موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 هل المسلمون متعصبون؟!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

هل المسلمون متعصبون؟! Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

هل المسلمون متعصبون؟! Empty
مُساهمةموضوع: هل المسلمون متعصبون؟!   هل المسلمون متعصبون؟! Emptyالأربعاء 5 مارس 2014 - 15:35

هل المسلمون متعصبون؟!

التَّعصُّب معناه: نُصْرَة القوم للرَّجل منهم، ومنه العُصْبة بالفتح والسكون، وعصبة الرجل: بنو قرابته لأبيه أو قومه الذين يتعصبون وينصرونه [1].
والمراد بالعصبيَّة هنا: إحساس المرء بالغيرة والحمية؛ كي ما ينهض ناشطًا مدافعًا عن أهله وقرابته وقومه، وحافز المرء لذلك إحساسه بوجوب الانفعال والغيرة إذا ما مس أهله وأقاربه وقومه شيء من ضيم أو عدوان، فهو بذلك لا يعبأ أو يستشاط، ويأخذه الانفعال والحماسة بما يقع لغير واحد من هذه الأصناف منَ الأذى والضَّرر.

وهو في ذلك لا يتجاوز بغيرته وحميته تلكمُ الأصناف؛ كي لا يبالي بعد ذلك إذا ما أصاب القرح آخرين غرباء عن أهله وعشيرته وبني قومه، وربما امتدَّ التَّعصب واتَّسع ليندرج فيه تعصب كثير منَ النَّاس للملَّة بغير حق أو تعصب آخرين لأجناسهم وأعراقهم، وذلك في شريعة الإسلام باطلٌ.
وبعد هذه المُقدمة عن حقيقة التَّعصب، نعرض للحديث بشيء منَ التَّفصيل عن جملة وجوه أساسية منَ التَّعصب.

أولاً: التَّعصب للذَّات:
وذلك أن يعبأ الإنسان بنفسه فقط ليُحقق لذاته كل ما يصبو إليه من الآمال والمكاسب، وهو يبذل مِن أجل ذلك أقصى الدَّرجات من النَّشاط والكد والاهتمام، وذلك لفرط انشغاله بنفسه دون سواها، ولشِدَّة اهتمامه البالغ بمصالحه التي تخصه دون غيره، فلا يعبأ بعد ذلك بغيره منَ الناس أقرباء أو غرباء، مظلومين أو مكروبين، مغلوبين أو مضيعين، وتلك أثرة بغيضة ممقوتة تتلطَّخ به نفوس القساة الأَشِحَّة منَ الناس أولي الطَّبائع القاسية الكزَّة، أولئك الذين لا يكترثون لما يصيب الناس منَ القروح والجوائح والمِحَن، ولا تلين قلوبهم مما يحيق بغيرهم من النوازل والخطوب؛ وإنما يقلقون ويتغيظون لما يمسهم وحدهم من السوء، لا جرم أن هذه مثلبة خسيسة تلبست بها طبائع كثير من البشر على وجه هذه الأرض، وأولئك موغلون في الأنانية المقيتة البشعة، وذلك هو دَيْدَن الأكثرين في المجتمعات المادية في سائر أنحاء العالم.

أمَّا المسلمون فهم أبعد الخليقة كافَّة عن لوثة الأثرة، أو التعصب للذات (الأنانية)، والأصل في ذلك أنَّ المسلمين قد تنشؤوا على تعاليم الإسلام، وتربوا على مائدة القرآن بما حواه هذا الكتاب الحكيم المعجز من عقيدة راسخة سمحة، وتشريع شامل كامل، ومعاني رقاق في غاية الجمال، كل هذا النظام المتسق الهائل قد صنع المسلمين بعظيم أخلاقهم المميزة، وكريم صفاتهم الممجدة، فمنَ الحق أن نصْدَع في مجاهرة يسمعها الناس جميعًا، وهي أن المسلمين أبعد الخلائق طرًّا عن خسيسة الأنانية الوضيعة التي تدمغ الإنسان بوصمة التبلد والانكماش والسلبيَّة، ليظل - وهو أسير نفسه - مستغرقًا في الطمع والجشع وحب الذَّات، والغفلة الكاملة عمَّن سواه منَ العباد.

وهذه حقيقة تتجلَّى في خلق المسلمين، وهم يتحررون من ربقة الأنانية والتَّعصب للذَّات فيحب بعضهم بعضًا؛ بل يتمنَّى الواحد فيهم من تحصيل الخير لغيره بقدر ما يتمنَّاه لنفسه، وفي ذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) [2].
ذلك إعلان مجلجل يهتف به إمام المسلمين الأول، رسول البشرية كافة مبينًا فيه أن المسلمين أبعد الخليقة عن الأنانية، والانكماش، والتَّعصب.

ثانيًا: التَّعصب للأهل والعشيرة:
وهذا الضَّرب منَ التَّعصب كريه ومقيت؛ لأنه يكشف عن خسَّة في اهتمام المرء وفي هواه، إذ يجنح لأهله وأقربائه في الحق أو الباطل، وينصرهم ظالمين ومظلومين، ويؤيدهم في عامة الأحوال والوقائع بالرَّغم من ضلالهم وتلبسهم بالشر والخطيئة، وذلك خُلُق ذميم وبغيض، تنفر منه قلوب المسلمين المخلصين الذين لا تملك أعصابهم ومشاعرهم صيحة الباطل، يرددها الأهل وأولوا القربى، وإنما يترفعون في أنفة واستعلاء على الظالمين والمعتدين، ولو كانوا أولي قربى.

المسلمون أوفياء مقسطون لا يتعصَّبون للباطل، ولا يقفون في الملمات وسائر الأحوال إلى جانب المعتدين والخاطئين؛ وإنما يهرعون مهرولين ناشطين لنصرة الحق وأهله، وإن كانوا منَ الأجانب أو الغرباء؛ مسلمين أو غير مسلمين.

ومما لا شكَّ فيه أنَّ العصبيَّة للباطل بغيضة، وأن المتعصبين للشر وأهله لكونهم أولي قربى، قد استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم الشيطان ذِكْر ربهم، وأضلَّهم ضلالاً ظاهرًا، وبذلك يندد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالعصبية والداعين إليها؛ لأنها شر ومفسدة وانحدار بالطبائع والأذهان إلى ديجور التَّخلف والانحطاط، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منَّا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية))[3]، وقوله: ((ليس منا)) يعني: ليس على طريقنا ومنهجنا الحق وهو الإسلام بقيمه وتعاليمه المنافية للهوى الظالم، أو التعصب للشر وأهله، أو مُناصرة المبطلين والظالمين في عامة الأحوال؛ وإنما المسلمون متناصحون مقسطون بررة، لا يشهدون الزُّور، ولا يقولون غير الحق والصدق مهما تكن الظروف، فلا يمنعهم أن يقولوا الحق والصواب مهابة الناس أو استحياء من عشيرة أو أولي قربى.

فتلك حميَّة جاهلية باطلة يندد بها الإسلام، ويحرض الناس على الاستعلاء عليها، والانعتاق من طغيانها على العقول والقلوب.
وفي التَّحريض على العدل والاستقامة والصدق في الشهادة والقضاء، دون انثناء أو محاباة أو جنوح لأولي قربى، يقول - جل وعلا -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}[4]، وذلك تحريض منَ الله للمسلمين على قول الحق والصدق، والحكم بالعدل بين الناس، وألا يلووا في الحكم والشهادة سواء كان المحق قريبًا أو بعيدًا، مسلمًا أو غير مسلم، وهذه غاية في القسط والاستقامة، وذروة سامقة في الفضيلة، والصدق، ومجانبة الزور، أو التَّعصب للباطل.

وفي التَّحذير منَ الجاهليَّة وتصوراتها واهتماماتها يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله - عز وجل - أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء؛ الناس بنو آدم وآدم من تراب، مؤمن تقي، وفاجر شقي، لينتهين أقوام يفتخرون برجال؛ إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها))[5]، والعبية: بضم العين منَ التَّعبية؛ أي الكبر.

في الترهيب من عصبية الجاهلية والتفاخر بالآباء والعشيرة يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديًا ينادي: ألا إني جعلت نسبًا، وجعلتم نسبًا، فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلا أن تقولوا: فلان بن فلان خير من فلان بن فلان، فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم، أين المتقون؟)) [6].

ثالثًا: التَّعصب للأوطان والأقاليم:
وهذا ضرب آخر من ضروب التعصب وخلاف ذلك حب الأوطان، فحب الأوطان إحساس بالغ مركوز في النفس لا مندوحة للمرء عن استشعاره والاعتراف به، وهذه حقيقة ظاهرة لا ينكرها إلا مكابر، ذلك أن الناس مفطورون على حب الأوطان، لا جرم أن للأوطان ومساقط الرؤوس خاصة من زاخر الذكريات وكثيف الخيالات - ما يستنهض في النفس على الدوام أمواجًا منداحة تترا منَ الأفكار والتأملات، فالأوطان بمركباتها المختلفة، المائية، والهوائية، والترابية، والحجرية، وما حوته من سهول، ووهاد، وهضاب، ووديان، وأنهار، وأبحار، وأشجار، كل أولئك يؤزُّ القلب والوجدان إلى دَيْمُومة التصور والتذكر والانفعال، فما يبرح المرء شيئًا من سلوك أو عادة أو تصرف حتى تراود خياله ذكريات الوطن المحبوب، وهذه خليقة منثورة في شغاف الوجدان منَ الإنسان، ليجد صداها في مشاعره وأحاسيسه كلما مضى أو سعى، ومع كل جيئة وذهوب.

وبالرغم من هذه العاطفة المستعرة والإحساس المشبوب بحب الأوطان، فما ينبغي أن تتجاوز المسألة هذا الحد من عاطفة الحب؛ كيلا تتيه النفس فتميل ميل الجانحين للضَّلالة والجهالة إذا ما اتخذت الأوطان معبودات من دون الله! وهنا المنزلق والسقوط في التيه والخسران، فإنما المعبود هو الله وحده؛ وإنما الكائنات على اختلافها ليست غير مخاليق، ذرأها الله في أرجاء هذا الكون لتكون عبرةً للمعتبرين من أولي التدبر، والتفكر، والنظر.
وما ينبغي كذلك أن يتعصب الناس لأوطانهم وأقاليمهم بغير حق، فليس ذلك من خصال المقسطين منَ الناس؛ وإنما ذلك ديدن الجاهليين المستغرقين في الجهالة والضلال في هذا الزمان وفي كل زمان، أولئك هم الجاهلون خُواة العقول والضمائر، الذين لا يهرعون للعدوان على المظلومين المحقين لكونهم أباعد عنهم في الأوطان، وأنهم مقدور لهم أن يسكنوا بقاعًا أخرى من جنبات الأرض، وليس ذلك كله من خلق المسلمين، فإن المسلمين وقد صنعهم الإسلام بعقيدته وقيمه وتعاليمه - لا جرم أنهم مقسطون أبرار؛ بل إن القضاء بالحق والقسط ديدن المسلمين وخليقة ملازمة لهم، لا يبغون عنها حولاً مهما تكن الظروف.

والمسلمون يقضون بالحق والقسط وإن كان صاحب الحق غريبًا عن الوطن، أو منَ الأباعد الذين لا تربطهم بالمسلمين آصِرَة، فذلكم القرآن الكريم يوجب على المسلمين أن يحكموا بين الناس بالعدل، وأن لا يميلوا مع الهوى لسبب منَ الأسباب أو دافع من دوافع التعصب للذات، أو العشيرة، أو الوطن، أو الملة؛ وإنما يقضي لصاحب الحق سواء كان قريبًا أو غريبًا، مسلمًا أو غير مسلم، فقال: {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [7]، وقال جل جلاله: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [8].

رابعًا: التَّعصب للعرق واللون:
وهذا النَّوع منَ التَّعصب بغيض وممقوت، وهو إيغال في السَّفه والجهالة، وصفاقة في الحس والضمير، وهذه حقيقة لا تقبل المراء، ما دمنا نستيقن أن البشرية أصلها واحد وهو التراب، فكيف يليق إذًا بذي عقل وبصر، أو بذي وجدان وحس، أن يتعصب للدم أو اللون على اختلافه وتعدده ما دام ذلك يغني منَ الحق والسداد والمنطق شيئًا، فالناس جميعًا في ميزان الإسلام سواسية لا يميزهم إلا الفضيلة والاستقامة وصالح الأعمال.

ومن عجائب ما سقطت فيه الشعوب والأمم على مدار التاريخ والزمن، تلك الجهالات المُسِفَّة، والضلالات الصمَّاء الموغلة في التَّعسف والطغيان، والتي تلبس بها كثير منَ الأمم طيلة الأدهار، أولئك الذين غلبت عليهم قسوة القلوب الغُلف، وغاصت فيهم خصائص الإنسانية الشفيفة من رأفة، ورقة، ولين، فراحوا يعذبون البشر، ويضطهدونهم اضطهادًا، ويسومونهم ألوان الطغيان والإذلال والمهانة؛ لكونهم منَ السود أو الملونين!!

يا لله لهذا الهول الشَّنيع، وتلكمُ الحماقة المفحشة المسترذلة! هؤلاء العُتاة الجبابرة الأشقياء ينكلون بالأبرياء منَ الناس بغير حق، ويسفكون دماءهم لعبًا ولهوًا واستهتارًا، وبما تسوله لهم أمزجتهم المريضة، وطبائعهم الكزة الحافلة بالسقم والاعوجاج، ودون سبب إلاَّ أنهم سود البشرة والوجوه!
ولقد تحدثنا في مواضيع سابقة من هذا الكتاب عن فظاعة الأفاعيل الرهيبة النكراء التي أنزلها الأوربيون المتعصبون بالهنود الحمر في أمريكا وبالأفارقة الذين سيقوا عبيدًا، إذ قتلوا منهم ما لا يقل عن مائتي مليون، لكونهم ملونين!! إن ذلكم لهو التَّعصب الشنيع المذهل، والفظاعة المريعة النكراء، وأولئك هم المتعصبون الأشقياء!!

وفي هذه الغمرة منَ التعصب المجنون، والحماقة البالغة المفحشة، يأتي دور المسلمين الذين جاؤوا إلى الدنيا على قدر منَ الله؛ لكي يشيعوا العدل والرحمة في الأرض، وليعلموا البشرية منهج الحق والصَّواب، وليحملوا الناس على الصدق، والرحمة، والقسط.
لا جَرَم أنَّ المسلمين صادقون مقسطون رحماء، وهم أبعد الخلق عن الجنوح للعدوان والجور، أو التعصب للضلال والباطل في سائر الأحوال والظروف.
المسلمون رحماء بالإنسانية كافة، بغض النظر عن ألوانهم، وأجناسهم، وأوطانهم، وأديانهم؛ بل إن المسلمين رحماء بالأحياء منَ الكائنات التي لا تعقل، وهم مأجورون في الرَّأفة بها، والحدب عليها.

المسلمون أبر الناس بالخلق وأشدهم حرصًا على القضاء بالحق والقسط، فلا جنوح، ولا زيغ، ولا تعصب، ولا هوى، إلا الحكم بعدل ونصفة، وعلى القسطاس المستقيم.
تلك هي حقيقة المسلمين في هذه المسألة، وهم في ذلك كله على الحق الظاهر وعلى جادة الصواب كما علَّمهم الإسلام؛ وكما أنشأهم القرآن بهديه وكمال شرعه وروعة مثله وتعاليمه.

وفي التنديد بالتعصب للون أو الجنس أو الأعراق، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - منبهًا محذرًا: ((انظر فإنك لست بخير من أحمر، ولا أسود، إلا أن تفضله بتقوى)) [9]، قال ذلك مخاطبًا أبا ذر الغفاري، وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أوسط أيام التشريق من خطبة الوداع فقال: ((أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت؟)) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((فليبلغ الشاهد الغائب)) [10]، وعنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديًا ينادي: ألا إني جعلت نسبًا وجعلتم نسبًا، فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلا أن تقولوا: فلان بن فلان خير من فلان بن فلان، فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم، أين المتقون؟))، ومن حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) [11].

خامسًا: التَّعصب للمِلَّة:
ليس من تعصُّبٍ لدى المسلمين ألبتة، وليس في الإسلام أصلاً من تعصب، ذلك أن الإسلام يقوم على العدل والمساواة والموضوعية وبساطة العقيدة ويسر التَّشريع، فلا حاجة إذًا للتعصب الذي لا يتفق وطبيعة هذا الدين.

على أن المسلمين وهم يلتزمون بعقيدة الإسلام وما تضمنه من أركان ومعانٍ وتعاليم، ويلتزمون بشريعة الإسلام العظيم الواسع مع صادق انتمائهم الكامل لهذا الدين، وحماستهم المشبوبة للتمسك به، ولإشاعته ونشره في ربوع العالمين - فهم أكثر الناس التزامًا بقول الحق في ثبات وصدق ويقين، وهم بذلك أبعد الناس عن الجنوح للزَّيغ، والهوى، أو الميل عن جادة الحق والعدل في كل الأحيان.

ذلك هو شأن المسلم إذا ما لزمه القضاء أو الشهادة؛ فإنما يقضي بالحق ولا يشهد إلاَّ بالحق؛ سواء كان المشهود له مسلمًا، أو يهوديًّا، أو نصرانيًّا.
هذه حقيقة جليَّة ليس لها في الأديان والملل والعقائد نظير، ليس كالإسلام في إحقاق الحق وإلزام الناس بشهادة الصدق بعيدًا عن الكذب والظلم والتَّحيز، وإنَّما يتحيَّز المسلم لدى القضاء أو الشهادة إلى ذي الحق كائنًا ما كان، وبغض النظر عن ملته واعتقاده، أو لونه وجنسه وعرقه، وفي ذلك يقول سبحانه: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [12].

وفي تكريم غير المسلمين من أهل الكتاب الذين يعيشون في كنف المسلمين وفي ظل الإسلام، وفي وجوب إنصافهم والذَّب عنهم ودرء الأذى والشر والعدوان عنهم، وفي التَّنديد بإيذائهم، أو الحيف عليهم يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسه، فأنا حجيجه يوم القيامة)) [13].

ومن وصية عمرَ بن الخطاب للخليفة من بعده: "وأوصيه بذمة الله وذمَّة رسوله أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من وراءهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم"، والمراد بذمَّة الله وذمَّة رسوله، أهل الذمَّة منَ اليهود والنَّصارى، فَهُم في ذمَّة المسلمين؛ أي أمانهم ورعايتهم، فقد استوصى عمر خليفته من بعده بهم فلا يؤذون، ولا يكلفون ما لا يطيقون.

ومِنْ روائع الحقائق عن عدل المسلمين ما ذكر عن الخليفة عمر لمَّا جيء إليه بالرَّجل العظيم سليل البيت الطهور، وصهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلكمُ الفذ المِغْوار الهصور علي بن أبي طالب - كرَّم الله وجهه - وخصمه اليهودي، إذ اختلفا في درع فقضى به عمر لليهودي؛ لانْعِدَام البينة التي تعزز قول علي، لا جَرَم أنَّ ذلكم غاية العدل الذي عزَّ نظيره في العالمين، عدل كامل تجلَّى في القضاء الإسلامي إبَّان مجد الإسلام وعزَّة المسلمين.
أنَّى لمثل هذا العدل المميز أن يقارن بظُلْم اليهود الذين بغوا في الأرض، والذين أثاروا الفتن والمؤامرات من حول المسلمين، فألبوا عليهم أمم الأرض في الغرب والشَّرق، وما فتئ المسلمون يكابدون المكائد، والنَّكبات، والخيانات، خلال سنين طوال، وذلك كله بتمالُؤ اليهود ومماكرتهم وكيدهم للإسلام والمسلمين.

وكذلك الصَّليبيون الذين عاثوا في بلاد المسلمين التَّخريب، والتَّدمير، والفساد، وذلك عبر ذكريات كثيرة مشؤومة يأتي في طليعتها أربع فوادح تهز الأبدان والمشاعر، وتنكل بالقلوب تنكيلاً.
فأولها: إبادة المسلمين في الأندلس، وذلك بالقتل والاستئصال والتَّشريد والتَّنصير، وغير ذلك في مختلف الفظائع والويلات.
وثانيها: الحروب الصَّليبية في العصور الوسطى، والتي دهم فيها الصَّليبيون بلاد المسلمين في الشام، فأنزلوا بهم سوء الأفاعيل والتَّنكيل إلى أن واجههم القائد المظفر المسلم صلاح الدين الأيوبي؛ حتى إذا نصره الله فردَّ كيدهم وعدوانهم، عاملهم عقب هزيمتهم بالبر والرَّحمة والحسنى.

وذلك هو خُلُق المسلمين في الحروب إذ يعاملون المهزومين من أعدائهم بالرفق والرَّحمة خلافًا لأعدائهم الذين إذا جاسوا ديارهم نكلوا بهم أشد تنكيل، وأذاقوهم صنوف العذاب والوَيْلات؛ كالذي فعله بهم الصَّليبيون والتتار وأحفاد صِهْيَوْن.
وثالثها: ممالأة الصَّليبيين في أوربَّا وأمريكا لأحفاد صِهْيَوْن، وتمكينهم من احتلال فِلَسْطين، واقتلاع أهلها المسلمين منها؛ ليتيهوا في البلاد مُشرَّدين مقهورين، وها هم حتى الساعة يكابدون آلام الغربة والإبعاد عن الديار والأوطان، ويكابدون من أحفاد صِهْيَوْن العدوان المستمر عليهم؛ حيث القمع والتَّقتيل والاغتيال والإرهاب.

ورابعها: فظاعة التَّعصب الصَّليبي المتوحش من شعب الصِّرب ضد مُسلمي البُوسْنَة، التَّعصب الغاشم الذي عزَّ نظيره في بشاعة العدوان والطُّغيان، وغير ذلك من ألوان التَّعصب الصَّليبي الصِّهْيَوْني المزدوج، ومن جملته تمالؤ الطَّرفينِ على المسلمين من أهل فِلَسطين في لبنان، إذ قتلوهم شر قتْلَة في صبرا وشتيلا، وهي مذابح مشهودة ستظل مسطورة في الضَّمائر وفي بطون الكتب، لترددها الأجيال على مر الزَّمن وإلى أبد الآبدين! إن ذلكم لهو التَّعصب الشَّنيع الذي يكشف عن طبائع ممسوخة كزَّة [14]، لا تعرف الرَّحمة وليس للإنسانيَّة فيها من متَّسع ولو في حجم ذرة؛ بل إنَّها تهش وتبتهج للطغيان المتوحش، والعدوان العاتي على المقهورين والمسلمين خاصَّة، أين ذلك من جمال الإسلام في كامل عدله، وروعة نظامه، ومن خلق المسلمين في بِرِّهِمْ ورحمتهم وعطفهم على البشريَّة؟!

أين ذلك من أمَّة القرآن، الذي أشاعوا الرَّحمة والتَّسامح حيثما نزلوا وأحلوا، فاستقبلتهم الشعوب على اختلاف أجناسهم وألوانهم خير استقبال؛ بل بادروا جميعًا للدخول في دين الإسلام أفواجًا، فما هؤلاء بالمتعصبين، ولكن خصومهم ومبغضيهم منَ الماديين الإباحيين والاستعماريين الغربيين وأعوانهم من أحفاد صِهْيَوْن هم المتعصبون الذين أثاروا الرُّعب والدَّمار والفساد والإرهاب في معظم بِقَاع الأرض - وبلاد المسلمين خاصَّة، وفي هذا الكلام المقتضب ما يبين أصدق تبيين أنَّ المسلمين أبرار كرام، وأنهم رحماء بالناس جميعًا، مسلمين وغير مسلمين، وأنَّ النَّاس في ظل الإسلام والمسلمين لا جَرَم آمنون مطمئنون سالمون، لا يمسُّهم سوء ولا أذى.

[1]"المعجم الوسيط" ج 2، ص 604.
[2]رواه البخاري، ومسلم، وأحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن أنس.
[3]رواه أحمد، وأبو داود عن جبير بن مطعم.
[4]سورة النساء الآية: 135.
[5]رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة.
[6]رواه الطبراني والبيهقي عن أبي هريرة.
[7]سورة النساء الآية: 135.
[8]سورة النساء الآية: 58.
[9]رواه أحمد عن أبي ذر.
[10]رواه البيهقي عن جابر بن عبدالله.
[11]رواه الطبراني والبيهقي عن أبي هريرة.
[12]سورة المائدة الآية: 42.
[13]رواه أبو داود عن صفوان بن سليم.
[14]كزَّة: من الكزازة وهي الانقباض واليبس، انظر: "مختار الصحاح" ص 569.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل المسلمون متعصبون؟!
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  متى ينتصر المسلمون؟
»  بماذا يجب أن يحكم المسلمون ؟
» بماذا انتصر المسلمون
» أيها المسلمون : ثم مــاذا ؟؟؟
» أيها المسلمون مدوا أيديكم



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: Known to the islam :: التعريف بالإسلام :: شبهات وحقائق-
انتقل الى: