هل هذه الأحاديث صحيحة؟
أخرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن عبد الرحمن بن سمرة- رضي الله عنه- قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن في مسجد المدينة فقال:" إني رأيت البارحة عجباً!! رأيت رجلاً من أمتي جاء ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد عنه"
ورأيت رجلاً من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك.
ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين(أحاطوا به) فجاءه ذكر الله فخلصه من بينهم.
ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم.
ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشأ كلما ورد حوضاً مُنِع منه فجاءه صيامه فسقاه وأرواه.
ورأيت رجلاً من أمتي- والنبيون قعود حِلقا حِلقاً- كلما دنا لحلقة طردوه فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ ًبيده وأقعده بجنبي.
ورأيت رجلاً من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة فهو متحير فيها فجاءته حجته وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور.
ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلة الرحم فقالت: يا معشر المؤمنين كلموه فكلموه.
ورأيت رجلاً من أمتي يتقي النار ووهجها يدنو عن وجهه فجاءته صدقته فصارت ستراً على وجهه وظلاً على رأسه.
ورأيت رجلاً من أمتي قد أخذته الزبانية (الملائكة الذين يحرسون جهنم) من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخلاه مع ملائكة الرحمة.
ورأيت رجلاً من أمتي - جاثياً على ركبتيه - بينه وبين الله حجاب! فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله.
ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته من قِبل شِماله فجاءه خوفه من الله تعالى فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه.
ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءته أفراطه فثقلوا ميزانه.
ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على شفير جهنم فجاءه وجله من الله فاستنقذه من ذلك ومضى.
ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار فجائته دموعه التي بكى من خشية الله في الدنيا فاستخرجته من النار.
ورأيت رجلاً من أمتي- قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة - فجاءه حسن ظنه بالله فسكَّن رعده ومضى.
ورأيت رجلاً من أمتي على الصراط - يزحف أحياناً ويحبو أحياناً- فجاءته صلاته عليّ فأخذت بيده ومضى على الصراط.
ورأيت رجلاً من أمتي -انتهى إلى أبواب الجنة فغُلقت الأبواب دونه - فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتَّحت له الأبواب وأدخلته الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حُسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر.قال: قال الله عز وجل:" أنا أحق بذلك منه تجاوزوا عن عبدي" وقال أنس بن مالك-رضي الله عنه-:" من أنظر مديوناً فله بكل يوم عند الله وزن أُحد ما لم يطلبه"
وروى أبو هدبة إبراهيم بن هدبة قال:حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أشبع جائعا وكسا عرياناً وآوى مسافراً أعاذه الله من أهوال يوم القيامةً"
وأخرج الطبراني سليمان بن أحمد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لقم أخاه لقمة حلواء صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة "
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حديث من: من لقم أخاه.. ضعفه السخاوي والعجلوني بسنده، وظاهر كلام ابن القيم في المنار والملا علي قاري في الموضوعات, والبيروني في أسنى المطالب أنه موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما حديث: من أنظر مديونا، وحديث: من أشبع جائعا فلم نعثر عليهما في شيء من كتب السنة بهذا اللفظ، وقد ثبت كثير من الأحاديث في فضل إنظار المدين وإطعام الجائع وكسوة العاري وإكرام الضعيف، فراجع بعضها في صحيح الترغيب وفي المتجر الرابح ورياض الصالحين.
والله أعلم.