قرأت في أحد المنتديات هذا الدعاء الذي لا يدعو فيه أحد إلا استجيب له فأرجو منكم معرفة صحته: (عن فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت: قال لي رسول الله : يا فاطمة ألا أعلمك دعاء لا يدعو فيه أحد إلا استجيب له ولا يحيك في صاحبه سمّ ولا سحر ولا يعرض له شيطان بسوء ولا ترد له دعوة وتقضى حوائجه التي يرغب فيها إلى الله تعالى كلها عاجلها وآجلها ، قلت : أجل يا أبتِ ، هذا والله أحب إلي من الدنيا وما فيها .
قال: تقولين: ( يا الله، يا أعز مذكور، وأقدمه قدماً، في العزة والجبروت، يا الله، يا رحيم كل مسترحم، ومفزع كل ملهوف، يا الله يا راحم كل حزين يشكو بثه وحزنه إليه ، يا الله يا خير من طلب المعروف منه ، وأسر في العطاء ، يا الله يا من تخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه . أسألك بالأسماء التي تدعو بها حملة عرشك ومن حول عرشك يسبحون به شفقة من خوف عذابك، وبالأسماء يدعوك بها جبرائيل وميكائيل وإسرافيل إلاّ أجبتني وكشفت يا إلهي كربتي وسترت ذنوبي يا من يأمر بالصيحة في خلقه، ) فإذا هم بالساهرة. ( أسألك بذلك الاسم الذي تحيي به العظام وهي رميم أن تحيي قلبي وتشرح صدري وتصلح شأني , يا من خص نفسه بالبقاء وخلق لبريته الموت والحياة ، يا من فعله قول ، وقوله أمر ، وأمره ماض على ما يشاء ، أسألك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين ألقي في النار ، فاستجبت له ، وقلت : ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) وبالاسم الذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن ،فاستجبت له دعاءه ، وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر وتبت به على داوود وسخرت به لسليمان الريح تجري بأمره والشياطين وعلمته منطق الطير ، وبالاسم الذي وهبت به لزكريا يحيى وخلقت عيسى من روح القدس من غير أب ، وبالاسم الذي خلقت به العرش والكرسي وبالاسم الذي خلقت به الروحانيين، وبالاسم الذي خلقت به الجن والإنس وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق وجميع ما أردت من شيء ، وبالاسم الذي قدرت به على كل شيء . أسألك بهذه الأسماء لما أعطيتني سؤلي وقضيت بها حوائجي) ؟
وصلى الله على محمد وآل محمد .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على هذا الدعاء في شيء من كتب السنة، وبالتالي فلا نراه صحيحا، فأمارات الوضع ظاهرة عليه ففيه مخالفة للحق في بعض الأمور، وذلك دليل واضح على عدم كونه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك عدم جودة الأسلوب وهي من أمارات الوضع؛ كما قال صاحب طلعة الأنوار في أمارات الموضوع :
يعرف بالركة والإقرار **** وبالقرائن كالاقشعرار . اهـ .
وهذه الركة جلية في قوله" وأسر في العطاء إلى قوله وبالأسماء يدعوك بها جبريل" , ومن ذلك مخالفة الحقائق الثابتة بالوحي، فالله تعالى يحيى العظام وهي رميم بقوله كن فيكون، وخلق عيسى عليه السلام بقوله كن فيكون كما هو منصوص في آية مريم وآية يس، ومن ذلك كون عيسى خلق من روح القدس، فروح القدس هو جبريل لقوله تعالى : قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ {النحل: 102 } والله لم يخلق عيسى من جبريل؛ وإنما خلقه بكلمة كن كما نص عليه الإمام أحمد ، وراجعي الفتوى رقم : 1892 ، ويضاف إلى هذا أنه لم يثبت أن لله تعالى أسماء خاصة خلق ببعضها كذا وببعضها كذا، وإنما ثبت عنه تعالى أنه قال : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {يس: 82 } .
ثم إننا نوصيك بأن لا تتعودي من المواقع إلا ما عرفت أنه ملتزم بمنهج الشرع الحنيف، فإن كثيرا من المواقع قد أراد منها أصحابها محاربة دين الإسلام وصرف أهله عن الصراط المستقيم .
والله أعلم .