليوم إلا من رحم الله ضيعوا الصلوات واتبعوا الشهوات. فضعفت الأمة بسبب هذا التضييع للصلوات: فالصلاة هي عمود الدين، ولا يمكن لهذا الدين أن يقوم بغير هذا العمود، وكذلك لا يمكن لهذه الأمة أن تنتصر وتكون قوية بغير هذا الدين.

ومن الأسباب: عدم الإعداد للعدو، والرضى بأخذ حاجاتهم من عدوهم وعدم الهمة العالية في إنتاج حاجاتهم من بلادهم وثرواتهم. فالمسلمون اليوم في أضعف ما يكون إعداداً، بل لم يخطر على بال كثير من المسلمين أن يقوموا بالإعداد لمواجهة العدو والاستعداد للقائه، وهذا ما جعل العدو يعد العدة والقوة فصار قوياً والمسلمون لا زالوا ضفعاء ولا يزالون كذلك إلا أن يأخذوا بأسباب النصر والتمكين.

ومن الأسباب: التفرق والاختلاف وعدم جمع الكلمة وعدم الاتحاد والتعاون، فالمسلمون اليوم جماعات، وأحزابٌ متفرقة متناحرة، كل منها يريد القضاء على الآخر، وهذا من مخططات الأعداء الذين نجحوا فيه أيما نجاح، والمسلمون في نومهم العميق، وهذا مما جعل الأمة الإسلامية في هذا الحال التي هي عليه اليوم؟!!.

وكذلك أيها الإخوة من أسباب ضعف الأمة: ضعف فهمنا لحقيقة الإسلام وأهدافه ومقاصده، الذي لو فهمناه حق الفهم لكنا أقوى الأمم وأعزها على الإطلاق، فالإسلام دين ودوله، وعمل وجهاد، وتعاون وإخاء، ورحمة وقوة, الإسلام اهتم بجميع جوانب الحياة العسكرية, والاقتصادية, والسياسية, والاجتماعية, وغيرها من الجوانب.

عباد الله: من هذه الأسباب وغيرها من الأسباب الخطيرة، وثمراتها وموجباتها حصل ما حصل من الضعف لهذه الأمة أمام عدوها والتأخر في جميع حياتها إلا ما شاء الله.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر والحكيم، واستغفروا الله إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله مسبب الأسباب, وناصر أوليائه بلا ارتياب, جعل النصر لمن أخذ بالأسباب, والصلاة والسلام على محمد المجتبى المختار, وعلى آله وأصحابه الأطهار. أما بعد:

عباد الله: لا تيأسوا وأنتم في هذا الحال، ليتحققن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر))4.

أيها المؤمنون: هذا وعد من الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، وعد بأن هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، وهذا لا يكون إلا في حال قدرة المسلمين ومنعتهم والقوة والمنعة لهذه الأمة لا تكون ولا تحصل إلا بالأخذ بالأسباب التي تجعلها أمة قوية وعزيزة.

عباد الله: تعالوا بنا لنستعرض بعض أسباب النصر التي من خلالها تصبح أمتنا الإسلامية في قوة وعزة فمن هذه الأسباب.

1. الإيمان أول مقومات التمكين والنصر، وهو رأسها وبدونه لا قيمة لغيره من المقومات والأدوات، ومن هنا كان تقديم المولى سبحانه وتعالى له على غيره، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ} والمتدبر لكتاب الله تعالى يجد أن الله عز وجل حين يعد المؤمنين بالنصر والتمكين يضع نصب أعنيهم شرطاً أساسياً ألا وهو الإيمان، يقول تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران: 139]. فالاستعلاء صفة المؤمنين، ولكن أداته محددة واضحة: {إن كنتم مؤمنين} فبالإيمان يكون النصر حليفاً للمسلمين.

2. ومن الأسباب: العمل الصالح: يأتي العمل الصالح في المرتبة التالية، بعد الإيمان في مقومات النصر والتمكين كما جاء في قول الله: {... آمنوا منكم وعملوا الصالحات..}. فالعمل الصالح يجعل الأمة تكون في رفعة، والعمل: هو فعل الشيء عن قصد. والصالح: هو النافع. مأخوذ من الصلاح وهو الاستقامة والسلامة من العيب.

3. ومن الأسباب عباد الله: العلم، فالعلم من أهم مقومات النصر والتمكين للأمة الإسلامية؛ لأن من المستحيل أن يمكن الله تعالى لأمة جاهلة، متخلفة عن ركاب العلم. فالعلم هو الذي يجعل المسلمين أقوياء في جميع جوانب الحياة, وبالعلم تكون قوتهم في الجانب العسكري، وبالعلم تكون قوتهم في الجانب الاقتصادي, وكذلك السياسي وغيرها من الجوانب؛ لأن الجاهل لا يستطيع أن يعمل شيئاً. فالجهل آفة كبيرة وهو سبب في ضعف المسلمين ورجوعهم إلى الوراء.

4. وكذلك من الأسباب: وحدة الصف، قال الله عز وجل: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال: 46]. في هذه الآية الكريمة ينهانا ربنا عن التنازع والافتراق؛ لأن ذلك سبب في ضعفنا، والوحدة والتآلف سبب في نصرتنا على عدونا، فالأمة الإسلامية اليوم بحاجة ماسة إلى توحيد صفها، ولم شملها، لأنها في نزاع واختلاف وتفرق لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فالوحدة حليفها النصر.

أمة الإسلام: إنه لا مخرج للأمة الإسلامية من كل ما تعانيه إلا بالرجوع الصادق إلى الله جل وعلا، والتمسك الحقيقي بسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم، والصدق الظاهر والباطن لدينها، والأخذ بأسباب النصر، فلا منقذ لهذه الأمة إلا التوجه النابع من القلب لمحبة الله جل وعلا ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم محبة توجب الوقوف عند الأوامر، والانزجار عن النواهي، والعمل بالشريعة في الحكم والتحاكم، وفي جميع شؤون الحياة كلها صغيرها وكبيرها، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}[الأحزاب: 36].

ثم اعلموا أن من أفضل الأعمال وأزكاها لهج الألسن بالصلاة والتسليم على النبي الكريم، فصلوا وسلموا عليه كثيراً، صلاة من يحيى قلبه بمحبته، وتهنأ حياته بمنهج سنته. اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

اللهم انصر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم انصر أمة محمد، اللهم انصر أمة محمد. اللهم أخرجهم من الظلمات إلى النور, اللهم احفظ المسلمين في كل مكان، اللهم وبدل ذل المسلمين عزاً وتمكيناً, ونصرة وتأييداً، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

1 ديوان الزفرات الحرى. لعبد الله الشبانة (ص60).

2 رواه أحمد (22397)، وأبو داود (4297)، وصححه الألباني.

3 صحيح البخاري (4/1769).

4 رواه أحمد (16956)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (3).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ضعف المسلمين وقوة العدو
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أملاك غير المسلمين فى بلاد المسلمين ليست فيئا أو غنيمة .
» شرح حديث (إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما..)
»  الدعاء على العدو
»  الدعاء على العدو
» هم العدو فاحذرهم



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: