موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 سورة ق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

سورة ق Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

سورة ق Empty
مُساهمةموضوع: سورة ق   سورة ق Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 11:31

سورة ق

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}(آل عمران:102)، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء:1)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}(الأحزاب:70-71) أما بعد:

فإن من أكبر المعجزات الربانية التي امتن الله بها على رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وجعلها منارة هداية لأمته من بعده؛ كتاب الله جل في علاه القرآن الكريم، الكتاب المبين، والنور للعالمين، الكتاب الذي أنزله الله تعالى ليعرف المسلمون ربهم، ويتعرفوا على دينهم {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}(البقرة:2)، الكتاب الذي أرسل الله به رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين يتلو عليهم آياته ليزكيهم ويطهرهم {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}(آل عمران:164).

وهذا الكتاب فيه من الحقائق والبينات ما هو أشد وضوحاً من الشمس في وضح النهار، وفيه من العبر والعظات ما لا تقف عنده الجبال، ومن ذلك ما أنزله الله تعالى في سورة ق تلك السورة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يخطب بها كما جاء عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها قالت: "لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً سنتين، أو سنة وبعض سنة، وما أخذت (ق، والقرآن المجيد) إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس" صحيح مسلم (873).

ولماذا سورة ق؟

يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: "قال العلماء: سبب اختيار ق أنها مشتملة على البعث والموت، والمواعظ الشديدة، والزواجر الأكيدة"1، ولما في هذه السورة من الأمور العظيمة، والمعاني المهمة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكِّر بها أصحابه، ويعلمهم، ويزكيهم بها.

ولكن هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كل سورة ق في كل جمعة؟ أم يقرأ بعضها؟

تساؤلات يوردها صاحب "مرقاة المصابيح" فيقول: "قال الطيبي: نقلاً عن المظهر، وتبعه ابن الملك أن المراد أول السورة لا جميعها؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لم يقرأ جميعها في الخطب. أ.هـ، وفيه أنه لم يحفظ أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ أولها في كل جمعة، وإلا لكانت قراءتها واجبة أو سنة مؤكدة، بل الظاهر أنه كان يقرأ في كل جمعة بعضها، فحفظت الكل في الكل، والله أعلم، ثم رأيت ابن حجر قال: قوله (يقرؤها): أي كلها، وحملها على أول السورة صرف للنص عن ظاهره. أ.هـ، وفيه أن الظاهر مع الطيبي لكن نحن نصرفه عن ظاهره بحمل كلها على الخطب المتعددة، إذ الحمل على كل السورة في كل خطبة مستبعد جداً"2.

ولم يكن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذه السورة يتمثل بقراءتها في الجمعة فقط، بل كان يقرؤها في بعض المجامع الكبيرة التي يجتمع فيه المسلمون مثل اجتماعهم يوم العيد فعن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: "سألني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم العيد؟ فقلت: بـ(اقتربت الساعة)، و(ق والقرآن المجيد)" رواه مسلم برقم (891).

ولما اشتملت عليه هذه السورة من ابتداء الخلق والبعث، والنشور والمعاد، والقيام والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المجامع الكبيرة كالعيد، والجمع، والله أعلم.

ولنستمع إلى تلك الآيات الكريمة التي يقول الله جل في علاه فيها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * بسم الله الرحمن الرحيم {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ * بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ}(ق:1-5) بأحسن الكلام، وأوضح العبارات؛ يقرر الله تبارك وتعالى مبدأ البعث والنشور، ويبيِّن سبحانه وتعالى ضعف ما قاله الجاحدون في إنكار ذلك، وتخبطهم في أفكارهم وآرائهم، وبعدهم كل البعد عن تحقيق الإيمان بالعزيز الرحمن يقول الإمام السعدي رحمه الله: "يقسم تعالى بالقرآن المجيد أي: وسيع المعاني عظيمها، كثير الوجوه، كثير البركات، جزيل المبرات، والمجد: سعة الأوصاف وعظمتها، وأحق كلام يوصف بهذا هذا القرآن الذي قد احتوى على علوم الأولين والآخرين، الذي حوى من الفصاحة أكملها، ومن الألفاظ أجزلها، ومن المعاني أعمها وأحسنها، وهذا موجب لكمال اتباعه، وسرعة الانقياد له، وشكر الله على المنَّة به.

ولكن أكثر الناس لا يقدر نعم الله قدرها، ولهذا قال تعالى: (بل عجبوا) أي: المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم، (أن جاءهم منذر منهم) أي: ينذرهم ما يضرهم، ويأمرهم بما ينفعهم، وهو من جنسهم، يمكنهم التلقي عنه، ومعرفة أحواله وصدقه.

فتعجبوا من أمر لا ينبغي لهم التعجب منه، بل يتعجب من عقل من تعجب منه، (فقال الكافرون) الذين حملهم كفرهم وتكذيبهم لا نقص بذكائهم وآرائهم، (هذا شيء عجيب) أي: مستغرب، وهم في هذا الاستغراب بين أمرين:

إما صادقون في استغرابهم وتعجبهم، فهذا يدل على غاية جهلهم، وضعف عقولهم، بمنزلة المجنون الذي يستغرب كلام العاقل، وبمنزلة الجبان الذي يتعجب من لقاء الفارس للفرسان، وبمنزلة البخيل الذي يستغرب سخاء أهل السخاء، فأي ضرر يلحق من تعجب من هذه حاله؟ وهل تعجبه إلا دليل على زيادة ظلمه وجهله؟ وإما أن يكونوا متعجبين على وجه يعلمون خطأهم فيه فهذا من أعظم الظلم وأشنعه.

ثم ذكر وجه تعجبهم فقال: (أئذا متنا وكنا تراباً ذلك رجع بعيد) فقاسوا قدرة من هو على كل شيء قدير، الكامل من كل وجه، بقدرة العبد الفقير العاجز من جميع الوجوه، وقاسوا الجاهل الذي لا علم له، بمن هو بكل شيء عليم، الذي يعلم ما تنقص الأرض من أجسادهم مدة مقامهم في برزخهم، وقد أحصى في كتابه الذي هو عنده محفوظ عن التغيير والتبديل كل ما يجري عليهم في حياتهم ومماتهم، وهذا الاستدلال بكمال علمه، وسعته التي لا يحيط بها إلا هو على قدرته على إحياء الموتى.

(بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج) أي: (بل) كلامهم الذي صدر منهم إنما هو عناد وتكذيب للحق الذي هو أعلى أنواع الصدق (لما جاءهم فهم في أمر مريج) أي: مختلط مشتبه، لا يثبتون على شيء، ولا يستقر لهم قرار، فتارة يقولون عنك: إنك ساحر، وتارة مجنون، وتارة شاعر، وكذلك جعلوا القرآن عضين، كلٌ قال فيه ما اقتضاه رأيه الفاسد، وهكذا كل من كذب بالحق فإنه في أمر مختلط، لا يدرى له وجهة ولا قرار، فترى أموره متناقضة مؤتفكة، كما أن من اتبع الحق، وصدَّق به؛ قد استقام أمره، واعتدل سبيله، وصدق فعله قيله"3.

وهذا الإنكار الذي تفوه به الكفار يكون الرد عليهم بما يرونه من حولهم، ومن فوقهم، ومن تحت أرجلهم من سماء وأرض وجبال، وما أنبت الله من زرع ونخيل وأعناب، وما خلق من الأزواج، وما أنزل من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها، فأنبت بها من كل الثمرات، كل ذلك تبصرة لمن كان له قلب أو أولى السمع وهو شهيد.

{أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}(ق:6-11).

تأمل في نبات الأرض وانظــر إلى آثــار ما صنع المليك

عيـــون من لجين شاخصات بأحداق هو الذهب السبيك

على كثب الزبرجد شــاهدات بأن الله ليــس له شريك

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "ولقد نبه الله هؤلاء المكذبين بالبعث على قدرته على ذلك بما يشاهدونه من هذه المخلوقات العظيمة الدالة على قدرته البالغة: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} وهي الجبال {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}(ق:6-8) ففي مد الأرض، وبناء السماء، وتزيين الأرض بالنبات البهيج، وتزيين السماء بالنجوم النيرة؛ في كل هذا كله تبصرة وذكرى يتبصر بعقله، ويتذكر بفكره؛ تمام قدرة الله تعالى وحكمته، ونبه سبحانه على قدرته على البعث بما يشاهده الناس من إنزال المطر من السماء، وإخراج النبات به من البساتين والحبوب: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}(ق:10-11)، ثم حذَّر الله هؤلاء المكذبين مما فعله بالمكذبين السابقين الذين حق عليهم وعيد الله بعذابه ونكاله بهم، وقرر الله سبحانه وتعالى قدرته على إعادة الخلق مرة ثانية بقدرته على الخلق الأول، فتقرر بهذا قدرته تعالى على البعث بالأدلة العقلية والحسية"4.

فواعجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيء له آيــة تـدل على أنه الواحـد

ولله في كل تحريــكة وتسكيـنة أبداً شـاهد

وكل من كذب الرسل، وكفر بما جاءت به الأنبياء؛ فسيكون مصيره كمصير الذين من قبله ممن تخبطوا في سبل الضلال، وتاهوا في سكك الضياع، وكل من كذب برسوله الذي أرسل فقد كذب بكل الرسل التي أرسلها الله تعالى إلى العباد: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}(ق:12-14) يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "يقول تعالى متهدداً لكفار قريش بما أحله بأشباههم ونظرائهم وأمثالهم من المكذبين قبلهم من النقمات والعذاب الأليم في الدنيا كقوم نوح وما عذبهم الله به من الغرق العام لجميع أهل الأرض، وأصحاب الرس...(وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط) وهم أمته الذين بعث إليهم من أهل سدوم، ومعاملتها من الغور، وكيف خسف الله بهم الأرض، وأحال أرضهم بحيرة منتنة خبيثة؛ بكفرهم وطغيانهم، ومخالفتهم الحق.

(وأصحاب الأيكة) وهم قوم شعيب عليه السلام، (وقوم تبع) وهو اليماني...(كل كذب الرسل) أي: كل من هذه الأمم وهؤلاء القرون كذب رسوله، ومن كذب رسولاً فكأنما كذب جميع الرسل كقوله: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ}(الشعراء:105)، وإنما جاءهم رسول واحد فهم في نفس الأمر لو جاءهم جميع الرسل كذبوهم (فحق وعيد) أي: فحق عليهم ما أوعدهم الله على التكذيب من العذاب والنكال، فليحذر المخاطبون أن يصيبهم ما أصابهم فإنهم قد كذبوا رسولهم كما كذب أولئك"5.

أولم يتأمل كل من أنكر البعث والنشور أن الذي أنشأ الخلق أول مرة من العدم قادر على أن يعيده كما بدأه، بلى إنه هو الخلاق العليم يقول تعالى في هذه السورة المباركة: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} (ق:15)، وقد قال الله في موضع آخر: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}(يس:78-79) يقول البيضاوي رحمه الله: "أي أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة، من عيي بالأمر إذا لم يهتد لوجه عمله والهمزة فيه للإنكار، (بل هم في لبس من خلق جديد) أي هم لا ينكرون قدرتنا على الخلق الأول، بل هم في خلط وشبهة في خلق مستأنف لما فيه من مخالفة العادة، وتنكير الخلق الجديد لتعظيم شأنه، والإشعار بأنه على وجه غير متعارف ولا معتاد"6.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

يذكر جل وعلا ما هو متصل بالبعث والنشور بعد أن بين شيئاً مما يثبت به ذكر ما تفزع منه القلوب، وتخاف منه النفوس، وتشخص عنده الأبصار، وترتجف بين يديه الأطراف؛ إنه الموت بما فيه من السكرات والآلام.

يذكر يوم النشور، والحساب، والتغابن، يوم تعرض الخلائق لا يخفى على الله منها شيء، يوم الفزع الأكبر.

يذكر آخر مستقر للإنسان إما إلى الجنة وإما إلى النار، تفاصيل تؤكد حقيقة البعث والنشور.

وهكذا يذكر في هذه السورة العظيمة كل شيء من يوم أن خُلق هذا الإنسان إلى أن مات إلى أن يبعثه الله فيدخله الجنة أو النار {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ}(ق:16-19).

والله الخالق عالم بما خلق: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}(الملك:14)، فكل ما يدور في خاطر ابن آدم فإن الله يعلمه، بل هو أقرب إلى الإنسان من حبل وريد الدم الذي يجري في جسده، وكل حركاته وسكناته، وكل ألفاظه مقيدة عليه؛ لا يفوت الله تعالى منها شيء يقول العلامة السعدي رحمه الله: "يخبر تعالى أنه المتفرد بخلق جنس الإنسان ذكورهم وإناثهم، وأنه يعلم أحواله، وما يسره، ويوسوس في صدره، وأنه أقرب إليه من حبل الوريد الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وهو العِرقُ المكتنف لثغرة النحر، وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه المطلع على ضميره وباطنه، القريب منه في جميع أحواله، فيستحي منه أن يراه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره، وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام الكاتبين منه على بال، فيجلهم ويوقرهم، ويحذر أن يفعل أو يقول ما يكتب عنه، مما لا يرضي رب العالمين، ولهذا قال: (إذ يتلقى المتلقيان) أي: يتلقيان عن العبد أعماله كلها، واحد (عن اليمين) يكتب الحسنات والآخر (عن الشمال) يكتب السيئات، وكل منهما (قعيد) بذلك، متهيئ لعمله الذي أُعدَّ له، ملازم له.

(ما يلفظ من قول) خير أو شر (إلا لديه رقيب عتيد) أي: مراقب له، حاضر لحاله كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}(الإنفطار:10-12)"7.

وفي لحظة واحدة، في وقت لا يعلمه إلا الله تأتي ساعة الفراق، ساعة الرحيل، ساعة الخروج من هذه الدنيا، ولا ينفع حينها نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}(المؤمنون:99-100).

وهل تنتهي الحياة بالموت؟ أو هل تنقضي بالخروج من الحياة الدنيا؟ لا بل لابد من يوم يجد فيه العامل أجر عمله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً}(النساء:40).

لابد من يوم يقتص فيه للمظلوم من الظالم، لابد من يوم يلتقي فيه المؤمنون بحبيبهم صلى الله عليه وسلم ومن معه من صحابته الكرام، لابد من يوم يرى فيه الصادقون صدقهم قد ثقلت موازين حسناتهم، ويوم ينال الصابرون أجر صبرهم على الطاعات، وترك المحرمات، لابد من يوم يحصل فيه المتقون على أعظم نعيم وهو النظر إلى وجه الله الكريم.

لابد من يوم ينظر أهل المعاصي والذنوب إلى سوء ما جرَّتهم إليه شهواتهم، وبئس ما قادتهم إليه نفوسهم، فيندم من اقترف السيئات ولم يبادر بالتوبة والرجوع إلى رب الأرض والسماوات، يندم من انجر وراء الرفقة السيئة ولم يسارع إلى الفرار إلى الصالحين الذين يدلونه على رب العالمين، يندم من ظلم الناس وظلم نفسه فمشى مكباً على وجهه حتى أورده فعله ناراً فاغرة فاها تقول هل من مزيد {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}(ق:20-30).

جاء في معالم التنزيل: "{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} يعني نفخة البعث، {ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ} أي: ذلك اليوم يوم الوعيد الذي وعده الله للكفار أن يعذبهم فيه.

{وَجَاءَتْ} ذلك اليوم {كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ} يسوقها إلى المحشر {وَشَهِيدٌ} يشهد عليها بما عملت.

{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} اليوم في الدنيا، {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} الذي كان في الدنيا على قلبك وسمعك وبصرك، {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} نافذ تبصر ما كنت تنكر في الدنيا"8.

وهنا يذكر الله تعالى حال من أسرف على نفسه في المعاصي والذنوب، وما آل إليه من مصير مزعج، ومكان مخيف، ونهاية مؤلمة، ويقارن ذلك بما صار إليه أهل الإيمان والطاعات والقربات، أهل الخوف من الله؛ ممن علموا أن الله أقرب إليهم من حبل الوريد، وأنهم ما يتلفظون بحرف، ولا يهمون بأمر؛ إلا والله يعلمه.

ويأتي المقطع الأخير من هذه السورة الكريمة فيذكِّر الله تعالى فيه بحال من هلك ممن أعرض عن دعوة الرسل، وأن في هلاكهم عبرة للمعتبرين، وأنه لابد للداعية أن يصبر على هذا الإعراض، وما قد يلاقي من القول البذيء، فلقد سُب فاطر السماوات والأرض، ومحيي الموتى، وعند الله تجتمع الخصوم، وما هذه السورة وغيرها من السور إلا تخويف لمن يخاف وعيد.

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ * وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}(ق:36-45).

اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، والحمد لله رب العالمين.



1 صحيح مسلم بشرح النووي (6/161) لأبي زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي، دار إحياء التراث العربي - بيروت 1392هـ، ط. الثانية.

2 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/454) لعلي بن سلطان محمد القاري، تحقيق: جمال عيتاني، دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت 1422هـ - 2001م، ط. الأولى.

3 تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (1/803) لعبد الرحمن بن ناصر بن السعدي، المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، ط. الأولى 1420هـ -2000م.

4 الضياء اللامع من الخطب الجوامع لمحمد بن صالح العثيمين (2/346-347) ط. الأولى، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد 1408هـ - 1988م.

5 تفسير القرآن العظيم (7/397) لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، المحقق: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط. الثانية1420هـ - 1999م.

6 تفسير البيضاوي (5/226)، دار الفكر - بيروت.

7 تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (1/805).

8 معالم التنزيل (7/360) لمحيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر وعثمان جمعة ضميرية وسليمان مسلم الحرش، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط. الرابعة 1417هـ - 1997م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة ق
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اختيارات أبي جعفر النحاس في التفسير من أول سورة الحجر إلى آخر سورة النمل
» اختيارات أبي جعفر النحاس في التفسير من أول سورة الحجر إلى آخر سورة النمل
» اختيارات أبي جعفر النحاس في التفسير من أول سورة الحجر إلى آخر سورة النمل
» آراء الإمام ابن قتيبة في التفسير -سورة الحج إلى نهاية سورة الناس- جمعًا ودراسة
»  يعتقد الشيعة أن سورة الأحزاب كانت أطول من سورة البقرة ولكن الصحابة رضي الله عنهم حذفوا منها فضائح نساء قريش ..



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: