لقد وجدت في كتاب بعنوان ''تنبيه الغافلين في الموعظة بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين" للسمرقندي الحنفي، حديثا مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم لم أرتح لصحته، مع العلم بأنه لم يذكر الراوي، لذلك أردت أن أسئلكم لأقطع الشك باليقين:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه.. وعندما قرأت هذا الحديث ذكرت حديثا آخر للنبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيه عاقبة من يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه إذ تكون عاقبته النار والعياذ بالله.. فكيف يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا مع أن العاقبة في النهاية تكون النار (أرجو البيان إن كان الحديث صحيحا)?
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث رواه الطبراني في المعجم الأوسط والصغير، وقال: لم يرو هذين الحديثين عن الحسن إلا عبد القدوس بن حبيب تفرد بهما ولده عنه.
وذكر المناوي في فيض القدير قال: قال الحافظ: فيه عبد القدوس بن حبيب أجمعوا على ضعفه، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير أو الأوسط من طريق عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب عن أبيه وهما ضعيفان. انتهى.
أما معنى الحديث فليس كما تبادر إلى ذهن السائل، إذ ليس فيه أمر بالنهي عن المنكر وإتيانه حتى يرد عليه الإشكال المذكور, وإنما معناه أنه يجب إنكار المنكر ولو وقع الناهي عنه فيه، لأن الأمرين واجبان -النهي والترك, فلا يسقط وجوب أحدهما بترك الآخر، يقول المناوي: ولهذا قيل للحسن: فلان لا يعظ ويقول: أخاف أن أقول ما لا أفعل، قال: وأينا يفعل ما يقول؟ ود الشيطان لو ظفر بهذا فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر... انتهى.
والله أعلم.