الأظهر ـ والله أعلم ـ أنه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من صاحب البيت ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من فرار الشيطان من ذلك البيت، ولكن لا يلزم من فراره ألا يعود بعد انتهاء القراءة، كما أنه يفر من سماع الأذان والإقامة ثم يعود حتى يخطر بين المرء وقلبه، ويقول له: اذكر كذا، واذكر كذا، كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمشروع للمؤمن أن يتعوذ بالله من الشيطان دوما، وأن يحذر من مكائده ووساوسه وما يدعو إليه من الإثم، والله ولي التوفيق ـ انتهى من مجموع فتاوى ابن باز 24 ـ413ـ وسؤالي بارك الله فيكم: كيف يتفق الكلام السابق للشيخ ـ رحمه الله ـ مع هذا الحديث: من قرأها ـ يعني سورة البقرة ـ ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان ثلاثة أيام ـ أعني أن الشيخ رحمه الله في فتواه قال: لا يلزم من فراره ألا يعود بعد انتهاء القراءة ـ وفي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشيطان لا يدخل ثلاث ليال، أو ثلاثة أيام, فكيف يتفق قول الشيخ مع الحديث المذكور؟ أفيدونا بارك الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث الذي فيه تقييد فرار الشيطان بثلاثة أيام أو ليال قد أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام. وقد ضعفه العقيلي، والألباني، والأرنؤوط.
فإذا قيل بضعف هذا الحديث لم يصح الاستدلال به في تقييد فرار الشيطان عند قراءة سورة البقرة بثلاثة أيام أو ليال.
والله أعلم.