سامحونا على عدم تحديد السؤال عن مسألة رواية حكيت عن عثمان بن عفان رضي الله عنه, حيث إنني أريد أن أسأل عن:
1 - صحة الرواية المنسوبة إلى الخليفة عثمان بهذا اللفظ : من حفظ الصلوات الخمس لوقتها وداوم عليها أكرمه الله بتسع كرامات, وفي رواية بست كرامات .
أولها : أن يحبه الله، ويكون بدنه صحيحا، وتحرسه الملائكة، وتنزل البركة في داره، ويظهر على وجهه سيماء الصالحين، ويلين الله قلبه، ويمرّ على الصراط المستقيم كالبرق اللامع، وينجيه الله من النار، وينزله الله في جوار الذين لا خوف عليهم و لا يحزنون.
2 - هل يمكننا اعتماد ما ذكر من الكرامات التسع كحجة أكيده على ما يحصل أو سيحصل لمن حافظ على الصلوات الخمس ست في الدنيا وثلاث في الآخرة, علما بأنها من الغيبيات؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الأثر بهذا اللفظ لم نقف عليه في شيء من كتب الحديث لا مسندا ولا مرسلا، ولا مرفوعا ولا موقوفا، فيما قدرنا على الاطلاع عليه منها، ونظنه مما لا أصل له، وقد ورد في فضل الحفاظ على الصلاة كتابا وسنة ما يغني عن مثل هذا، ففيما ثبت غنية وكفاية والحمد لله.
وللمتقدمين والمتأخرين كتب مفردة عنيت ببيان شأن الصلاة ومنزلتها في الإسلام وفضل المحافظة عليها وخطر تضييعها والتفريط فيها، فمن أمثل ما جمعه المتقدمون في ذلك كتاب تعظيم قدر الصلاة لمحمد ابن نصر المروزي، ولبعض المعاصرين تصانيف حسنة وافية بالمقصود في هذا الباب منها كتاب لماذا نصلي للشيخ محمد إسماعيل المقدم.
وأما ما وعد الله به المصلي وغيره من الطائعين من أنواع المثوبات في الدنيا والآخرة فحصول الثواب الموعود بها متوقف على استيفاء الشروط وانتفاء الموانع فليس إلى الجزم بحصولها للمعين سبيل، غير أن المسلم يفعل ما أمر به من الطاعة محسنا الظن بربه تعالى وهو على رجاء فضله ومثوبته، نسأل الله أن يعيننا جميعا على ما فيه رضاه.
والله أعلم.