عن أم هانئ - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة, وصلى ثماني ركعات، فلم أر صلاة قط أخف منها؛ غير أنه يتم الركوع والسجود, والحديث عن صلاة الضحى, ولكن لم أفهم العبارة: (غير أنه يتم الركوع والسجود), فكيف يتم إتمام الركوع والسجود ، أليست هي صلاة عادية فيها ركوع وسجود؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فالمقصود بقولها في الحديث: (يتم الركوع والسجود) أنه يطمئن فيها اطمئنانًا كاملًا، ويأتي فيها بالأذكار, قال ملا القاري في مرقاة المفاتيح: إشعار بالاعتناء بشأن الطمأنينة في الركوع والسجود؛ لأنه عليه الصلاة والسلام خفف سائر الأركان من القيام والقراءة والتشهد, ولم يخفف من الطمأنينة في الركوع والسجود. اهــ .
وقال بدر الدين العيني عن قولها في الحديث (غير أنه يتم الركوع و السجود): وهذا لدفع وهم من يظن أن إطلاق لفظ أخف ربما يقتضي التنقيص في الركوع والسجود، فدفعت أم هانئ ذلك بقولها يتم الركوع والسجود. اهــ .
وقال في معنى إتمام الركوع والسجود: إتمام الركوع والسجود, وهو الطمأنينة فيهما, والإتيان بتَسْبيحاتهما .اهــ
فاتضح بهذا أن المقصود من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خفف القيام في تلك الصلاة, وأتى بالطمأنينة والتسبيحات في الركوع والسجود .
والله تعالى أعلم.