موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 شرف تعلم القران وتعليمه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

شرف تعلم القران وتعليمه Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

شرف تعلم القران وتعليمه Empty
مُساهمةموضوع: شرف تعلم القران وتعليمه   شرف تعلم القران وتعليمه Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 11:30

شرف تعلم القران وتعليمه

الحمدُ لله الذي أنزلَ على عبده الكتاب ولم يجعل لهُ عوجاً، قيّماً لِيُنذِرَ بأساً شديداً من لدُنه، ويُبشرَ المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنَّ لهم أجراً حسناً، ماكثين فيه أبداً، ويُنذرَ الذين قالوا اتخذَ الله ولداً، ما لهم به من علم ولا لآبائهم كَبُرَت كلمةً تخرجُ من أفواههم إن يقولون إلا كَذِباً.

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريكٌ في الملكِ، ولم يكن له وليٌّ من الذُّل وكبرهُ تكبيراً، وأشهدُ أنّ سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُهُ، وصفيه من خلقه وخليله، بعثهُ ربُّهُ مُبَشّرِاً ونذيراً، وهادياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبشّر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً، وأنذر الكافرين من النار ساءت مستقراً ومصيراً، فالصلاةُ والسلام عليك يا رسول الله، الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله؛ عدد حبّات المطر، وعدد أوراق الشجر، وعدد أنفاس أهلِ الجنة، وكلما ذكَرَكَ الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، أما بعد:

عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم وطاعته، وأنهاكم ونفسي عن عصيانه ومخالفة أمره ونهيه فان الله - تعالى - يقول في محكم التنزيل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}1.

أيها الكرام:

لا يخفى على كل فرد منكم ما يتبوأه العلم والتعليم في الإسلام من درجة عظيمة، ومرتبة سامية كبيرة، ترتفع به الأقدار، وتحاز به المغانم الكبار؛ يقول الله - جلّ وعلا - في محكم كتابه: {يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}2، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "العلماء فوق المؤمنين مئة درجة، ما بين الدرجتين مئة عام"3، وقال وهب بن منبه: "يتشعب من العلم الشرفُ وإن كان صاحبه دَنِيّاً، والعزُّ وإن كان صاحبه مهيناً، والقرب وإن كان قصيّاً، والغنى وإن كان فقيراً، والمهابة وإن كان وضيعاً"4.

والعلم طريق إلى الجنة معبد، ودرب للفلاح ممهد أخبر بذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنّة))5.

وفضل العلم حقيقة، وشرفه أمهر وأشهر من أن يذكر، وأوضح من أن ينكر، ويكفي في ذلك النظر، وكيف لا يكون العلم بهذا الفضل وفيه حفظ دين الرسول، وكيف لا يكون بهذه المنزلة الرفيعة وبسببه يحصل كل خير مأمول.

إن العلم لنور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.

ولقد حضت هذه الشريعة الغراء ودعت إلى تعلم العلم وتعليمه - إذ هو منبع كل فضيلة، ومنبت كل فسيلة - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))6.

وإن من أشرف العلوم تعلماً وتحفظاً وتفهماً هو ما حث الله - عز وجل -، وحث رسوله - صلى الله عليه وسلم - على تلاوته وتدبره وتعلمه، ورتب على ذلك المقامات الكريمة، والمنازل السامقة الرفيعة ذاك هو: القرآن الكريم الذي قال الله في أوصافه: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}7، وقال أيضاً: {الر * كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}8، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }9.

وإذا كانت العلوم تفضل لأنها تخدم كتاب الله، فما بالك وأنت تتعلم هذا الأصل الأصيل، وهذا النور القويم الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}10.

عبادَ الله:

لقد أنعم الله - تبارك وتعالى - علينا بالقرآن العظيم الذي فيه نبأُ من قبلكم، وخبرُ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصلُ ليس بالهزل، من تَرَكَهُ تجبُّراً قصمهُ الله، ومن ابتغى الهدى في غيرِهِ أضلّهُ الله، هو حبلُ اللهِ المتين، ونورهُ المبين، والذكرُ الحكيم، وهو الصراطُ المستقيم الذي لا تزيغُ بهِ الأهواء، ولا تلتبسُ بهِ الألسنةُ، ولا تتشعّبُ معهُ الآراء، ولا يشبعُ منه العلماء، ولا يَمَلَّهُ الأتقياء، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تَنْتَهِ الجنّ إذ سَمِعَتْهُ أن قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً}11، من عَلِمَ عِلْمَهُ سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عَمِلَ به أُجِر، ومن دعا إليه هدى إلى صراطٍ مستقيم".

يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: "من أحب القرآن أحب الله ورسوله"، ويقول عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم".

تقرأ المصنفات، وتطالع المؤلفات؛ فإذا كتاب الله الأكمل والأجمل، تصادفك الشوارد، وتلهيك الفرائد؛ فإذا القرآن العظيم الأحسن والأنبل، يخاطب القلب فيخشع، والعين فتدمع، ولو نزل على جبل لتصدع يقول - جل شأنه -: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}12

أتى على سفر التوراة فانهزمت *** فلم يفدها زمان السبق والقـدم

ولم تقـم له للإنجيـل قائـمة*** كأنه الطيف زار الجفن في الحلم

فهو ِأشرف دستور، وأبهى نور، ولذا جاء الأمر بالاعتصام به يقول سبحانه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}13، وفي هذه الآية يأمُرُنا الله - تبارك وتعالى - أن نتمسك بحبل الله، وفي التفسير إنه القرآن، وإنما سمي به لأن المعتصم به في أمور دينه يتخلص به من عقوبة الآخرة، ونكال الدنيا، كما أن المتمسك بالحبل ينجو من الغرق والمهالك، ولذلك سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عصمة فقال: ((إن هذا القرآن عصمة لمن اعتصم به))14، لأنه يعصم الناس من المعاصي.15

أيها المؤمنون:

إن الذي نلاحظه في أنفسنا والمسلمين عامة هو قلة الاهتمام بكتاب الله - عز وجل -، والإعراض عنه، والاستغناء بكتب البشر عن كلام رب البشر، واتسعت فجوة الصدود والإعراض إلا ممن رحم الله - وقليل ما هم -، وضعفت الهمم عن حفظ القران وتدبره، وكثرة المشاغل حتى بين طلبة العلم فلا تجد إلا القليل النادر ممن يحفظ القرآن، أو يحفظ بعضه، وإذا كلف أحدنا بحفظ شيء من القرآن استصعب ذلك حتى كأن جبال الدنيا على كاهله، ومعنى ذلك هزيمة الإسلام والمسلمين، وذهاب الإيمان، فوالله لا نصر ولا تمكين ولا عزة إلا بهذا القرآن، والله متى تركناه ونسيناه ابتلينا بكل خزيٍ، وفضيحةٍ في الدنيا والآخرة.

يقول أحد أعداء الإسلام: "من لي بمن يخرج القرآن من صدور أبناء الإسلام"، فيرد أحد الأشقياء ويقول: نأتي إلى المصحف فنمزقه: قال: "لا، لا ينفع، نريد أن نمزقه من قلوبهم، وقلوب أبنائهم".

ويقول عدو آخر للإسلام: "ثلاث ما دامت عند المسلمين فلن تستطيعوا إخراجهم من دينهم: القرآن في صدورهم، والمنبر يوم الجمعة، والكعبة التي يرتادها الملايين من المسلمين، فإذا قضي على هذه قضي على الإسلام والمسلمين"، ولذلك جاء أعداء الإسلام يهودٌ وأذنابهم من شيعة وباطنيين ورافضة؛ إلى القرآن فهونوا من شأنه، وقالوا: إنه مختلق، بل اِدَّعُوا نقصه وتحريفه {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}16، وأتوا إلى منبر الجمعة فأرادوا تعطيله؛ ليتحول إلى مناقشة قضايا تافهة لا تمت إلى الإيمان بصلة لكنهم يكيدون {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}.17

عباد الله:

لن نغض الطرف عن أمل يحمله الواقع في طياته، فهناك عودة حميدة من أبناء هذه الأمة وشبابها صوب القرآن، تبشر بفجر للإسلام قادم، وفخر للأمة ماثل، ولا أدل على ذلك من انتشار حلق القرآن في شتى الأصقاع، ومختلف البطاح والبقاع من هذه المعمورة، لكن ما زال هذا العدد ضئيلاً إذا ما قارناه بأمة تعددها المليار والنصف، فلهولاء المتقاعسين ممن لم يكن لكتاب الله من حياتهم حظ ولا نصيب هذه الكلمات، عساها أن تحرك ما سكن، وتوقظ ما ركد ورقد؛ ليعودوا للنبع الصافي، والكتاب الهادي، وليجددوا عهدهم مع القرآن، وهي لأولئك الأشاوس الذين تشرفت حلق القرآن بانضمامهم إليها، ليواصلوا مسيرة الهدى بين أفياء القرآن، ومراتع كلام المنان أقول:

لقد أثنى الرب - سبحانه وتعالى - على من عاش مع كتابه فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}18، وأولى نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - هذا القرآن عناية خاصة لمعلمه ومتعلمه، فجعل خير عباد الله معلم ومتعلم له جاء من حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))19، أتدري لمه؟ لأنهم التقوا على أشرف مائدة، ومع أقدس كتاب ألا وهو القرآن العظيم، فإذاً أشرف الوظائف بدلالة هذا الحديث هي الانشغال بتعليم القرآن وتعلمه، ومن أجل هذا الحديث قعد الإمام الجليل أبو عبد الرحمن السلمي أربعين سنة يقرئ الناس القرآن بجامع الكوفة مع جلالة قدره، وكثرة علمه، ولما سئل سفيان الثوري - رحمه الله - أيهما أفضل الجهاد أم تعليم القرآن؟ فقال: تعليم القرآن، واستدل بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).

بل كان - صلى الله عليه وسلم - يولي القرآن الكريم اهتماماً عظيماً جداً، وعلى هذا ربى أصحابه الغر الميامين - رضي الله عنهم -، وأول ما عمد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في إبلاغ دعوته الكبرى هو تعليم القرآن للداخلين في هذا الدين، فكان مبعوثوه إلى مختلف الجهات أول ما يقومون به إقراء الناس القرآن، وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم حين وجهه إلى اليمن كتاباً أمره فيه بأشياء منها: أن يعلم الناس القرآن، ويفقههم فيه20، وروى البخاري عن أبي إسحاق عن البراء قال: أول من قدم علينا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم؛ فجعلا يقرئاننا ويحفظاننا القرآن، وكان الرجل من المسلمين إذا هاجر من المدينة دفعه النبي - صلى عليه وسلم - إلى رجل من الحفظة ليعلمه القرآن"21، ولما فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة ثم أراد الرجوع إلى المدينة؛ استخلف عتاب بن أسيد، وخلَّف معه معاذ بن جبل - رضي الله عنهما - يقرئهم القرآن، ويفقههم في دينهم.

وأوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإكرام أهل القرآن إكراماً خاصاً ومتميزاً، حتى إنه - صلى الله عليه وسلم - سماهم اسماً ينبض بأعظم المعاني حيث سمى أصحاب القرآن وأهل القرآن "أهل الله وخاصته" جاء من حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن لله آهلين من الناس)) قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته))22.

وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - كثيراً ما يميز بين الناس، ويرتبهم ترتيباً يخضع لحفظ كل منهم من القرآن الكريم، ففي إمامة الصلاة يقول: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله))23، حتى عند دفن الموتى كان يقدم أكثرهم قرآناً، وعندما اختار أميراً على مجموعة من الصحابة - رضي الله عنهم - اختار ذلك الصحابي الذي كان يحفظ سورة البقرة وقال: ((أنت أميرهم))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من إجلال الله - يعني: من علامات تعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله - إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط))24، ففضل الاشتغال بالقرآن الكريم تعلماً وتعليماً لا يدانيه فضل.

وينبغي لنا يا كرام أن نتميز باهتمامنا بالقرآن العظيم لما شرف الله به حامله يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين))25.

واسمع أي رتبة يحظى بها حامل كتاب الله - عز وجل - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها))26، وليس هذا فحسب بل إن الله - تبارك وتعالى - لا يحرق ولا يعذب بالنار صدراً وعى القرآن فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((اقرءوا القرآن فإن الله - تعالى - لا يعذب يوم القيامة قلباً وعى القرآن))27، فالله لا يعذب قلباً يعي القرآن الكريم يقول عبد الله: "وإن هذا القرآن مأدبة الله - أي: الوليمة، والضيافة التي جعلها الله لعباده - فمن دخل فيه فهو آمن، ومن أحب القرآن فليبشر"28، فإذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله فاعرف منزلة القرآن في قلبك، إن كنت تسمع القرآن فتفرح به وتستأنس فاعلم أن الله يحبك، وإن كانت الأخرى فتلك علامة الشقاء، فإن القلب الذي لا يعي شيئاً من القرآن قلبٌ مخذول ملعون، محروم مغلوبٌ عليه.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل قلبٍ لا تشرق عليه شمس القرآن فهو قلبٌ ملعون، وكل نفسٍ لا تشرق عليها شمس هذا الدين فهي نفس ملعونة"، ويقول في كلمته المشهورة: "من اعتقد أنه سوف يهتدي بهدىً غير هدى الله الذي بعث به محمداً - صلى الله عليه وسلم - فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذابٌ أليم" نسأل الله لنا ولك العافية والسلامة.

والقرآن - عباد الله - يغني صاحبه عن كل حسب ونسب جاء في بعض التفاسير لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من لم يتغن بالقرآن فليس منا))29 أن الإنسان إذا نال شرف القرآن فعليه أن يستغني به عما عداه، عليه ألا ينزل إلى مرتبة التنافس مع الناس في الدنيا، وألا يذل نفسه وقد حمل القرآن الكريم، وأن يكون عزيزاً، فالقرآن يغني صاحبه عن كل حسب ونسب، ويكفي أنك إذا شرفت بنيل إجازة من أئمة القراءة فقد حزت شرفاً عظيماً لا يدانيه شرف، ويكفي أنك تحمل سلسلة تتدرج من شيخك إلى شيخ شيخك، إلى التابعين، إلى الصحابة - رضي الله عنهم - إلى النبي عليه - الصلاة والسلام -، ثم إلى جبريل - عليه السلام -، ثم إلى رب العزة، فكأنه حبل طرفه عندك والطرف الآخر عند الله - عز وجل -، الله أكبر فهل يعلم أحد شرف ونسب أعظم من هذا النسب؟.

يا حاملي هذا القرآن تضلعـ**** وا ما أنتم وسواكم بسواء

ويقول عليه - الصلاة والسلام - من حديث أبي أمامة الباهلي: ((اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))30، وفي لفظ ((اقرءوا سورة البقرة وآل عمران، اقرءوا الزهراوين فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أوكأنهما غيايتان، أو كأنهما فِرقان من طيرٍ صواف، تحاجان عن أصحابهما))31، فيا من أراد أن يستظل بذاك الظل في يوم الشمس والكرب والخوف؛ استظل بآيات الله - تبارك وتعالى -.

وها هو - صلى الله عليه وسلم - يستثير الهمم؛ لتطلب الأجر والثواب من عند باريها فيقول: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))32 فعُدَّ يا عبد الله واقرأ واحتسب الأجر عند الله، فإنك تأتي يوم القيامة وقد نصب لك في الجنة سلماً بدرجات، يقول الله لك - بلا ترجمان -: ((اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)) فمن كان يقرأ من القرآن كثيراً رقى حتى يصبح كالكوكب الدري في سماء الجنة، ثم هم على منازل، وهم درجات عند الله، والله بصيرٌ بما يعملون.

عباد الله: من حفظ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحي إليه، لا حسد في الدنيا ولا في مناصبها ولا في أموالها إلا في تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار، وفي صدقات توصلك إلى العزيز الجبار.

ومن تأمل حالنا وجد حقيقة تقصيرنا في الاهتمام بحفظ القرآن ومدارسته، فلا بد من عودة صادقة إلى كتاب الله - عز وجل - قبل أن يفوتنا قطار المكرمات والفضل، نسأل الله أن يشرفنا بحفظ كتابه، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

عباد الله:

جاء في تفسير ابن أبي حاتم أنه - صلى الله عليه وسلم - مر في سكة من سكك المدينة فسمع عجوزاً تقرأ وهي تردد من وراء الباب في الليل: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}33 تقف عندها وترددها وتقول: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، والخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - فوضع رأسه يبكي ويقول: ((نعم أتاني، نعم أتاني))34.

أيها الكرام : هؤلاء العجائز فأين رجالنا من هذه العجوز في تدبرها وتهجدها وتلاوتها؟ أين الرجال، وأين شباب الأمة الذين أعرض الكثير منهم - إلا من رحم الله - عن معايشة هذا القرآن؟ إننا أمة خالدة، لا خلود لنا إلا بكتابنا العظيم، ولا بقاء لنا إلا بشريعة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فإن هجرناه وتركناه؛ ضعنا والله، وأخذتنا المبادئ الهدامة، واستولت علينا الأمم الحاقدة التي تحقد على بلاد المسلمين، وعلى شريعتهم ومقدساتهم، فلا ملجأ لنا إلا الله، ولا كافي لنا إلا الله، وأي حلٍ آخر فمعناه الخسارة والندامة، ولذلك يقول المستشرق المجري جولد زيهر كما أسلفنا: لا يستطيع أن يُغلب هؤلاء العرب ما دامت فيهم ثلاث - وهو يعني المسلمين فلا عروبة عن الإسلام، ولا إسلام إلا لمن أسلم وجهه لله -: صلاة الجمعة، والكتاب العظيم - كتاب الله -، وحرم القبلة الشريف، فإذا بقيت هذه الثلاث، بقينا إن شاء الله، إذا آمنا بشرع الله، وأسلمنا قيادنا لله - تبارك وتعالى -.

يا أيتها الأمة الخالدة!

يا أبناء من وزع الهداية على الإنسانية، يا أحفاد من نشروا لا إله إلا الله، وساروا بها مهللين ومكبرين مشرقين ومغربين: إن هذه الأمة أمة ريادة، تعطي الناس من القرآن ولا تأخذ منهم شيئاً، وتوجه الناس إلى الحق ولا تتوجه بهم.

يقول أبو الطفيل عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث - والي عمر بن الخطاب على مكة - لقي عمر - رضي الله عنه - بعسفان، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ - لأنه كان أمير مكة من قبل عمر الخليفة - قال: تركتها لابن أبزى، قال عمر: ومن ابن أبزى هذا؟ قال: مولى يا أمير المؤمنين، قال: ثكلتك أمك، ومولى أيضاً، قال: يا أمير المؤمنين إنه عالمٌ بكتاب الله، عالمٌ بالفرائض، قال عمر - رضي الله عنه -: سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين))35،36 - فصلى الله عليه وسلم - من معلم، لقد جربنا أطوارنا مع التاريخ، كلما تمسكنا بالقرآن كلما انتصرنا، وكلما تركناه خذلنا، وفي القرن السابع لما ترك وتُرِكَ العمل به، وأخلي العمل به؛ جاء الرافضة، ومن وراءهم من التتر المغول، مع جنكيز خان ، فقتلوا في ثمانية أيام ثمانمائة ألف، ودمروا مساجدنا، وأحرقوا مصاحف، وقتلوا أبناءنا ونساءنا.

لما أضعنا هدى القرآن حلَّ بنا *** ما حلَّ حتى عن الأقصى تلهينا

وضيعتنا شعارات نرددهــا *** من جانب الغرب جاءتنا لتلهينا

لو عاد فينا أبو حفص لأنكرنا *** وقــال لستم بأحفاد الميامين

يا أمة محمد:

من يقرأ القرآن إن لم تقرؤوه، من يتدبره إن لم تتدبروه، من يعمل به إن لم تعملوا به، فهل من عودة يا شباب الأمة، ويا شيبها، يا رجالها ويا نساءها؟ فعودةً يا أمة الإسلام إلى الله، وعودةً يا أحفاد أبي بكر وعمر، وعثمان وعلي، يا أحفاد فاتحي الدنيا ومعلمي الإنسانية، يا أحفاد من رفعوا رأس الإنسان حين كان على الأوثان يطبل ويزمر، ومع الشياطين يعشعش ويعيش، أضيئوا بيوتكم بالقرآن، وأحيوا قلوبكم بتدارس القرآن، عمَّر الله قلوبنا وقلوبكم بكتابه، وأحيا الله أرواحنا وأرواحكم بآياته، وردنا إليه رداً جميلاً، وهدانا إليه صراطاً مستقيماً.

1 سورة آل عمران (102).

2 سورة المجادلة (11).

3 تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة (27).

4 تذكرة السامع والمتكلم (34).

5 رواه مسلم برقم (4867).

6 رواه ابن ماجه برقم (220)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف ابن ماجه (1/296).

7 الشعراء (192-195).

8 إبراهيم (1).

9 يونس (57).

10 سورة فصلت (42).

11 سورة الجن (1).

12 سورة الحشر (21).

13 سورة آل عمران (103).

14 رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم (8567).

15 التفسير الكبير (2/15).

16 سورة الصف (8).

17 سورة غافر (25).

18 سورة فاطر (29).

19 رواه البخاري برقم (4639).

20 سيرة ابن هشام (2/495).

21 رواه البخاري برقم (3631).

22 رواه ابن ماجه برقم (211)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/80).

23 رواه مسلم برقم (1078).

24 رواه أبو داود برقم (4203)، وقال في صحيح وضعيف سنن أبي داود حسن صحيح (343).

25 رواه مسلم برقم (1353).

26 رواه الترمذي برقم (2838)، وأبو داود برقم (1252)، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (5/281).

27 رواه الدارمي برقم (3382)، وذكره الألباني في السلسة الضعيفة.

28 رواه الدارمي برقم (3188)، وضعفه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير (7/440).

29 رواه البخاري برقم (6973).

30رواه مسلم برقم (1337).

31 رواه مسلم برقم (1337).

32 رواه الترمذي برقم (2835).

33 الغاشية (1)

34 تفسير ابن أبي حاتم - تفسير سورة الغاشية.

35 سبق تخريجه.

36 تفسير ابن كثير (4/327).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرف تعلم القران وتعليمه
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم تعلم السحر وتعليمه
» فضائل الرمي وتعليمه
» الخلوة بعد عقد القران
» القران يتحدى
» تقبيل المخطوبة بعد عقد القران



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: