السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أعاني من تأخر الحمل بسبب قلة عدد الحيوانات المنوية لدى زوجي، وبعد الفحوصات والتحاليل شخص الطبيب حالته بعيب خلقي، واستخدم أدوية لمدة ثلاثة أشهر، ولم يزد العدد، وبعدها استخدم خلطة عسل خاصة لقلة عدد الحيوانات المنوية، ولكن صدمنا بتناقص العدد، ومنعه الطبيب عنها، وبعدها قمنا بإجراء عمليتين حقن مجهري، ولكن فشلت -والحمدلله على كل حال-، وفي المرة الثالثة حصل حمل وظهر نبض الجنين، مع الشعور ببعض ألم التهاب داخلي عند عمل السونار المهبلي، ولكن بعدها حصل نزيف وتبين توقف نبض الجنين بالشهر الثاني، مع ازدياد ألم التهاب داخلي مع عمل السونار، واحتجت لعملية تنظيف.
الغريب أن زوجي بالعملية الأخيرة لم يستخدم الأدوية التي وصفها له الطبيب، كما في العمليتين السابقتين، وكان تفائل الطبيب بعينة زوجي في العملية الأخيرة أكثر من المرات السابقة، فما تفسيركم لحالة زوجي؟ وما أسباب توقف نبض الجنين في حالتنا؟ وهل بداية الشعور بالالتهاب كان سبب الإجهاض؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم الوضع عندك -يا عزيزتي- كما أتفهم مشاعرك ومشاعر زوجك، والحقيقة هي أن ما حدث عند زوجك هو أمر متوقع في الحالات التي يكون فيها عدد الحيوانات المنوية قليلا أو متغيرا, ففي مثل هذه الحالات لا يوجد ضمان لما يمكن أن يحدث، ولا يمكن أن نتنبأ كيف ستتطور الحالة مستقبلا، وكل الأدوية التي تعطى لتحسين السائل المنوي هي عبارة عن أدوية تجريبية، أي لم يثبت فاعليتها100%.
وما أود أن أنبه له هو أن هنالك فرق كبير بين تناول العسل الصافي، وبين تناول خلطات العسل الجاهزة، فالعسل الصافي لا يمكن أن يسبب مشكلة في السائل المنوي, أي أنه إذا لم يحسن في نوعية السائل المنوي, فإنه على الأقل سيبقيه على حاله، لكن خلطات العسل الجاهزة هي التي قد تحتوي على مواد غير معروفة التركيب والتأثير, وقد تسبب ضررا على الصحة وعلى السائل المنوي, لذلك فالنصيحة التي نقدمها في مثل هذه الحالات، هي بالاستفادة من الوضع الحالي، أي يجب الاستفادة من احتواء السائل المنوي الآن على حيوانات منوية حية قابلة للإخصاب، وتكرار عملية أطفال الأنابيب وعدم تأخيرها.
كما أود أن أوضح لك بأن حدوث الإجهاض لمرة واحدة فقط، هو أمر كثير الحدوث, سواء في الحمل الطبيعي أو في الحمل بطريقة أطفال الأنابيب, فنسبة الإجهاض في الحمل هي 15% تقريبا، ويعزى السبب في غالبية الحالات إلى عدم قدرة المضغة على إتمام الانقسام بسبب وجود خلل في الصبغيات, وهذا يحدث عند كل النساء وبطريقة لا يمكن منعه.
إن بعض أنواع الالتهابات قد تسبب حدوث الإجهاض, لذلك يجب عمل زراعة لعينة من باطن عنق الرحم عندك من قبل حدوث الحمل، وعلاج أي التهاب قد يكون كامنا.
ولقد لفت انتباهي بأن فصيلة الدم عندك هي سلبية RH، وبالتالي يجب التأكد من أنه قد تم إعطاؤك الإبرة الخاصة بمنع التحسس بعد الإجهاض.
ونصيحتي لك هي بعمل تجربة أطفال الأنابيب في مركز لديه تقنية مخبرية جديدة, يتم فيها عمل تحليل يسمى PGS ، وهو تحليل يتم فيه فحص صبغيات الأجنة قبل إرجاعها إلى الرحم, بحيث لا يتم إرجاع إلا الأجنة التي تحتوي على صبغيات سليمة, فهذا سيرفع من نسبة نجاح الحمل، ويقلل من نسبة الإجهاض بشكل كبير -إن شاء الله تعالى-.
نسأل الله -العلي القدير- أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.