موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 الحج ملتقى المسلمين الأكبر ومؤتمرهم الإسلامي العظيم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

الحج ملتقى المسلمين الأكبر ومؤتمرهم الإسلامي العظيم Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

الحج ملتقى المسلمين الأكبر ومؤتمرهم الإسلامي العظيم Empty
مُساهمةموضوع: الحج ملتقى المسلمين الأكبر ومؤتمرهم الإسلامي العظيم   الحج ملتقى المسلمين الأكبر ومؤتمرهم الإسلامي العظيم Emptyالثلاثاء 3 يونيو 2014 - 22:35

الحج ملتقى المسلمين الأكبر ومؤتمرهم الإسلامي العظيم

إن الحمد لله، نحمده - تعالى - ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه فصلوات الله عليه في الأولين، وصلوات الله عليه في الآخرين، وصلوات الله عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}1، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}2، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}3، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}4، أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشرُّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذني الله وإياكم من كل ضلالة تهوي بصاحبها إلى النار.

معاشر المؤمنين: من أين أبدأ وأنا أتكلم عن شعيرة الحج المباركة؟ وماذا أقول وأنا أشاهد الحجيج يطوفون بكعبة رب الأرض والسماء؟ وماذا أسطر عن موقف وقف فيه الحجيج شعثاً غبراً بعرفه يجأرون إلى ربهم؟

نعم: إن اللسان ليعجز عن التعبير، وإن القلم ليجف عن الكتابة؛ لا سيما إذا تحدثنا عن قبلة الأمة، وبوابة السماء، وميراث الأجداد، ومسئولية الأحفاد؛ إنها مكة المكرمة التي كرَّمها على سائر المعمورة، وخصَّها بخصوصية الفضل، وعلو المكانة، ورفعة المنزلة، وعظيم الشرف، ومكمن البركة والهداية والخير للعالمين {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}5 فيها تظهر الآيات، وتتضح العلامات، وفيها الركن والمقام، والحطيم وزمزم، والأمن والأمان، والعلم والإيمان: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً}6، بل فيها بيت الرحمن، وموطن الغفران، وسر الاطمئنان، ومروى الظمآن، أذن فيه الخليل حين قال له ربه: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}7 فقال: وكيف أفعل يا رب، قال: اصعد على جبل أبي قبيس، وأذن في الناس، فصعد إبراهيم - عليه السلام -، ونادى الكائنات والحيوانات، والجن والإنس، فأسمع الله دعوته نطفاً في الأرحام، وكائنات في البراري والقفار؛ فجاء ت الدنيا بأسرها تؤم بيت الله الحرام، ملبية دعوة إبراهيم - عليه السلام -، قائلة: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

ثم تتابع الناس لأداء فريضة الحج التي فرضها الله على عباده بقوله: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}8، فصارت مكة مأوى للناس يقصدونها من كل مكان، ويتجهون إليها من كل قطر، وينحدرون إليها من كل جبل، ويصعدون إليها من كل سهل، مقصدهم وغايتهم وهدفهم؛ إظهار الذل والافتقار، وارتداء لباس الإخبات والاضطرار، والدعاء بلسان الخوف والانكسار؛ خوفاً من عقاب العزيز الجبار، وطمعاً في مغفرة الغفار، والفوز بجنات تجري من تحتها الأنهار: {أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}9.

ومن أعظم ما يتحلون به في ذلكم الموسم أنهم يظهرون بمظهر الوحدة والتضامن، وتتلاشى فيما بينهم صور الفوارق والجنسيات والألوان، وتذوب (غالباً) في ذلكم الاجتماع الإيماني الكبير، والمؤتمر الإسلامي العظيم؛ كل مخلفات الجهل والتجهيل، والخرافة والشرك والتضليل، مما يجعل الجمع يظهر بصورة واحدة، وصف واحد، وعلى قلب رجل واحد، ممتثلين قول خالقهم وباريهم: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}10، ومخاطبين الدنيا بأسرها، والعالم أجمع، والكائنات كلها: أننا أمة اجتماع لا أمة تفرق، وأمة تضامن وتكافل وتناصر لا أمة تخاذل وتشرذم وتقهقر، كل هذا يظهر في كونهم متحدين قلباً وقالباً: في جميع مواقفهم، ومشاعرهم، ومناسكهم، وطوافهم، وسعيهم، ورميهم.

ربهم واحد، ورسولهم واحد، ومقصدهم واحد، وزيهم واحد، ولباسهم واحد، وإحرامهم واحد، وشعارهم واحد، ودثارهم واحد، وقرآنهم واحد، ونسكهم واحد، وقبلتهم واحدة: {كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}11، فسبحان الذي جمعهم من بلدان مختلفة، وعوالم متعددة، وأجناس متباينة، على اختلاف اللهجات، وتعدد النغمات، وتباين الأصوات؛ ومع قدرته على جمعهم فسبحانه كيف يفهم خطاب، ودعاء، ولجوء، واستغاثة، وسؤال، ورجاء كل واحد منهم {لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}12.

ألا: فما أعظمها من أوقات يشغلونها بطاعة ربهم، وتوحيد خالقهم، يتمتعون بالمشاعر والشعائر، ويتنقلون في الأودية الطاهرة، والمشاعر المقدسة، فكأني بهم وهم على صعيد عرفة شعثاً غبراً رافعين أيديهم، مبتهلين إلى ربهم، خاضعين، مستكينين، خائفين، وجلين، مشفقين على أنفسهم، يسألون ويطلبون، ويتضرعون وينكسرون ويخبتون: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}13، انهمرت دموعهم، وعلا صراخهم، واشتد خوفهم، واضطربت أحوالهم، وتطلعت نفوسهم للقاء ربهم؛ فبينما هم على هذه الحال إذ نزل عليهم ربهم؛ فنظر إلى أحوالهم، وأسدل عليهم رحمته، وأنزل مغفرته، ووهبهم كرمه وعفوه، وقال: ((يا ملائكتي هولاء عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين أشهدكم أني قد غفرت لهم))14 لا إله إلا الله أي فرح قد غمرهم، وأي سرور قد أطربهم، وأي غفران قد أعتقهم من ذنوبهم، بعد أن أطلع عليهم ربهم، وغفر لهم، وعفا عنهم حتى رجعوا من حجهم وقد خرجوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.

عباد الله: إن الله - تعالى - يقول - وبقوله يهتدي المهتدون -: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}15، وقال عز من قائل عليم: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}16، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}17.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فادعوا الله واستغفروه فيا فوز المستغفرين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله العزيز الغفار، القوي الجبار، عدد ما صلى له المصلون الأخيار، ثم الصلاة والسلام على النبي المختار، خير من ركع وسجد واستغفر بالأسحار، وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار، وعلى كل من تبعهم بإحسان إلى يوم يبرز فيه العباد لله الواحد القهار، أما بعد:

معاشر المؤمنين: إن المتأمل في الحج إلى بيت الله الحرام يلحظ أن له منافع دنيوية وأخروية مصداقاً لما ذكره الله - تعالى -: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}18.

كما أنه يمثل صمام أمان لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فبه تقوى شوكتها، وتظهر عزتها، وتعلو كرامتها، ويهابها أعداؤها، ويذل خصمها، ويقوى ضعيفها، وينصر مظلومها، كيف لا وقد اجتمع أتباع الملة، وحماة العقيدة، وحراس الشريعة؛ من كل أقطار المعمورة شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، يجهرون بصوت واحد، ودعاء واحد، وذكر واحد، ولباس واحد، ووليهم واحد، وعدوهم واحد، فكيف لا يهابهم عدوهم، ولا يذل خصمهم؛ وهم مجمعون على حربه، ومشتاقون لقتاله، لو ظفروا به لقطعوه بأسنانهم قبل سيوفهم، ومزقوه بأنيابهم قبل نبالهم، يقاتلونه وثوابهم الجنة، ويكنون له العداوة والبغضاء وعوضهم الفردوس، سطر هذا نبينا وصحابته وهم يطوفون بالبيت فقال لهم المعلم والقائد والأسوة: ((رحم الله أمرئ أراهم - أي المشركين - اليوم من نفسه قوة))19.

فاللهم بلغنا حج بيتك الحرام، وزيارة مسجد نبيك - صلى الله عليه وسلم -، وألحقنا بالصالحين، واغفر لنا ولهم يا رب العالمين.

عباد الله: صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه حيث أمركم ربكم فقال ولم يزل قائلاً عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}20.

بلغ العلى بكمالـــه كشف الدجى بجماله

عظمت جميع خصالـه صلوا عليه وآلـــه

عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }21، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}22، وأقم الصلاة.



1 سورة آل عمران (102).

2 سورة النساء (1).

3 سورة الأحزاب (70- 71).

4 سورة الحشر (18).

5 سورة آل عمران (96).

6 سورة آل عمران (97).

7 سورة الحج (27).

8 سورة آل عمران (97).

9 سورة آل عمران (136).

10 سورة آل عمران (103).

11 سورة الصف (4).

12 سورة هود (14).

13 سورة الإسراء (57).

14 رواه ابن خزيمة في صحيحه برقم (2840)، وقال الألباني في المشكاة برقم (2601) لم تتم دراسته بلفظ "ضاحين" أما بدون هذا اللفظ فقد حسنه في صحيح الترغيب برقم (1155).

15 سورة الأعراف (204).

16 سورة النحل (98).

17 سورة البقرة (196).

18 سورة الحج (27).

19 سيرة ابن هشام (ج2ص 370) ولم أجد من حكم عليه من المحققين.

20 سورة الأحزاب (56).

21 سورة النحل (90).

22 سورة العنكبوت (45).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحج ملتقى المسلمين الأكبر ومؤتمرهم الإسلامي العظيم
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يوم الحج الأكبر
»  أسأل الله العظيم رب العرش العظيم
» أملاك غير المسلمين فى بلاد المسلمين ليست فيئا أو غنيمة .
» ماذا حدث في ملتقى المرأة السعودية؟!
» شرح حديث (إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما..)



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: