الصلب والفداء
كنت أود تسمية هذا الباب باسم الخرافة ولكن مراعاة لمشاعر الخرافات والأساطير التي تحمل ولو جزء من الحقيقة فكرت أن أتركه كما هو
فلنرجع الى الأيام الجميلة ... الى المدرسة ... ما هو رأيك لو كان هناك أحد المدرسين يطلب من جميع التلاميذ أن ينجحوا في اختباراته بنسبة 100% ، ولو حصلت على أقل من 100 % ستسقط فى الامتحان ؟
على الفور ستقول أن هذا المدرس من كوكب تانى لأنه لا يفهم الطبيعة البشرية... لأنه من الطبيعة البشرية الخطأ.. فهى جزء من تكوينا ... بأمر وتقدير الله فى خلقنا ... أن نعمل أخطاء ..ولو كنا نعرف ان الله جل وعلى لا يغفر ... لعرف الله سبحانه وتعالى كيف نفكر فيه بالظبط ، كما فكرنا فى المدرس والذى قلنا عنه أنه لا يعرف الطبيعة البشرية ويطلب 100% فى جميع الأوقات ..وكون عدم غفران الله لخطيئة آدم .. يقدم نفس الصورة عن الخالق الغفور كما هى تماما صورة ذلك المدرس ... وهذا مثال تقريبى .. وتعالى الله عما تصفون يا نصارى ... والله ما هكذا الله .
من وجهة نظر الإنجيل بعهديه القديم والجديد لدينا رأيين فى موضوع الفداء
الأول .. ان المسيح لم يمت من أجل خطايانا
والثاني .. ما سربه بولس الذى بدل دين المسيح و يقول نعم ... فبولس هو المسئول الأول عن أعطاء تلك الصورة لله الخالق الغفور الرحيم بأنه مثل هذا المدرس ! فهل هذا معقول .
وأريد هنا أعزائي أن أضرب لكم مثال بسيط نحاول منه فهم ما يسمى بالصلب والفداء وتلك القصة اللا معقولة التي يحاول النصارى ترويجها بين الناس وإتهام الله ظلماً وزوراً بأن هذا حدث وأن الله قتل نفسه أو قتل إبنه من أجل خطايا البشر نقول هنا مجرد ضرب مثال نستوعب به ما يريد النصارى قوله ...... إنهم يزعمون أن الصلب الذي هو من أعظم الذنوب والخطايا به خلص الله آدم وذريته من عذاب الجحيم وبه عاقب إبليس مع أن إبليس ما زال عاصيا لله مستحقا للعقاب من حين امتنع من السجود لآدم ووسوس لآدم إلى حين مبعث المسيح والرب قادر على عقوبته وبنو آدم لا عقوبة عليهم في ذنب أبيهم فمن كان قولهم مثل هذه الخرافات التي هي مضاحك العقلاء والتي لا تصلح أن تضاف إلى أجهل الملوك وأظلمهم فكيف يدعون مع هذا أنهم يصفون الله بالعدل ويجعلون من عدله أنه لا يأمر الإنسان بتعلم ما يقدر على تعلمه وفيه صلاح معاشه ومعاده ويجعلون مثل هذا موجبا لتكذيب كتابه ورسله والإصرار على تبديل الكتاب الأول وتكذيب الكتاب الآخر وعلى أنه يتضمن مخالفة موسى وعيسى وسائر الأنبياء والرسل.
والمفهوم الكنسى لما يسمى "بالخطيئة الموروثة" كما سربها بولس الى عقولهم هو أن كل إنسان يولد خاطئاً ، لماذ ا هذا ؟ لأن أبونا آدم وأمنا حواء عصيا الله وأكلا من الشجرة المحرمة، فوقعا في الخطيئة وبذلك يكون آدم وزوجته ونسلهم يستحقون جميعاً عقاب الآخرة (أي جهنم)، وهذا هو العدل الإلهي ، لكن صفة الرحمة لله تعالى تستوجب العفو، فنتج تناقض بين عدل الله وبين رحمته تعالى " فتطلب الأمر شيئاً يجمع بين الرحمة والعدل ، فكانت الفدية التي يتم بها ناموس العدل ويتحقق بها ناموس الرحمة! ولكن ينبغي أن تكون هذه الفدية طاهرة غير مدنسة، وليس في الكون ما هو طاهر بلا دنس إلا الله سبحانه وتعالى … ولكن تعالى الله أن يكون "فدية" فأوجبت المشيئة أن يتخذ جسداً يتحد فيه اللاهوت والناسوت ؛أي جسداً يكون إلها وبشراً في الوقت نفسه، فاتحد اللاهوت والناسوت في بطن العذراء مريم فنتج عن هذا الإتحاد إنساناً كاملاً ، من حيث هو ولدها وكان الله في الجسد إلهاً كاملاً ، وقد تمثل هذا كله في المسيح الذي أتى ليكون "فديه " لخلقه. وكان ذلك هو الفداء.
ثم قدم هذا الإله " ذبيحة" ليكون ذبحه إعفاء البشر من جريمة الخطيئة، فمن أجل ذلك مات المسيح على الصليب.وهذا هو الصلب.
وكان هذا كله كفارة لخطايا البشر وتخليصهم من الهلاك.وهذا هو الخلاص.
ولما كان البشر كلهم خطاه بخطيئة أبيهم آدم وأمهم حواء فهم هالكون، ولا ينجيهم من هذا الهلاك سوى إيمانهم بالمسيح"الفادي".
والسؤال هنا ... ماهى النصوص التى يستدل بها النصارى على هذا الأعتقاد الغريب بما يقال عنه بالفداء ؟يستدلون بما قاله من كتب انجيل يوحنا فى 10عدد11 :"أنا هو الراعي الصالح ، الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" وهذا النص متناقض تناقض فاضح مع نص لوقا 18عدد19 والذى قال فيه عيسى مؤنباً ذلك الرجل الذي قال له أنت معلم صالح :"لماذا تدعوني صالحاً ليس صالحاً إلا واحد…". وهذا النص يفيد المغايرة ويبطل التثليث أيضا .
والنص الثانى هو ما رواه أيضا من كتب أنجيل يوحنا 3 عدد 16 :"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" وهذا التصريح بأن عيسى هو ابن الله الوحيد لم يذكره إلا يوحنا فقط، ولم يقله المسيح ولو مرة واحدة إطلاقا ... فلماذا لم تذكره بقية الأناجيل، مع أنه عقيدة هامه في المسيحية؟!
ومرقص10عدد45 :"أن ابن الإنسان لم يأت ليخُدَم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين "
فهذه النصوص ليست إلا ادعاءاً باطلاً ليبرروا به قضية الصلب التي اعتقدوها وآمنوا بها . فادعوا أن الصلب هو الشرف الحقيقي وهو الهدف الأسمى من رسالة المسيح، ولولا الصلب ما جاء المسيح، فأخذوا يدندنون حول هذا الأمر ويبحثون له عن الأوجه التي تجعله في حيز المقبول والمعقول، إلا أن كلامهم في الحقيقة يزيد الأمر تعقيداً وإرباكاً للقارئ والسامع.
والآن .. إقرأ هذا المثال لتعرف ما يريد النصارى أن يصدقه الناس
كان هناك أحد الملوك وكان عنده مجموعة من العبيد , وكان يحب هؤلاء العبيد جداً , ولكن هؤلاء العبيد خانوا ذلك الملك وتمردوا عليه وعصوه ولم يتركوا شيئاً يغضبه إلا وفعلوه , ولم يسمعوا ولا أمر واحد له ,ولكن ذلك الملك الطيب كان يحبهم وأراد أن يعفوا عنهم فماذا فعل ؟ تخيلوا ماذا فعل ؟
من أجل أن الملك أراد أن يسامح العبيد جاء بعد آلاف السنين لأحفاد هؤلاء العبيد فأنجب ولداً ثم قال لهؤلاء العبيد هذا الولد هو أنا أو كأنه أنا بالضبط , لا فرق بيني وبينه , ولأني أحبكم وأريد أن أسامحكم , فخذوا إبني هذا وإضربوه وأهينوه وعذبوه وأقتلوه شر قتله على الصليب , نعم إصلبوه وإقتلوه , وبعد هذا سأسامحكم على الخطيئة التي فعلها أجدادكم !
أيها الناس هذه هي القصة باختصار شديد .. وهذا ما يريد النصارى أن نقتنع به ونؤمن به ... هذه هي عقيدة الصلب والفداء المزعومة .. إن كان أحدكم يعقل هذا فليجبني..
هل تعتقدون أن ذلك الملك عاقل ..؟ هل تعتقدون أن ذلك الملك يتصرف بحكمة ..؟ هل يصلح أساساً لتولي الحكم ...؟
يا أصحاب العقول أجيبوني ... ألم يكن ذلك الملك يستطيع أن يقول لهؤلاء العبيد اذهبوا فقد سامحتكم فيسامحهم ؟
وما علاقة ابنه بهؤلاء العبيد ؟ ما ذنب ذلك الابن المسكين الذي ما جاء أساساً إلا ليقتل بلا ذنب ولا خطيئة فعلها ؟
كيف يصدق عاقل أن الله يفعل ذلك ؟ أين العدل الإلهي في ذلك ؟ ألم يكن الله يستطيع أن يقول اذهبوا فقد غفرت لكم فيغفر لنا ؟ ألم يكن يستطيع ذلك الإله الضعيف أن يغفر للبشر دون أن يصلب ابنه أو يصلب نفسه على الصليب ؟ ولماذا يحاسبنا الله على ذنب لم نرتكبه أساسا؟
ولتحليل موضوع الخطيئة الأصلية ... فلنقرأ سويا تساؤلات منطقية عن عقيدة الخطيئة والفداء من الإنجيل.
وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر
ثم لماذا الصلب والفداء وهناك توبة ومغفرة من الله الذي هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ؟
أيها الناس .... والله ما هذا الإله بإلهنا ... والله ما ذلك الرب برب يعبد أو يسجد له الناس .. ذلك الإله الذي تصفونه بأنه تورط حينما أخطأ آدم فاضطر حتى يغفر لآدم وأولاد آدم أن يصلب نفسه أو يقتل نفسه ... معنى انه تورط ... أذا فهو لم يكن يعرف الغيب ... هل هذا إله ؟ يا أعزائي اعقلوا وفكروا وتدبروا كل أمر ... إن الله لغني عن العالمين , جاء في
مزمور8عدد 4-5: فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده. (5) وتنقصه قليلا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله. (SVD)
ووالله لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضه ما سقى فيها كافر شربة ماء ... فكيف به ينزل من عليائه ويتصاغر ويتضاءل ويصبح نطفة في رحم امرأة تسعة أشهر بين البول والدم وال....... , ثم يولد من فرج امرأة ؟ وأين ولد ؟ في مزود للبهائم ( زريبة ) هل هذا إله؟
فكيف به وهو إله يولد من فرج امرأة ؟ ويرضع من ثدي امرأة ؟ ويصبح طفلا ً صغيرا يتبول على نفسه ويتبرز على نفسه ؟ وتصبح رائحته قذرة نتيجة هذا وذاك ؟ هل هذا إله ؟
وكيف به وهو يصبح طفلاً يحتاج لمن يرعاه ويرضعه ويغذيه ؟ يجوع ويعطش ويأكل ويشرب ويبول ويغوط ؟ ثم يصبح شاباً فيضرب ويهان ويسب ويلعن ويبصق في وجهه ويعريه اليهود ؟ هل هذا إله ؟
وكيف به وهو مأخوذ عنوة وإجباراً ليصلب على الصليب ليموت ؟ نعم مات على الصليب ... هل هذا إله ؟ ثم لماذا كل هذا ؟ ليحمل عنا الخطيئة ويغفر لنا ذنوبنا ؟ هل تصدق ذلك ؟ أقصد هل تعقله ؟
والله ما قال الناس ذلك إلا لله روب من حساب الله وثوابه وجزائه وعقابه وما سبوا الله بهذه المسبة العظيمة إلا لأنهم يريدوا أن يسقطوا حدود الله عنهم وتكليف الله لهم .
فكيف يُعقل أن يستوي المجرم واللص والزاني مع الصالح والعابد والمطيع والمحسن وبار والديه فقط لأن الرب صلب على الصليب ؟ والله إنها لعقيدة فاسدة لا يقبلها عاقل أبداً ولم ينزل الله بها من سلطان .. فكيف بكم والله يحاسبكم على هذا ؟
وأرجوك لا تقل لي أن ما أقوله أنا عن الناسوت , أنت تقول أنه الله وأن الناسوت هذا هو الله المتجسد , فهل يعقل أن يأتي الله في جسد بهذه الصفات ؟ وإلا فيجب عليك أن تقول أن هذا الجسد هو جسد عادي لا يُعبد وليس له علاقة بالله غير كونه نبي ويجب عليك أن تنفي عنه أي صفة من صفات الألوهية , وبناءً عليه فيسوع هو بشر عادي جداً ولا يجب أن يوصف أبداً أنه الله, والآن ... قل لنا لماذا تقول ان المسيح هو الله ؟
* فإنه من المعلوم بصريح العقل واتفاق العقلاء أن المخلوق لا قوام له إلا بالخالق فإن كان الخالق قوامه بالمخلوق لزم أن يكون كل من الخالق والمخلوق قوامه بالآخر فيكون كل منهما محتاجا إلى الآخر إذ ما كان قوام الشيء به فإنه محتاج إليه * وهذا مع كونه يقتضي أن الخالق يحتاج إلى مخلوقه وهو من الكفر الواضح فإنه يظهر امتناعه بصريح العقل وهذا لازم للنصارى سواء قالوا بالاتحاد أو بالحلول بلا اتحاد وإن كانت فرقهم الثلاث يقولون بنوع من الاتحاد فإنة مع الاتحاد كل من المتحدين لا بد له من الأخر فهو محتاج إلية كما يمثلون به في الروح مع البدن والنار مع الحديد * فإن الروح التي في البدن محتاجة إلى البدن كما أن النار في الحديد محتاجة إلى الحديد * وكذلك الحلول فإن كل حال محتاج إلى محلول فيه وهو من الكفر الواضح فإنه يظهر امتناعه بصريح العقل * فإن ذلك المخلوق إن قدر أنه موجود بنفسه قديم أزلي فليس هو مخلوقا ومع هذا فيمتنع أن يكون كل من القديمين الأزليين محتاجا إلى الآخر سواء قدر أنه فاعل له أو تمام الفاعل له أو كان مفتقرا إليه بوجه من الوجوه لأنه إذا كان مفتقرا إليه بوجه من الوجوه لم يكن موجودا إلا به * فإن الموجود لا يكون موجودا إلا بوجود لوازمه ولا يتم وجوده إلا به فكل ما قُدِّر أنه محتاج إليه لم يكن موجودا إلا به * فإذا كان كل من القديمين محتاجا إلى الآخر لزم أن لا يكون هذا موجودا إلا بخلق ذلك ما به تتم حاجة الآخر وأن لا يكون هذا موجودا إلا بخلق ذلك ما بة تتم حاجة الآخر * والرب تعالى غني عن كل ما سواه من كل وجه وكل ما سواه فقير إليه من كل وجه وهذا معنى اسمه الصمد فإن الصمد الذي يُصْمَد إليه كل شيء لافتقاره إليه وهو غني عن كل شيء لا يَصْمِد إلى شيء ولا يسأله شيئا سبحانه وتعالى فكيف يكون قوامه بشيء من المخلوقات ؟
من الذي يكفر عن دم المصلوب ؟ هل الرب مات منتحراً ؟
أنا أدرك تماماً لماذا منعوا الكتاب المقدس عن التداول لفترة طويلة من الزمن إعتبر كل من يقرأ الكتاب المقدس فيها هو ممن يستحقون القتل على حسب الكنيسة الكاثوليكية حتى جاء مارتن لوثر في القرن السادس عشر وهو مؤسس المذهب البروتستانتي ومن ضمن الأشياء التي نادى بها هو السماح للناس بقراءة الكتاب المقدس بعد أن جُرّم عظيم على كل من يقرأ الكتاب المقدس . وأدرك أيضاً لماذا لا تدعوا الكنيسة النصارى للإهتمام بكتابهم المقدس ولا نجد رجل واحد نصراني على وجه الأرض يحفظ الكتاب المقدس كاملاً كما يحدث للقرآن , أنظر لن اطيل عليك ولكن إقرأ هذه الفقرة الواردة في سفر العدد 35عدد 33 يقول هكذا :
العدد 35 عدد 33 : لا تدنسوا الارض التي انتم فيها لان الدم يدنس الارض.وعن الارض لا يكفّر لاجل الدم الذي سفك فيها الا بدم سافكه. (SVD)
يقول أن الدم يدنس الأرض ولا يكفر عن الدم إلا بدم سافكه ! حسناً يسوع تسبب في سفك دم نفسه , فمن يكفر عن دم يسوع ؟ إن ما فعله يسوع هو الإنتحار بعينه وهو جاء أساساً من أجل ذلك فهل هناك من يكفر عن دم يسوع ؟ هل نقتل اليهود الذين قتلوه أم نقتل يسوع مرة أخرى لنطهر الأرض ؟ أم أن الأرض مازالت نجسة من عهد يسوع إلى الآن ؟
حسناً سأطرح فكرة أخرى , هل من الممكن أن ينتحر النصراني إقتداءاً بربه ؟ فربه مات على الصليب منتحراً , لقد جاء الرب أساساً ليصلب وليموت وهو يعلم ذلك ولم يحاول الهرب من اليهود , ولم يقاومهم وهو ما يعرف بالانتحار وإزهاق النفس والله حرم قتل النفس أو أن تودي بنفسك للتهلكة ! فهل موت يسوع على الصليب يعتبر قدوة لكل نصراني ؟ لماذا لا تنتحر ؟
صفات المصلوب
مزمور 22 عدد 6 : اما انا فدودة لا انسان.عار عند البشر ومحتقر الشعب. (SVD)
وهذه الفقرة السابقة هي من المزامير وبكامل النص يعتبر النصارى أن هذا النص نبوءة عن يسوع وعن قصة الصلب والفداء والقصة بكاملها موجودة في المزمور 22 لمن أراد أن يراجعه وإكتفيت بنقل هذه الفقرة فقط منه فهذه هي صفة من يدعون أنه صُلِب أو النبوءة الواردة عنه فإن كانت هذه صفة المصلوب فليفرح النصارى بعبادة مصلوب بهذه الصفات ( دودة لا إنسان وعار ومحتقر ) فليفرح النصارى بذلك .
غلاطية 3عدد 13: المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (SVD)
وكلمات بولس المشهورة في غلاطية 3 عدد 13 والتي لعن فيها المسيح وما لعن المسيح إلا رجل ملعون فالمسيح ليس بملعون كما قال بولس ولكنه نبي كريم معصوم من عند الله فإن كان بولس قالها صراحة قلنا لا مشكلة أن النصارى يسبون ربهم ويصفوه بأنه ملعون .
الله يقول في القرآن الكريم :
لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ (232) البقرة
وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (112) النساء
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) النحل
وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) البقرة
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) آل عمران
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) الأنعام
إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً (7)
وورد في الكتاب المقدس
إن الله لا يريد أن يظلم الناس ويذبح إبنه ( هذا إن كان عنده إبن والعياذ بالله ) نتيجة خطأ وأعوذ بالله من هذا القول الفاسد فما كان لله من ولد , فالله كما يدعي النصارى قد ضحى بإبنه حتى لا يحاسب البشر على خطأ لم يرتكبوه ! ولكن سبحان الله فإنها لا تعمى الأبصار فقط ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فإقرأ ما يقوله صاحب إنجيل متى في الإصحاح 9عدد 13 كما يلي :
متى9عدد 13: فاذهبوا وتعلّموا ما هو.اني اريد رحمة لا ذبيحة.لأني لم آت لأدعو ابرارا بل خطاة الى التوبة (SVD
وفي حزقيال الإصحاح الثامن عشر امر واضح جداً لا ينكره عاقل ولن أحتاج إلى الكثير من التعليق فالنص أوضح من أن يعلق عليه أحد فقط إقرأ الفقرتين في حزقيال لتسأل نفسك بعدها ماهي الخرافة المسماة بميراث الخطيأة وما هو الصلب والفداء المزعوم إقرأ حزقيال 18عدد 18-19 كما يلي :
حزقيال18عدد 18:اما ابوه فلانه ظلم ظلما واغتصب اخاه اغتصابا وعمل غير الصالح بين شعبه فهوذا يموت بإثمه (19) وانتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من اثم الاب.اما الابن فقد فعل حقا وعدلا حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا.
ومن أمثال ذلك الكثير في الكتاب بعهديه الجديد والقديم فإقرأ فقرة أخرى في سفر حزقيال توضح لك أن الله سبحانه يحاسب كل إنسان بحسب أعماله هو لا بحسب خطيأة آدم وبرحمة الله يوجه لهم النداء أن توبوا عن الذنوب والمعاصي يغفر لكم الله ذنوبكم , فقط الله يطالبنا بالتوبة يا عباد الله وهؤلاء الظالمون من النصارى يدعون أن الإنسان لا تنفعه توبة حتى يقتنع أن الله قتل إبنه من أجل أن يقبل توبته , هل هذا يعقل أيها الناس ؟ لك النص في حزقيال 18عدد 30 كما يلي :
حزقيال18عدد 30: من اجل ذلك اقضي عليكم يا بيت اسرائيل كل واحد كطرقه يقول السيد الرب.توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم ولا يكون لكم الاثم مهلكة.
متى ومرقس قالوا أن هذا الجنس الموجود في عصر يسوع لن يخرج إلا بالصوم والصلاة ولم يقولا كما يدعي أتباع الصليب الآن أنه سيخرج عندما تقتنع أن الله قد قتل إبنه من اجل أن يغفر لك ففي متى 17عدد 21 وفي مرقس 9عدد 29 كما يلي :
متى17عدد 21: وأما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة والصوم (SVD)
مرقس 9عدد 29: فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم (SVD)
وبنص كلام بولس في روميه 2عدد 5-6 يؤكد على التوبة والحساب بالأعمال هكذا :
رومية2عدد 5: ولكنك من اجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة (6) الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله. (SVD)
وفي التثنية 7عدد 9-10 وهو من العهد القديم هكذا :
تثنية7عدد 9: فاعلم ان الرب الهك هو الله الاله الامين الحافظ العهد والاحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه الى الف جيل (10) والمجازي الذين يبغضونه بوجوههم ليهلكهم.لا يمهل من يبغضه.بوجهه يجازيه. (SVD)
أنا أعتقد انه ليس بعاقل من يرد هذا الكلام الوارد في سفر حزقيال والتثنية وباقي النصوص كما نقلتها ليقول أنه ما زال يفكر في الصلب والفداء وميراث الخطيئة وهذه الأمور والأفكار الرثة التي لم يعد يقبل بها أصغر الأطفال والتي لا يعقلها عاقل ولا يقبل بها أي إنسان يعرف الله, وها هو حزقيال يقول لنا قصة الخطيئة ومن يتحمل الخطيئة مفنداً وراداً على كل النصارى الذين ما زالوا يخدعون البسطاء من قومهم بقصة موهومة إتضح بطلانها عقلاً ونقلاً ومنطقياً وبشهادة الكتاب المقدس وبشهادة الواقع وبشهادة التاريخ, فهل من عاقل يعقل هذا الكلام ؟ هل من عاقل يدرك ويعي أن هذا الدين ما جاء إلا من المجامع والاتفاقيات بين القساوسة الذين يخدعون العوام من النصارى ليستدروا أموالهم وعطفهم ويكتسبوا السلطة والنفوذ من وراء هؤلاء المساكين المخدوعين ؟ إقرأ ما ورد في حزقيال الإصحاح 18عدد 4-22 كما يلي :
حزقيال 18عدد 4: ها كل النفوس هي لي.نفس الاب كنفس الابن.كلاهما لي.النفس التي تخطئ هي تموت. (5) والانسان الذي كان بارا وفعل حقا وعدلا (6) لم يأكل على الجبال ولم يرفع عينيه الى اصنام بيت اسرائيل ولم ينجّس امرأة قريبه ولم يقرب امرأة طامثا (7) ولم يظلم انسانا بل رد للمديون رهنه ولم يغتصب اغتصابا بل بذل خبزه للجوعان وكسا العريان ثوبا ( ولم يعط بالربا ولم ياخذ مرابحة وكفّ يده عن الجور واجرى العدل والحق بين الانسان والانسان (9) وسلك في فرائضي وحفظ احكامي ليعمل بالحق فهو بار.حياة يحيا يقول السيد الرب (10) فان ولد ابنا معتنفا سفّاك دم ففعل شيئا من هذه (11) ولم يفعل كل تلك بل اكل على الجبال ونجّس امرأة قريبه (12) وظلم الفقير والمسكين واغتصب اغتصابا ولم يرد الرهن وقد رفع عينيه الى الاصنام وفعل الرجس (13) واعطى بالربا واخذ المرابحة أفيحيا.لا يحيا.قد عمل كل هذه الرجاسات فموتا يموت.دمه يكون على نفسه (14) وان ولد ابنا رأى جميع خطايا ابيه التي فعلها فرآها ولم يفعل مثلها (15) لم يأكل على الجبال ولم يرفع عينيه الى اصنام بيت اسرائيل ولا نجّس امرأة قريبه (16) ولا ظلم انسانا ولا ارتهن رهنا ولا اغتصب اغتصابا بل بذل خبزه للجوعان وكسى العريان ثوبا (17) ورفع يده عن الفقير ولم ياخذ ربا ولا مرابحة بل اجرى احكامي وسلك في فرائضي فانه لا يموت باثم ابيه.حياة يحيا. (18) اما ابوه فلانه ظلم ظلما واغتصب اخاه اغتصابا وعمل غير الصالح بين شعبه فهوذا يموت باثمه (19) وانتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من اثم الاب.اما الابن فقد فعل حقا وعدلا حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا. (20) النفس التي تخطئ هي تموت.الابن لا يحمل من اثم الاب والاب لا يحمل من اثم الابن.بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون. (21) فاذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وعمل حقا وعدلا فحياة يحيا.لا يموت. (22) كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه.في بره الذي عمل يحيا. (SVD)
لو سكتنا عما يعتقد به عوام النصارى في قصة الصلب والفداء لكان خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وللبشرية جمعاء , فنحن المسلمين أولاً لا نرضى بهذا الكلام في الله ولا نرضى أن يبقى آلالف البشر في هذا الوهم والتخدير لهم من قِبل من يروجون لهذه الفكرة الباطلة ولا نرضى لآلاف البشر أن يكون مصيرهم النار والعياذ بالله جرّاء هذا الإعتقاد الباطل في الله سبحانه وتعالى , فوجب علينا ألا نترك البشر في هذا الضلال لأن الله كلَّفنا نحن بني البشر حمل الأمانة وعلى هذا فنحن ننبه البشر قبل الضياع فإن إنتهت حياتهم على ما هم عليه فهم في النار وبئس القرار , فها قد بلغنا فهل من مستمع ؟
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر