موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 دينكم دينكم أيها المسلمون!!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

دينكم دينكم أيها المسلمون!! Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

دينكم دينكم أيها المسلمون!! Empty
مُساهمةموضوع: دينكم دينكم أيها المسلمون!!   دينكم دينكم أيها المسلمون!! Emptyالثلاثاء 3 يونيو 2014 - 9:54

دينكم دينكم أيها المسلمون!!

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله المتصرف في عباده بما يريد {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}1، الحمد لله العزيز في قهره، الغالب على أمره، الحكيم في شرعه {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}2، الحمد لله أرغم أنوف الطغاة، وخفض رؤوس الظلمة، ومزَّق شمل الجبابرة، ودمّر سد مأرب بفأرة، وأهلك النمرود ببعوضة، وهزم أبرهة بطير أبابيل، أحمده شاكراً طائعاً، وأعبده صاغراً خاضعاً، وأؤمن بربوبيته مخلصاً موحداً، وأوقن بالمعاد مصدقاً معتقداً، وأشهد أن لا إله إلا الله منشئ الأمم ومبيدها، ومنشر الرمم ومعيدها وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين صلى عليه وسلم وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين، أما بعد:

أيها المسلمون: يقول الحق - سبحانه - في محكم التنزيل: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}3 قال القرطبي: "{آية} أي علامة دالة على قدرة الله - تعالى - على أن لهم خالقاً خلقهم، وأن كل الخلائق لو اجتمعوا على أن يخرجوا من الخشبة ثمرة لم يمكنهم ذلك، ولم يهتدوا إلى اختلاف أجناس الثمار وألوانها، وطعومها وروائحها، وأزهارها، وفي ذلك ما يدل على أنها لا تكون إلا من عالم قادر"4، وقال الشوكاني - رحمه الله -: "وهاتان الجنتان كانتا عن يمين واديهم وشماله، قد أحاطتا به من جهتيه، وكانت مساكنهم في الوادي"5، وقال أيضاً - رحمه الله -: "والآية هي الجنتان، كانت المرأة تمشي فيهما وعلى رأسها الكتل، فيمتلئ من أنواع الفواكه التي تتساقط من غير أن تمسها بيدها، وقال عبد الرحمن بن زيد: إن الآية التي كانت لأهل سبأ في مساكنهم: أنهم لم يروا فيها بعوضة، ولا ذباباً، ولا برغوثاً، ولا قملة، ولا عقرباً، ولا حية، ولا غير ذلك من الهوام، وإذا جاءهم الركب في ثيابهم القمل ماتت عند رؤيتهم لبيوتهم، {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ}6 أي: على ما رزقكم من هذه النعم، واعملوا بطاعته، واجتنبوا معاصيه،"7 ثم ذكر - سبحانه - ما كان منهم بعد هذه النعمة التي أنعم بها عليهم، فقال: {فأعرضوا} أي: عن الشكر، وكفروا بالله، وكذبوا أنبياءهم، قال السدي: "بعث الله إلى أهل سبأ ثلاثة عشر نبياً فكذبوهم، وكذا قال وهب، ثم لما وقع منهم الإعراض عن شكر النعمة؛ أرسل الله عليهم نقمة سلب بها ما أنعم به عليهم، فقال: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ }8 وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من أودية اليمن، فردموا ردماً بين جبلين، وحبسوا الماء، وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض، وكانوا يسقون من الباب الأعلى، ثم من الباب الثاني، ثم من الثالث، فأخصبوا، وكثرت أموالهم، فلما كذبوا رسلهم بعث الله جرذاً (فأراً) {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}9، ففتقت ذلك الردم حتى انتقض، فدخل الماء جنتهم فغرقها، ودفن السيل بيوتهم فهذا هو سيل العرم"10 أي السيل العارم الشديد الذي لا يطاق.

"فتفرقوا عنها، ومزقوا شر ممزق، وضرب بهم الأمثال التي منها قولهم: "تفرقوا أيدي سبأ" وهو مثل بضرب لمن تفرق شملهم تفرقاً لا اجتماع لهم معه، وهذا ما حدث لقبيلة سبأ، فقد تفرق بعضهم إلى المدينة المنورة كالأوس والخزرج، وذهب بعضهم إلى عمان كالأزد، وذهب بعضهم إلى الشام كقبيلة غسان..."11.

{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نجازي إِلاَّ الكفور} أي: ذلك الذي فعلناه بهم من تبديل جنتيهم بحنتين ذواتى أكل خمط هو الجزاء العادل لهم بسبب جحودهم وترفهم، وفسوقهم عن أمرنا، وإن من شأننا وسنتنا أن لا نعاقب ولا نجازى هذا الجزاء الرادع الشديد إلا لمن جحد نعمنا، وكفر بآياتنا، وآثر الغي على الرشد، والعصيان على الطاعة"12.

{وجعلنا بينهم وَبَيْنَ القرى التي بَارَكْنَا فِيهَا} "كمكة في الجزيرة العربية، وكبيت المقدس في بلاد الشام؛ جعلنا بينهم وبين تلك القرى المباركة {قُرًى ظَاهِرَةً} أي: قرى متقاربة متواصلة"13؛ قال ابن كثير - رحمه الله -: "يذكر - تعالى - ما كانوا فيه من الغِبْطة والنعمة، والعيش الهني الرغيد، والبلاد الرخية، والأماكن الآمنة، والقرى المتواصلة المتقاربة بعضها من بعض، مع كثرة أشجارها وزروعها وثمارها، بحيث إن مسافرهم لا يحتاج إلى حَمل زاد ولا ماء، بل حيث نزل وجد ماء وثمراً، ويَقيل في قرية ويبيت في أخرى بمقدار ما يحتاجون إليه في سيرهم"14.

{وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ} "أي: وجعلنا زمن السير من قرية إلى أخرى مقدراً محدداً، بحيث لا يتجاوز مدة معينة قد تكون نصف يوم أو أقل، وقالوا: كان المسافر يخرج من قرية فيدخل الأخرى قبل حلول الظلام بها، ولكنهم لم يقدروا هذه النعمة، بل بلغ بهم الجهل والحمق والبطر أنهم دعوا الله - تعالى - بقولهم - كما حكى القرآن عنهم -: {فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} أي: مع أننا بفضلنا وإحساننا قد أعطيناهم تلك النعمة، ومكانهم منها، وهى نعمة تيسير وسائل السفر، ومنحهم الأمان والاطمئنان خلاله؛ إلا أنهم - لشؤمهم، وضيق تفكيرهم، وشقائهم - تضرعوا إلينا وقالوا: يا ربنا اجعل بيننا وبين القرى المباركة مفاوز وصحاري متباعدة الأقطار بدل تلك القرى العامرة المتقاربة، فهم - كما يقول صاحب الكشاف -: بطروا النعمة وبشموا (أي: سئموا) من طيب العيش، وملُّوا العافية، فطلبوا النكد والتعب، كما طلب بنو إسرائيل البصل والثوم مكان المن والسلوى"15.

{وظلموا أَنفُسَهُمْ} "أي: قالوا ذلك القول السيئ، وظلموا أنفسهم بسببه، حيث أجيب دعاؤهم فكان نقمة عليهم، لأنهم بعد أن كانوا يسافرون بيسر وأمان؛ صاروا يسافرون بمشقة وخوف.

وقوله: {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} بيان لما آل إليه أمرهم.

والأحاديث: جمع أحدوثة، وهى ما يتحدث به الناس على سبيل التلهي والتعجب، أي: قالوا ما قالوا من سوء، وفعلوا ما فعلوا من منكر، فكانت نتيجة ذلك أن صيرناهم أحاديث يتلهّى الناس بأخبارهم، ويضربون بهم المثل، فيقولون: تفرقوا أيدي سبأ، {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} في البلاد المتعددة، فمنهم من ذهب إلى الشام، ومنهم من ذهب إلى العراق بعد أن كانوا أمة متحدة يظلها الأمان والاطمئنان، والغنى والجاه.

{إِنَّ فِي ذَلِكَ} الذى فعلناه بهم بسبب جهلهم وفسوقهم وبطرهم {لآيَاتٍ} واضحات بينات {لِّكُلِّ صَبَّارٍ} على طاعة الله - تعالى - {شَكُورٍ} له - سبحانه - على نعمه"16.

نعم:

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}17، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }18

أيها المسلمون: إن هذا الذي حلَّ بأولئكم القوم من قبل، وقصَّه الله علينا؛ هو بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، وهو أثر وعاقبة طغيانهم وبطرهم، وعدم شكر الله على ما أنعم به عليهم، فنستفيد من هذا الدرس أن الله - تعالى - ما ينزل علينا كارثة أو مصيبة إلا ونكون نحن السبب في ذلك بذنوبنا ومعاصينا وأخطائنا، ولهذا سنستعرض في هذه الخطبة بعض آثار وعواقب الذنوب والمعاصي التي تسبب ضعف المسلمين، وذهاب ريحهم، وسقوط كلمتهم أفراداً وجماعات ودوَلاً؛ حتى لا نقع فيها، وقبل أن ينزل بنا أكثر مما نزل بنا، وكذلك علَّ الله أن يرفع عنا ما قد نزل بنا من المصائب والكوارث، فهي تمحيصات وابتلاءات يبتلي عباده ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.

أيها المسلمون: إن من أعظم ما يضعف دين المسلم نسيانه ذكر ربه - تعالى - قال الحق - سبحانه -: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }19 أي: ينسيك الله مصلحة نفسك في الدنيا والآخرة، فلا تعمل لنفسك ما يسعدها في الدنيا، وينجيها في الآخرة، فيجعلك خادماً للآخرين يوجهونك ويصرفونك على ما يريدون لتحقيق أهدافهم الشريرة، ولربما أغروك ببعض الأموال فتكون لهم كالشاة العجماء تبذل لهم عمرك الغالي، ووقتك وأهلك، وتضحي بنفسك، وتفرط في دينك، وأوامر ربك؛ ثم هم يكسبون أغراضهم ومآربهم منك، وفجأة يأتيك ملك الموت وإذا به بين يديك، فتنظر يميناً ويساراً، كل الذين يحيطون بك فقراء، ضعفاء، لا يملكون لك ضراً ولا نفعاً، يا إلهي ما هذا هل انتهت حياتي؟ وانقضى عمري؟ إنني لم أعبد الله بعد، كم صلوات ضيعتُها، كم مسلم ظلمتُه، كم من مصيبة ارتكبتها، رب أخرني إلى أجل قريب، يا رب: سنة واحدة، شهراً واحداً، أسبوعاً أتفرغ لعبادتك، أقرأ كتابك، أستغفر من ذنوبي، يا رب يوماً واحداً! ولن أعصي لك أمراً، لن أستجيب لأحد في معصيتك، لا أدعو أحداً غيرك، لن أخاف من أحد سواك، يا رب: ساعة واحدة، لحظة واحدة أسجد لك فيها إلى أن أموت {فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}20، {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}21، تريد الآن أن ترجع لتدارك دينك، لتطيع ربك، لترد مظالم الناس عندك، أين أذهبتَ قوتك؟ أين أفنيتَ شبابك؟ أين ضيعت عمرك؟ {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}22، فانتبه لدينك أيها المسلم قبل حلول تلك الساعة فإن الأمر خطير، والدنيا لا تدوم، والحق سبحانه حي قيوم، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

جاء في الحديث الصحيح أن الله - تعالى - يقول للعبد يوم القيامة: ((ألم أزوجك، ألم أكرمك، ألم أسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. فيقول الله - تعالى -: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول الله: اليوم أنساك كما نسيتني))23 نعم ((اليوم أنساك كما نسيتني)).

أيها المسلمون: كذلك من الذنوب التي تضعف دين المسلمين، وتوهن قوتهم؛ الفرقة والنزاع بينهم، وإننا لنعلم جميعاً أن من أوائل الأعمال التي قام بها الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - عند هجرته إلى المدينة هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ لعلمه بأن هذا الدين لن يقوم إلا على عواتق رجال كلمتهم واحدة، وصفهم واحد، لا تعيش فيهم الضغائن والأحقاد، ولا تغزوهم النزاعات والشحناء، فكان بذلك الصحابة - رضوان الله عليهم - كما وصفهم الله {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}24، وقد حذر الله - تعالى - أوليائه المؤمنين من هذا الداء الخطير (النزاع والفرقة) فقال سبحانه: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}25، وأخبرنا - سبحانه - أن من أعظم أسباب العداوة والبغضاء بين الناس - وبين المسلمين خاصة - هو نسيان توحيد الله، ونسيان ميثاق الله الذي أخذه على عباده فقال - تعالى -: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}26 قال الإمام البغوي: "أخذنا ميثاقهم في التوحيد والنبوة، {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} بالأهواء المختلفة، والجدال في الدين"27؛ فإذا ما نسي المؤمنون توحيدهم، ووالوا عدوهم على إخوانهم، وعصوا ربهم؛ جعل الله بأسهم بينهم شديداً، ثم لم ترتفع لدينهم راية، وكان ذلهم للناس عبرة وآية، {جَزَاء وِفَاقًا}28، قال الله - تعالى -: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}29.

والله - تعالى - يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}30 فإذا عصى المسلم ربه، ونسي ذكره؛ ضعف من دينه شيء؛ فعادى أخاه وظلمه، واختلّ عنده ميزان الحكم على الناس، فيتكبر الغني على الفقير، والقوي على الضعيف، والرئيس على الرعية، وتتكبر صاحبة الجمال على أختها، وصاحبة المال على زميلتها، لماذا؟ {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ}لم يراجعوا دينهم، لم يعملوا بأمره، ولم ينتهوا عن نهيه، ولم يسألوا عن مراده، وعصوا ربهم؛ فلعب الشيطان بهم.

أيها المسلمون: وإن مما يضعف دين المسلمين كثرة الترف والإسراف، وبطر النِعَم وعدم شكر المنعِم قال - تعالى -: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}31، ولهذا تجشأ رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة))32، أما أكمل الناس ديناً - صلى الله عليه وسلم - فكان يمرُّ عليه الشهر والشهران والثلاثة لا يوقد في بيته نار، وإنما كان طعامه الأسودان: التمر والماء، فلما فتح الله عليه وعلى أصحابه لم يبطروا ولم يأشروا، بل حمدوا وشكروا.

ألا واعلموا أيها المسلمون أن الترف يقضي على الأخلاق، ويهدم الفضائل، فيكون ذلك سبب لضعف الدين، وعدم توقير أوامر رب العالمين، فتحل الكارثة، وتقع المصيبة، وينزل الجزاء {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ}33، وهذه هي نهاية المترفين المتكبرين بأموالهم، الذين لم يشكروا ربهم على ما آتاهم من فضله.

بل إن الترف أيها المسلمون سبب رئيس، وطريق ممهد، ووسيلة سهلة لهلاك الأمم، وحلول العقوبة، وسقوط الدول قال الحق سبحانه: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراًً}34، نعم: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} قال المفسرون: بطاعة الله وتوحيده، وتصديق رسله، واتباعهم فيما جاؤوا به {فَفَسَقُواْ} أي: خرجوا عن طاعة أمر ربهم، وعصوه وكذبوا رسله، {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ} أي: وجب عليها الوعيد {فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}35، وقال - تعالى -: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }36.

واعلم أيها الأخ المسلم الحبيب أنني عندما أحذر نفسي وإياك من عصيان الله - جل وعلا -، وأحثك على التمسك بدينك؛ أن هذا من أبلغ النصح، وأتم المحبة، وأعظم الإشفاق، لأن الله - عز وجل - قد حذر أحب الخلق إليه، وأقربهم منه - صلى الله عليه وسلم -، وهو سيد الطائعين، حذره أن يعصيه، أو يخالف أمره، ويطيع عدوه فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}37 ، وقال - تعالى - لنبيه يحي: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}38.

فبادر أخي بذكر ربك، ومراجعة دينك، وانظر ماذا قدمت لذلك اليوم قبل أن يرمي بك الله في وديان الدنيا، ثم لا يبالي بك في أي واد هلكت، واجعل بينك وبين معاصي الله وقاية، فإن غلبك الشيطان والهوى أحياناً فبادر بالتوبة إلى ربك، فهو قريب مجيب.

أخي المسلم أختي المسلمة: ألم يقل الله - تعالى -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}39، ونحن في هذا الزمن نعيش أعظم الفتن، وأكبر البلايا، فتن الشهوات في كل مكان: النساء والأموال والمناصب وغير ذلك، وفتن الشبهات والأفكار الدخيلة، والمعتقدات الغريبة، والعادات الغربية الوافدة، فعند هذا كله ألا نستعين بالله على هذه الفتن، ونلتجئ إليه أن يعيذنا منها كما كان يدعو - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون))40، وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) قال: فقلنا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: فقال: ((نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله - عز وجل- يقلبها))41، وفي التنزيل: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}42 قال مجاهد: المعنى يحول بين المرء وعقله حتى لا يدري ما تصنع بنانه"، فالله الله في حفظ دينكم أيها المسلمون في هذا الزمن الخطير.

اللهم ثبت قلوبنا على دينك، واختم أعمارنا بطاعتك، يا رحمن يا رحيم.

1 سورة الأنبياء (23).

2 سورة الأنعام (18).

3 سورة سبأ (15-19).

4 تفسير القرطبي (14/283).

5 فتح القدير (4/455).

6 سورة سبأ (15).

7 فتح القدير (4/455).

8 سورة سبأ (16).

9 سورة المدثر (31).

10 فتح القدير (4/455).

11 الوسيط لسيد طنطاوي (1/3469).

12 بتصرف من الوسيط لسيد طنطاوي (1/3469-3470).

13 الوسيط لسيد طنطاوي (1/3470).

14 تفسير ابن كثير دار طيبة (6/508-509).

15 الوسيط لسيد طنطاوي (1/3470).

16 الوسيط لسيد طنطاوي (1/3471).

17سورة الأعراف (96).

18سورة الرعد (11).

19 سورة الحشر (19).

20 سورة يونس (49).

21 سورة المنافقون (11).

22 سورة فاطر (37).

23 رواه مسلم برقم (7628).

24 سورة المائدة (54).

25 سورة الأنفال (46).

26 سورة المائدة (14).

27 تفسير البغوي (3/32).

28 سورة النبأ (26).

29 سورة الشورى (30).

30 سورة الحجرات (10).

31 سورة النحل (112).

32 ابن ماجة برقم (3351)، وحسنه الألباني في الصحيحة برقم (343).

33 سورة القصص (81).

34سورة الإسراء (16).

35 أضواء البيان (3/75).

36 سورة الأعراف (165).

37 سورة الأحزاب (1).

38 سورة مريم (12).

39 سورة الزمر (53).

40 الترمذي برقم (3233) عن ابن عباس - رضي الله عنه -، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (59).

41 أحمد برقم (12128)، وقال شعيب الأرناؤوط في تعليقه على المسند: إسناده قوي على شرط مسلم.

42 سورة الأنفال (24).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دينكم دينكم أيها المسلمون!!
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أيها المسلمون : ثم مــاذا ؟؟؟
» أيها المسلمون مدوا أيديكم
»  يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء
» يا رافضة جئتكم بما يهدم دينكم من القواعد ..
» هل المسلمون متعصبون؟!



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الدروس-
انتقل الى: