موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 الخشــوع

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

الخشــوع Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

الخشــوع Empty
مُساهمةموضوع: الخشــوع   الخشــوع Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 9:30

الخشــوع

الخطبة الأولى:

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

اللهم تقبل منا صلاتنا وركوعنا وسجودنا، وسائر أعمالنا يا رب العالمين.

عباد الله، ها نحن نصلي ونسأل من الله أن يقبل منا هذه الفريضة، وكل فريضة، وهذا أمر عظيم عند الله: أن نعلم أن لنا رباً نسأله ونلجأ إليه، ونستشعر عظمته أثناء صلاتنا.

ولكن يبقى الأمر الذي علينا والذي تُعبدنا به وهو أن نؤدي الصلاة أداء كاملاً، إذ لا يكفي أن ندعو الله سبحانه وتعالى ونحن غافلون، بل لا بد من عمل ما يحقق لنا معنى الصلاة، كما قال جل وعلا: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}(1،2) سورة المؤمنون. وكما قال –عز وجل-: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (90) سورة الأنبياء، ولا شك أن من صلى صلاة مقبلاً عليها حتى وفاها خشوعها وقيامها وقراءتها وركوعها وسجودها وسائر ما ينبغي له أن يأتي به فيها من فرائضها، ومن سننها، ومن الإقبال عليها، وترك التشاغل بغيرها عنها بشيء كان جزاؤه عليها أكثر من جزائه لو صلاها على خلاف ذلك من ترك الخشوع فيها وبالتشاغل بغيرها عنه1. فإذا قصر عن ذلك فيها تقصيرًا لم يخرجه منها، ولكنه كان به منتقصاً منها ما قد كان يجب عليه ألا ينتقصه منها من الذكر، ومما سواه من مشروعات الصلاة فإنه ينقص عليه من الأجر بمقدار ما نقص من صلاته، فإن العبد قد يتم الصلاة ولم يكتب له منها شيء كما ثبت عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : يَقُولُ: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ تُسْعُهَا ثُمْنُهَا سُبْعُهَا سُدْسُهَا خُمْسُهَا رُبْعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا)2.

وهذا التفاوت بين هذه المراتب يكون بحسب ما حضر من القلب في تلك الصلاة، فما عقل الإنسان من صلاته كتب له وما لم يعقل منها رد عليه.

أيها المسلمون، الله سبحانه وتعالى قد فرض علينا الصلاة ونهانا عن الغفلة التي تنافي الخشوع، وتذهب استحضار القلب، وطالما نبه الله سبحانه وتعالى وأرشد إلى الخشوع في الصلاة واستحضار القلب فيها واستحضار عظمة الله تعالى، كما قال جل شأنه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}(14) سورة طـه. وظاهر الأمر الوجوب، والغفلة تضاد الذِّكر، فمن غفل في جميع صلاته كيف يكون مقيم الصلاة لذكره؟.

وقال تعالى: {وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}(205) سورة الأعراف. وهذا نهي، وظاهره التحريم، وقال -عز وجل- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ}(43) سورة النساء. وهذا تعليل لنهي السكران، وهو مطرد في الغافل المستغرق الهم بالوسواس وأفكار الدنيا. وقوله -صلى الله عليه وسلم- (إنما الصلاة تمسكن وتواضع)3. وهذا عند أهل اللغة حصر بالألف واللام وكلمة "إنما" للتحقيق والتوكيد، ليفيد الحصر والإثبات والنفي.

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلا بُعْدًا)4. وصلاة الغافل لا تمنع من الفحشاء والمنكر، والمصلي مناجٍ ربه -عز وجل- كما ورد به الخبر والكلام مع الغفلة ليس بمناجاة ألبتة، فإن الصلاة ليس فيها إلا ذكر وقراءة وركوع وسجود وقيام وقعود، فأما الذكر فإنه محاورة ومناجاة مع الله -عز وجل- فإما أن يكون المقصود منه خطاباً ومحاورة، أو أن يكون المقصود منه الحروف والأصوات امتحاناً للسان بالعلم، ولاشك أن هذا القسم باطل فإن تحريك اللسان بالهذيان ما أخفه على الغافل إذ ليس فيه امتحان من حيث أنه عمل بل المقصود الحروف من حيث أنه نطق، ولا يكون نطقاً إلا إذا أعْرَبَ عما في الضمير ولا يكون معرِباً إلا بحضور القلب، فأي سؤال في قوله: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}(6)سورة الفاتحة، إذا كان القلب غافلاً؟ وإذا لم يقصد كونه تضرعاً ودعاء فأي مشقة في تحريك اللسان به مع الغفلة لاسيما بعد الاعتياد؟ هذا حكم الأذكار، وأما الركوع والسجود فالمقصود بهما التعظيم قطعاً ولو جاز أن يكون معظماً لله -عز وجل- بفعله وهو غافل عنه لجاز أن يكون معظماً لصنم موضوع بين يديه وهو غافل عنه، أو يكون معظماً للحائط الذي بين يديه وهو غافل عنه، وإذا خرج عن كونه تعظيماً لم يبق إلا مجرد حركة الظهر والرأس وليس فيه من المشقة ما يقصد الامتحان به، ثم يجعله عماد الدين والفاصل بين الكفر والإسلام ويقدم على الحج وسائر العبادات ويجب القتل بسبب تركه على الخصوص، وما أرى أن هذه العظمة كلها للصلاة من حيث أعمالها الظاهرة إلا أن يضاف إليها مقصود المناجاة فإن ذلك يتقدم على الصوم والزكاة والحج وغيره بل الضحايا والقرابين التي هي مجاهدة للنفس بتنقيص المال قال الله تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ}(37) سورة الحـج أي الصفة التي استولت على القلب حتى حملته على امتثال الأوامر هي المطلوبة فكيف الأمر في الصلاة ولا أرب في أفعالها؟ فهذا يدل من حيث المعنى على اشتراط حضور القلب5.

أيها المسلمون، أتعرفون من أسرق الناس؟

قد بينه رسول الهدى، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مُغَفَّلٍ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَسْرَقُ النَّاسِ مَنْ يَسْرِقُ صَلاتَهُ)، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ صَلاتَهُ؟، قَالَ: (لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا، وَلا سُجُودَهَا، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلامِ)6.

نعم هذا أسرق الناس، أما يردعه هذا الوصف الذي أطلقه النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه حين لا يستحضر عظمة الله، ولا يستشعر أنه ماثل بين يديه، وأنه مناجٍ ربَّ السماوات والأرض! يصلي لا يحسن صلاته، ويركع لا يتم ركوعه، سبحان الله ما قيمة هذه الحركات إذاً، ولِمَ يجهد نفسه ويتعبها؟! وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)7.

وهنا تظهر قيمة الخشوع وسبب الكلام عنه، وذلك أن تاركه في صلاته يكون أسرق الناس، وكذلك لأن الخشوع أول عِلْم يرفع كما جاء عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: (هَذَا أَوَانُ الْعِلْمِ أَنْ يُرْفَعَ) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ -يُقَالُ لَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ-: أَيُرْفَعُ الْعِلْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ، وَقَدْ عَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ) ثُمَّ ذَكَرَ ضَلَالَةَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ وَعِنْدَهُمَا مَا عِنْدَهُمَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-. فَلَقِيَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بِالْمُصَلَّى فَحَدَّثَهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: صَدَقَ عَوْفٌ، ثُمَّ قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ. قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي أَيُّ الْعِلْمِ أَوَّلُ أَنْ يُرْفَعَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: الْخُشُوعُ حَتَّى لَا تَكَادُ تَرَى خَاشِعًا)8.

أين نحن عباد الله من:

فتية يعرف التخشع فيهم
كلهم أحكم القران غلاماً
قد برى جلده التهجد حتى
عاد جلداً مصفراً وعظاماً
تتجافى عن الفراش من الخوفِ
إذا الجاهلون باتوا نياماً
بأنينٍ وعبرةٍ ونحيبٍ
ويظلون بالنهار صياماً
يقرؤون القرآن لا ريب فيه
ويبيتون سجدا وقيام9

أين نحن عباد الله من علي بن الحسين -رحمه الله- كان إذا توضأ اصفرَّ وتغيرَّ، فيقال: مالَك؟

فيقول: أتدرون بين من أريد أن أقوم؟10.

أين نحن من عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-؟ قال عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: كان إذا هدأت العيون قام فسمعت له دوياً كدوي النحل11.

أين نحن من عروة بن الزبير لما وقعت الأكلة في رجله، فلما أكلت نصف ساقه، دخل على الوليد فجمع له الأطباء العارفين بذلك، فأجمعوا على أنه إن لم يقطعها وإلا أكلت رجله كلها إلى وركه، وربما ترقت إلى الجسد فأكلته، فطابت نفسه بنشرها وقالوا له: ألا نسقيك مرقدًا حتى يذهب عقلك منه فلا تحس بألم النشر؟ فقال: لا! والله ما كنت أظن أن أحداً يشرب شراباً ويأكل شيئاً يذهب عقله، ولكن إن كنتم لا بدَّ فاعلين فافعلوا ذلك، وأنا في الصلاة فإني لا أحس بذلك، ولا أشعر به.

فنشروا رجله من فوق الأكلة، من المكان الحي، احتياطا أن لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلي، فما تضور ولا اختلج (أي ما صاح ولا ارتعد)، فلما انصرف من الصلاة عزَّاه الوليد في رجله، فقال: اللهم لك الحمد، كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت، وإن كنت قد أبليت فلطالما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت12.

فهذا حال السلف الصالح، فانظروا كيف كان خشوعهم، وكيف كانت قلوبهم عامرة بالتذلل والخضوع للذي بيده ملكوت السماوات والأرض، أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من المؤمنين الخاشعين.

رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين

الخطبة الثانية:

الحمد لله ولي المتقين، وصلى الله وسلم على الرسول الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فقد عرفنا قيمة الخشوع في حياة المؤمنين، وأن عليه كثيراً من الأجر، ولو لم يكن إلا قبول العبادات، والإثابة عليها لكان ذلك كافياً، وللحريص من المسلمين أن يعرف ما يمكن أن يُجلب به الخشوع لنفسه، وذلك بعدة أمور:

- الإكثار من التعبد والطاعات بشرط الإخلاص، فالتعبد سبيل إلى الخشوع وطريق إلى الخضوع، لا سيما إن كانت العبادات بإخلاص لله جل وعلا، فعند ذلك يكون استحضار القلب، فيحصل ما يمكن من الخشوع.

- اجتناب المعاصي والآثام، وذلك لأن كثرتها تميت القلب وتقسيه، والقلب القاسي بعيد عن الخشوع كل البعد.

- الدعاء وطلب الخشوع من الله وسؤاله الخشية، فإن علم الله في عبده حرصاً على شيء، وقد لهج العبد بالدعاء كان حرياً أن يرزق الخشوع، كما أثنى الله على زكريا -عليه السلام- وأهله {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}(90) سورة الأنبياء.

- عبادة السر والخلوات، وهذه من أقوى ما يجلب الخشوع؛ لأن العبد يكون أكثر إخلاصاً لله تعالى بعيدًا عن الرياء.

- تذكر الموت والدار الآخرة، فعلَّه يذيب القلب القاسي من خشية الله، فإنه قد علم أن من أكثر من ذكر الموت لانت نفسه.

- أكل الحلال، وشرب الحلال، ولبس الحلال، حتى يتقبل الله من العبد دعاءه، وعبادته، أما إن كان كل ذلك حراماً أنَّى يستجاب له.

- التقليل من المباحات، وتجنب المكروهات، لما في ذلك من ترقيق النفس وتعويدها على بساطة العيش، وكبح شهواتها.

- المسارعة بالتوبة، والإكثار من الاستغفار في كل وقت، وبعد كل ذنب، ما لم فإن الذنوب تستفحل والشيطان يستحوذ على من بعد عهده بالتوبة، وأيضاً فإن من أكثر من قرع الباب يوشك أن يفتح له، وبهذا قد ييسر له الله الخشوع.

- ترقب آفات النفس والعمل؛ ليزول الكبر والعجب والرياء، فإن العبد إذا رأى نفسه بعين الكمال وغفل عن عيوبها فقد أتبع نفسه هواها، ويا ترى أين الخشوع من امرئ يرى عيوباً في غيره، وفي نفسه مثلها فيأخذ بجريرة غيره ما لا يأخذ على نفسه من اللوم والتفنيد فيرى القذاة في عين الآخرين ولا يرى الخشبة في عينه، فيقسو قلبه.

وأما فوائد الخشوع فكثيرة منها:

- راحة القلب وطمأنينته وفرحته بالقرب من الله تعالى.

- يورث الخوف والرهبة من الله –عز وجل-.

- الفوز بالجنة والنجاة من النار.

- إعلان العبودية لله ونبذ ما سواه، وهذا من كمال التوحيد.

- تكفير الذنوب وتعظيم الأجور.

- الكف عن المعاصي، والشهوات.

- إلانة القلب القاسي، وإذابة الفظاظة المفرطة.

- والخشوع في سائر العبادات يكون به قبولها.

- أنه سيما من سيم المؤمنين وتشبه بالأنبياء والصالحين.

وعلى هذا المقام يجب أن نسلك مسالك الخشوع، ونسعى في تحصيله بكل ما أمكن، ولنكن جادين في البذل والعزيمة لنيل مرتبة الخاشعين.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، وجدد الإيمان في قلوبنا، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

والحمد لله أولاً وآخراً.

1 مشكل الآثار للطحاوي: (3/319).

2 سنن أبي داود: (675) وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: (1626).

3 ذكره الغزالي في الإحياء، وضعفه الألباني: في ضعيف ابن ماجه (1325)، وضعيف سنن ابن ماجه (277)، وضعيف الجامع الصغير (3512)، وضعيف أبي داود (282/1296) نحوه، وهو بلفظ: (الصلاة مثنى مثنى أن تشهد في كل ركعتين وأن تباءس وتمسكن وتقنع بيديك وتقول اللهم اللهم فمن لم يفعل ذلك فهي خداج سئل أبو داود عن صلاة الليل مثنى قال إن شئت مثنى وإن شئت أربعاً). وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: (1/395): أخرجه الترمذي والنسائي بنحوه من حديث الفضل بن عباس بإسناد مضطرب.

4 المعجم الكبير للطبراني: (10862) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم: (5834).

5 إحياء علوم الدين: (1/166).

6 المعجم الكبير للطبراني: (1660) صححه الألباني في صحيح الجامع رقم: (966).

7 صحيح مسلم: (4899).

8 رواه أحمد في مسنده: (22865) قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد قوي.

9 التخويف من النار لابن رجب: (1/29).

10 مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة: (273).

11 الزهد للإمام وكيع بن الجراح: (1/391).

12 البداية والنهاية: (9/120).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخشــوع
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: